"](.....,وفرقة<ربى محمد> هذه ظهرت فى القرن الاول الهجرى وكانت تعتقد ان محمد رسول الاسلام هو الله المتجسد فى شكل انسان....وكانوا يستدلون بكلامهم هذا على بعض اقاويل رسول الاسلام مثل قوله <انا الماحى ,يمحو الله بى الكفر> وعلى بعض الاقاويل التى تسمى بالاحاديث القدسية مثل قول<... و ما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها>
ويرى الخبراء ان معظم المسلمين كانوا من الموحدين فى القرن الاول والثانى الهجرى وظلوا كذلك حتى تولى الملك جحيش بن كليب من قبيلة بنى خيبان حكم المسلمين الذى اعتنق مذهب المؤلهين فى منتصف القرن الثالث واصبح هذا المذهب هو المذهب الرسمى للدول الاسلامية وتقلص مذهب الموحدين بسبب تعرضهم للاضطهاد والتعذيب على يد اصحاب المذهب الاول ويوجد بقايا من اتباع مذهب الموحدين اليوم فى المغرب العربى وفى سوريا. واليوم لهم الحرية اخيرا فى اقامة شعائرهم والصلاة فى مساجدهم)
بالطبع هذا الكلام غير صحيح و لكن......
الم يكن من الممكن جدا ان نجد مثل هذا الكلام فى دائرة المعارف البريطانية او الفرنسية لولا وجود رجال صادقين مثل الصحابة والتابعين الذين ورثوا اخذوا الاسلام عن سيد الخلق.
الم يكن من الممكن ان نجد مثل هذا الكلام لولا العلماء الربانيين الذين وصفهم الرسولبانهم كانبياء بنى اسرائيل.
بالطبع اعنى بهذا الكلام الضالين او المسيحيين كما يسمون انفسهم.
فاذا بحث المرء فى دين النصارى يعجب حينما يجد انه لا توجد لديهم اية ادلة ليدللوا بها على صدق ديانتهم الا بعض من التأويلات الفاسدة لبعض اعداد كتابهم المقدس.
فاذا سالت النصرانى :من اين لكم قولكم ان الله هو المسيح بن مريم؟
تجده يقول لك :ويحك الم تسمع قول المسيح((انا فى الاب و الاب فى)) .....
وهذا القول ان افسرته تفسيرا حرفيا ربما تفهم ان المسيح هو الله....ولكن اذا نظرت الى اعداد اخرى فى الانجيل مثل
(( و لست أسأل من أجل هؤلاء فقط، بل أيضا من أجل الذي يؤمنون بي بكلامهم ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الآب فـيَّ و أنا فيك ، ليؤمن العالم أنك أرسلتني ، و أنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ، ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد . أنا فيهم و أنت فيَّ ليكونوا مكملين إلى واحد ))
ستفهم ان قصد المسيح ليس ان يقول عن نفسه انه هو الله ولكنه يتكلم عن قوة العلاقة بينه و بين الله فالتعبير مجازى لا اكثر.
ومثال اخر قول المسيح ((من رانى فقد راى الاب))
ويوجد قول له شبيه فى القران وهو قوله تعالى((وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى))
فلا يمكن ان تفسر مثل هذه الاعداد حرفيا وان فعلت فعليك ان تنهج المنهج نفسه مع باقى اعداد الكتاب المقدس وهذا سيدخلك فى متاهة لن تخرج منها.
و فى الاسلام ايضا ايات قرانية واحاديث نبوية لا يمكن ان تفسر الا على سبيل المجاز.
فاقرأ قول الرسول(... و ما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها... الحديث ).
فاذا قرأت الحديث يبدو لك غامضا وتفهم ان الانسان لا يزال يرتقى فى العبادات حتى يمكن ان يكون هو الله نفسه ,ةبالطبع هذا الكلام غير مقبول لانك اذا قرأت القران تفهم ان الله ما ارسل محمدا الا لمحاربة مثل هذه الافكار الشركية (وللاسف وقع البعض فى شرك فكره القاصر وقال ببدعة الحلول والاتحاد ووحدة الوجود امثال محى الدين بن عربى وأصحابه) .
أما فى اليهودية فهناك اعداد لا حصر لها لا يمكن ان تفسر اطلاقا الا على سبيل المجاز....فقد أطلق الكتاب المقدس لفظ الله على كثيرين ولم يقل أحد أن فيهم طبيعة لاهوتية طبقاً للآتي :
1- ورد في سفر القضاة [ 13 : 21 ، 22 ] إطلاق لفظ الله على الملك : يقول النص (وَلَمْ يَتَجَلَّ مَلاَكُ الرَّبِّ ثَانِيَةً لِمَنُوحَ وَزَوْجَتِهِ. عِنْدَئِذٍ أَدْرَكَ مَنُوحُ أَنَّهُ مَلاَكُ الرَّبِّ. فَقَالَ مَنُوحُ لاِمْرَأَتِه نموت موتاً لأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا اللهَ. )
وواضح أن الذي تراءى لمنوح وامرأته كان الملك .
2- ورد في سفر الخروج [ 22 : 8 ] إطلاق لفظ الله على القاضي :
يقول النص : (( وإن لم يوجد السارق يقدم صاحب البيت إلى الله ليحكم ، هل يمد يده إلى ملك صاحبه ))
فقوله : إلى الله ، أي : إلى القاضي
3- وكذلك أيضاً جاء في سفر الخروج [ 22 : 9 ] إطلاق لفظ الله على القاضي :
يقول النص (( في كل دعوى جنائية من جهة ثور أو حمار أو شاة أو ثوب أو مفقود ما ، يقال : إن هذا هو ، تقدم إلى الله دعواها ، فالذي يحكم الله بذنبه يعوض صاحبه باثنين ))
فقوله إلى الله ، أي : إلى القاضي نائب الله .
4- كما أطلق الكتاب المقدس لفظ إله على القاضي فقد ورد في المزمور [ 82 : 1 ] : (( الله قائم في مجمع الله ، في وسط الآلهة يقضي ))
5- وأطلق الكتاب المقدس لفظ الآلهة على الأشراف فقد ورد في المزمور [ 138 : 1 ] قول داود عليه السلام :
(( أحمدك من كل قلبي ، قدام الآلهة أعزف لك ))
6- وأطلقه على الأنبياء كموسى في سفر الخروج [7 : 1 ] :
يقول النص : (( قال الرب لموسى : انظر أنا جعلتك إلهاً لفرعون وهارون أخوك يكون نبيك ))
لذلك عليك ايها الزميل النصرانى ان تقرأ الكتاب المقدس جيدا ولا ترضخ لقساوسة المجامع الكنسية فهؤلاء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا.
المفضلات