اقتباس

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السوهاجي
أخي الحبيب كلمات الله في هذه الآية الكريمة ليس لها علاقة بالناسخ والمنسوخ..
وإنما هي من مفتريات النصارى, وأخذ آيات ومقابلتها بآيات أخري وهما مختلفتان في المعني والمراد..
ويحاول النصراني الربط بينهما ليصنع ضلالة وتعارض..
فلننظر إلي ما يأتي ليتضح الموضوع:
:
"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) " (الآيات من سورة يونس).
أي: أن هذا الوعد ل (أَوْلِيَاءَ اللَّهِ ) لا يبدل ولا يخلف ولا يغير، بل هو مقرر مثبت كائن لا محالة: "ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" .
(ابن كثير, تفسير القرآن العظيم, ج 4, ص 62).
وقيل: في قوله تعالى: "لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ": عن أبي الدرداء قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال: "ما سألني أحد عنها غيرك منذ أنزلت هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له" خرجه الترمذي في جامعه.
وقال الزهري وعطاء وقتادة: هي البشارة التي تبشر بها الملائكة المؤمن في الدنيا عند الموت.
وقال قتادة والضحاك: هي أن يعلم أين هو من قبل أن يموت.
وقال الحسن: هي ما يبشرهم الله تعالى في كتابه من جنته وكريم ثوابه، لقوله:
"يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ " ( التوبة: 21).
وقوله: " وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "( البقرة: 25 ).
وقوله: " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ " ( فصلت: 30 ).
ولهذا قال تعالي: " لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ " أي لا خلف لمواعيده، وذلك لان مواعيده بكلماته.
"وَفِي الْآخِرَةِ " قيل: بالجنة إذا خرجوا من قبورهم.
وقيل: إذا خرجت الروح بشرت برضوان الله.
(تفسير القرطبي, ج 8, ص ص 358, 359)
إذاً لا علاقة للناسخ والمنسوخ الذي حكم به الله رحمة بعباده في كل الديانات السماوية
وكلام الله تعالي في هذه الآية كما نري..
فالنصارى يأخذون مقطع من الآية ويصلونه بأخري كهذه الضلالة, أو يأخذ آية أو جزء من آية ويترك باقيها ثم يأتي بآية أو بجزء من آية أخري ويقارنهما ليصنع ضلالة ترضي مرضه..
فمن ذلك:
"فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ " (الآية: 4 من سورة الماعون) ..
"وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ..." (الآية: 114 من سورة هود).
ففي الآية الأولي لا يكمل باقيها ليتضح المعني المراد: "فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)".
وفي الثانية يذكرها كاملة, ليقل: كيف يأمر بالصلاة ثم يهدد بالويل للمصلين؟
طبعاً النصارى يصفقون, ويهللون..
ووالله الذي لا إله إلا هو إنه للضلال بعينه!!
والله أعلي وأعلم..
نحمد الله علي نعمة الإسلام
أحسنت أخى الكريم محمد
و ما أردت أن أقوله فى مشاركتى السابقة قريب جدا مما تقوله أنت
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات