
-
رسالة الى البابا
إلى البابا بولس السادس عظيم أهل ملته
بقلم : الشيخ محمد مهدي استانبولي
سلام على من اتبع الهدى، أما بعد اطلعت على رسالتك التي وجهتها إلى كافة الرجال الخيرين على حد – تعبيرك – من أجل تحقيق السلام في العالم، وذلك في يناير (شباط) عام 1968 م عن طريق الاحتفال في اليوم الأول من كل عام بيوم السلام، فأشكرك شكرا كثيرا على اهتمامك في السعي لسعادة البشرية وسلامها وأهم ما أود أن ألفت نظرك إليه أن السلام الصحيح لا يتحقق ما لم نسع لايقاظ الشعور الإنساني في ضمائر الناس ونذكرهم بأنهم أسرة واحدة، تمت بالأصل إلى أبوين اثنين كما تقول جميع الأديان السماوية فلا فرق بين أبيض ولا أسود، ولا أصفر إلا بالمنافسة في الأعمال المفيدة والبناءة للبشرية جمعاء.
ولا شك أن هذه الالتفاتة نحو الأخوة الواحدة من شأنها أن ترقق القلوب القاسية، فلا يعتدي فرد على فرد ولا شعب على شعب مهما كان قويا، ما دام يؤمن بأن البشر جميعا أخوة من أصل واحد مهما تباعدوا في الديار ومهما اختلفوا في الأجناس والألوان واللغات، وحتى في الأفكار وكل ضرر أو مصيبة تصيب جماعة تنتقل إلى الجماعات الأخرى.
ووسائل النقل الحديثة من طائرات وغيرها تساعد جدا على تحقيق هذه الفكرة، أكثر من أي وقت سابق فقد أصبح العالم نتيجة ذلك كأنه بلد واحد أو حي واحد، أو أسرة واحدة إذا أصيبت بسوء أو أزمة، انتقلت أزمتها وبلاؤها إلى الآخرين.
والغريب – والغريب جدا – أن الخيرات والمنتوجات التي أودعها الله تعالى على الأرض، بدلا من أن تكون نعمة على البشرية جميعا، يتقاسمونها فيما بينهم قسمة أخوية إنسانية، كل حسب جهده، ومساعدة الفقراء والذين لا يكفيهم دخلهم، إذا بهم جعلوها سببا للقتال والحروب وسفك الدماء مما تشمئز منه النفوس الكريمة وتأباه الضمائر الحية، وترفضه العقول السليمة أن نجعل من النعم نقما تسبب شقاء البشرية بدلا من سعادتها وكل ذلك نتيجة فقدان الشعور الديني الإنساني السليم من التعصب.
ولو كان البشر – شعوبا وحكومات – تشعر بالأخوة الإنسانية بوعي ويقظة لما كان هذا المصير المؤسف الذي هدد ويهدد البشرية بالانهيار والفناء.
ومن أهم أسباب تحقيق السلام أيضا علاوة على أحياء ا لشعور الأخوي وجود تشريع سماوي واحد وصحيح يصلح لكل زمان ومكان بين هؤلاء البشر الأخوة، فلا يدع مجالا للنزاع والخصومة بينهم، كما هو الشأن الآن في التشريعات القومية واللادينية المعاصرة التي تمزق الشعوب وتثير الاختلافات كل ذلك بسبب عجز البشر أن يضعوا التشريعات لأنفسهم كعجزهم عن وضع القوانين الطبيعية.
فكما أن الله سبحانه وضع هذه القوانين المادية بين البشر وبين الطبيعة ولا بد من الخضوع لها حتى يفيد الناس من هذه الطبيعة، كذلك أنزل تشريعات دينية بين البشر أنفسهم، فلا بد لهم كي يسعدوا ويعيشوا بسلام من الخضوع لها.
لقد أنزل الله سبحانه الأديان لتحكم بين ا لناس بالحق والعدل، وأذكرك بهذه المناسبة بالدين الإسلامي العظيم، وهو امتداد لشريعة المسيح عليه السلام كما أن المسيحية امتداد لشريعة التوراة فقد قال المسيح: "ما جئت لأنقض الناموس، بل جئت لأتمم" كذلك قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" بل إن الإسلام مسيحية مصححة بعيدة عن الانحرافات التي طرأت عليها عبر القرون كما أعلن هذه الحقيقة مؤرخوا وعلماء النصارى أنفسهم أمثال (الهرارنست دي يونس) في كتابه (الإسلام: أي النصرانية المصححة).
لقد بشر المسيح عليه السلام بهذا النبي في فقرات كثيرة من الأناجيل، فقد جاء في إنجيل يوحنا ( 12:16 و 13 ) "إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقولها لكم، ولكن لا تستطيعون أن تتحملوا الآن، وأما متى جاء روح الحق فهو يرشدكم إلى الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية".
وكان المسيح يعبر عن محمد المبشر به بلفظ (النبي)، وبلفظ (فارقليط) وهو تقريب لفظ (بيريكلتوس) اليونانية ومعناها (الذي له حمد كثير) أي محمد. وقد جاء في أسفار التوراة والمزامير بشارات كثيرة بالنبي محمد اكتفي بذكر أسمائها وأرقام فقراتها (سفر التثنية – الاصحاح 18 ) والمزمور التاسع والأربعين بعد المائة، والعاشر بعد المائة، واشعيا في الاصحاحات ( 8 و 9 و 6 و 35 و 42 و 43 ) ودانيال في الاصحاح ( 2و7 ) وحبقوق اصحاح (2) ، وزكريا اصحاح (3) وملاحي اصحاح (3) .
إن المسيحيين لا يزالون إلى الآن بانتظار هذا النبي الذي بشرت به التوراة والإنجيل ليبقى معهم إلى الأبد – أي خاتم الأنبياء – وقد سئل المسيح عن صفاته لتميزه عن الأنبياء الكذبة فقال لرعيته: "من ثمارهم تعرفونهم" وهل أعظم من الثمار التي جاءت في تشريع محمد التي أصلحت العرب ووحدتهم بعد نزاعهم وانطلقت بهم في العالم فقضوا على وثنية الفرس والرومان وفتحوا الدنيا من المحيط إلى المحيط بأقل من قرن.
لقد شهد بعظمة الإسلام وصلاحه لكل زمان ومكان وقدرته على سعادة البشرية كلها، وحل جميع مشكلاتهم الاقتصادية والخلقية والسياسية كثير من مفكري وساسة الغرب المنصفين.
إن العالم يعيش اليوم على فوهة بركان مدمر في اضطراب وفوضى وخطر داهم بسبب التشريعات الوضعية القاصرة التي كانت من أهم أسباب نزاعه وحروبه.
ولما كانت المسيحية لا تملك تشريعا مفصلا كالإسلام، وكانت شريعة اقليمية لعصر معين مضى كما أعلن المسيح نفسه ذلك بقوله "إنما بعثت لشياه بني اسرائيل الضالة" وهي تقتصر على نصائح ووصايا لم يعد أكثرها صالحا للحياة والتطبيق وفيها كثير من المتناقضات مما كان سببا في نفور الغربيين منه وانسلاخهم عنه في تشريعاتهم ومدنيتهم وحياتهم العملية. ولكنهم غدوا مع كل ذلك بلا زمام ودون قيود فتكالبوا على المادة حتى أوشكت أن تقضي عليهم وتعرضهم للمهالك وكل ذلك كانت نتيجة رد الفعل للطقوس النصرانية التي تتنكر للعلم والمدنية كما تتنكر للحياة فتحض حتى على ترك الزواج والعزوف عنه. إن المدنية المعاصرة خطر مدمر بسبب تجردها عن الروحانية الصحيحة الموجودة فعلا في الإسلام الذي جمع بين المادة والروحانية في تعاليمه وحض عليهما.
وأذكرك – يا عظيم ملته – بهذه المناسبة أن العالم اليوم ينقسم إلى معسكرين، معسكر الرأسمالية، ومعسكر الشيوعية، معسكر الفردية ومعسكر الجماعية، ويمثل هذين المعسكرين: الدول الغربية والدول الشرقية. وبقاء هذين المعسكرين يهدد السلام بالخطر وليس هناك حل سوى الإسلام فهو وسط بين الفردية والجماعية، ووسط بين الروحية والمادية، قد جمع بين كل منها في أروع نظام وأجمل تناسق.
وهذا يجعل الفاتيكان إذا اعتنق الإسلام، يتقدم إلى العالم بالحل السلمي الصحيح الذي يرضى جميع المعسكرات المتطاحنة فيتحقق على يده السلام والسعادة الحقيقين. فمن الواجب المحتم انقاذا للبشرية بالمسارعة إلى اعتناق الإسلام ودعوة الناس إليه.
ومن هذه المتناقضات والأدلة على بطلان عقيدة الصلب ما جاء في(سفر التثنية) "لا يقتل الآباء عن الأولاد ولا يقتل الأولاد عن الآباء، كل إنسان بخطيئته يقتل!"
إن الإسلام أشاد بعظمة المسيح وأمه مريم الصديقة، وأن الله أنقذه من الصلب ونصره على أعدائه من اليهود ورفعه إليه، وهذا بخلاف ما يزعمه النصارى الذي يعتقدون بأن اليهود أهانوه وعذبوه وصلبوه، ولا أدري كيف تتفق عقيدة الصلب هذه مع قول التوراة: "ملعون من وضع على خشبه" فأي العقيدتين ترفع من شأن المسيح وتشيد بعظمة الله.
وكذلك يعتقد المسلمون بأن الله سبحانه واحد لا شريك له، ليس له والدة ولا زوجة ولا ولد شأن البشر، فأين هذا من عقيدة النصارى من احتقار الله وسبه وأنه حمل وولد، وكان يأكل ويشرب ويتغوط وينام، هو الله وابن الله، وأن الله أو ابنه حل فيه، ثم تركه يصلب من قبل اليهود ليكفر عن خطيئة آدم، مع أن الله يقول بأن آدم طلب المغفرة من الله بعد خطيئته فغفر له وانتهت القضية دون أن تلحق أحدا من البشر كما تقتضي أبسط مبادئ العدل الإلهي والبشري.
ولا يخفى ما سببته عقيدة الخطية من تعذيب البشر وخاصة النساء والأطفال منهم وليس لهم ذنب، ولا يخفى أن هذه العقيدة شأن عقيدة التثليث والصلب عقيدة وثنية موجودة في تاريخ الهند القديم وغيرها من الأمم السابقة للمسيحية. وكم أتمنى لو يطلع زعماء النصارى على كتاب (العقيدة الوثنية في الديانة النصرانية) فيرون العجب العجاب وكيف أنهم يدينون بالوثنية وهم يشعرون أو لا يشعرون وهم يعتقدون أنهم لا يزالون يدينون بالمسيحية التي جاءت من عند الله.
كل ذلك يدعوك – أيها البابا بولس السادس- عظيم أهل ملته إلى دعوة المسيحيين في العالم لاعتناق الإسلام والدخول فيه إجابة لدعوة المسيح الذي بشر به، وانقاذا للبشرية مما تعانيه اليوم من اضطراب وفوضى بسبب نظمها الوضعية العاجزة والقاصرة والمجحفة. وأذكركم بهذه المناسبة تمهيدا لانتشار الإسلام والسلام بوجوب دراسة الاختلافات الدينية بين المسيحية والإسلام لإزالتها فما كان دين ا لله ليتناقض، وليفرق، بل ليجمع ويوحد.
إن ا لمسيح أعلن في فقرات كثيرة في الإنجيل أنه عبد الله ورسوله، وأن الحياة الأبدية أن يعرفوا أن الله هو الإله الحقيقي وحده، وأن المسيح رسوله (يوحنا 17/3) حتى أنه لم يقبل أن يقال له (السيد) فقال لحواريه: "السيد هو الله وحده" وهناك عشرات من الآيات سواء في التوراة أو الإنجيل تعلن هذه الوحدانية لله وقد جاء في إنجيل مرقس فأجابه يسوع: أن أول كل الوصايا هي: "اسمع يا اسرائيل: الرب إلهنا واحد" (الفصل 12 العدد 39) ويبقى بعدها فقرات قليلة جدا فهم منها بعض المسيحيين ألوهية المسيح، وقد تكون مدسوسة أو محرفة ويجب تأويلها لتتفق مع جميع ما جاء في التوراة والإنجيل خشية أن يقال أن هذا الإنجيل فيه اختلاف وتناقض.
وأذكر على الدوام أن جميع الكتب السماوية والأنبياء كلهم جاءوا بالتوحيد وأن التثليث جاء طارئا على ديانة المسيح بسبب قسطنطين وبولس وأن مجمع (نيقية) الذي قرر التثليث وهو عقيدة وثنية كانت قبل المسيح بضغط من الملك قسطنطين بينما كانت أكثرية أعضائه تنادى بوحدانية الله وأن المسيح عبده ورسوله.
وإنني ألفت نظركم بعدد خطير أصدرته مجلة لايف الأمريكية عام 1955 كما أظن تثبت فيه ما طرأ على التوراة والإنجيل من تحريفات حتى خرجا عن أصلهما الأول، فأدعوكم إلى مطالعته فإنه قد يكشف عن أمور هامة.
وقبل الخاتمة، إنني أذكرك أيا الباب بولس السادس عظيم أهل ملته بالتبعة الخطيرة الملقاة على عاتقك أمام الله وأمام البشرية وأمام التاريخ في إعلان هذه الحقيقة ودعوة الناس للدخول في الإسلام واعتناقه دينا وتشريعا لتحقيق العدالة والسعادة والسلام . فهو – وحده – كما أعلن ذلك المنصفون من مؤرخي وعلماء الغرب الكفيل بانقاذ البشرية مما تعانيه من شقاء وما يتهددها من خطر حرب هيدروجينية يمكن وقوعها بين لحظة وأخرى تضيع نتيجتها الحضارة الإنسانية وتفني معظم البشر.
وأذكرك أيضا بأن الله العظيم مطلع على القلوب وأن الحياة الدنيا بالنسبة للآخرة لا تساوي شيئا مذكورا، فالحذر الحذر من إضاعة جنة الله، والدخول في ناره إلى الأبد من أجل متاع قليل.
وهذه وصايا المسيح نبي الله، ومن قبله ومن بعده من المرسلين، كلها تأمر بالعمل للدار الآخرة وعدم الاغترار بالحياة الدنيا. وآمل أن تمثلوا دور ملك الحبشة المسيحي، فإنه لما بلغه خبر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أصحابه الذين هاجروا إليه وسمع سورة مريم بكى هو والرهبان ولما سأل المسلمين ماذا يقولون في المسيح صدقهم وقال: "إن هذا والذي جاء به موسى وعيسى ليخرج من مشكاة واحدة" فآمن به.
هذا وإني أعلمك أن هذا اليوم في دخول العالم في الإسلام آت لا محالة كما أخبرت الآيات الكريمة والأحاديث النبوية العديدة، وقد أخبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأن روما نفسها – ولعله الفاتيكان – ستدخل في الإسلام. ولعلكم تمهدون لهذا اليوم عقب هذا النداء الذي أوجهه إليكم والذي فيه كل الخير للمسيحية نفسها قبل أن يتقلص ظلها حتى عما عليه الآن في (الفاتيكان).
وما أحسن ما قاله أحد المفكرين: "يمكننا أن نخدع كل الناس نصف الزمن، ويمكننا أن نخدع نصف الناس كل الزمن ولكن لا يمكن أن نخدع كل الناس كل الزمن". ويومئذ تستيقظ شعوب العالم من غفلتها وتنتقم من المضللين الانتهازيين الذين أخفوا الحقائق كل الحقائق، وسيرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون في الدنيا ويوم القيامة.
ألا قد بلغت ……… اللهم أشهد
-
نسأل الله أن تصل هذه الكلمات لعقول تعي وتتدبر .
إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
.
والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى(ارميا 23:-40-34)
وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
.
.
-
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة عمرومحمد في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 16-07-2007, 01:41 PM
-
بواسطة احمد العربى في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 14-07-2007, 10:39 PM
-
بواسطة karam_144 في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
مشاركات: 15
آخر مشاركة: 28-03-2007, 09:05 PM
-
بواسطة الاشبيلي في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 21
آخر مشاركة: 17-09-2006, 02:45 AM
-
بواسطة الاشبيلي في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 01-01-1970, 03:00 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات