د. زغلول النجار: الإيمان مكنني من الانتصارعلى أعداء الإسلام في عقر دارهم
العدد333 السنة29 شوال1425هـ ديسمبر2004م
لقاءات وحوارات
حوار مكاشفة مع د. زغلول النجار
العالم العربي : زغلول النجار في حوار مع " المجلة العربية "
التعريف بالإعجاز القرآني رسالتي إلى العالم
الإيمان مكنني من الانتصارعلى أعداء الإسلام في عقر دارهم
الدكتور زغلول النجار، أستاذ علوم الأرض بجامعة قناة السويس، ورئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، زميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم وعضو مجلس إدارتها، حين سألته عن المكون العلمي، والموروث الثقافي والحضاري الذي شكل مسيرته العلمية، ابتدرني قائلا:
> أتممت دراستي الابتدائية والثانوية في مدينة القاهرة، في العام 1951 م، ثم حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم من جامعة القاهرة مع مرتبة الشرف، في العام 1955 م، وكنت أول الحاصلين على هذه الدرجة، حيث منحت مكافأة من الجامعة وعملت في عدد من الجهات في مصر، ابتداء من شركات التعدين والبترول، أو مراكز البحث العلمي، ثم سافرت إلى إنجلترا في العام 1961 م، حيث حصلت على درجة الدكتــوراه في العلوم، "علوم الأرض" في العام 1963 م، ومنحتني الجامعة جائزة درجة الزمالة، وبعد أن حصلت على درجة الدكتوراه، عملت عليها حتى العام 1967 م، وأنتجت أهم إنتاج علمي في حياتي في هذه الفترة، حيث أتيحت لي إمكانيات هائلة، وقد تمكنت بفضل الله، العمل في عدد من الجامعات العربية، والأجنبية منها: جامعة عين شمس المصرية، وجامعة الملك سعود في الرياض، وجامعة الكويت، ومنها إلى جامعة قطر، ثم جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ثم أستاذ زائر في جامعة طهران، وكذلك جامعة كاليفورنيا في لوس أنجيلوس، لمدة سنة واحدة، وعملت مديرا لمعهد مارك فيلد للدراسات العليا في بريطانيا لمدة سنتين، ثم عدت إلى مصر في أوائل القرن الحالي، أي في العام 2001 م، ثم عينت أستاذا غير متفرغ في جامعة قناة السويس حيث مازلت أعمل بها للآن، وتم اختياري رئيسًا للجنة الإعجاز العلمي في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، ومن ثم تم اختياري للانضمام إلى جريدة الاهرام، كاتبا حيث مازلت أكتب عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، كل يوم إثنين، كما تم اختياري أستاذا زميلا أكاديميا في الأكاديمية الإسلامية للعلوم وهي منظمة أردنية مقرها عمان، وقد تم اختياري عضوًا في مجلس إدارتها، كما كان لي شرف الإسهام في تأسيس عدد من البنوك الإسلامية في أكثر من عاصمة عربية، مثل بنك دبي الإسلامي، وبنك فيصل الإسلامي في مصر، وبنك التقوى في سويسرا، كما أسهمت في تأسيس الهيئة العالمية الإسلامية في الكويت، وأنا عضو مجلس إدارتها وأيضا قمت بالاهتمام بالقضية الإسلايمة وإبراز المقومات العلمية والإنسانية الحضارية بصفة عامة، وأشرفت على أكثر من 45 رسالة علمية بين ماجستير ودكتوراه، في حقل تخصصي الذي أعتز به كثيرا وهو (علوم الأرض)، وكتبت أكثر من 150 بحثًا في حقل التخصص ذاته ونشرت حوالي 25 كتابا تنوعت موضوعاتها في قضايا علمية وإسلامية عديدة.
>> ما أهم المحطات العلمية والتاريخية في حياة الدكتور النجار ومسيرته العلمية؟
- لعل أول محطة وأهمها في حياتي، هي أنني أدخلت مدرسة ابتدائية كان فيها المد الإسلامي عظيم، كان ذلك في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي، وكان يعمل بها واحد من أهم الدعاة في ذلك الوقت، والذي بقي معي فترة قصيرة، إلا أنه ترك أثرا كبيرًا في نفسي وعقلي لا يمحى إلى الآن، وكان من عادته ـ رحمه الله ـ أن يلقي كلمة عقب صلاة الظهر في مصلى المدرسة، وكان يستمع إليه عدد كبير من الناس في المدرسة، وقد كانت المدرسة ـ في ذاك الوقت ـ تهتم بالاحتفال بالمناسبات الإسلامية، وكذلك المناسبات الوطنية المختلفة، وكان للمدرسين اهتمام واضح بالقضية الإسلامية، وكان لهم التوجيه الطيب منذ الصغر، ثم انتقلت إلى المرحلة الثانوية وكانت قضية فلسطين في أخطر مراحلها "مرحلة الأزمة" وكان ذلك في العام 1947م،وقد كنا نهتم بهذه القضية العربية المهمة، ثم تخرجت من المدرسة الثانوية ودخلت مسابقة التوجيهية في اللغة العربية، وكنت من أوائل الناجحين، ثم دخلت كلية العلوم وأسعدني الحظ أن اجد في الكلية بالإضافة إلى المد الإسلامية، المد العلماني واليساري الذي كان سائدا في مصر آنذاك، وقد كانت واقعة تحت الاحتلال البريطاني، وازدياد المد الوطني للتحرر وقد كان من أبرز عناصر المد الإسلامي في الجامعة المصرية آنذاك، عالم فاضل هو الأستاذ الدكتور إبراهيم فرج، الذي أحبه وأحترمه وأقدره بصفته أستاذي وأستاذ هذا الجيل من الجيولوجيين، حيث كان رجلا من حملة القرآن الكريم، ومن أكثر المدافعين عن الدين، وكان يستشهد بآيات القرآن الكريم باستمرار، وبأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، وقد أحببت فيه هذا المنهج العلمي، ثم ذهبت إلى بريطانيا ولم تزل في ذهني معركة العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956 م، وكان التحدي لمصر والمصريين في أشد عنفوانه، وكان علي أن أواجه حملة سياسية معادية، وتمكنت بعون الله تعالى أن أواجهها بالاسلام وأكرمني الله، بأن أنتصر بهذا الدين، وأن أنتصر له، حيث خضت عددا من اللقاءات في إنجلترا مع عدد من القساوسة والحاخامات، وعلى الرغم من صغر سني آنذاك، إلا أنني تمكنت من الانتصار لديني وعقيدتي، بعد أن أظهرت عجز منافسي من أبناء الديانات الأخرى، حيث أظهرت للحضور، صدق القرآن الكريم، وسمو رسالة الإسلام، ومن يومها وأصبحت محط اهتمام أجهزة الاعلام المقروء والمسموع والمرئي والتي تهافتت على الاستماع إلي وإلى محاضراتي ومناظراتي التي كنت أجريها مع ممثلي اليهودية أو ممثلي الكنيسة الكاثوليكية في ذاك الوقت.وقد مثلت لي هذه المرحلة مكونا ثقافيا حيث عكفت على تنمية معلوماتي وزيادة قراءاتي وتأملاتي في الكون من حولي، والاستعانة بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، لبيان عظمة هذا الإعجاز العلمي، وقد كان هذا كافيا لكي أتمكن من هداية عدد غير قليل من الشباب اليهودي أو النصراني الذين وجدوا الهداية في الدين الإسلامي. وكان هذا أيضا، كافيا لكي يزيد من وجدوا في شخصي خطرا على وجودهم، إلا أن الله وفر لي الحماية من شرورهم وعداوتهم.
>> ما الأسباب الحقيقية لتخلف المسلمين في الجانب العلمي؟
- التخلف أمر حديث له أسبابه المعروفة، والتي أراها تتلخص في عدد من النقاط، التي أراها مهمة، من حيث فقدان القيادة الإسلامية التي أسقطت مع بدايات القرن العشرين الماضي، إضافة إلى حالة التفتت والتشتت التي يعيشها العالم الإسلامي اليوم، وهو الأمر الذي ضيع إمكانات الأمة، وحولها من كتلة واحدة، إلى عدة كيانات صغيرة، ومن ثم حدثت حالة من الضياع الاقتصادي والمالي، حيث نرى اليوم كيانات صغيرة تملك ثروات هائلة، وكيانات كبيرة لا تملك أي شيء، حتى التقدم العلمي أو النجاحات العلمية التي تحققها بعض العناصر العلمية في عالمنا العربي والإسلامي، لا تلبث أن تهاجر أو تترك أوطانها في ظاهرة أطلقنا عليها ظاهرة هجرة العقول العربية، ولا شك في أننا نعيش عالما لا يعترف الا بالأقوياء، وبالتكتلات الاقتصادية والعسكرية والعلمية وهكذا.
>> ما الدرس الذي يجب علينا أن نتعلمه؟
- إن الاسلام استطاع بما يملك من مقومات، أن يجمع في عباءته العديد من الأعراق والأجناس واللغات، حيث تمكنت العقيدة من توحيدهم، واذابة النعرات الطائفية والجنسية فيما بين هذه الأعراق والأجناس وخرجت منها أمة الإسلام، أما الآن فإننا نرى مايحدث من محاولات عديدة لإحياء هذه النعرات والخلافات الطائفية، وعلى الحكام العرب والمسلمين أن يتنبهوا إلى هذا المأزق الذي نعيشه اليوم، وأن يتمسكوا بما دعا إليه الإسلام من توحد وتعاون وان يوفروا للعلماء العرب والمسلمين المناخ الذي يحقق النهضة العلمية التي نرتجيها.
>> وكيف ترى الضوء في نهاية النفق؟
- أرى أن خلاص أمتنا يتم عبر وحدتها، وهذه الوحدة لن تتحقق إلا بالعودة إلى الإسلام، والتوحد عليه، خاصة وأننا جربنا الخضوع للعديد من الأنظمة والسياسات والعقائد والأيديولوجيات، وجميعها أعلنت عن أفلاسها.
http://www.elnaggarzr.com/test_fre/i...Prv=2&Data=491
