New_ManII 11-20-2003 10:17 PM

كلام الله؟
 
إقتباس:
الفاتحة
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 2 الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ 3 مَـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ 4 إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ 5 اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ 6 صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ 7
هل هذا كلام الله؟
اذا كان كذلك, فمن هو الشخص الموجهه اليه هذا الكلام؟
تحياتي

New_ManII 11-21-2003 01:00 PM

بانتظار رد

New_ManII 11-23-2003 05:38 PM

للرفع للاخوة المسلمين

Student 11-24-2003 10:34 AM

الفاضل : نيومان الثانى ..

الفاتحة كلام الله .. مثلها مثل باقى القرآن ، كله كلام الله ، موجه من الله لعباده ؛ من أجل هدايتهم .

والفاتحة هى دعاء .. دعاء من العباد موجه إلى الله .

والله عز وجل هو الذى أوحى إلى عباده هذا الدعاء .. وعلمهم إياه .. إذ تقصر عباراتهم عن أن تأتى بمثله ، فى الإيجاز مع جمع أهم المعانى النافعة للعباد فى الدعاء .. ولذلك المسلم يؤمن بأن الله ما أنزل مثل فاتحة الكتاب فى الكتب السابقة ، ولذلك سميت أم الكتاب ، لأنها تجمع كل معانى القرآن فى أوجز لفظ ، بل تجمع كل ما أنزله الله من معانى فى الكتب السابقة .

فالله عز وجل أنزل قرآنا ، يخاطب فيه عباده ، وضمن هذا القرآن دعاء ، يعلمه لعباده ـ ليدعونه به ـ هداية لهم وتعليماً .

بالضبط كما تخاطب أنت ولدك وتنصحه ، فتقول له : قل سمعت وأطعت يا أبى .

فهذا القول " سمعت وأطعت يا أبى " .. هو كلام تتوجه به إلى ابنك لتنصحه ، وفى نفس الوقت هو كلام تريد من ولدك أن يتوجه به إليك .

بصراحة .. أرى أن الأمر واضح .. ولم يظهر لى وجه الإشكال عندك .. لكنى أتمنى أن أكون قد أوضحت .

ولعل الإشكال فى أنه لم يأت بلفظ القول قبل الدعاء ، فلم يقل : " قولوا الحمد لله رب العالمين .. " .

ولا إشكال فى ذلك أبداً ، لأن حذف فعل القول جائز فى جميع اللغات للأغراض البلاغية ، على أن أكثر اللغات اهتماماً بمثل ذلك هى اللغات السامية ، إذ لها من علو الكعب على باقى اللغات فى مقام البلاغة أكثر من غيرها ، وأكثر اللغات السامية كمالاً فى هذا الشأن هى اللغة العربية ، ولذلك تجد مثل هذا الأمر وغيره فى نصوصها البلاغية ، وأعلاها بإطلاق هو القرآن الكريم ، وحذف فعل القول فيه كثير ، وهو فن بلاغى ، ارتقى به القرآن إلى القمة فصار إعجازاً .

والحق أن فن الحذف أشمل من مجرد حذف فعل القول ، وللقرآن مع فن الحذف شأن عظيم ، لو تأملت جانباً واحداً منه فقط ، وهو الجانب القصصى ، لوجدت عجباً .

وإنما جاز الحذف عند جميع أهل اللغات ، إذا أمن عدم اللبس ، وذلك من خلال السياق .. وهذا حاصل طبعاً فى الفاتحة ، فواضح جداً أنها دعاء من العباد إلى الله ، علمهم الله إياه ، وما كانوا يستطيعون جمع هذا المعانى بمثل هذا اللفظ الموجز ، ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً .

والله أعلم .

New_ManII 11-24-2003 05:54 PM

العزيز ستيودنت,
اشكرك علي ردك المهذب و اسمح لي ان اعلق عليه.
إقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : Student
الفاضل : نيومان الثانى ..
الفاتحة كلام الله .. مثلها مثل باقى القرآن ، كله كلام الله ، موجه من الله لعباده ؛ من أجل هدايتهم .

والفاتحة هى دعاء .. دعاء من العباد موجه إلى الله .
والله عز وجل هو الذى أوحى إلى عباده هذا الدعاء .. وعلمهم إياه .. إذ تقصر عباراتهم عن أن تأتى بمثله ، فى الإيجاز مع جمع أهم المعانى النافعة للعباد فى الدعاء .. ولذلك المسلم يؤمن بأن الله ما أنزل مثل فاتحة الكتاب فى الكتب السابقة ، ولذلك سميت أم الكتاب ، لأنها تجمع كل معانى القرآن فى أوجز لفظ ، بل تجمع كل ما أنزله الله من معانى فى الكتب السابقة .
اولا: انت قلت ان الفاتحة كلام الله موجه من الله لعباده ؛ من أجل هدايتهم و هذا مع احترامي لشخصك خطأ لان
1- الفاتحة دعاء من المسلم الي ربه يثني عليه و يحمده فيه و ليس العكس.
2- في الفاتحة يدعو المسلم ربه ان يهديه الطريق الحق.
فهو كلام عادي طبيعي المضمون. و لا يشمل علي اي وسيلة ايضاح لكيفية هداية الله للبشر او اتباع الصراط المستقيم.
ثانيا: انت قات ان الفاتحة تجمع كل ما أنزله الله من معانى فى الكتب السابقة و هذا كلام مرسل يا عزيزي دون اي ادني قدر من الصحة. فاين مثلا في سورة الفاتحة الوصايا العشرة من الله الي موسي او نظام الذبائح و الكفارة المتضمن في التوراة.ايضا اين قصص الانبياء او حتي المضمون العام لهم, اين هي تعاليم المسيح او الانجيل في الفاتحة؟ لا توجد.
فالفاتحة مجرد دعاء من عبد الي رب يبدأ بالمدح و ينتهي بطلب الهداية.
إقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : Student
ولعل الإشكال فى أنه لم يأت بلفظ القول قبل الدعاء ، فلم يقل : " قولوا الحمد لله رب العالمين .. " .

ولا إشكال فى ذلك أبداً ، لأن حذف فعل القول جائز فى جميع اللغات للأغراض البلاغية ، على أن أكثر اللغات اهتماماً بمثل ذلك هى اللغات السامية ، إذ لها من علو الكعب على باقى اللغات فى مقام البلاغة أكثر من غيرها ، وأكثر اللغات السامية كمالاً فى هذا الشأن هى اللغة العربية ، ولذلك تجد مثل هذا الأمر وغيره فى نصوصها البلاغية ، وأعلاها بإطلاق هو القرآن الكريم ، وحذف فعل القول فيه كثير ، وهو فن بلاغى ، ارتقى به القرآن إلى القمة فصار إعجازاً .
...
وإنما جاز الحذف عند جميع أهل اللغات ، إذا أمن عدم اللبس ، وذلك من خلال السياق .. وهذا حاصل طبعاً فى الفاتحة ، فواضح جداً أنها دعاء من العباد إلى الله ، علمهم الله إياه ، وما كانوا يستطيعون جمع هذا المعانى بمثل هذا اللفظ الموجز ، ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً .
و هل ترك فعل القول في سورة الناس و الفلق ليس من البلاغة؟ لماذا تركه فيهما وغيرهما الكثير في القران وحذفه في الفاتحة؟ او ان سورة الناس بدون فعل القول سيلتبس علي السامع انها كلام عادي يستطيع اي بشر ان ياتي به فلذلك ترك فعل القول؟ فاذا كان كذلك لسقط في الحال ادعاء اعجاز القران اللغوي و تحديه للاتيان بمثله, فبناء علي كلامك فان حذف كلمه *قل* من السورة, سيلتبس علي الناس مصدر القران.
اما قولك ان الفاتحة *واضح انها دعاء من العباد لله* فهذا صحيح, و لكن قولك *علمهم الله إياه* يحتاج الي دليل بعض الشئ, فلماذا لا تكون الفاتحة مجرد دعاء عادي مثله مثل سورتي الحفد و الخلع الشيعيتين و الذي يرفضهما السنه بحجة انهما *مجرد دعاء* و ليسوا قران ؟؟
إقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : Student
والحق أن فن الحذف أشمل من مجرد حذف فعل القول ، وللقرآن مع فن الحذف شأن عظيم ، لو تأملت جانباً واحداً منه فقط ، وهو الجانب القصصى ، لوجدت عجباً .
بالفعل يا عزيزي وجدت العجب العجاب في قصص القران. انا لا اهزئ. و لكن القران حذف و اختصر في القصص بصورة تخل بالمعني و تشوش علي القارئ فلا يستطيع فهمها مباشرة و يُدفع ليلجأ الي التفاسير و الاحاديث...الي اخره.
مثال يا عزيزي, قصة الذبيح, هل القران يقول انه اسحق ام اسماعيل؟ و قصة ابن نوح الذي هلك, من هو؟ فالتوراة و الانجيل متفقان علي ان نوح له ثلاث اولاد قبل و بعد الطوفان لم ينجب غيرهم. و التوراة اشتملت علي نسل نوح من ادم اليه ثم نسل اولاده الثلاثه. و لكن القران يذكر شئ اخر فهو يقول انه هناك ابن لنوح مات في الطوفان دون ذكر اي شئ اخر عن شخصية هذا *الابن* الغير موجود تاريخيا و لا نقليا حتي القرن السادس الميلادي.
و ايضا صلب المسيح, هل صُلب المسيح ام لا, و اذا لم يكن قد صلب, فهل مات شخص اخر مكانه ام لا حيث انه مثبت تاريخيا بان هناك شخص ما قد تم صلبه في ذلك الوقت يقول النصاري انه المسيح يسوع و يقول اليهود انه المضل و الساحر يسوع.

تحياتي

dido03 11-26-2003 10:58 PM

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسل الله ثم أما بعد

الحمد لله الذي حمد نفسه قبل أن يحمده الحامدون
أستأذن أخانا المفضال طالب العلم على المشاركة الهامشية من وقت لآخر على حسب ما يسمح به وقتي محاولا عدم التأثير أو التشويش عل أفكارك و منهجيتك و من باب علمي المتواضع بأساليب صاحب الموضوع
و إن رأيتم مني أي سلبية على سير الحوار فبرجاء الإشارة و سأغادر فورا وكل لبيب بالإشارة يفهم

يقول
"اولا: انت قلت ان الفاتحة كلام الله موجه من الله لعباده ؛ من أجل هدايتهم و هذا مع احترامي لشخصك خطأ لان
1- الفاتحة دعاء من المسلم الي ربه يثني عليه و يحمده فيه و ليس العكس."
طبعا هذا إهمال متعمد للمثال الذي ذكره الأخ طالب العلم و هو "فالله عز وجل أنزل قرآنا ، يخاطب فيه عباده ، وضمن هذا القرآن دعاء ، يعلمه لعباده ـ ليدعونه به ـ هداية لهم وتعليماً .

بالضبط كما تخاطب أنت ولدك وتنصحه ، فتقول له : قل سمعت وأطعت يا أبى .

فهذا القول " سمعت وأطعت يا أبى " .. هو كلام تتوجه به إلى ابنك لتنصحه ، وفى نفس الوقت هو كلام تريد من ولدك أن يتوجه به إليك .

بصراحة .. أرى أن الأمر واضح .. ولم يظهر لى وجه الإشكال عندك .. لكنى أتمنى أن أكون قد أوضحت . "

ثم يقول
"- في الفاتحة يدعو المسلم ربه ان يهديه الطريق الحق.
فهو كلام عادي طبيعي المضمون. و لا يشمل علي اي وسيلة ايضاح لكيفية هداية الله للبشر او اتباع الصراط المستقيم."
بل هذا هو سوء الفهم أو التظاهر به هل تفهم معنى الدعاء؟ هل مطلوب أن يحتوي الدعاء على ما تسميه وسائل إيضاح؟ و ما هي وسائل الإيضاح التي تستخدمها أنت أثناء توجهك بالدعاء ؟ أرجو الأجابة

ثم يقول
"ثانيا: انت قات ان الفاتحة تجمع كل ما أنزله الله من معانى فى الكتب السابقة و هذا كلام مرسل يا عزيزي دون اي ادني قدر من الصحة. فاين مثلا في سورة الفاتحة الوصايا العشرة من الله الي موسي او نظام الذبائح و الكفارة المتضمن في التوراة.ايضا اين قصص الانبياء او حتي المضمون العام لهم, اين هي تعاليم المسيح او الانجيل في الفاتحة؟ لا توجد. "
وهذا كلام الأخ طالب العلم "ولذلك سميت أم الكتاب ، لأنها تجمع كل معانى القرآن فى أوجز لفظ ، بل تجمع كل ما أنزله الله من معانى فى الكتب السابقة ."
تجمع معاني و ليست تبسط شرائع فالعيب في الفهم أو التظاهر به و طبعا لا يخلو الكلام من الأسلوب الطيب المعروف "دون أي قدر من الصحة" و ما شابه

ثم يقول
" فبناء علي كلامك فان حذف كلمه *قل* من السورة, سيلتبس علي الناس مصدر القران."
و هذا هو البهتان و أين في كلام طالب العلم ما تقول؟ هذا كلامك أنت ليس هو أنت من قلت ذلك أنت الذي أتيت بسورة الناس كمثال فكان من الواجب عليك أن تنتظر الرد لا أن تذكر على لسان المخالف ما تقول به أنت. و لم تلتفت إلى قول طالب العلم "وذلك من خلال السياق "

ثم يقول
"قولك *علمهم الله إياه* يحتاج الي دليل بعض الشئ, فلماذا لا تكون الفاتحة مجرد دعاء عادي مثله مثل سورتي الحفد و الخلع الشيعيتين و الذي يرفضهما السنه بحجة انهما *مجرد دعاء* و ليسوا قران ؟؟

نحن نتحدث عن واقع عن آيات في كتاب الله عن الفاتحة بالتحديد عن معانيها فلا يتم تحويل الموضوع إلى الشيعة و الخلع و الحفد و...ألا تستطيع الصمود في نقاش محترم يختص بالموضوع؟

و يقول
"بالفعل يا عزيزي وجدت العجب العجاب في قصص القران. انا لا اهزئ. و لكن القران حذف و اختصر في القصص بصورة تخل بالمعني و تشوش علي القارئ فلا يستطيع فهمها مباشرة و يُدفع ليلجأ الي التفاسير و الاحاديث...الي اخره
مثال يا عزيزي, قصة الذبيح, هل القران يقول انه اسحق ام اسماعيل؟ و قصة ابن نوح الذي هلك, من هو؟ فالتوراة و الانجيل متفقان علي ان نوح له ثلاث اولاد قبل و بعد الطوفان لم ينجب غيرهم. و التوراة اشتملت علي نسل نوح من ادم اليه ثم نسل اولاده الثلاثه. و لكن القران يذكر شئ اخر فهو يقول انه هناك ابن لنوح مات في الطوفان دون ذكر اي شئ اخر عن شخصية هذا *الابن* الغير موجود تاريخيا و لا نقليا حتي القرن السادس الميلادي.
و ايضا صلب المسيح, هل صُلب المسيح ام لا, و اذا لم يكن قد صلب, فهل مات شخص اخر مكانه ام لا حيث انه مثبت تاريخيا بان هناك شخص ما قد تم صلبه في ذلك الوقت يقول النصاري انه المسيح يسوع و يقول اليهود انه المضل و الساحر يسوع."
و الآن جملة مواضيع لا علاقة لها بالموضوع و تحول الموضوع إلى القصص القرآني و الذبيح و المصلوب الا تمل من ذكر هذه الشبهات في كل المواضيع تقريبا
هل كل المواضيع التي تتحدث فيها متشابهه لدرجة أنك تكرر نفس الشبهات؟
قليلا من الشرف و الموضوعية إن كنت تريد حوارا محترما من كافة الأطراف
و أكرر الموضوع هو الفاتحة أنت الذي اخترته لما لم تختر الخلع و الحفد؟ لما لم تخترمن هو الذبيح؟
و لتعلم أخي طالب العلم أن الآخر لا يملك إلا شبهات فهو يبدأ بكلام في غاية الإختصار و ينتظر رد الطرف الآخر
ثم يبدأ في تصيد أي كلمة من إجابة الطرف الآخر يلقي من خلالها الشبهات مع التعدي على الرسول صلى الله عله و سلم عند كل زنقة و إن عاملته بكل أدب و أحترام لن يجدي ذلك معه شيئا
فنسأل الله السلامة و العافية

و الحمد لله الذي أثبت لنفسه الحمد قبل أن يحمده مخلوق

مع كل تمنياتي بحوار مثمر
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

New_ManII 11-27-2003 01:54 PM

إقتباس:
ثم يقول
"- في الفاتحة يدعو المسلم ربه ان يهديه الطريق الحق.
فهو كلام عادي طبيعي المضمون. و لا يشمل علي اي وسيلة ايضاح لكيفية هداية الله للبشر او اتباع الصراط المستقيم."
بل هذا هو سوء الفهم أو التظاهر به هل تفهم معنى الدعاء؟ هل مطلوب أن يحتوي الدعاء على ما تسميه وسائل إيضاح؟ و ما هي وسائل الإيضاح التي تستخدمها أنت أثناء توجهك بالدعاء ؟ أرجو الأجابة
عندما ادعو الاهي الحي لا ادعي ان هذا هو كلامه بل كلامي انا.
إقتباس:
ثم يقول
"ثانيا: انت قات ان الفاتحة تجمع كل ما أنزله الله من معانى فى الكتب السابقة و هذا كلام مرسل يا عزيزي دون اي ادني قدر من الصحة. فاين مثلا في سورة الفاتحة الوصايا العشرة من الله الي موسي او نظام الذبائح و الكفارة المتضمن في التوراة.ايضا اين قصص الانبياء او حتي المضمون العام لهم, اين هي تعاليم المسيح او الانجيل في الفاتحة؟ لا توجد. "
وهذا كلام الأخ طالب العلم "ولذلك سميت أم الكتاب ، لأنها تجمع كل معانى القرآن فى أوجز لفظ ، بل تجمع كل ما أنزله الله من معانى فى الكتب السابقة ."
تجمع معاني و ليست تبسط شرائع فالعيب في الفهم أو التظاهر به و طبعا لا يخلو الكلام من الأسلوب الطيب المعروف "دون أي قدر من الصحة" و ما شابه
و نعم الموضوعية في الحوار!
ما هي المعاني التي تضمنتها الفاتحة؟
1- الحمد لله رب العالمين؟
2- اياك نعبد و اياك نستعين؟
3- اهدنا الصراط المستقيم؟
كلامك هذا حق علي القران لانه لم يتضمن وسيلة معرفة الصراط المستقيم و لا امكانية التحقق من الهداية.
إقتباس:
ثم يقول
" فبناء علي كلامك فان حذف كلمه *قل* من السورة, سيلتبس علي الناس مصدر القران."
و هذا هو البهتان و أين في كلام طالب العلم ما تقول؟ هذا كلامك أنت ليس هو أنت من قلت ذلك أنت الذي أتيت بسورة الناس كمثال فكان من الواجب عليك أن تنتظر الرد لا أن تذكر على لسان المخالف ما تقول به أنت. و لم تلتفت إلى قول طالب العلم "وذلك من خلال السياق "
ديدو, اذا كنت لا تفهم او تستوعب ما كتب في الحوار فبرجاء عدم المشاركة.
إقتباس:
قال لاخ ستيودنت
إقتباس:
وإنما جاز الحذف عند جميع أهل اللغات ، إذا أمن عدم اللبس ، وذلك من خلال السياق .. وهذا حاصل طبعاً فى الفاتحة ، فواضح جداً أنها دعاء من العباد إلى الله ، علمهم الله إياه ، وما كانوا يستطيعون جمع هذا المعانى بمثل هذا اللفظ الموجز ، ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً .
فقلت انا
إقتباس:
و هل ترك فعل القول في سورة الناس و الفلق ليس من البلاغة؟ لماذا تركه فيهما وغيرهما الكثير في القران وحذفه في الفاتحة؟ او ان سورة الناس بدون فعل القول سيلتبس علي السامع انها كلام عادي يستطيع اي بشر ان ياتي به فلذلك ترك فعل القول؟ فاذا كان كذلك لسقط في الحال ادعاء اعجاز القران اللغوي و تحديه للاتيان بمثله, فبناء علي كلامك فان حذف كلمه *قل* من السورة, سيلتبس علي الناس مصدر القران.
إقتباس:
ثم يقول
"قولك *علمهم الله إياه* يحتاج الي دليل بعض الشئ, فلماذا لا تكون الفاتحة مجرد دعاء عادي مثله مثل سورتي الحفد و الخلع الشيعيتين و الذي يرفضهما السنه بحجة انهما *مجرد دعاء* و ليسوا قران ؟؟

نحن نتحدث عن واقع عن آيات في كتاب الله عن الفاتحة بالتحديد عن معانيها فلا يتم تحويل الموضوع إلى الشيعة و الخلع و الحفد و...ألا تستطيع الصمود في نقاش محترم يختص بالموضوع؟
هههه, و انا اتكلم عن *واقع* ان الفاتحة مجرد دعاء خالف باقي القران في اسلوب التلقين لما يقال. و انا لم احول الموضوع الي الشيعة و انما استشهدت بما يقوله السنه من اسباب رفض سورتي الحفد و الخلع...
بالطبع يا عزيزي لا استطيع الصمود في نقاش محترم اذا كان ما تقوم به من الفاظ و اتهامات هو تعريفك للاحترام. لمزيد من التعرف علي اسلوب حواراتك *المحترمة* جدا, برجاء العودة الي المواضيع السابقة.
إقتباس:
و الآن جملة مواضيع لا علاقة لها بالموضوع و تحول الموضوع إلى القصص القرآني و الذبيح و المصلوب الا تمل من ذكر هذه الشبهات في كل المواضيع تقريبا
يبدو بالفعل انك من حزب ما انا بقارئ. هل قراءت ما كتبه الاخ ستيودنت قبل ان تعلق هذا التعليق الاهوج الذي لا معني له؟
إقتباس:
إقتباس:
والحق أن فن الحذف أشمل من مجرد حذف فعل القول ، وللقرآن مع فن الحذف شأن عظيم ، لو تأملت جانباً واحداً منه فقط ، وهو الجانب القصصى ، لوجدت عجباً .
برجاء يا عزيزي ان تبقي قارئ صامت للمواضيع حتي لا تضع نفسك في مواقف انت في غني عنها.
اما عن *الشبهات* التي ذكرتها, فانا للاسف لم اجد *رجلا* -واخد بالك- استطاع ان يرد عليها في الحوارت المهذبة السابقة التي كنت انت طرفا فيها يا...ديدو.
اما اذا كنت قد بحثت و سألت شيوخك و اقاربك و معارفك و وجدت اجابة, فلما لا تخبرنا بها في الموضوعات السابقة حتي تثبت ان محمد مات مسموما علي يد يهودية بعد انتهاء رسالته و تتميم الدين كما ادعيت بلا اي حجة ؟؟ ام هو تكرار كلام باطل؟حقا كالانعام بل اضل.
إقتباس:
و أكرر الموضوع هو الفاتحة أنت الذي اخترته لما لم تختر الخلع و الحفد؟ لما لم تخترمن هو الذبيح؟
و هل قمت او حتي حاولت تغير الموضوع من الفاتحة الي السور المحذوفة من قران السنه او التخبط الواضح في تحديد شخص الذبيح؟ مثلمات حاولت انت مستميتا ان تغير الموضوع من سم محمد و موته علي يد امرأة يهودية قبل ام بعد اتمامه لرسالته الي موضوع مقتل انبياء و رسل الله في الكتاب المقدس؟؟؟
ام انك حافظ ان اي ذكر لاي موضوع يصل للنقاش حتي لو كان من باب الاستشهاد, يصبح خروج عن الموضوع الاصلي و محاولة تغيره؟؟؟
تحتاج الي قليل من العقل يا عزيزي و كثير من الصمت.
إقتباس:
مع كل تمنياتي بحوار مثمر
اذا كان الحوار من هذة النوعية او من نوعية حواراتك السابقة التي عجزت عن استكمالها, فانا اعتذر. فانا لا استطيع الصمود في مثل هذة الحوارات
إقتباس:
قليلا من الشرف و الموضوعية إن كنت تريد حوارا محترما من كافة الأطراف
إقتباس:
و لتعلم أخي طالب العلم أن الآخر لا يملك إلا شبهات فهو يبدأ بكلام في غاية الإختصار و ينتظر رد الطرف الآخر
ثم يبدأ في تصيد أي كلمة من إجابة الطرف الآخر يلقي من خلالها الشبهات مع التعدي على الرسول صلى الله عله و سلم عند كل زنقة و إن عاملته بكل أدب و أحترام لن يجدي ذلك معه شيئا
فنسأل الله السلامة و العافية
و هل طلب من احد ان تتدخل في هذا الحوار القائم بيني و بين الاخ العزيز ستيودنت؟
هل طلب احد منك رأيا في شخصي المتواضع؟

و بما انك فطحل في الاسلام و عندك ردود علي الكفرة النصاري المشركين, الذين يعبدون نفس الاله الذي تعبده انت و رسولك بشهادة قرانك, فلماذا لانجدك تعلق علي موضوعات باقي النصاري الكفرة امثال نت مان و بولا ...الي اخره؟ ام انك تخصص في تحليل شخصي الكريم؟ عجبا!!

بانتظار تعليق الاخ ستيودنت علي مداخلتي السابقة لهذة المداخلة.

dido03 11-27-2003 04:01 PM

بسم الله و الحمد لله والصلاة و السلام على رسل الله ثم أما بعد

يقول الأبعد (لعلها تذكرك بفضيحتك السابقة)

"عندما ادعو الاهي الحي لا ادعي ان هذا هو كلامه بل كلامي انا."

هذا ليس بجواب يا أبعد أقرأ السؤال ثم أجب عنه أنا أسألك عن الدعاء أيا كان . أسلوبك لا يتغير مقتطفات و الرد غير السؤال
هل مطلوب أن يحتوي الدعاء على ما تسميه وسائل إيضاح؟ و ما هي و سائل الإيضاح؟
من قال حكاية وسائل الإيضاح هذه هي أيضا من بدع النصارى؟
أين و سائل الإيضاح التي أخترعتها أنت من مبتذلات أوهامك؟
أرجو الأجابة

يقول الأبعد
"ما هي المعاني التي تضمنتها الفاتحة؟"
هذا سؤال جيد هكذا يكون الحوار أي مشكلة عندك في الفهم ممكن تسأل عنها أنا أحترم مثل هذا السؤال, واضح وصريح و في صميم الموضوع
اما اتهاماتك المعتادة فلا ألقي لها بالا
يقول الأبعد
"و هل ترك فعل القول في سورة الناس و الفلق ليس من البلاغة؟" هنا ممكن يعتبر سؤال في الموضوع أما القفز إلى النتائج مثل قولك "فبناء علي كلامك فان حذف كلمه *قل* من السورة سيلتبس علي الناس مصدر القران." فهذا ما أعتبره أنا تلبيس فهمت و لا عامل؟؟؟؟
يعني أقولك تاني يا أبعد لما تقول أين الوصايا العشر و كذا و كذا و فأنت تنبأ عن جهلك بالمعاني يعني معنى الحمد و الهداية و الصراط و هي ما سيوضحه لك الأخ طالب العلم إن شاء الله , ممكن تسأل لكن لا تنفي من عند نفسك قبل أن تتلقى الجواب و ممكن تعترض بعد ذلك على الجواب و هكذا يا أبعد و أنت تعلم قدر غلاوتك عندي و أنا مش عايز أزعلك و بحب الكلام معاك و لو كنت بتقل عليك شوية فأنت السبب خليك كويس و ابن حلال حتلاقي كل الناس ذي الفل معاك و حتحرجهم بأدبك لكن أنت مبتحرمش ممكن تحرم؟
يعن أقولك مثال من مداخلتك الأخيرة
"كلامك هذا حق علي القران لانه لم يتضمن وسيلة معرفة الصراط المستقيم و لا امكانية التحقق من الهداية."
هذا يحط من قدرك لأن أبسط شيء أنك جاهل صح؟
لكن لو و قفت شامخا معتزا بنفسك و بكتابك المقدس جدا تقول ها هي الهداية والمعرفة و الصراط و العلم و التفكر و فضل العلماء و نزاهة الأنبياء تبظ من كتابي المقدس أين قرآنكم أيها المسلمون أين علمكم؟ سوف تجد كل الترحيب
و ربما تجد ما يغير فهمك أو على الأقل وجهة نظرك و إن لم تغير إعتقادك الذي تعتز به هذا مفهوم
ثم قلت
"و انا اتكلم عن *واقع* ان الفاتحة مجرد دعاء خالف باقي القران في اسلوب التلقين لما يقال. و انا لم احول الموضوع الي الشيعة و انما استشهدت بما يقوله السنه من اسباب رفض سورتي الحفد و الخلع..."
و أنا أقول تستطيع الأكتفاء بالجزء الأول "ان الفاتحة مجرد دعاء خالف باقي القران في اسلوب التلقين "
و تذكر مثال على كلامك من القرآن
و يبدأ الأخذ و الرد كما ذكرت لك فيما يتعلق ب*قل* اذكر مثال من القرآن إسأل كما تشاء و انتظر الرد ثم علق و لا داعي لألقاء الشبهات و تشعيب المواضيع أرجو أن نتفق

أما مهاتراتك الهوجاء فلن أرد عليها و ربنا يرزقنا نعمة الفهم و يكفيني.

أما موضوع السم فكنت فاكرك أعقل من كده و يبدو أنك صغير السن عموما الموضوع موجود و أرحب أن يقرأه كل أعضاء المنتدى وهذا يكفيني و ما كان يصح لك أن تذكر هذا الكلام من باب الفطنة لكن اعلم أتي لم آتي لأشنع عليك في موضوع قديم


ثم يا عم الأبعد أنا أستحلفك بكل عزيز و غالي الحذف كأسلوب لغوي بلاغي شيء و تحديد شخصية المصلوب و الذبيح و المشلوح شيء آخر

لو كنت تطلب الحق لذكرت آية و ذكرت المحذوف و أوضحت للمخالف كيف أخل ذلك بالمعنى. هذا منهج محمود صح يا أبو الرجال؟ لكن تقولي من المصلوب و من المشلوح يبقى تشعيب فهمت يا أبو الرجال؟

أما شغب الصبية فأنا في غنى عنه و أنا ملتزم بما قلته في أول مداخلتي السابقة و أظن أني نجحت بمساعدتك طبعا في توضيح صورتك الكريمة للأخ المهذب طالب العلم

و اسمح لي أن أخاطبك بأبو الرجال بدلا من الأبعد في هذه المناقشة

و تفضل يا طالب العلم

و السلام عليكم و رحمة الله

New_ManII 11-27-2003 09:41 PM

الاخ ديدو,
في الواقع لقد عجزت عن ايجاد رد في مثل ادبك و تهذيب ردك. و لذلك قررت عدم الدخول في حوار او الرد علي مداخلات لك لما تمثله من مستوي من الادب و الاحترام *اعلي* من المستوي الذي استطيع ان اجيب عليه.
اشكرك علي مرورك الكريم علي الموضوع.

مازلت بانتظار مداخلة الاخ ستيودنت.

Student 11-29-2003 07:31 PM

الفاضل : نيومان الثانى ..

أشكر لك أسلوبك المؤدب .

الكلام على بند ( أولاً ) من حديثك ..

قررت أنا سابقاً أمرين :
أولهما : أن الفاتحة كلام الله موجه من الله لعباده ..
ثانيهما : أن هذا من الله من أجل هداية عباده ..

اعترضت أنت على الأمر الأول ، بأن الفاتحة هى دعاء من المسلم إلى ربه ، يثنى عليه ويطلب منه الهداية ، فلا يجتمع هذا وكونها من كلام الله .

والحق أن هذا ليس بصحيح ، فكون الفاتحة من كلام الله تعالى ، وكونها موجهة من الله لعباده ، لا يتعارض أبداً مع كونها فى ذاتها دعاء من المسلم إلى ربه .. ووجه الجمع ، أن الله " يُعلِّم " عباده " دعاءً " يدعونه به .. الله يلقن عباده صيغة للدعاء ليتوجهوا بها إليه .

وهذا أمر أراه عادياً جداً ليس فيه وجه للاعتراض ، ليس فى الفاتحة فقط بل فى القرآن كله ، إذ وردت آيات فيها من الدعاء ما لم يسبق بفعل القول الصريح .. بل إن هذا ليس فى القرآن فقط ، بل هو فى لغة العرب عموماً .. بل ليس هذا فى لغة العرب فقط ، بل هو جائز فى كل لغات العالم .. بصراحة أنا متحير من استشكالك هذا .

فالله عز وجل أنزل قرآنا ، يخاطب فيه عباده ، وضمن هذا القرآن دعاء ، يعلمه لعباده ـ ليدعونه به ـ هداية لهم وتعليماً .. بالضبط كما تخاطب أنت ولدك وتنصحه ، فتقول له : قل سمعت وأطعت يا أبى .. فهذا القول " سمعت وأطعت يا أبى " .. هو كلام تتوجه به إلى ابنك لتنصحه ، وفى نفس الوقت هو كلام تريد من ولدك أن يتوجه به إليك .

والحال فى ذلك كالحال فى قصص القرآن ، فإنه يحكى أقوال البشر فى داخل هذا القصص ، فإن سأل سائل : مقولة البشر المحكية أهى من كلام الله أم من كلام البشر ؟ .. فلو سأل سائل بهذا لشككنا فى تعنته ، فإنه من المعلوم أن هذه المقولة المحكية على لسان البشر هى من قولهم الذى قالوه ، وفى نفس الوقت هى من كلام الله ، لكن لا يشترط من قولنا إنها من كلام الله أن يكون الله يعبر بها عن نفسه وذاته وشأنه ، بل يمكن أن يكون حاكياً لها .

فعندما يقص الله علينا أن إبراهيم قال : " ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " .. فلا يقال أهذا القول من كلام الله أم من كلام إبراهيم ؟ .. لأنه يعتبر عند ذلك تعنتاً .. إذ من المعلوم أنه من كلام إبراهيم الذى قاله ، وهو فى نفس الوقت كلام الله ، لأنه تعالى هو الذى يحكيه ، ولا يشترط من كلامنا عن قول إبراهيم إنه كلام الله ، أن يكون الله يتحدث عن نفسه العلية أو شأنه الجليل .

وما قررناه فى القرآن ينطبق على غيره ، ليس فى اللغة العربية فقط ، ولكن فى جميع اللغات ، فإنه يقال فى جميع اللغات عن الأقوال إنها من كلام فلان ، ولا تكون منه بل حكاية عن فلان آخر .

وما قررناه فى مقام الحكاية والقصص ينطبق أيضاً على مقام التعليم ، فى القرآن وفى غيره من النصوص العربية وغير العربية ، وقد ضربت لك المثال فى رسالتى السابقة وفى رسالتى هذا ، ولم تعلق أنت عليه ، لأن الإشكال وارد عليك أيضاً .. إذ يقال : قولك " سمعت وأطعت يا أبى " أهو من كلامك أم من كلام ابنك ؟ .. فإن قلت : من كلامك ، قلنا : بل معناه متوجه من ابنك لك .. وإن قلت : كلام ابنى ، قلنا : بل هو من إنشاءك .. وهكذا يصير الأمر سفسطة غير محمودة .

إنما اتفق عقلاء البشر على اعتبار القول ، سواء فى مجال الحكى أو التعليم أو غيرهما ، منسوباً إلى القائل والمحكى عنه على السواء ، أو منسوباً إلى المعلم والمتعلم على السواء .. ولكنه ينسب لكل منهما باعتبارين مختلفين .. وكذلك قولنا على الفاتحة ، هى دعاء من المؤمنين لربهم ، على اعتبار معناها ، لكنها كلام الله على اعتبار أنه المنشئ لألفاظها .

أخجل من إطالة كلامى فى هذا المقام ، إذ أناقش أمراً اتفقت عليه البشر ـ علماؤهم والعوام ـ من جميع اللغات ، ولكن غرضنا التفهيم أولاً وآخراً ، فنقول ..

مثل ما أوردته من سؤال ، يرد أيضاً على كتابك ، فإن فيه أقوالاً محكية كثيرة ، فيقال لك : هذا القول المحكى أهو من كلام البشر أم هو كلام الله ؟ .. إن قلت كلام الله ، قلنا : بل معناه متوجه من البشر .. وإن قلت كلام البشر ، قلنا : فإذن ليس وحياً من الله .

ولا يعترض على مثالى هذا بأن كتابك موحى بالمعنى دون اللفظ ، فلو قلت أنت ذلك ، فسأجاريك وأقول لك : اجعل مثالى على المعنى دون اللفظ .. فيقال : هذا القول المحكى ( معناه ) من كلام البشر أم هو كلام الله ؟ .. وهكذا لا تستطيع له رداً ، إذا عاملته بنفس منطقك الجدلى ، أما لو اتبعنا الحسن من القول ، لقلنا : إن نفس العبارات التوراتية هى من البشر على اعتبار أنهم قالوها ، وهى من الله على اعتبار أن الله أوحى بها إلى كاتبيها ، عنيت اللفظ أو المعنى على السواء .

ومثل ذلك يقال على الأدعية الواردة فى كتابك ، من مثل أدعية داود عليه السلام وغيره ، فهل هذه الأدعية من كلام البشر أم من كلام الله ؟ .. إن قلت من كلام الله ، قلنا : إن معناها متوجه من العباد لله .. وإن قلت من كلام البشر ، قلنا : نزعت صفة الوحى عن هذا الكلام .. وإن قلت : موحى بالمعنى دون اللفظ ، قلنا : إذن نزعت صفة الوحى عن المعنى .. وإن قلت : بل دعاء داود من إنشائه وليس من وحى الله له ، قلنا : إذن تحتفظون بكلام لبشر وليس موحى به ، فما فائدته للمؤمن وهو لا يجوز له الاقتداء بما ليس بوحى .. وإن قلت : دعاء داود من إنشائه وليس من وحى الله له باللفظ لكنه موحى بالمعنى .. قلنا : إذن عدنا للإشكال الأول ، وهو وارد على المعنى فى دعاء داود هنا ..

وهكذا .. على جميع الافتراضات والأقوال ، ستجد أنك غير قادر على دفع ذلك المنطق السوفسطائى ، ولن تجد لك ملاذاً إلا برد الأمور إلى نصابها ، وهو أن تنسب الأقوال إلى الجهتين ولكن باعتبارين مختلفين ، وهو نفس ما قدمته لك فى البداية ولم تقبله ، وهو نفس ما اتفق عليه المتكلمون بكل لسان .

ولا يعترض على كل ما قدمته ، بأن جميع الأمثلة فيها ذكر فعل القول ، والفاتحة ليس فيها ، لأنى أجبت على ذلك من قبل ، وهو أن حذف فعل القول جائز فى جميع اللغات ، ولا ينقص من بلاغة الكلام ، بل هو يزيد منه ، إذا استخدم فى موضعه .

Student 11-29-2003 07:32 PM

الكلام على ثانى الأمرين : أن فى الفاتحة هداية من الله لعباده ..

اعترضت أنت بأن الفاتحة مجرد كلام عادى ، لا يشتمل على إيضاح لكيفية هداية الله للبشر .

بل تشتمل الفاتحة يا عزيزى على كيفية هداية الله للبشر ، ولكن هدايتها هداية إجمالية ليس فيها تفصيل ، وهو يحل لك إشكالاً آخر ، وهو : كيف يكون فيها جميع معانى القرآن وليس فيها التفصيلات الكثيرة ؟ .. والجواب عن الجميع واحد ، وهو أن هداية الفاتحة هداية إجمالية وليست تفصيلية ، ولذلك وصفناها بأنها " جمعت " المعانى ، ووصفناها بأنها " أم " الكتاب .. فما من محور فى القرآن إلا وله أصل فى فاتحة الكتاب .

وأكتفى هنا بهذا الإجمال ، إذ لم يكن أصل الموضوع ، وإن كنت ذكرته ، فلم أذكره لإثباته ، وإنما لتكميل التصور الإسلامى عن الفاتحة فى نظر المسلم .

Student 11-29-2003 07:33 PM

الكلام على بند ( ثانياً ) من حديثك ..

تصف قولى عن الفاتحة ، بأنها تجمع كل معانى الكتب السابقة ، بأنه كلام مرسل .

أتفق معك على هذا ، فأنا لم أبين الأدلة على ذلك .. ولكن كان ذلك منى ، لأنى لم أقصد الكلام على هذا الأمر بالدرجة الأولى ، إنما كان قصدى توصيل التصور الإسلامى كاملاً عن فاتحة الكتاب ، لتكتمل لديك الصورة واضحة .

ثم تضرب لاستشكالك الأمثلة .. الوصايا العشرة .. نظام الذبائح والكفارة .. قصص الانبياء .. تعاليم المسيح او الانجيل ..

وأجيبك إجمالاً والتفصيل فى مقامه .. كل ما ذكرته من أمثلة وغيره لن تجده " مفصلاً " فى الفاتحة ، لأنها " أم " الكتاب ، فتجد فيها الإجمال دون التفصيل ، فتأمل هذه الأمثلة وغيرها ، فستجد أن هذا المثال يندرج تحت التوحيد ، وهذا تحت العقيدة ، وهذا تحت اليوم الآخر ، وهذا تحت الشريعة ، وهذا تحت القصص .. وهكذا .. وقد جمعت الفاتحة تقرير هذه الأصول إجمالاً وليس تفصيلاً .. مثلاً .. قصص الأنبياء تجدها فى : " الذين أنعمت عليهم " .. إذ هم المرتبة العليا من أصحاب الصراط المستقيم ، فيدخل فيها كل قصص الأنبياء والرسل الذين يقتدى بهم .. وهكذا كل مثال يطرأ على ذهنك فهو يندرج تحت مسمى ، وستجد الفاتحة تقرر هذا المسمى على سبيل الإجمال .. من هنا كان لا بد من قراءتها فى كل صلاة .

تقول : " فالفاتحة مجرد دعاء من عبد الي رب يبدأ بالمدح و ينتهي بطلب الهداية " ..

نعم .. هى كذلك .. دعاء .. لكن هذا الدعاء لو تأملته لوجدته جامعاً لأصول الدين والملة على أكمل وجه .. ولا يشترط أبداً أن تكون الهداية بطريقة التلقين المباشر .

Student 11-29-2003 07:35 PM

قررت أنا سابقاً ، أن حذف فعل القول فى الفاتحة من فن الحذف ، وهو فن بلاغى فى جميع الألسنة ، فاستشكلت أنت ذلك ، وأوردت عدة أسئلة ، فأسردها واحداً تلو الآخر وأجيبك إن شاء العلى القدير :

تقول : " و هل ترك فعل القول في سورة الناس و الفلق ليس من البلاغة ؟ " ..

لا .. ليس ترك فعل القول فى الناس والفلق نقصاً فى البلاغة .. ولا أدرى ما التلازم بين هذا وذاك ؟ .. الحق أنه لا تلازم بين تقريرنا أن حذف فعل القول فن بلاغى ، وبين أن تركه يعد نقصاً فى البلاغة .. وهذا ينطبق على القرآن وعلى غيره ، فإذا قررنا أن البيت الفلانى للشاعر فيه استعارة وهى فن بلاغى فى جميع الألسنة ، فلا يلزم من ذلك أبداً أن كل بيت مشابه لهذا البيت صيغة أو معنى ، لا بد للشاعر أن يلجأ فيه إلى الاستعارة دون غيرها من فنون البلاغة ، وإلا قررنا أن بيته هذا الذى ليس فيه استعارة هو ناقص فى البلاغة .. هذا ليس بلازم لذاك .. ولم ينقل أحد أبداً ذلك عن أى عالم بلاغى متحدث بأى لسان فى العالم .

وهكذا كلامنا على القرآن .. ليس معنى كلامنا أن فن الحذف فن بلاغى ، وأن حذف فعل القول من فنون البلاغة المندرجة تحته .. ليس معنى ذلك أنه على القرآن ألا يصرح بفعل القول مطلقاً فى أى آية أخرى ، أو أن عليه ألا يصرح بفعل القول فى الآيات التى تشبه تلك الآية فى الصيغة أو المعنى .. لم يقل أحد علماء البلاغة والأدب بذلك من جميع اللغات .

سر المسألة .. أن الفنون البلاغة ليست ممدوحة لذاتها ، وإنما بما تخدم به المعنى المراد من النص ، وبما تتناسب به مع السياق الذى ترد فيه .. ولذلك فإن الفنون البلاغية إذا أتت فى غير موضعها عيبت على قائلها ، وما أكثر ما تضمنت كتب النقد الأدبى قديماً وحديثاً من تعييب الأدباء ، على فنون بلاغية لجئوا إليها فى غير موضعها .

ثم إن الفنون البلاغية كثيرة جداً ، فهل يقال إن على الشاعر أن يأتى بها كلها فى كل بيت من قصيدته وإلا كان البيت معيباً ؟ .. بالطبع كلا .. وأعتقد أنك توافقنى على ذلك .. فقل مثل ذلك فى القرآن .. رغم قولنا إن هذا فن بلاغى وهذا من فنون البلاغة ، فلا تنتظر أن تأتى كل آية فى القرآن بجميع الفنون البلاغية وإلا عيبت .. لم يقل هذا أحد أبداً ممن لديه أدنى علم بالبلاغة فى أى لسان .

فلا تعارض أبداً بين أى موضعين من القرآن ، يثبت فى أحدهما فعل القول ، ويحذفه فى الآخر ، ولا يكون ذلك عيباً فى أى من الموضعين ، ما دام كلا الصنيعين خدم سياقه وأتم معناه .

تقول : " لماذا تركه فيهما وغيرهما الكثير في القران وحذفه في الفاتحة ؟ " ..

قولك هذا ناتج عن اعتقاد خاطئ ، فأنت اعتقدت أن الفاتحة وحدها هى التى حذف منها فعل القول ، وصرح به فى باقى القرآن ، وليس الأمر كذلك ، بل قد أتى القرآن بالتصريح بفعل القول وحذفه كليهما فى مواضع متعددة ، ولا أضرب المثال هنا بالمواضع التى صرح فيها القرآن بفعل القول ؛ لأنك تؤمن بذلك ، ولأن المواضع من الكثرة الكاثرة بمكان .. فأكتفى بضرب الأمثلة للمواضع الأخرى التى لم يصرح فيها القرآن بفعل القول ..

فهناك مواضع حذف فيها فعل القول ، لكن أتى بصيغة أخرى قريبة منه تمهد له ، مثل قوله تعالى : " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين ، لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه " .. فقوله : " أخذ ميثاق النبيين " ليست من فعل القول ، لكنها صيغة أخرى مهدت له ، إذ أخذ الميثاق يكون عادة بالقول .

ومن تلك المواضع قوله تعالى : " فاستجاب لهم ربهم ، أنى لا أضيع عمل عامل منكم " .. فليس فى الآية فعل القول ، لكن الصيغة القريبة منه : " فاستجاب " .. وإن كانت الاستجابة بالقول والفعل ، لكن اللفظ " فاستجاب " مهد للقول بعده ولا شك .

وهناك مواضع أخرى ، حذف فيها فعل القول ، ولم يأت بصيغة بديلة ، مثل قوله تعالى عن عيسى عليه السلام : " ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل . ورسولاً إلى بنى إسرائيل ، أنى قد جئتكم بآية من ربكم " .. فقول المسيح هنا " أنى قد جئتكم بآية من ربكم " لم يسبقه فعل القول ولا بديل عنه ، وهو من قول المسيح يقيناً .

ومثله : " ما كان لله أن يتخذ من ولد ، سبحانه ، إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون . وأن الله ربى وربكم فاعبدوه "

ومن ذلك أيضاً : " فأما الذين اسودت وجوههم ، أكفرتم بعد إيمانكم ؟ فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون " .. فالقول " أكفرتم .. " لم يسبق بفعل القول ولا ببديل له .

ومثله : " ويوم يحشرهم جميعاً ، يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس " ..

وقوله : " وكتبنا له فى الألواح من كل شىء موعظة وتفصيلاً لكل شىء ، فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها "

وقوله : " وعرضوا على ربك صفاً ، لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة "

وقوله : " وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة ، وظنوا أنه واقع بهم ، خذوا ما آتيناكم بقوة "

وقوله : " ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكةُ ، يضربون وجوههم وأدبارهم ، وذوقوا عذاب الحريق "

وكذلك فى مواضع الدعاء ، وردت عبارات لم تسبق بفعل القول ولا ببديل عنه ..

مثل قوله : " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ، ربنا تقبل منا ، إنك أنت السميع العليم " .. فلم يقل : " وقالا ربنا تقبل .. " .. فلم يأت بفعل القول ، ولا بالبديل ، فلم يقل مثلاً : " ودعوا ربنا تقبل .. " .

ومثله : " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون ، كلٌ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ، لا نفرق بين أحد من رسله .. " .

وكذلك : " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة .. " ..

وقوله : " الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ، ويتفكرون فى خلق السموات والأرض ، ربنا ما خلقت هذا باطلاً ، سبحانك ، فقنا عذاب النار " ..

وكذلك : " فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين . يغشى الناس ، هذا عذاب أليم ، ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون " ..

تقول : " او ان سورة الناس بدون فعل القول سيلتبس علي السامع انها كلام عادي يستطيع اي بشر ان ياتي به فلذلك ترك فعل القول؟ ..
" فاذا كان كذلك لسقط في الحال ادعاء اعجاز القران اللغوي و تحديه للاتيان بمثله ..
" فبناء علي كلامك فان حذف كلمه *قل* من السورة, سيلتبس علي الناس مصدر القران " .

أقول وبالله التوفيق : لم أقل إن سورة الناس بدون فعل القول كانت ستلتبس على السامع ، وفهمك لهذا من كلامى خطأ لا مسوغ له ، فلا يفهم من كلامى هذا من قريب ولا من بعيد ، ولا هو من لوازمه .

إنما كان كلامى عن علة الحذف فى فنون البلاغة عموماً ، وليس عن هذا الموضع خاصة وهو سورة الفاتحة ، فما ذكرته عن علة جواز الحذف فى جميع اللغات ، لم أقصد به تعليل الإتيان به فى مقام الفاتحة ، حتى تأتى أنت وتعترض بأن القرآن لم يفعل مثل ذلك فى سورة الناس .. كلا .

إنما كنت أبين ما هو مقرر فى كتب البلاغة ، من أن فن الحذف عموماً جائز فى كل اللغات ، وأن من أهم أسباب جواز فن الحذف فى كل اللغات ، أنه يؤمن عدم اللبس على السامع .

وهذا ليس معناه طبعاً ، أن المسوغ الوحيد لكل موضع استخدم فيه فن الحذف هو الأمن من عدم اللبس على السامع ، وبالتالى يكون كل موضع لم يستخدم فيه فن الحذف مشكوك فيه من قبل السامع لو لم يذكر فيه فعل القول .

عدة متلازمات غير متلازمة إطلاقاً ، ولم يقل بها أحد فى أى لغة أبداً .

فإنه يمكن أن يكون الموضع مأمون اللبس على السامع ، ومع ذلك لا يستخدم فيه فن الحذف ، لأن الفنون البلاغية لا تراد لذاتها ، وإنما العبرة بمدى خدمتها للموضع الذى تساق فيه .

Student 11-29-2003 07:36 PM

تقول : " قولك [ عن الفاتحة ] " علمهم الله إياه " يحتاج الي دليل بعض الشئ ، فلماذا لا تكون الفاتحة مجرد دعاء عادي مثله مثل سورتي الحفد والخلع الشيعيتين والذي يرفضهما السنه بحجة انهما مجرد دعاء وليسوا قران ؟ " ..

أولاً .. الحفد والخلع ليسوا شيعيتين كما توهمت ، ويبدو أنك خلطت بينهما وبين سورتى النورين والولاية المزعوم من قبل بعض الشيعة أنهما من القرآن ، أما الحفد والخلع فلم يتمسك الشيعة بأنهما من القرآن ، إذ ليس فيهما ما يؤيد مذهبهم المنحرف .

ثانياً .. ليست الفاتحة مجرد دعاء كدعاء الحفد والخلع لعدة أسباب ، أقتصر على أهمها فى هذا المقام وهو يكفينى ، وهو قيام الدليل النقلى على أنها من القرآن بخلاف دعاء الحفد والخلع .

وقبل أن أورد الدليل ، أحب أن أنبه على نقطة هامة ، تختص بمنشأ التوهم عندك فى مسألة تشبيه الفاتحة بالحفد والخلع ، فإن قولك هذا منشؤه تصور ، أن النبى أتى بكتاب مكتوب بكامله مجموع بين دفتين ، وأعطاه للمسلمين ، ثم استنتجوا هم أن الفاتحة من القرآن وليست مثل دعاء الحفد والخلع .

وليس الأمر كذلك ، بل إن النبى عليه الصلاة والسلام ، كان ينزل عليه الوحى بالسورة أو ببعضها وربما الآية ، فيطلع على المسلمين ينقلها لهم سماعاً كما سمعها من جبريل عليه السلام ، فطريق نقل القرآن عندنا سمعى بالدرجة الأولى ، والاعتماد فيه أولاً على السمع ، وتأتى الكتابة ثانياً لتؤازره .

مقصدى أن الاحتمال الذى أوردته أنت إنما ينشأ لاعتقاد النظر فى الكتاب دون قرينة خارجية ، وهذا منتف تماماً فى القرآن ، لأنه ينقل بين المسلمين سماعاً بالدرجة الأولى ، فالنبى عليه الصلاة والسلام كان يخبرهم بلفظ الآية ، ويخبرهم بأنها من القرآن ، وأنها توضع فى الموضع كذا ، بعد آية كذا وقبل آية كذا .. فلا وجه للخلط فى ذلك ، إلا عند من لم يبلغه خبر النبى عليه الصلاة والسلام .

فالفاتحة نقلت كذلك ، نقل النبى عليه الصلاة والسلام لفظها إلينا ، وأخبرنا أنها من القرآن ، فلا مجال للبس الذى ادعيته ، إنما يقوله من توهم أن المسلمين وجدوا الفاتحة هكذا فى المصحف ، فجعلوها من القرآن ، فتتساءل : لماذا لا تكون ليست من القرآن وتكون مجرد دعاء كالحفد والخلع .. كل هذا من التوهم الخاطئ .

وأما عن الدليل النقلى فهو أدلة لا دليل .. منها مثلاً حديث أبى سعيد بن المعلى رضى الله عنه ، عن النبى عليه الصلاة والسلام : لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ، قال : فأخذ بيدي فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت : يا رسول اللّه إنك قلت لأعلمنَّك أعظم سورة في القرآن، قال: نعم {الحمد للّه رب العالمين} هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته" رواه البخاري .

وعن أُبيّ بن كعب رضي اللّه عنه ، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : "ما أنزل اللّه في التوراة ولا في الإنجيل مثل "أم القرآن" وهي السبع المثاني، وهي مقسومة بيني وبين عبدي نصفين" ( رواه الترمذي والنسائي عن أبي هريرة عن أُبي بن كعب واللفظ للنسائي .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: " من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خِداجٌ - ثلاثاً - غير تمام " .. فالقراءة إنما تكون للقرآن فقط .

إلى غير ذلك من الأحاديث التى تصف الفاتحة بأنها من القرآن ، بل بأنها أم القرآن ، وأم الكتاب ، والسبع المثانى .

هذا طبعاً بخلاف أن الفاتحة من أول ما نزل من القرآن ، بل كثير من العلماء على أنها أول ما نزل مطلقاً ، فقرأها النبى على المسلمين وعرفوا أنها من القرآن ، وصلوا بها فى كل ركعة ، واشتهر ذلك بما لا يحتاج إلى إثباته .

بل إن ثبوت أن الفاتحة من القرآن ، من طريق نقل الحفاظ المتقنين ، أولى عندى من كل تلك الأحاديث التى قد لا تبلغ مبلغ التواتر ، ومعلوم أن طريق القراء المتقنين متواتر ، فروايتهم أولى عندى لهذه العلة .

والمقصود أن الدليل النقلى من الأحاديث يقوم على أن الفاتحة من القرآن بأصرح لفظ وأبلغه ، وثبوت أنها من القرآن من طريق التواتر معلوم ومؤكد ، على ألسنة القراء الكثيرين ، وطريق عمل المسلمين ، أقصد اعتبارهم الفاتحة من القرآن وصلاتهم بها فى كل صلاة ، أمر متواتر مشهور عند جميع الأمم ، بما لا يحتاج إلى حديث لإثباته .

قإن هناك من الأمور ما يشاع عن قوم حتى لا يحتاج بعدها إلى دليل أنهم كانوا يفعلونه ، لتواتر ذلك عنهم بين الأمم ، مثل أن النصارى لم ترفع لهم راية رسمية إلا بعد مجمع نيقية ومؤازرة قسطنطين ، فلا يحتاج غالباً إلى إيراد المصادر التاريخية على ذلك ، لاشتهار ذلك بين الأمم ، شهرة متواترة تنفى الشك فى ذلك .

وكذلك مشهور أن الفاتحة هى من القرآن عند المسلمين ، وبها يصلون فى كل ركعة ، فهذا متواتر عنهم عند جميع الأمم ، حتى أنه لا يحتاج فى إثبات ذلك إلى دليل .

والمقصود أن قولك عن الفاتحة ، بإن إثبات كونها من القرآن يحتاج إلى دليل ، فيه ما قد ظهر لك .

وإنما منشأ التوهم يكون عند من ظن أن المسلمين وجدوا الجميع مكتوباً ، فحكموا على الفاتحة بأنها من القرآن ، وحكموا على الحفد والخلع بأنهما ليسا كذلك ، تحكماً منهم بغير دليل ، فيطلب الدليل .. وقد بينت بطلان هذا الوهم .

Student 11-29-2003 07:37 PM

ثم نأتى لحديثك عن قصص القرآن ..

كنت أنا قد أشرت إليه من قبل ، لكنى لم أشر إليه كهدف رئيسى ، إنما كان غرضى تقرير أن فن الحذف فن مستخدم فى كل القرآن ، ومن ذلك القصص ، بل للقصص النصيب الأكبر من هذا الفن .

فلم يكن غرضى إثبات حسن صنيع القرآن فى القصص بفن الحذف البلاغى ولا شىء من ذلك ، إنما كان غرضى الكلام على فن الحذف بالدرجة الأولى ، وتقرير أنه مستخدم فى جميع القرآن .

أقول هذا تنبيهاً على أصل الكلام ، وحتى لا يتفرع منا إلى مسائل جانبية ، وبالتالى أعفى نفسى عن الدخول فيها الآن ، لعدم التشتيت ، مع تسليمى بأنى أرسلت القول بلا أدلة ، وعذرى أن لم يكن هدفى إثباته ، وهذا جائز لى فى مقام سرد التصور كاملاً عن أمر الحذف .

وإن كنت لا أحرمك تقريراً إجمالياً فى قصص القرآن حتى يتسنى لنا الحوار التفصيلى .. وهو أنك تطالب القرآن بذكر التفاصيل الكثيرة التى عج بها الكتاب المقدس ، فإن ساءك هذا من القرآن ، فيجب أن يسوءك قصص التوراة والإنجيل ، إذ ليس فيهما كل التفاصيل المطلوبة على أكمل وجه .. فإن قلت : ليس المقصود ذكر التفاصيل المطولة عن كل شىء ، وإنما المهم ذكر الأحداث الرئيسية .. قلت لك : فليكن هذا هو ميزانك ، وليس ميزان ذكر التفاصيل الكثيرة ، فلو جعلت ميزانك ذكر الأحداث الرئيسية ، لعلمت أى الكتب يصل لهدفه من أقرب طريق ، ولعلمت أيها يشوش على القارئ .

أرحب دوماً بأسئلتك .


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 04:20 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.0.1
Copyright ©2000 - 2004, Jelsoft Enterprises Ltd.