هل المسيح هو الله ؟ الطريق الى الحق
#الطريق_الى_الحق 1⃣
نقد أدلة المسيحين في الوهية المسيح
( أنا والآب واحد )
أهم ما يستدل به المسيحين فى ألوهية المسيح ، قول المسيح: " أنا والآب واحد "
وللرد على هذا ولفهم النص ، يجب اولا الرجوع الى باقى النصوص ، فالنص من أوله يتحدث عن قضية معنوية مجازية ، يبين فيها المسيح ان الذين يتبعونه فلهم الحياة الأبدية ، أي الجنة ، ولن يستطيع أحد أن يخطفها منه لأنها هبة الله التي أعطاه إياها ، ثم يقول لهم انا والاب واحد ، ومعنى ذلك ان الله والمسيح واحد فى الهدف يريدان لهم الخير، فالوحدة وحدة الهدف لا الجوهر ، لكن اليهود فهمو كلام المسيخ خطأ ، لذا تناولو حجارة ليرجموه :
فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ.
فانظر الى باقى القصه ماذا قال لهم المسيح :
أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي. بِسَبَبِ أَيِّ عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟»
فكان رد اليهود عليه :
أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا»
فعرف المسيح خطأ فهمهم لكلامه ، واستغرب منهم كيف فهموا هذا الفهم وهم يهود يعرفون لغة الكتب المقدسة في التعبير المجازي ، فانظر ماذا أجابهم المسيح:
أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟
اى اليس مكتوب عندكم فى الكتاب في مزامير داود: "أنا قلت إنكم آلهة" فكيف تستغربون بعد ذلك مثل هذه الاستعارات وهي معهودة في كتابكم الذي جعل بني إسرائيل آلهة بالمعنى المجازي للكلمة ؟
وهكذا صحح المسيح لليهود الفهم السيء والحرفي لوحدته مع الآب ، وهذا الأسلوب في التعبير عن وحدة الهدف والمشيئة معهود في الانجيل خاصة عند يوحنا ، فهو يقول على لسان المسيح :
لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي.
فهل صار الجميع الهة ، وايضا قوله :
وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ.
أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.
فالحلول في المسيح والتلاميذ حلول معنوي فقط ، فكما المسيح والآب واحد ، فإن التلاميذ والمسيح والآب أيضاً واحد ، أي وحدة الهدف والطريق ، لا وحدة الذوات، وإلا لزم تأليه التلاميذ ايضا ، وفي موضع آخر ذكر نفس المعنى فقال عن التلاميذ:
ايُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ.
وتلخيص ذلك ان اليهود فهموا خطأ من قول المسيح: «أنا والآب واحد» إنه يدعي الألوهية فأرادوا لذلك أن ينتقموا منه ، ويرجموه ، فرد عليهم المسيح خطأهم ، وسوء فهمهم بأن هذه العبارة لا تستدعي ألوهيته ، لآن قديمًا أطلق على القضاة والانبياء أنهم آلهة ، كما هو ثابت فى الكتاب المقدس «أنا قلت: إنكم آلهة ، وبنو العلي كلكم» وكما اطلق على موسى : « فقال الرب لموسى ، انظر أنا جعلتك إلها لفرعون ... وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ .
وبموجب هذا المنطق الذي شرحه المسيح لليهود ، ساغ للمسيح أن يعبر عن نفسه بمثل ما عبر به عن أولئك القضاة والانبياء الذين صارت إليهم كلمة الله ولا يقتضي كل من التعبيرين أن في المسيح ، أو أن في القضاة لاهوتًا حسبما فهمه اليهود خطأ ، ولكن بالنظر لكون الانبياء والقضاة نوابًا عن الله أطلق عليهم كلمة الله .
وعلى هذا يكون الواجب فهمه من قول المسيح: «أنا والآب واحد» إنما يريد أن قبولكم لأمري هو قبولكم لأمر الله ، كما يقول رسول الرجل : أنا ومن أرسلني واحد، ويقول الوكيل: أنا ومن وكلني واحد .
الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع
#الطريق_الى_الحق4⃣
(الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع)
يستدل النصارى على الوهية المسيح بان المسيح قد اتى من فوق او من السماء كما قال :" أما أنا فمن فوق. أنتم من هذا العالم، أما أنا فلست من هذا العالم"
ويرون ان هذا دليل على الوهيته وعلى أنه كائن إلهي فريد
وللرد نقول : قول المسيح: " أما أنا فلست من هذا العالم " ليس دليلاً على الألوهية بحال ، فمراده اختلافه عن سائر البشر باستعلائه عن العالم المادي بل هو من فوق ذلك الحطام الذي يلهث وراءه سائر الناس ، وقد قال مثل هذا القول في حق تلاميذه أيضاً بعد أن لمس فيهم حب الآخرة والإعراض عن الدنيا كما ورد :
لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلَكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ لِذَلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ.
وايضا قوله :
أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كلاَمَكَ وَالْعَالَمُ أَبْغَضَهُمْ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ
فقال في حق تلاميذه ما قاله في حق نفسه من كونهم جميعاً ليسوا من هذا العالم ، فلو كان هذا على ظاهره ، وكان مستلزماً الألوهية ، للزم أن يكون التلاميذ كلهم آلهة ، لكن تعبيره في ذلك كله نوع من المجاز، كما يقال: فلان ليس من هذا العالم، يعني هو لا يعيش للدنيا و لا يهتم بها ، بل همُّـهُ دوماً رضا الله والدار الآخرة وهذا حال الأنبياء جميعًا .
بل والاكثر من ذلك كما ذكرت الاناجيل ان كل من آمن بأن يسوع هو المسيح كان مولودًا من فوق , ومن كان مولدًا من فوق يستطيع أن يرى ملكوت الله :
«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ».
كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ.
قولهم لقد قال المسيح : أنا قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن
وللرد على هذا الاستدلال نقول : إن صح ما ذكره يوحنا ونسبه للمسيح من قوله : «قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن» فإن هذا القول لا يفيد في ألوهية المسيح بشيء ، وإنما يعني أنه في علم الله الأزلي ، فليس المقصود الوجود الحقيقي للمسيح كشخص ، بل المقصود الوجود القدري والإصطفائي ، أي اختيار الله واصطفاؤه له قديم ، كما قال بولس عن نفسه وأتباعه :
كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ،
أي اختارنا بقدره القديم وفي علمه الأزلي ، ولا يفيد أنهم وجدوا حينذاك وانهم الهة ، وهذا الاختيار والإصطفاء هو المجد الذي منحه الله المسيح .
و قد ورد مثل ذلك في حديث سيدنا محمد صل الله عليه وسلم : «كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد»
فإذا كان المسيح إلهًا لأنه قال عن نفسه: «قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن» فماذا يكون سليمان بن داود عندما يقول :
«اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ مُنْذُ الْقِدَم مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ مُنْذُ الْبَدْءِ مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ».
فالذي يقرأ بداية الإصحاح الأول من سفر الأمثال سيعرف أن الكلام لسليمان فيكون سليمان أولى بالألوهية من المسيح ، وماذا يكون ايضا إرميا الذي قال عنه الرب :
«4فَكَانَتْ كَلِمَةُ لرَّبِّ إِلَيَّ: قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي لْبَطْنِ عَرَفْتُكَ وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ لرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ.
الا تصلح هذه الفقرة كدليل ان ارميا هو ايضا اله ؟؟؟ و لكن لم يقل احد ذلك ابدا
وماذا يكون ايضا ( ملكي صادق ) الذي له صفات وخصائص تفوق صفات وخصائص المسيح إذ يقول عنه الكتاب :
«لأَنَّ مَلْكِي صَادَقَ هذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، ... بِلاَ أَبٍ، بِلاَ أُمٍّ، بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ.
فلما لا يقول النصارى بألوهية ملكي صادق الذي يُشبه بابن الله ؟ بل هو متفوق على المسيح الذي يذكر النصارى أنه صُلب ومات ، وله أم ، فى حين ان ملكى صادق تنزه عن هذا كله فهو بلا اب ولا ام ، ولا بدايه له ولا نهايه .
انا الألف والياء والبداية والنهاية
#الطريق_الى_الحق 5⃣
قال المسيح أنا الألف والياء والبداية والنهاية
يستدل النصارى على لاهوت المسيح بما جاء في رؤيا يوحنا من قوله: أنا الألف والياء، والأول والآخر، والبداية والنهاية
الرد : أن هذه العبارات : أنا الألف والياء… الخ ، التي تكررت في الرؤيا عدة مرات بينقلها الملاك الذى ظهر ليوحنا في رؤياه ، عن قول الله عن نفسه ، لا عن قول المسيح عن نفسه ، لأن سفر رؤيا يوحنا بأكمله لم ينطق المسيح بكلمة فيــه ، وهذا ما قرره يوحنا حيث يقول في نهايتة :
وَأَنَا يُوحَنَّا الّذي كَانَ يَنْظُرُ وَيَسْمَعُ هذَا. وَحِينَ سَمِعْتُ وَنَظَرْتُ، خَرَرْتُ لأَسْجُدَ أَمَامَ رِجْلَيِ الْمَلاَكِ الَّذِي كَانَ يُرِينِي هذَا.
فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! لأَنِّي عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الأَنْبِيَاءِ، وَالَّذِينَ يَحْفَظُونَ أَقْوَالَ هذَا الْكِتَابِ. اسْجُدْ للهِ!»
فالمتكلم في هذا السفر بأكمله هو الملاك الذي أُمر بتبليغ الوحي فهو عبد لله لا أكثر ولا أقل ، بل وعندما يريد يوحنا أن يسجــد للملاك نجــد أن الملاك قد نهاه عن ذلك وأمـــره بالســـجود لله الذي أرســل المـــلاك ، ثم ان جميع ما في هذا السفر مجرد رؤيا منامية غريبة رآها يوحنا ، ولا يمكن أن يعول عليها ويستدل بها ، فهي منام مخلط كسائر المنامات التي يراها الناس ، فقد رأى يوحنا حيوانات لها أجنحة وعيون من أمام ، وعيون من وراء، وحيوانات لها قرون بداخل قرون
ولو اقترضنا أن المسيح هو الألف والياء فإن ملكي صادق الكاهن هو بلا بداية وبلا نهاية فقد قال عنــه الكـــتاب انه بلا اب بلا ام ، لا بداية ايام له ولا نهاية حياة .
(( ارتفع الى السماء وجلس عن يمين الله))⬇️
يستدل النصارى على الوهية المسيح ، أن المسيح صعد حياً إلي السماء ، وهو حي فيها الآن مما يفيد ألوهيته كما ورد :
" ثم إن الرب بعدما كلمهم ارتفع الى السماء وجلس عن يمين الله "
وللرد نقول : إن الصعود الى السماء ليس دليل على الالوهية كما انه لم ينفرد به المسيح وحده ، بل يوجد من صعد ايضا الى السماء مثل النبي إيليا ، فهو قد صعد إلي السماء حياً وترك أليشع خلفه يبكي وأنه إلي الآن حي فيها ، كما يقول الكتاب المقدس :
وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.
كذلك ممن شاركو المسيح فى الصعود الى السماء ، اخنوخ صعد حياً إلي السماء وأنه حي فيها كما ورد ايضا :
وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ.
وسار أخنوخ مع الله، ثم توارى من الوجود، لأن الله نقله إليه.
فلو كان الصعود إلي السماء دليل على الألوهية لأصبح اخنوخ وإيليا آلهه ، وهذا ما لم يقل به أحد ، والجدير بالذكر أن الفقرة التي جاء فيها أن المسيح صعد إلى السماء جاءت في إنجيل مرقس, وهذه الفقرة من أنجيل مرقس وما قبلها ( خاتمة إنجيل مرقس ) لم ترد في أقدم المخطوطات