إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
:kaal: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ
إن لله تعالى سنناً لاتتغير وقوانين لاتتبدل : سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً . وهذه سنة وقاعدة اجتماعية سنها الله تعالى ليسير عليها الكون وتنتظم عليها أسس البنيان: إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم : أي أن الله تبارك وتعالى إذا أنعم على قوم بالأمن والعزة والرزق والتمكين في الأرض فإنه سبحانه وتعالى لايزيل نعمه عنهم ولايسلبهم إياها إلا إذا بدلوا أحوالهم وكفروا بأنعم الله ونقضوا عهده وارتكبوا ماحرم عليهم. هذا عهد الله ومن أوفى بعهده من الله ؟ فإذا فعلوا ذلك لم يكن لهم عند الله عهد ولا ميثاق فجرت عليهم سنة الله التي لاتتغير ولاتتبدل فإذا بالأمن يتحول إلى خوف والغنى يتبدل إلى فقر والعزة تؤل إلى ذلةٍ والتمكين إلى هوان.
أيها الأخ الكريم إن المتأمل اليوم في حال أمة الإسلام وماأصابها من الضعف والهوان وماسلط عليها من الذل والصغار على أيدي أعدائها بعد أن كانت بالأمس أمة مهيبة الجناح مصونة الذمار ليرى بعين الحقيقة السبب في ذلك كله رؤيا العين للشمس في رابعة النهار . يرى أمةً أسرفت على نفسها كثيراً وتمادت في طغيانها أمداً بعيداً واغترت بحلم الله وعفوه وحسبت أن ذلك من رضى الله عنها ونسيت أن الله يمهل ولايهمل ، وما الأمة إلا مجموعة أفراد من ضمنهم أنا وأنت . تجول أخي الحبيب في ديار الإسلام (إلا من رحم الله) واخبرني ماذا بقي من المحرمات لم يرتكب وماذا بقي من الفواحش لم يذاع ويعلن ، الربا صروحه في كل مكان قد شيدت وحصنت حرباً على الله ورسوله، والزنا بيوته قد أعلنت وتزينت في كل شارع وناصية، والسفور قد حل محل الستر والخنا قد حل محل الطهر والعفاف. والخمر ( أم الخبائث) صارت لها مصانع ومتاجر. المعروف أصبح منكراً والمنكر غدا معروفاً. أرتفع الغناء (صوت الشيطان) ووضع القرآن (كلام الرحمن). حكمٌ بغير ماأنزل الله وقوانين ماأنزل الله بها من سلطان. وقبل ذلك كله تخلينا عن الجهاد وركنا إلى الدنيا وتبايعنا بالعينة وتتبعنا أذناب البقر ، أفبعد هذا نرجوا نصر الله وعزته وتمكينه ؟ أبعد هذا نتساءل لماذا حل بنا هذا الهوان ؟ أفبعد هذا نستغرب ماأصابنا من الذل على أيدي أعدائنا من شرار الخلق من اليهود والنصارى والهندوس والبوذيين وغيرهم ؟ نعم والله إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم .. إننا لن نخرج ممانحن فيه من الذل والصغار ولن ننال العزة والكرامة إلا إذا عدنا إلى ديننا وتمسكنا بإسلامنا فكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
أخي الكريم : إن الأمة لن تتغير إلا إذا تغير أفرادها ‘ إلا إذا غيرت أنا وأنت وهو وهي ، إذا غيرنا أسلوب حياتنا بما يوافق شرع الله وقلنا لربنا سمعاً وطاعة واتبعنا هدي نبينا عليه الصلاة والسلام : وماآتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا. عندها نصبح أفراداً وأمة أهلاً لموعود الله بإن يغير الله ذلنا إلى عزة وضعفنا إلى قوة وهواننا إلى تمكين. نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يردنا جميعاً إلى دينه مرداً حسناً وأن يلهمنا رشدنا ويفقهنا في ديننا ويرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن يمكن لأمة الإسلام ويعيد لها عزتها ومكانتها وأن ينصرها على أعدائها إنه سميع مجيب.
هذا ما رأيت في رحلة الأحزان
لقد جاءتنا منذ فترة ليست بالبعيدة موعظة من العزيز القهار
ألا وهي "تسونامي "
ذلك الذي شغل أذهان العلماء عن أسبابه الطبيعية
ولكنه للأسف لم يعتبر به الكثير من المسلمين
وهو آية كونية وعبرة لأولي الألباب وتصديقا لقول العزيز القدير "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ"
وسأترككم مع محاضرة للشيخ الفاضل خالد الراشد وهي بعنوان
" هذا ما رأيت في رحلة الأحزان "
( زلزلال آسيا )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ..
وصلى الله وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ..
حارت الأفكار في قدرة من
كتب الموت على الخلق فكم
أين نمرود وكنعنان ومن
أين من شادوا ، وسادوا ، وبنوا!
سيعيد الله كلاً منهم
قد هدانا سبلاً عز وجلّ
قلَّ من جمع وأفنى من دولْ
ملك الأموال ، ولَّى ، وعزلْ!
هلك الكل ، ولم تُغني القللْ
وسيجزي فاعلاً ما قد فعلْ
آيات يخوّف الله بها عباده حتى يراجعوا الحسابات ..
ووالله ما حدث هناك إن كنا نراه شراً ، لكنه والله خير..ولا يأتي من الله إلا خير ..
لا يأتي من الله إلا خير ..
بينهم من يصلي ..
بينهم من يصوم ..
بينهم من كان يعبد الله في الليل والنهار ..
فكان هذا شهاده لهم ..
فكان هذا شهاده لهم ..
ومن مات في حريق ، أو غريق ، كان عند الله من الشهداء ..
فهذا الحدث ..
رحمه :
للطائعين ، وللمؤمنين ..
وعقوبه ، وانتقام :
من العصاه ، و من المتمردين ..
وآيه ، وعبره :
لي ، ولك ، وللناجين ..
إن لم ننظر للحدث بهذه الصوره فلن نستفيد من هذا الحدث ..
رحمه لفئه ..
وعقوبه لفئه ..
وعبره وآية للآخرين ..
مهما قلنا ..
ومهما تناقلنا ..
ومهما صوَّرنا ..
لن نستطيع أن نستدرك ذلك الحدث بكل ما فيه ..
قدرة القادر فوق الوصف..
قدرة القهَّار جلَّ جلاله لا توصف ..
وأنَّى للبشر بعقولهم القاصره أن يتخيلوا ذلك الحدث العظيم الذي ضرب شواطئ يمنه ويسره تبعد عن بعضها البعض آلاف الكيلومترات وأخذت في ثواني معدودات مئات بل آلاف بل عشرات الآلاف من البشر ..
في ثواني معدوده ..
أنّى للبشر أن يتخيلوا ، أو يدركوا ، أو يستطيعوا أن يصفوا مثل هذا الحدث !!..
مما لا شك فيه أنه آيه وعبره { لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } ..
ما مرَّ على الكون في القرن الماضي حدث أعظم من هذا الحدث ..
للأسف الشديد لم يستفد أهل الأرض من الحدث ..
للأسف الشديد لم يستفد أهل الأرض من الحدث ..
ومنادي الله يناديهم { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ ، مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ } ..
هذا لإعلام الغشاش لم ينقل لنا الحدث كما ينبغي ..
ولم يربط الناس بربِّ الناس جل في علاه ..
نسبوا الأحداث لغير أسبابها ..
ونسوا مسبب الأسباب ..
ومُجري السحاب ..
وربّ الأرباب ..
وخالق السماوات والأرض ..
الذي إذا أراد أمر سبب أسبابه ..
وأجرى مقاديره ..
لا راد لفضله ، ولا معقب لحكمه ..
{ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}.
لايتحرك في الكون متحرك إلا بعلمه ..
ولا يسكن ساكن إلا بعلمه ودرايته وأذنه ..
{ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِين وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ، وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ، ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ }
إذاً الحكمه من تلك الآيات ..
عبره :
للناجين ..
عبره :
للناجين ..
ورحمه :
للمؤمنين المصلين الذين قضوا نحبهم في ذلك الحدث العظيم ..
وعقوبه :
للفسقه ، والطاغين ، والمتكبرين ، والمتجبرين ..الذين هلكوا في مثل ذلك الأمر العظيم ..
إذاً المطلوب ..
أن لا يمر الحدث علينا مرَّ الكرام ..
لا بدَّ لكل صادق ..
لا بدَّ لكل مؤمن ..
أن يراجع الحسابات قبل فوات الأوان ..
لا بدَّ لكل صادق مؤمن بقضاء الله وقدره ..
مؤمن بأنَّ هناك يوم سيجمع الله فيه الأولين والآخرين ..
لا بدَّ أن يقف ويراجع الحسابات قبل فوات الأوان ..
أردت من هذا الحديث أن ..
أحثَّ الصالح على صلاحه ..
وأن أحث المقصر على مراجعة حساباته ..
وأن أحث المذنب العاصي أن يتدبر أمره قبل مماته ..
الحدث عظيم ..
تناقلته وسائل الإعلام ولا زالت تتناقله ..
مما جدد الحدث ما حدث بالأمس هناك أيضاً ..
مما جدد الحدث وجعل الجراح تنقض من جديد ما حدث أيضاً هناك ..
من علامات الساعة تتابع الزلازل ..
من علامات الساعه أحبتي تابع الزلازل ..
وها نحن لا يمر يوم إلا ونحن نسمع حدث هنا ، أو حدث هناك ..
إذا ً لا بد من مراجعة الحسابات ..
إذاً لا بد من مراجعة الحسابات ..
قبل أن نندم ، فنحن لا زلنا في زمن الإمكان ..
المحاسبه دليل على الجدية ..
المحاسبه دليل على الجديه ..
ودليل على العزم ، والصدق مع ربِّ العالمين ..
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ} ومن تقواه { وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } ..
في الجرائد ..
في المجلات نُقلت لنا الأخبار لكن لم تُنقل لنا حقيقة كما جرت هناك ..