الحمدلله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد, والصلاة والسلام على من بعثه الله مجددا للنبوات وخاتما للرسالات وعلى آله وصحبه وأتباعه الى يوم الدين ...
أما بعد.....
ان الإنتشار الواسع للإسلام في عصر النبوة والعصور التي بعده أغاظ أعداء الدين , مما جعلهم يكيدون للإسلام وأهله ,ومنأبرز هؤلاء الأعداء اليهود والنصارى , فقال تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) (البقرة : 120 )
وقال تعالى:(َلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة : 217 )
فحشد المنصرونطاقاتهم لتنصير الأمم الأخرى وخاصة المسلمين وتضاعفت جهود المنصري في محاربة الإسلام ,والطعن في عقيدته وشريعته وبث الشبهات حوله والدعوة الى الدخول تحت مظلة النصرانية باستخدام أحدث الوسائل التي تحقق لهم ما يصبون اليه . لذلك نجد حضورهم في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.
والمنصرون فعلوا وسائل الإعلام , لأن الإعلام تحول من إشباع الإهتمامات وغرس المعلومت الى صناعة الاهتمامات وإعادة التشكيل الثقافي للإنسان من خلال الأوعية الإعلامية المختلفه, والتقنيات المتطورة.وتعتبر القنوات الفضائية من أخطر وسائل الإعلام أثرا لذا حرص المنصرون على استخدام القنوات الفضائية في دعوتهم التنصيرية , فدخل المنصرون من خلالها بيوتا كانت موصده أمامهم وخاطبوا المسلمين العرب بنفس اللغة التي يتخاطبون بها. فأنشؤوا قنوات فضائية تنصيرية ناطقة باللغة العربية , وما هذه القنوات إلا وجه جديد للصراع بين الحق والباطل , يقول الله تعالى:(أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ) (الرعد : 17 )
ولمقاومة المشروع لتنصيري يجب دراسة كل وسيلة للمنصرين وإعطاء كل وسيلة حقها من الدراسة والبحث , والأمة التي تنطلق في نشر دعوتها ومواجهة الدعوات الضالة من منطلق إيمانها بالبحث العلمي سيكون النجاح حليفها بإذن الله لأها أخذت بأحد أهم مقومات النجاح والقوة .