
-
محمد صلى الله عليه وسلّم في سفر نشيد الإنشاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هذا البحث من كتاب " محمد صلى الله عليه وسلّم في الكتب المقدّسة عند النصارى واليهود والهندوس والصابئة والبوذيين والمجوس " ص ص 45- 61 لـ " سامي عامري " - علما بأنّني قد اطّلعت على بحث للعضو إشعياء ..ورجعت إلى المعجم العبري الذي ذكر أنّه قد نقل منه .. فلم أجد ما ذكره سواء في الصفحة المشار إليها أو في حرف "m " !؟؟-
" اسم نبي الإسلام صلى الله عليه وسلّم في التوراة ( العهد القديم )
افتح , فضلا , سفر"نشيد الإنشاد" 5: 9- 16، واقرأ: "بِمَ يَفُوقُ حَبِيبُكِ الْمُحِبِّينَ أَيَّتُهَا الْجَمِيلَةُ بَيْنَ النِّسَاءِ؟ بِمَ يَفُوقُ حَبِيبُكِ الْمُحِبِّينَ حَتَّى تَسْتَحْلِفِينَا هَكَذَا؟ حَبِيبِي مُتَأَلِّقٌ وَأَحْمَرُ، عَلَمٌ بَيْنَ عَشَرَةِ آلاَفٍ رَأْسُهُ ذَهَبٌ خَالِصٌ وَغَدَائِرُهُ مُتَمَوِّجَةٌ حَالِكَةُ السَّوَادِ كَلَوْنِ الْغُرَابِ. عَيْنَاهُ حَمَامَتَانِ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، مَغْسُولَتَانِ مُسْتَقِرَّتَانِ فِي مَوْضِعِهِمَا. خَدَّاهُ كَخَمِيلَةِ طِيبٍ تَفُوحَانِ عِطْراً، وَشَفَتَاهُ كَالسُّوْسَنِ تَقْطُرَانِ مُرّاً شَذِيّاً. يَدَاهُ حَلْقَتَانِ مِنْ ذَهَبٍ مُدَوَّرَتَانِ وَمُرَصَّعَتَانِ بِالزَّبَرْجَدِ، وَجِسْمُهُ عَاجٌ مَصْقُولٌ مُغَشًّى بِالْيَاقُوتِ الأَزْرَقِ. سَاقَاهُ عَمُودَا رُخَامٍ قَائِمَتَانِ عَلَى قَاعِدَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ، طَلْعَتُهُ كَلُبْنَانَ، كَأَبْهَى أَشْجَارِ الأَرْزِ. فَمُهُ عَذْبٌ، وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ. هَذَا هُوَ حَبِيبِي وَهَذَا هُوَ خَلِيلِي يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ!"
ما جاء في سفر نشيد الإنشاد هو تلخيص لتجارب الأمم من الخروج إلى مجيء النبي الخاتم كما هو مذكور عن كبار أحبار اليهود كسعديّا بن يوسف ورشّي وابن عزرا...
النصّ المقتبس من سفر نشيد الإنشاد 5: 16 في أصله العبري :
" هكّو ممتكّيم وُ-كهلّو مَحَمَدّيم زِهْ دودي وُ-زِهْ رُعي بنوث-يوروشلايم "
“Hikko mamtaqqim we-khullo Mahamaddim zeh dodi we-zeh re’I benoth-yerushalayi”
لا بدّ أنّك لاحظت وجود كلمة "محمديم".. وهي تشير كما هو ظاهر إلى اسم نبي الإسلام, وفيما يتعلّق بزيادة "يم" " ים " في هذه الكلمة, يقول المختصون في اللغة العبرية أنها للتفخيم والتعظيم. ويقدّم لنا الباحث شبلي زمان Shibli Zaman- عالم اللغات الشرقية الكبير - في بحث له خاص بهذه النبوءة, مثالين من العهد القديم على معنى هذه الزيادة وهما كلمة "أفرايم" من سفر التكوين 41: 52 و"شَحَرَايِمْ" من سفر أخبار الأيام الأول 8:8.و جاء في " الموسوعة اليهودية" " Jewish aEncyclopedi " أنّ كلمة " ألوهيم " " אלהים "جاءت فيها , أيضا , الياء والميم للتعظيم والتفخيم .
كلمة "محمّد" لها نفس المعنى في كلّ من اللغة العربية واللغة العبريّة، وهي صيغة التفضيل من الرجل المحمود.
المقابل العربي الصحيح للعدد 16 من الفصل 5 من سفر نشيد الإنشاد: " كلامه أحسن الكلام, إنّه محمّد العظيم. هذا هو حبيبي, وهذا هو صديقي (أو خليلي) , يا بنات أورشليم."
الشرح اللغوي :
" هكّو ممتكيم " :
كلمة " هكّو " هي من الجذر " هَكه " أو " هَنَكه " . ومعنى هذين الجذرين هو :
داخل الفم
حنك
سقف الحلق
حاسة التذوق
لسان أو لغة
هذا من الناحية اللغوية , أمّا من الناحية الاصطلاحية في الكتاب المقدس فإنّ الفم والحنك واللغة كلّها تعني الكلام المنطوق , من ذلك:
" كلمات الجاهل مهلكة له " ( سفر الأمثال 18: 7).
" أدعو خادمي فلا يجيب , مع أنّي توسلت إليه " (سفر أيوب 19:1)
" جدّفوا على السماء بأفواههم ,ولوثوا الأرض بخبث ألسنتهم ." ( المزمور 73: 9).
" جعل فمي كسيف قاطع .." ( سفر إشعياء 49: 2).
التراجم الانجليزية تستعمل كلمة "فم " في كل النصوص السابقة بمعنى "كلام ".
كلمة " ممتكيم" , مشتقة من الأصل العبري " مثق " mathaq " وتعني :
- أكل شيء حلو.
- حلو أو عسل .
وقد جاء في سفر العدد 33: 28 ذكر كلمة " مِثقة " , وهي مكان ونبع ماء في البلاد العربية حيث توقف بنو إسرائيل أثناء خروجهم من مصر.
الياء والميم في "ممتكيم" هما للتفخيم والتعظيم , وهو ما يظهر من التراجم الانجليزية نفسها.
معنى المقطع الأول إذن هو : " كلامه أحسن الكلام ".
" وُ-كهلّو مَحَمَدّيم ":
كلمة " محمديم " هي من الجذر العبري" حَمَد " كما في المعاجم العبرية "الاشتهاء" , وتستعمـل هذه الكلمة أيضا بمعنى الحمد والتبجيل .فالاسم " محمد " والشخصية "مشتهاة " أيّ جذّابة تستحق كلّ الحب والتبجيل والإكبار .
"زه دودي ":
تعني "زه ": "هذا " , أما "دودي" فمعناها في اللغة العبرية " صديقي" أو "محبوبي" ,وهي تستعمل بصفة خاصة بمعنى العم , وقد جاء في معجم :" A Hebrew and English Lexicon " لويليام جزنيوس William Gesenius وفرنسيس براون Francis Brown :" صديق, وخاصة أخو الأب , عم من جهة الأب ."
استعمال كلمة "دودي" يدلّ على أنّ الـ"محمد " سيكون من جهة عمومة النبي سليمان المتحدّث , ومحمد صلى الله عليه وسلم من أبناء إسماعيل الذي هو أخ لاسحاق الذي جاء منه سليمان صاحب البشارة. وليس للنصراني أن يزعم أنّ يسوع هو موضوع البشارة لأنّه كسليمان من أبناء إسحاق .
" وُ-زِهْ رُعي ":
معنى " و-زه " : "وهذا ". ومعنى " رعي " : جار , صديق , فرع آخر .
ومحمد صلى الله عليه وسلم صديق لسليمان عليه السلام لمحبة الأنبياء لبعضهم البعض , وهو جار له إذ أنّ الشام التي سكنها سليمان عليه السلام تقع بجوار بلاد العرب التي ظهر فيها نبيّ الإسلام صلى الله عليه وسلّم . وهو من الفرع الآخر : من نسل إسماعيل .
"بنوث-يوروشلايم ":
تعني كلمة " بنوث " حرفيا "بنات " , وهي في اللهجة اليهودية تعني " سكان " . وقد جاء في معجم اللغة العبرية : سكان مدينة أو بلاد , رجالا ونساء .
" كلمة " يوروشلايم " تشير عادة إلى مدينة القدس . وقد اختلف أهل اللغة في أصلها ,فذهب بعض أهل اللغة العبرية إلى أنّ جذرها هو :" ييروش- شالوم " أي "ملكية السلام" The Property of peace " ,ويرى فديارتي في كتابه " محمد في الأسفر المقدسة " " Muhammad in World Scriptures " أنّ هذا القول خطأ. بعض الباحثين الآخرين يرون أنّ الجذر هو " ياروه ". أي "أصل"" Foundation " ليكون معنى " أورشليم "أصل السلام" . وعلى كلّ حال فأصل الكلمة هو " يارو " أي ناس ,أو بيت .ويكون معنى المقطع الأخير إذن :" يا سكان بيت السلام ".ولا تشير عبارة " بيت السلام " إلى هيكل القدس لأنّ هذا الهيكل ما عرف السلم والأمن بل تعرّض للكثير من النـوائب , كما أنّ المسـيح قد تأفّف من الظـلم الذي سيطر على أورشـليم , فقال :" يا أورشليم , يا أورشليم , يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها " ( إنجيل متّى 23: 37 ..) ,أمّا كعبة إبراهيم عليه السلام فقد حفّها الأمن والأمان طوال قرون عديدة كما دفع الله سبحانه عنها شرّ أبرهة الذي جاء من الحبشة لهدمها .ثم إنّ القرآن قد قال :" ومن دخله كان آمنا " ( آل عمران 97 ),فهي حقا بيت السلام والأمان .
جاءت كلمة " يوروشلايم " في صيغة المثنى , وهي تشير إلى أورشليم القدس حيث أولاد سارة وأورشليم العرب حيث أولاد هاجر . ومما يدلّ على وجود أورشليمين قول بولس في رسالـــته إلى غلاطية 4: 24- 26:" وهذه الحقيقة لها معنى رمزي, فهاتان المرأتان ترمزان إلى عهدين : الأول مصدره جبل سيناء , يجعل المولودين تحته في حال العبودية , ورمزه هاجر. ولفظة هاجر تطلق على جبل سيناء , في بلاد العرب , وتمثّل أورشليم الحالية , فإنّها مع بنيها في العبودية . أمّا الثاني , فرمزه الحرّة التي تمثّل أورشليم السماوية التي هي أمّنا ." , وخطاب سليمان عليه السلام كان لنسل إبراهيم أبي الأنبياء من زوجتيه سارة وهاجر : بني إسرائيل وبني العرب . والمقصود ببيت الأمان كعبة إبراهيم التي نبع منها الوحي والخير لمّا كان الشرك والوثنية يسيطران على القدس .
وتفصيل ما جاء في أعداد الفصل الخامس من هذا السفر يؤكد حقيقة "المحمديم" الذي عرفنا شخصيته من خلال اسمه "محمد " صلى الله عليه وسلّم .. فهو:
ـ "مـتألّق":
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن سلمة في وصف وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"..بل مثل الشمس والقمر مستديرا".
وأخرج الإمامان البخاري ومسلم عن البراء قال:"كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحسن الناس وجها..."
وأخرج الدارمي والبيهقي والطبراني أبو نعيم عن أبي عبيدة قال: قلت للربيع بنت معوّذ: صفي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"لو رأيته قلت الشمس طالعة".
الشمس من حسّاده والنصر من قرنائه والحمد من أسمائه
أين الثلاثة من ثلاث خلالــه من حسنه وإبائه ومضائه
مضت الدهور وما أتين بمثله ولقد أتى فعجزن عن نظرائه
لا يمكن للنصارى أن يحاجونا بكلمة"متألق" للزعم أنّ المسيح هو المقصود بها، لأنّ أئمتهم يقرّرون أنّ المسيح كان قبيح المنظر.. فقد قال مثلاً كلمنت الاسكندري عن المسيح:"إنّ جماله كان في روحه وفي أعماله،وأمّا منظره فكان حقيرا"،وقال ترتليان:"أمّا شكله فكان عديم الحسن الجسماني، وبالحري كان بعيدا عن أي مجد جسدي."
- قلت : ثبت لدى المسلمين كون المسيح جميل المنظر،كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه في وصف المسيح أنه:"ربعة أحمر، كأنما خرج من ديماس" أي الحمام!-
ـ "أحمـر":
أخرج الإمام البخاري عن أنس أنه قال في وصف رسول الله: "..أزهر اللون..."
وقال الإمام ابن حجر العسقلاني في شرحه لصحيح البخاري في " فتح الباري..": "أي أبيض مشرب بحمرة، وقد وقع ذلك صريحا في حديث أنس من وجه آخر عند مسلم، وعند سعيد بن منصور والطياليسي والترمذي والحاكم من حديث علي قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض مشربا بياضه بحمرة" وهو عند ابن سعد أيضا عن علي، وعن جابر، وعند البيهقي من طرق عن علي، وفي الشمائل.. من حديث هند بن أبي هالة أنه أزهر اللون."
ـ "عَلَـمٌ بين عشــرة آلاف":
إشارة إلى فتح مكّة على يد نبيّ الإسلام (العَلَم) مع عشرة آلاف مؤمن .
وقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عبّاس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج في رمضان من المدينة ومعه عشرة آلاف مؤمن لفتح مكّة.
- "رأسـه ذهب خـالص وغدائره متموّجة حـالكة السـواد كلون الغــراب":
أخـرج مسلم عن أنس أنه قال في وصف شـعر النبي صلى الله عليـه وسلم: " كان شعراً رَجِلاً ليس بالجعد والسبط بين أذنيه وعاتقه".
وأخرج أيضاً عن أنس قوله لما سئل هل خَضَبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه لم يكن رأى من الشيب إلا. قال ابن إدريس كأنه يقلّله...
كما أخرج عن ابن سيرين قال سألت أنس بن مالك هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خضب فقال لم يبلغ الخضاب كان في لحيته شعرات بيض. ومما قاله الإمام النووي في شرحه لهذا الأثر:"...كما قال في الرواية الأخرى: لم يشتد الشيب أي لم يكثر، ولم يخرج شعره عن سواده وحسنه."
- " عيناه حَمَامَتان عند مجاري المياه.مغسولتان مستقرتان في موضعهما ":
أخرج الإمام مسلم عن جابر بن سمرة أنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان "أشكل العينين ". وفسّر الإمام النووي كلمة "أشكل" بقوله إنّ العلماء قد اتفقوا على أنّ الشكلة حمرة في بياض العينين.
لا شكّ أنّ ما ذكره جابر بن سمرة هو عين ما جاء في سفر نشيد الإنشاد من الحديث عن عين الحمامة.
وللحمامة وعيناها دلالات بارزة في الكتاب المقدس: يقول البابا شنــــودة في مقال له في جريدة وطني (لم يذكر رقم العدد) نشره في موقعه على الإنترنت، في تفسيره لنشيد الإنشاد 1: 15: "..العين البسيطة التي كالحمامة. تمثل البراءة. ولهذا يقول السيد المسيح:"إن كانت عينك بسيطة،فجسدك كله يكون نيرا (...) "عيناك حمامتان" أي تمثلان الوداعة واللطف والطيبة والود. تمثلان النفس الجميلة الهادئة البسيطة الروحية الحرّة. محال أن يكون أحد فيكم قد رأى حمامة عابسة متجهمة. الحمام أيضا يهدل دائما، فيرمز إلى حياة التسبيح الدائمة..." .. .ومعلوم لمن قرأ صفحات من سيرة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلّم مبلغ وداعته ولين جانبه وتسبيحه الدائم :
أخرج مسلم عن أنس رضي الله عنه:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم في بعض أسفاره، وغلام أسود يقال له: أنجشة، يحدو. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلّم:" يا أنجشة! رويدك، سوقك بالقوارير". (البخاري)
وأخرج مسلم عن أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت:"ما خيّر رسول الله صلى الله عليه وسلّم بين أمرين، أحدهما أيسر من الآخر، إلا اختار أيسرهما. ما لم يكن إثما. فإن كان إثما، كان أبعد الناس منه".
وأخرج ابن حبان في "صحيحه" عن الأغر المزني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله كلّ يوم مئة مرة".
- " خدّاه كخميلة طيب تفوحان عطرا، وشقتاه كالسوسن تقطران مرّا شذيّا "
أخرج الإمام أحمد عن سعد بن أبي وقّاص قال:"اشتكيت بمكة فدخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم يعودني، فوضع يده على جبهتي فمسح وجهي وصدري وبطني، فما زلت يخيل إليّ أني أجد يده على كبدي حتّى الساعة".
وأخرج الإمام مسلم عن جابر بن سمرة قال: "مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم خدّي فوجدت ليده برداً وريحاناً كأنما أخرجها من جونة عطار"
وأخرج الشيخان عن أنس قال: "ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كفّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولا شممت مسكاً ولا عنبراً أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلّم ".
- "يداه حلقتان من ذهب مدوّرتان ومرصّعتان بالزبرجد، وجسمه عاج مصقول مغشّى بالياقوت الأزرق. ساقاه عمودا رخام قائمتان على قاعدتين من ذهب نقي":
جاء في وصف هند بن أبي هالة للرسول صلى الله عليه وسلم: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما (...) عظيم الهامة (...) معتدل الخلق، بادن متماسك سواء البطن والصدر، عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين (...) طويل الزندين، رحب الراحة (...) سابل الأطراف (أي طويل الأصابع)...".
- "طلعته كلبنان، كأشهى أشجار الأرز":
أخرج الترمذي عن عبد الله بن سلام قال: "لما قدم النبي صلى الله عليه وسلّم المدينة جئت لأنظر إليه فلمّا استبنت وجهه عرفت أنّ وجهه ليس بوجه كذّاب"
وعن أبي رمثة التميمي قال:"أتيت النبي صلى الله عليه وسلّم ومعي ابن لي فأريته فلما رأيته قلت هذا نبي الله"
وقـال عبد الله بن رواحة في وصفه:
لو لم تكن فيه آيات مبيّنة لكان منظره ينبيك بالخبر
وقيل :
كأنّ الثريّا علّقت بجبيــنه وفي جيده الشّعرى وفي وجهه القمر
عليه جلال المجد لو أن وجهه أضاء بليل هلّل البدو والحضر
- "فمـه عــذب": أو "كلامه أحسن الكلام"..
خذ هذه الشهادة من مستشرق غير مسلم:
قال الدكتور ماردريس المستشرق الفرنسي عندما كلّفته وزارتا الخارجية والمعارف الفرنسية بترجمة 62 سورة من السور الطوال التي لا تكرار فيها، ففعل وقال في مقدمة ترجمته الصادرة سنة 1962: "أما أسلوب القرآن فهو أسلوب الخالق جلّ وعلا.فإنّ الأسلوب الذي ينطوي على كنه الكائن الذي صدر عنه هذا الأسلوب لا يكون إلا إلهياً. والحق الواقع أنّ أكثر الكتّاب شكاً وارتياباً قد خضعوا لسلطان تأثيره.
(...) ذلك أنّ هذا الأسلوب الذي طرق في أول عهده آذان البدو كان نثراً جد طريف، يفيض جزالة في اتساق نسق، متجانساً مسجعاً، لفعله أثر عميق في نفس كلّ سامع يفقه العربية. لذلك كان من الجهد الضائع غير المثمر أن يحاول الإنسان أداء تأثير هذا النثر البديع "الذي لم يسمع بمثله" بلغة أخرى. وخاصة الفرنسية القاسية الضيقة "التي لا تتسع للتعبير عن الشعور".. وزد على ذلك أنّ اللغة الفرنسية ومثلها جميع اللغات العصرية ليست لغة دينية. وما استعملت قط للتعبير عن الإلوهية."
وخذ شهادة من أفضل من كتب بلغة الضاد من النصارى العرب لتكون شوكة في حلوق أهل العجمة من مكابري الكنيسة .. فقد قال أمير البيان مصطفى صادق الرافعي رحمه الله وطيّب ثراه في كـتابه " وحي القلم ":" وصرّح لنا بذلك ( بإعجاز القرآن ) أديب هذه الملّة وبليغها الشيخ إبراهيم اليازجي الشهير .وهو أبلغ كاتب أخرجته المسيحية . وقد أشار إلى رأيه ذاك في مقدّمة كتابه " نجعة الرائد " ,وكذلك سألنا شاعر التاريخ المسيحي الأستاذ خليل مطران , ولا نعرف من شعراء القوم من يجاريه فأقرّ لنا بمثل ما أقرّ به أستاذه اليازجي ."
وقال الأديب الشاعر المعاصر نقولا حنا عن إسلامه :" قرأت القرآن فأذهلني , وتعمّقت به ففتنني , ثم أعدت القراءة فآمنت.. آمنت بالقرآن الإلهي العظيم , وبالرسول مَن حمله .. النبي العربي الكريم , أمّا الله فمن نصرانيتي ورثت إيماني به , وبالفرقان عظُم هذا الإيمان ..
وكيف لا أومن ومعجزة القرآن بين يديّ أنظرها وأحسّها كلّ حين .. هي معجزة لا كبقية المعجزت ..معجزة إلهية خالدة تدلّ بنفسها عن نفسها ,وليست بحاجة لمن يحدّث عنها أو يبشر بها ."
ومن اليهود , قال السموأل بن يحي المغربي ( 570 هـ ) العالم بالتوراة والهندسة والرياضيات والهيئة والطب والتاريخ ..في كتابه :" إفحام اليهود .." ص 54 متحدّثا عن سبب إسلامه :" .. فإني كنت لكثرة شغفي بأخبار الوزراء والكتاب قد اكتسبت , بكثرة مطالعتي لحكاياتهم وأخبارهم وكلامهم , قوة في البلاغة , ومعرفة بالفصاحة, وكان لي في ذلك ما حمده الفصحاء ,وتعجب به البلغاء (...) فشاهدت المعجزة التي لا تباريها الفصاحة الآدمية في القرآن فعلمت صحة إعجازه ."
أضف إلى الإعجاز البلاغي للقرآن.. جزالة الحديث النبوي الشريف.. وقل عن محمد صلى الله عليه وسلّم:"كلامه أحسن الكلام!" وقل مع الشاعر :
قطف الرجال القول قبل نباته وقطفت أنت القول لمّا نوّرا
فهو المشيع بالمسامع إن مضى وهو المضاعف حسنه إن كرّرا
إذن، الأمر بيّن لا التباس فيه ولا خفاء.. إنها بشارة عظيمة بخاتم النبيين صلى الله عليه وسلّم.. !!
اعتراضات النصارى على بشارة سليمان النبي بمحمد عليهما الصلاة والسلام لا تخرج عمّا يأتي :
1~ نصّ بشارة سليمان خاص بيسوع المسيح لا بمحمد (صلى الله عليه و سلم).
2~ النصّ السابق ليس بشارة وإنما هو حديث شعري عن علاقة الربّ ببني إسرائيل !
3~ كلمة " محمديم " قد وردت في أكثــر من مـوضـع في الكتاب المقدس , وهي لا تشــير في هذه المواضع إلى نبي الإسلام باعتراف المسلمين , بل هي تعني " الشيء المحبوب " كما هو الأمـر في سفر حزقيال 24: 16 وسفر الملوك الأول 20: 6 .
4~ كلمة " محمديم" الواردة في نشيد الإنشاد , هي صفة لا اسم علم !
5~ الياء و الميم في " محمديم " ليست للتعظيم وإنما للكثرة.
6~ كلمة " محمديم " إذا حذفنا منها الياء والميم لا تنطق " محّمد " كما هو اسم نبي الإسلام ( صلّى الله عليه و سلم ) , وإنما تنطق " محمود ".
الردّ على الاعتراض الأول :
بالإضافة إلى ما سبقت الإشارة إليه نقول :
أ-ليس لدينا وثيقة تاريخية تفصّل التكوين الجسدي للمسيح ابن مريم , مما يمنع ربط المسيح بنص نشيد الإنشاد .
ب-ليس بإمكان الكنيسة أن تربط يسوع بـ " العشرة آلاف " المذكورين في البشارة.
ت-كيف من الممكن وصف كلام المسيح بأنّه " عذب " أو " أحسن الكلام " رغم أنّه كلام ثانــوي في الكتاب المقدس لا يمكن أن يصل إلى 1% من مجموع كلمات الكتاب المقدّس . وقد تفوّق عليه بولس بصورة واضحة . ثم إنّ يسوع الإنجيلي أيضا هو ذاك الذي كان دأبه استعمال كلام غامض عجز التلاميذ عن فهمه , حتى قال المنصّر بنيامين بنكرتن في تعليقه على إنجيل متّى 13: 34- 35 :" قد سبق الوحي وذكر أن الرب كان يكلم الجموع بأمثال (عدد 10-15) قِِصَاصًا لهم على غلاظة قلوبهم. وهنا يذكر أيضًا أنه لم يكن يكلمهم إلا بأمثال."
ث-النصّ صريح في التنصيص على اسم نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم , فلِمَ نصرفه إلى مسيح الكنيسة " يسوع " الذي لم يذكر البتة في أيّ من أسفار العهد القديم باسمه .
ج-تزعم الكنيسة أنّ يسوع هو " الربّ " .. فكيف يقول الربّ عن نفسه :" هَذَا هُوَ حَبِيبِي وَهَـذَا هُوَ خَلِيلِي يَابَنَاتِ أُورُشَلِيمَ!" !! أربّ الكنيسة يعاني حالة انفصام الشخصية ؟؟ أم هو أنانيّ مغرم بنفسه !!! هذا هو لازم زعم الكنيسة الأول !! وهو الذي يفرض علينا مثل هذا التأويل الذي نرى أنّه على الكنيسة أن تتبرأ منه !
الردّ على الاعتراض الثاني :
قال النصراني : إنّ النصّ المذكور في سفر نشيد الإنشاد ليس نبوءة من الأصل !
ونحن نسأل هذا المذبذب :".. فلِمَ نقرأ في تعليقات علمائكم على هذا النص أنّ الحديث فيه هو نبوءة عن المسيح وعن كلامه العذب ( الإنجيل ) .. ومن هذه التعليقات تعليق متى بهنام على هذا السفر , والمسمى " خمائل الطيب " وهو من نشر "الكنائس المجتمعة إلى إسم الربّ " , ومن التعليقات الأخرى المتداولة بين النصارى المتديّنين أنفسهم :
The New John Gill's Exposition of the Entire Bible
Matthew Henry Complete Commentary
on the Whole Bible
The Treasury of Scripture Knowledge…
بل هذا البابا شنودة في تفسيره لسفر نشيد الإنشاد في محاضراته في السبعينات من القرن العشرين وفي مقالاته في صحيفة " وطني " عدد 2108 وما بعده, قرّر أنّ المسيح هو موضوع الحديث المجازي في هذا السفر .
إنّ القول انّ نص نشيد الإنشاد هو بشارة بيسوع المسيح , هو في حقيقة الأمر قول آباء الكنيسة الذين هم المراجع الأولى للنصارى لفهم النصوص المقدّسة , وقد جاء ذكر هذه الحقيقة في مقدمة سفر نشيد الإنشاد في ترجمة الكتاب المقدس الإنجليزية "الكتاب المقدس الأمريكي الجديد " " The New American Bible " ص 673 :" .. في التراث المسيحي , فُسّر النشيد على أنّه يعني الوحـدة بين المســيح والكنيسة , والوحدة , كما يبرز ذلك بصورة خاصة عند القديس برنارد, بين المسيح والنفس الفرديّة ".
الردّ على الاعتراض الثالث :
كلمة " محمديم " لم ترد في غير نص نشيد الإنشاد الذي هو موضع البحث , كما شهد بذلك فديارتي وشبلي زمان العالمين باللغة العبرية , وإنما جاء لفظ " محمد " بفتح الميمين وتسكين الحاء والدال .
الردّ على الاعتراض الرابع :
القول إنّ الـ" محمديم " صفة لا اسم , لا يستقيم مع ربط الكنيسة هذا اللفظ بشخص بعيـــنه ( يسوع) , كما لا يستقيم مع تطابق الصفات المذكورة في هذه النبوءة مع الصفات المنقولة عن نبيّ الإسلام صلى الله عليه و سلّم . ثم إنّ السياق يظهر أنّ اللفظ السابق قد استعمل للدلالة على الحمد المشتق منه اسم محمد صلى الله عليه وسلم.ويضاف إلى ذلك أنّ وجود الياء والميم يمنعان ترجمة المعنى ويفرضان إبقاءه كاسم علم.
الردّ على الاعتراض الخامس:
سبق الردّ على هذه الشبهة , ونضيف أنّ من الأسماء الأخرى التي استعمل فيها التفخيـم والتعــظيم : أديثايم وأدورايم وإجلايم وكيليزايم وميزرايم وجدروثايم.كما أنّ مترجمي نص نشيد الإنشاد إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية والعربية قد ترجموا "يورشلايم" إلى " أورشليم " معتبرين الياء و الميم المضـافان إلى كلمة " أورشليم " دالتين على التعظيم لا الكثرة ..فلِمَ الكيل بمكيالين ؟!!!
الردّ على الاعتراض السادس :
القول أنّ "محمديم" بعد حذف أداة التفخيم منها تصبح " محمود" لا " محمد " لا قيمة له لأسباب منها :
أولا: هو اختلاف طفيف , إن صح جدلا , قد ينتج عن عدم حفظ النصّ الأول ومعلوم تخبط اليهود والنصارى حول نطق اسم الربّ : هل هو " يهوه" ؟ أم " جيهوفاه "؟ أم...؟؟ ولا أحد من أهل الكتاب بإمــكانه أن يقطع بالصورة الأولى لهذا الإسم المقدس. والأمر بالمثل فيما يتعلق باسم النبي " داود " ,هل هو "داود " بضم الواو ؟ أم بكسرها ؟ أم هو باستبدال فاء بالواو؟؟؟
ثانيا:وهو الأهم أنّ تشكيل الحروف في اللغة العبرية لم يعرف إلا في القرن الثامن ميلادي أي بعد قرن من ظهور الإسلام .ولاحظ أنّ الخلاف مصدره الحركات الطارئة على اللغة العبرية :
مَحَمَدَ
مُحَمّد
.إنّها ,إذن, بشارة بمحمد صلى الله عليه و سلّم وإن رغمت أنوف ..إنّه محمد صلى الله عليه وسلّم العظيم , والجميل , والذي أوتي جوامع الكلم .. !
وصدق القائل :
الحق شمس والعيون نواظر لكنها تخفى على العميان ."
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة dania في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 05-12-2016, 03:52 PM
-
بواسطة sa3d في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
مشاركات: 11
آخر مشاركة: 04-07-2007, 04:52 PM
-
بواسطة الاصيل في المنتدى البشارات بالرسول صلى الله عليه وسلم
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 26-01-2007, 05:56 PM
-
بواسطة ismael-y في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 11-09-2006, 08:08 PM
-
بواسطة زائر الموسم في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 18-02-2006, 04:50 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات