الثالوث و القران...

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام علي من لا نبي بعده,
ثم اما بعد,

لم يكن القمص المشلوح زكريا بطرس هو اول من ابتدع فكرة اثبات الثالوث من القران فلقد اعلن من قبله بعض القساوسة افلاسهم في اثبات فكرة الثالوث و الاقتناع بها فضلا عن اقناع الناس بها فلجأوا الي القران الكريم.
و سنتعرض في هذا الموضوع لبعض هذه المحاولات الهزلية و من يريد الاضافة من الاخوة و الاخوات نكون له شاكرين..

نبدأ مع القس باسليوس اسحق : " ان البسملة الاسلامية و هي بسم الله الرحمن الرحيم تؤيد التثليث فالله هو الاب و الرحمن هو الابن و الرحيم هو الروح القدس"

و الله لم اتمالك نفسي من الضحك عند قرائة هذا القول ؟ فلياتي احدهم بدليل و احد و لن من اقول عالم من علماء المسلمين و لكن فلياتي احدهم بقول واحد من عوام المسلمين البسطاء يقول ان الرحمن الرحيم جزءا او عنصرا او اقنوما من اقانيم الله ؟ " تعالي الله عما يصفون"

و لن نحتاج للرد علي هذه الفرية فالمعلوم لدي عوام المسلمين بل و عند العقلاء من النصاري ان الله سبحانة و تعالي له من الاسماء و الصفات ما لا يعد و لا يحصي و هي ان دلت علي شئ فانما تدل علي قدرته و عظمته جل و علا,و منها الرحمن الرحيم..

و ذكر دكتور محمد مجدي مرجان تعليقا علي هذا القول قائلا :

و نحن اذا تابعنا هذا الرأي فانه يمكن الاستدلال من القران ليس فقط علي التثليث بل علي التسبيع ووجود سبعة الهة و ليس ثلاثة و ذلك بما ورد في اول سورة غافر : حم{1} تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ{2} غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ{3{ بل يمكن ايضا ان يجرفنا الزيغ و الضلال فنقرر ان القران يثبت وجود سبعة عشر الها و ذلك بما ورد في اخر سورة الحشر التي ورد بها سبعة عشر اسما و صفة من الصفات التي يتصف بها الرحمن و التي لا يحصيها بيان.
و مع ذلك فان قسيسنا الفاضل القمص باسيليوس اسحق يتمادي في ادعائه و يقوم باستجلاب بعض الالفاظ الدارجة التي يتلفظ بها العامة احيانا ثم يقوم بتحميل تلك الالفاظ فوق ما تحتمل او تطيق رغبه منه الصاق تهمة التثليث بها و هي بريئة منها براءة الحملان يقول القمص باسيليوس " ان القسم المغلظ الذي يقسمة المسلم قائلا و الله العظيم ثلاثة فانما يقسم بالاب و الابن و الروح القدس و اذا طلق المسلم زوجتة طلقة بائنة فانه يطلقها ثلاثا اي انه يطلقها باسم الاب و الابن و الروح القدس"

و سندع الدهشة و السخرية جانبا و نحاول ان نرد علي القمص,فلا اعتقد انه ممكن ان يجادلنا في ان هذه الالفاظ لا علاقة لها من قريب و لا من بعيد بما نزل من عند الله في كتابه الحكيم بل ان هذه السورة و رب العكبة كافية لهدم احلام القمص و امثاله الثالوثية
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)

و يستطرد القمص قائلا " ان المسلم يفتتح صلاته بالتكبير قائلا " الله اكبر" و المقصود بذلك مقارنة الله باخر من ذات جنسة و نوعه و ان المسلمين بذلك يعتنقون المذهب المسيحي القائل باقنوم الاب اعظم من اقنوم الابن..."
انا و الله لا اتخيل ان تدور مثل هذه الخرافات في عقل عاقل و ان يحاول تاويل الامور بهذا الشكل الساذج,احنا لو نزلنا الشارع و عملنا استفتاء و سألنا كل اللي قبلناهم انت فهمت اية من كلمة الله اكبر,هيقول انه فهم ان الله اكبر من كل شئ و فوق كل شئ و انه سبحانه و تعالي ليس كمثله شئ و انها تعني تفرد الله وحده بالاكبار و الاعظام و اتحداه و الله ان يقول احد حتي لونصراني ان الله اكبر تعني مقارنة الله بالهين اخرين اقل منه عظمة " تعالي الله عما يصفون"

و يقول القمص باسيليوس ان هذه الاقوال وردت في القران و انها تدل علي ايمان المسلمين بالثالوث.

و بعد هذا الشرح المستفيض لعقيدة الثالوث و ادعاء اعتناق الاسلام لها يعود القمص فيقرر عدم فهمه و ادراكه لحقيقة الثالوث فيقول " اجل ان هذا التعليم عن التثليث فوق ادراكنا و لكن عدم ادراكه لا يبطله..."

و انا و الله اتعجب كثيرا كيف يؤمن المرء بعقيدة لا يفهمها ؟ وكيف يحاول جاهدا اقناعنا بما لا يفهمون و لا نفهم نحن؟؟ بل ويصل به التمادي الي ادعاء دين التوحيد الاكمل علي وجه الارض هذه العقيدة الفاسدة التي ما جاء الا الاسلام الي ليحرر العقول و القلوب منها و من غيرها من الاعتقادات الكفرية الفاسدة و المحرفة...

يتبع ان شاء الله مع باقي القساوسة اللي اتحفونا باستدلالتهم الكوميدية مستخدمين مبدأ حاشا...