النَّبِيُّ هو الشاهد الوحيد
بسم الله الودود الحميد ذي العرش المجيد
والذي هو على كل شيء شهيد
وأُصَلي وأُسَلِم على رسول الله الشاهد الوحيد
قال تعالى
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا
وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا
أنبياء الله مؤيَدَون بالمُعْجِزات
ومعجزاتهم مُؤيَدَة بالنبي صلى الله عليه وسلم
والنبي صلى الله عليه وسلم صَدَق وآمَن بالأنبياء
وأمر أصحابه رضوان الله عليهم بالإيمان بهم
فجعل عقيدة المُسلمين مبنية
على
التصديق والإيمان بالله وملائكته و( كُتُبِه ورُسُلِه )
فالإيمان بـ ( كُتُبِه ورُسُلِه ) رُكن ركين من أركان العقيدة
إننا كمسلمين
مطالبون بالإيمان بالرُسُل الذين جاءوا قبل نبينا صلى الله عليه وسلم
لا نُفَرِق بين أحداً منهم ولن يكتمل إيماننا إلا بذلك
هذه هي عقيدتنا
الذي علمنا إياها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
ولم يتجرأ مسلماً واحداً على مقام النبوة لجميع الأنبياء
ولم نسمع يوماً أن مُسلِماً تطاول على نبي أو رسول
أو طَعَن فيه أو في صِدْقِه .. لأنه لو حَدَث فلن يكون مسلماً
والمُعتَنِق لأي دين سماوي يتمسَك بأصول دينه ويحترم رسوله
يجب عليه ألا يتطاول على أي رسول
وهذا مالم يؤمن به
لا
( اليهود )
و لا
( النصارى )
الذين تجاوزا حدود الأدب
فجاؤا بما يتنافى مع مقام نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
فتطاولوا عليه صلى الله عليه وسلم وشكَكوا في صِدْقِه
وطَعنوا فيه
أعتذر عن هذه المُقَدِمة الطويلة
والتي جعلتها مُستهلاً أنطلِق منه
إلى
أن
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
هو
الشاهد الوحيد على صِدق ( نبي الله موسى ) و ( نبي الله عيسى )
عليهما السلام
فإذا كان اليهود والنصارى
يؤمنون حقاً كما يَدَعون بأنبيائهم
ما كانوا
تجرؤا على مقامه الشريف صلى الله عليه وسلم
ولَعَلِموا أن تشكيكهم وطعنهم في النبي صلى الله عليه وسلم
ما هو إلا طَعن وتشكيك في دينهم
ولنبدأ بطعن اليهود في رسولنا الكريم
فهم يطعنون في صِدق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ويَدَعون أنه غير صادق فيما أُخبِرَ به من السماء
وهم بهذا يطعنون في كل ما جاء عن سيدنا موسى من معجزات
ولو فرضنا جدلاً أن المسلمين صَدَقوا اليهود فى زعمهم
فمن يؤيد سيدنا موسى عليه السلام فى معجزاته
غير المسلمين
من يؤيده عليه السلام في معجزة
اليد البيضاء
قال تعالى
وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ
سُوءٍ آيَةً أُخْرَى
وقال تعالى
وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ
فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ
وقال تعالى
اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ
وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ
فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ
إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ
من يؤيد غير المسلمين
معجزة تَحَول العصا إلى ثعبان مبين واهتزازها كأنها جان
قال تعالى
فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ
وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ
وقال تعالى
وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا
وَلَمْ يُعَقِّبْ
يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ
وقال تعالى
قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى . فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى
قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى
من يؤيده عليه السلام غير المسلمين
في معجزة انفلاق البحر
قال تعالى
وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي
فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا
وَلَا تَخْشَى
وقال تعالى
فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ
فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ
ومن يؤيد غير المسلمين
في معجزة
الدم والقمل والضفاضع والجراد
وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ
لَكَ بِمُؤْمِنِينَ
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ
آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ
ومن يُؤيد غير المسلمون معجزة
إحياء الميت بقطعه من بقره مذبوحة
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ
بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً
قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ . قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ
بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرون قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ
قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا
وَإِنَّآ إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ
مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ
وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ
فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
من يؤيد غير المسلمين
قصة ولادته ووضعه فى التابوت ثم إلقاؤه فى البحر
قال تعالى
أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ
يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي
هذا ما أوحى به الله تعالى
إلى خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام
فأي عقل يُمكن أن يُصَدِق هذا اللامعقول ؟
وأي رجُل يستطيع أن يُخبِر الناس بذلك ؟
فيقع فى عقولهم وقلوبهم فيصدقوه
إلا إذا كان هذا الرجُل هو سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم
فتكذيب اليهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم معناه
استغنائهم عن موسى عليه السلام وطمس معجزاته
وبناءً عليه فهُم أعداءاً لسيدنا موسى عليه السلام
قبل أن يكونوا أعداءاً لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
أما عن النصارى
فنفس ما قيل عن اليهود ينطبق على النصارى
فالنصارى تفرغوا للهجوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكذيبه
فهم يناقشون تصرفاته صلى الله عليه وسلم وينتقدوها ويعترضون عليها
بل ينسبون القرآن الكريم إلى سيدنا محمد وأنه ليس من عند الله
والقرآن الكريم من عند الله ولو كره الكافرون .
فلو كان القرآن الكريم من عند (غير الله) لوجد فيه الكُفار اختلافا كبير
ورغم ذلك لن يخسروا شيئاً
فحتى لو كان من عند رسول الله ( معاذ الله )
فهم مستفيدون من ذلك لسبب بسيط جداً
هو أن المسلمون يُصَدِقون رسول الله صلى الله عليه وسلم
والرسول لا يعيبهم ولا يعيب أنبياءهم
أما إذا قالوا أنه من عند الله فقد ثبتت به معجزات
الأنبياء
فطعنهم في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ما هو إلا طعن في المسيح عليه السلام
وطعنهم في القرآن وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
يلغى بالضرورة روحانية المسيحية بل يُحَطِم أعمدتها
لأن النبي عليه الصلاة والسلام
هو الشاهد الوحيد
على صِدق ونزاهة وبراءة سيدنا عيسى عليه السلام
وبطعنهم في النبي عليه الصلاة والسلام
يطعنون في براءة سيدنا عيسى عليه السلام دون أن يدروا
وتعالوا نرى ما يقوله القرآن الكريم كتابنا المُقَدَس
عن السيدة العذراء مريم عليها السلام
يقول الله تعالى
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ
وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ
و
( الاصطفاء )
يعني
إزالة الحواجز بين العبد وربه
و
( الطُهر )
يعني
خُلُو الروح والجَسَد من الدَنَس ووسوسة الشيطان وغوايته
فالله سبحانه وتعالى اصطفى السيدة مريم فأزال الحواجز بينها وبينه
سبحانه وتعالى ثم طهَر روها وجَسَدَها من موبقات الحيات الدنيا
ومن وسوسة الشيطان وغوايته
وذلك تمهيداً لتكون إحدى سيدات العالمين
قبل أن يُرسل الله تعالى الروح الأمين جبريل عليه فى صورة بشر
ليهب لها غلاماً
لتكون المُعجزة الأولى
قال تعالى
قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا
فتَعجَبَت السيدة مريم مما سمعِت
و
قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا
فـ
قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ
آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا
ثم وقعت المعجزة
وعاد الروح الأمين جبريل إلى السيدة مريم
فقال لها
إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ
وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ
ثم
جاءها المُخاض فأمسكت بجِذع النَخلة
وكانت تتمنى الموت قبل أن يأتي هذا اليوم فتكون نسياً منسياً
لِتَقع المعجزة الثانية
فناداها إبنها ( الطفل ) من تحتها
قائلاً
فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا
ثم طلب منها ألا تُكَلم أحداً
فهو سيتولى الرد على كل من يطعن فى شرفها
ثم ذهبت به إلى قومها
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا
يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا
فلم ترُد عليهم
وأشارت إلى طفلها
فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا
فرد عليهم عيسى عليه السلام
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا
وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا
وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا
فالمسيح عليه السلام وُلِد بنفخَة من روح الله تعالى
قال تعالى
وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا
وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ
هذه هي المكانة الرفيعة للمسيح وأمه البتول
وقد تجاوزت القداسة عند المسلمين و في القرآن الكريم
ولا يوجد ديناً غير دين الإسلام يُنصف عيسى عليه السلام
بما أحيط به من معجزات وأمور غير مُعتادة في الحياة الدنيا
ورغم هذه المنزلة الرفيعة من القداسة
للمسيح عليه السلام وأمه البتول
عكف رجال الدين المسيحي على الطعن
فى الإسلام ونبينا محمداً صلى الله عليه وسلم
كما يحدث في قناة ( الحياة ) الفضائية
التي تبُث إرسالها من الخارج
ويتولى إدارتها ( قس ) حقير إسمه ( زكريا بطرس )
وطالما أنهم يطعنون في رسولنا الكريم ودعوته
فتعالوا نمشي معهم حتى النهاية
لنُثبت لهم أن طعنهم في النبي صلى الله عليه وسلم
لو صَدَق لسَقَطَت عقيدتهم وهُدِمَت من أساسها
فلو اعتبرنا كما يدعي المسيحيون
أن كل ما يمت للمسلمين بصله خرافه
فهذا يعني
أن
تفسير القرآن لاصطفاء السيدة مريم وتطهيرها
وأن
نفخة الله من روحه تعالى التي أتت بولدها وبكل معجزاته
ما هو إلا خُرافة لا جود لها
وبالتالي علينا أن نسألهم
السؤال التالي
كيف جاء المسيح دون أب ؟
وما الذي فعلته أمه ؟
وما الرأي فيها ؟
وغير ذلك من الأسئلة التي يفرضها العقل المجرد من الإيمان
في حالة لو رفضنا القرآن وروايته
ولذلك
فمن مصلحة النصارى
أن يدافعوا عن الإسلام ولا يهاجموه ويتمسكوا بما جاء في القرآن الكريم
بل ويُصِروا عليه
لأنه يتضمن الدفاع عن نبيهم عيسى عليهم السلام
وفيه التبرير لما عليه المسيحية الحقة الغير مُحَرَفَة
فلو أسقطوا القرآن والإسلام لسقطت المسيحية
ولو شككوا في القرآن وفي النبي صلى الله عليه وسلم
لا نصرف الناس عن المسيحية واعتبروا معجزاتها مجرد خرافات
فمن يُثبِت ويؤيد غير القرآن
الآتي
( 1 )
تبرئة عيسى عليه السلام لأمه قبل أن يتنفس النفس الأول من الهواء
( 2 )
أن الله تعالى
عَلَمَه
( الغيب والحكمة والرحمة والعدالة والحكم بين الناس )
(3)
أنه نَفَذ مشيئة الله تعالى ( بإنزال مائدة من السماء )
( 4 )
أن الله تعالى
( منحه معجزات الشفاء وإحياء الموتى )
وتعالوا نرى هذا الحوار الذي دار
بين رجُل دين مسلم .. ورجُل دين مسيحي
حيث بدأ الحوار بسؤال من رجُل الدين المسيحي
عن حادثة الإفك التي اتُهِمَت فيه السيدة عائشة رضي الله عنها
فرد عليه رجل الدين المسلم
قائلاً
إن ذلك حدث مرتين فى الدنيا
المرة الأولى
كانت لسيده أنجبت بدون زواج
والمرة الثانية
كانت لزوجه معها زوجها
فأيقن رجُل الدين المسيحي ما يقصده رجُل الدين المسلم
ولم يُكمِل الحوار
فإذا كان النصارى يعتقدون أنهم سيدخلون الجنة
لأنهم يؤمنون بالمسيح عليه السلام
فنحن أسبق إليهم إلى الجنة
لإننا نؤمن بكل الرُسُل الذين جاءوا قبل نبينا عليه الصلاة والسلام
ولا نُفَرِق بين أحداً منهم وإيماننا لا يكتمل إلا بذلك
فماذا يريد هؤلاء السَفَلَة ؟
إن من يَتَبِع أي نبى من الأنبياء حقاً لا يمكن أن يسيء الأدب لنبي آخر
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأنبياء أخوه دينهم واحد وأمهاتهم شتى
وأنا أولى الناس بعيسى بن مريم فليس بينى وبينه نبى
فإذا كانوا يَتَبِعوا نبيهم حقاً
فإن عيسى عليه السلام
عَلَمَهم
كيف يشيحون بوجوههم وألسنتهم عن القُبح
ويستخرجون من الكون أجمل مافيه
عَلمَهم عيسى عليه السلام ذلك ولكنهم لم يفهموا ولم يستوعبوا
أن دعوته عليه السلام كانت قمة في السمو الروحي والمثالية النبيلة
وإذا كان اليهود والنصارى قد قبلوا التطاول على نبينا وديننا
فنحن كمسلمين
لا نقبل التطاول على أنبيائهم ( عيسى وموسى ) عليهما السلام
وهذا ليس بجديد علينا
ففي حياته عليه الصلاة والسلام
كان الكُفار يهجونه صلى الله عليه وسلم شِعراً
وعليه الصلاة والسلام لم يكُن شاعراً ليرُد عليهم
فلم يُعلِمه الله الشِعر
قال تعالى
وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ
فأشار النبي إلى الصحابي حسان بن ثابت
وقال له
( أجب عنى يا حسان )
فرد حسان بن ثابت هجاءهم بما هو أشد منه
فقال له الشاعر الكافر
( لما تهجوني وأنا لم أهْجُك )
فرد عليه حسان بن ثابت شِعراً
وقال
هجوت محمداً فأصبت عنه . . وعند الله فى ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بكُفء . . فشركم لخيركم الفداء
فمن يهجوا رسول الله منكم . . ويمدحه وينصره سواء
فإن أبى ووالده وعرضي .. لعرض محمد منكم وقاء
فرسول الله صلى الله عليه وسلم
هو
الشاهد الوحيد على صدق وبراءة ونزاهة سيدنا عيسى عليه السلام
ولذلك فمن مصلحتهم
التأكيد على صِدق النبي صلى الله عليه وسلم وصِدق رِسالته
ومن كان منهم ذو عقل فلا يُكَذِب أو يُشَكِك فى الشاهد الوحيد
فيقول تعالى
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا
وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا
ويقول تعالى
فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى
هَؤُلاء شَهِيدًا
ويقول تعالى
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ
وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا
ويقول تعالى
إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا
فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا
فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا
وطالما أن هؤلاء كذبوا الرُسُل
ومنهم نبينا صلى الله عليه وسلم
فحق عليهم
قول الله تعالى
وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ
وأخيراً
فإن رب العزة سبحانه وتعالى
أيد كل نبي من أنبيائه أو رسول من رُسُلِه
بمُعجِزَة فى زمانه
وأيَدَ هذه المُعجِزات برسول الله صلى الله عليه وسلم
فالأنبياء إذّن مؤيدون بالمعجزات
ومُعجزاتهم مؤيده بنبينا محمد عليه الصلاة والسلام
وكأن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أُخبِرَ بهذه المعجزات
قد أرَخَ لها وعندئذ يكون هو من أحياها
اللهم صلي على محمداً وعلى آل محمد
وصحبه وسلم تسليماً كبيراً
فسلام عليك ياسيدي يارسول الله
