الرد على : الله وملائكته يصلون على النبى
{ إن الله وملائكته يصلون على النبي. يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً. إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً }..
المشكلة الكبرى التي نعاني منها نحن المسلمين أن مبتدع الشبهة جاهل في اللغة العربية أو إنه يتجاهل اللغة العربية .. علماً بأن هذه الآية لو كانت تثير شبهة ما سكت عنه كفار قريش ، ولكن واضح إن كفار زمن الجاهلة أكثر ثقافة وعلماً من اهل هذا الزمان .
يجب أولاً أن نعرف ما هي الصلاة ومعناها .
بعض معاني لفظة الصلاة :
- تعددت أقوال العلماء في اشتقاق لفظة الصلاة فهي تحمل معاني كثيرة: فقيل:
- الصلاة لغة: الدعاء، وقيل للداعي مصل تشبيها له في تخشعه بالراكع الساجد. قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [التوبة: 103]. أي أدع لهم، ومنها الصلاة على الجنازة أي الدعاء للميت. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا دعي أحدكم فليجب فإن كان صائماً فليصل وإن كان مفطراً فليطعم) [رواه مسلم، كتاب النكاح، 2/1054، برقم: 1431].
- وقيل اشتقاقها من الصلا بالقصر وهي النار من صليت العصا إذا قومتها بالنار فالمصلي كأنه يسعى في تعديل ظاهره وباطنه كمن يحاول تقويم العود بالنار.
- وقيل الصلاة: الملازمة (تصلى نارا حامية) [الغاشية: 4]. (سيصلى نارا ذات لهب) [المسد: 3].
- وقيل أصل الصلاة: الترحم.
- وقيل أصلها التعظيم قاله الحليمي.
- وقيل إسم مشترك لمعان حكاه الماوردي.
– وذكر الفيروز أبادي صاحب كتاب الصلات والبشر ص: 20-21: << أن مادة (ص ل و) و(ص ل ي) موضوعة لأصل واحد وملحوظة لمعنى مفرد وهو الضم والجمع وجميع تفاريعها راجعة إلى هذا المعنى وكذلك سائر تقاليبها كيفما تصرفت وتقلبت كان مرجعها إلى هذا المعنى .... فسميت الأفعال المشروعة المخصوصة صلاة لما فيها من اجتماع الجوارح الظاهرة والخواطر الباطنة، وإراحة المصلي إلى الله عن جميع المفرقات والمكدرات، وجمعُه جميع المهمات المجمعات للخاطر المسكنات، أو لاشتمالها على جميع المقاصد والخيرات وكونها أصل العبادات وأم الطاعات.
وأما الدعاء فسميت صلاة أيضا لأن قصد الداعي جمع المقاصد الحسنة الجميلة والمواهب السنية الرفيعة أولا وآخرا باطنا وظاهرا دينا ودنيا بحسب اختلاف أحوال السائلين ففيها معنى الجمعية أبلغ من فلق الصبح ولله الحمد >>.
- وتستعمل الصلاة بمعنى الاستغفار قال أبو حاتم ومنه الحديث (على كل منسَم من الإنسان صلاة، فقال رجل: ما أشد ما أتيتنا به يا رسول الله فقال: (إن أمرك بالمعروف صلاة ونهيك عن المنكر صلاة وكل خطوة إلى الصلاة صلاة) حديث آخر (كل عمل المؤمن صلاة، حتى إماطته الأذى عن الطريق صلاة) ومنه قوله صلى الله عليه وسلم (إني بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم) أي أستغفر لهم، ويؤيده الرواية الأخرى (يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن استغفر لأهل البقيع فانطلق معي، فخرج فخرجت معه حتى جاء البقيع فاستغفر لأهله طويلا).
– وتستعمل بمعنى البركة.
- ومنه قوله تعالى: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) [الإسراء: 110]. أي لا تجهر بقرائتك القرآن ولا تخافت.
– كما تستعمل بمعنى الرحمة.
يتبع
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ونفع بكم ..
وجعل كل صلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) في ميزانكم.. اللهم آمين
تفسير إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم
قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً" ( 56 الأحزاب ).
والمقصود من هذه الآية : أن الله سبحانه أخبر عباده بمنزلة
عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى ، بأنه يثني عليه عند الملائكة
المقربين ، وأن الملائكة تصلي عليه ثم أمر تعالى أهل العالم
السفلي بالصلاة والتسليم عليه ، ليجتمع الثناء عليه من أهل
العالمين العلوي والسفلي جميعا .
وبهذه الآية شرفَ الله بها رسوله عليه السلام حياته وموته،
وذكر منزلته منه، وطهر بها سوء فعل من استصحب في
جهته فكرة سوء، أو في أمر زوجاته ونحو ذلك
والصلاة من الله: رحمته ورضوانه،
ومن الملائكة: الدعاء والاستغفار،
ومن الأمة: الدعاء والتعظيم لأمره.
قال البخاري : قال أبو العالية : صلاة الله : ثناؤه عليه عند الملائكة ،
وصلاة الملائكة : الدعاء ، وقال ابن عباس : يصلون : يبركون .
هكذا علقه البخاري عنهما .
وقد أخبر أنه سبحانه وتعالى ، يصلي على عباده
المؤمنين في قوله تعالى :
( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة
وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من
الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما )الأحزاب : 41 - 43.
وقال تعالى :
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ
وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155}
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156}
أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِك َهُمُ الْمُهْتَدُونَ {157}
وفي الحديث : " إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف " .
ولا خلاف في أن الصلاة عليه فرض في العمر مرة،
وفي كل حين من الواجبات وجوب السنن
المؤكدة التي لا يسع تركها ولا يغفلها إلا من لا خير فيه.
قال الزمخشري: فإن قلت الصلاة على رسول الله صلى الله
عليه وسلم واجبة أم مندوب إليها؟ قلت: بل واجبة.
وقد اختلفوا في حال وجوبها، فمنهم من أوجبها كلما
جرى ذكره وفي الحديث:
(من ذكرت عنده فلم يصل علي فدخل النار فأبعده الله).
قال أبو عمر: روى شعبة والثوري عن الحكم ابن عبد
الرحمن بن ابن ليلى عن كعب بن عجرة قال: لما نزل قوله تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله، هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة؟ فقال:
(قل :اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على
إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على
إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد).
فبين كيف الصلاة عليه وعلمهم في التحيات كيف السلام عليه.
ومعنى قولهم : " أما السلام عليك فقد عرفناه " :
هو الذي في التشهد الذي كان يعلمهم إياه ، كما كان
يعلمهم السورة من القرآن ، وفيه : " السلام عليك أيها
النبي ورحمة الله وبركاته... " .
في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا).
*وعن أبى طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال:
أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس،
يرى في وجهه البشر، قالوا يا رسول الله أصبحت اليوم
طيب النفس يرى في وجهك البشر قال أجل أتاني آت
من ربى عز وجل فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة
كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات
ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها".
رواه أحمد في مسنده والترمذي.
والملك هو جبريل كما في رواية النسائي والطبرانى.
*وعن أبى بردة بن نيار رضى الله عنه قال:
قال رسول الله: "من صلى على من أمتى صلاة
مخلصا من قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات
ورفعه بها عشر درجات وكتب له بها عشر حسنات
ومحا عنه بها عشر سيئات" رواه النسائى والطبرانى والبزار.
قال ابن كثير ورواتهم ثقات.
*قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الملك بن عمرو وأبو سعيد [ قالا ] :
حدثنا سليمان بن بلال ، عن عمارة بن غزية ، عن عبد الله بن الحسين ،
عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" البخيل من ذكرت عنده ، ثم لم يصل علي " .
وقال أبو سعيد : " فلم يصل علي " .
وعن أوس بن أوس رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه،
فإن صلاتكم معروضة عليّ ) رواه أبو داود. وصححه الألباني.
وقال سهل بن عبدالله: الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم
أفضل العبادات، لأن الله تعالى تولاها هو وملائكه، ثم أمر بها
المؤمنين، وسائر العبادات ليس كذلك.
قال أبو سليمان الداراني:
من أراد أن يسأل الله حاجة فليبدأ بالصلاة على النبي صلى
الله عليه وسلم، ثم يسأل الله حاجته، ثم يختم بالصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله تعالى يقبل الصلاتين
وهو أكرم من أن يرد ما بينهما.
وروى سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي
عنه أنه قال: الدعاء يحجب دون السماء حتى يصلى
على النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا جاءت الصلاة
على النبي صلى الله عليه وسلم رفع الدعاء.
وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى،
ولم يصلِ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم "عجل هذا" ثم دعاه فقال له
أو لغيره: إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه سبحانه،
والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم
ثم يدعو بعد ما شاء" رواه أبو داود والترمذي وقال حديث صحيح.
قال الشاعر :
حب النبي رسول الله مفترض وحب أصحابه نور ببرهان
من كان يعلم أن الله خالقه لا يرمين أبا بكر ببهتان
ولا أبا حفص الفاروق صاحبه ولا الخليفة عثمان بن عفان
أما علي فمشهور فضائله والبيت لا يستوي إلا بأركان
واختلف العلماء في الصلاة على النبي صلى الله عليه
وسلم في الصلاة، فالذي عليه الجم الغفير والجمهور الكثير:
أن ذلك من سنن الصلاة ومستحباتها.
وقوله تعالى: "وسلموا تسليما" قال القاضي أبو بكر بن بكير:
نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم فأمر الله
أصحابه أن يسلموا عليه. وكذلك من بعدهم امروا أن يسلموا
عليه عند حضورهم قبره وعند ذكره وروى النسائي عن
عبدالله بن أبي طلحة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم جاء ذات يوم والبشر يرى في وجهه، فقلت:
إنا لنرى البشرى في وجهك! فقال:
(إنه أتاني الملك فقال يا محمد إن ربك يقول أما يرضيك إنه
لا يصلي عليك أحد إلا صليت عليه عشرا ولا يسلم عليك
أحد إلا سلمت عليه عشرا). وعن محمد بن عبدالرحمن
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(ما منكم من أحد يسلم علي إذا مت إلا جاءني سلامه مع
جبريل يقول يا محمد هذا فلان بن فلان يقرأ عليك السلام
فأقول وعليه السلام ورحمة الله وبركاته).
وروى النسائي عن عبدالله قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام).
قال القشيري والتسليم قولك: سلام عليك.
وأنشد أبو بكر رضي الله عنه:
فقدنا الوحى إذ وليت عنا وودعنا من الله الكلام
سوى ما قد تركت لنا رهينا توارثه القراطيس الكرام
فقد أورثتنا ميراث صدق عليك به التحية والسلام.
روى زيد بن أسلم؛ خرج عمر ليلة يحرس فرأى
مصباحا في بيت، وإذا عجوز تنفش صوفا وتقول:
على محمد صلاة الأبرار صلى عليه الطيبون الأخيار
قد كنت قواما بكا بالأسحار يا ليت شعري والمنايا أطوار
هل يجمعني وحبيبي الدار؟
يعني النبي صلى الله عليه وسلم؛ فجلس عمر يبكي.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم.