عن تأويل القرآن

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

عن تأويل القرآن

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: عن تأويل القرآن

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    60
    آخر نشاط
    22-05-2009
    على الساعة
    04:58 PM

    افتراضي عن تأويل القرآن

    السلام عليكم

    هده أول مشاركة لي في هدا المنتدى وسأعطي وجهة نظري من قضية تأويل القرآن الكريم وتفسيره ويبقى هدا الطرح مجرد ظن أي باستعمال العقل والفكر وعليه يمكن أن يكون خطأ كما يمكن أن يكون فيه شيء من الصواب ولعل الكثير فكروا في هدا الأمر.

    أقول إني أظن أن تأويل القرآن الكريم أي إيجاد المعنى الحقيقي لكل آية ليس فقط من الصعب البلوغ إليه بل من المستحيل الوصول إليه فحتى لو أعطي للإنسان تأويل القرآن فلا يمكن بما لديه من عقل وفكر أن يستوعب ويفهم المقصود والأمر يشبه ما وقع لموسى عليه السلام عندما أراد أن ينظر إلى الله فأجابه ربه بقوله لن تراني أي أن موسى وبما لديه من قوة وعلم لن يستطيع أن يدرك معنى ما يراه . أدن فقد حكم الله في أمر تأويل القرآن بقوله لا يعلم تأويله إلا الله لكنه في نفس الوقت الذي يؤكد فيه أن الإنسان لا يمكنه البلوغ إلى تأويله نجده يأمره بتدبر القرآن والتدبر هو إيجاد معاني الآيات الكريمة وهنا يظهر قول الله تعالى بأن في القرآن آيات محكمات وأخر متشابهات فأظن المقصود هو أن في كل آية آية من القرآن الكريم توجد آيات محكمات أي تفاسير ومعاني محكمة وأخر متشابهة . فالإنسان قد يتدبر آية في القرآن فيجد معنى لها بالدليل والبرهان ثم يعيد التدبر فيجد معنى آخر مخالف للأول وبالدليل والبرهان كذلك وقد يجد عدة تفاسير للآية الواحدة منها ما هو متشابه ويمكن أن يكون فيها ما هو محكم . فهل هدا يعني أن الإنسان على خطأ لا أظن دلك فما عليه إلا أن يستمر في تدبر القرآن وفي كل مرة يجد تفسيرا هو أقوى وأوسع ثم يقول بأن كل هده المعاني هي من عند الله وأنا أؤمن بها. ولهدا قيل أن القرآن لا يشبع منه العلماء فلو كان هناك تفسير واحد لمل منه أولوا الألباب . أدن فأظن أن كل من أعطى تفسيرا واحدا للقرآن الكريم فهو على خطأ فقد تشبث بالمتشابه منه أي بالمعاني المتشابهة وهدا ابتغاء الفتنة أو ابتغاء تأويله وأما تأويله فلا يمكن وأما الفتنة فيمكن حدوثها.

    ولا يكون تدبر القرآن إلا بعقل مجرد خال من الأفكار فلا يمكن للفكرة أن تسبق التدبر بل الفكرة نتيجة التدبر لهدا أظن على الإنسان أن يرمي وراء ظهره كل التفاسير التي أعطيت ويبدأ في تدبر القرآن بعقله هو وإلا فكيف يمكن للإنسان تدبر القرآن وهو يعلم مسبقا معني الآيات الكريمة.فقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم على كل إنسان وأعطى محمد عليه الصلاة والسلام الحديث ليساعد الإنسان على تدبر القرآن فأظن على كل إنسان أن يستعمل عقله لا عقول الآخرين وأن يقول ما لديه لا ما يقوله الآخرون.

    وشكرا على كل حال.....
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    345
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    06-03-2015
    على الساعة
    05:28 AM

    افتراضي

    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    أما بعد ...

    فمرحبا بأخي الحبيب وشرفنا إنضمامك لنا .

    وبالنسبة لموضوعك أخي الحبيب فكما قلت أنها تقبل الصواب وتقبل الخطأ فاسمح لي بالتعليق على موضوع وبيان كيف يجب أن نتعامل مع القرآن تفسيرا وتأويلا ...

    كما قال تعالى وتفضلت أنت بالنقل أن القرآن ينقسم إلى قسمين ( آيات محكمات ) و ( آيات متشابهات )

    معنى المحكمات : بينات واضحات الدلالة، لا التباس فيها على أحد من الناس ..

    معنى المتشابهات : فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم وتحتمل دلالتها موافقة المحكم، وقد تحتمل شيئًا آخر من حيث اللفظ والتركيب، لا من حيث المراد .

    ودعني أيضا أخي أفرق بين التأويل وبين التفسير :
    فالتأويل : هو بيان معنى النص وما يؤول إليه أو صرف النص إلى غير ظاهره ولكن بدليل وهذا هو التأويل الصحيح .
    أما التأويل الفاسد فهو صرف المعنى عن ظاهره بغير دليل ..

    أما التفسير : هو بيان اللفظ وبيان غريب النص والمراد منه بالقطع والجزم .

    يقول الله عز وجل :
    " هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) " آل عمران

    أخي الحبيب لا يمكن مُطلقا تفسير كلام الله عز وجل بمجرد العقل والأراء الشخصية يستحيل عقلا أن نُقر بذلك ولا أقصد بهذا أن نلغي عقولنا لا , ولكن هناك أسس وأصول لا يجب أن نتعدها فالواجب تقديم الأصول ثم نستخدم عقولنا في فهمها واستيعابها .

    ودعني أوضح بمثال إذا كان لديك مسألة في علم الهندسة ومطلوب منك حلها فلا يمكنك حلها بمجرد عقلك وفكرك إلا إذا إعتمدت على مُعطيات المسألة وأصولها أولا .

    كذلك القرآن الكريم فاللغة العربية وكلماتها تحتمل أكثر من معنى ولها أكثر من مراد ولا يحل لأحد أن يختار منها ما رآه حسناً بعقله لأن الله عز وجل مراده واحد ومقصده واحد .

    ومن المعلوم أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أفصح الناس في العربية وأعلمهم بها وأنقى الناس قلوبا فهم أولى بما تفضلت به من تفسير القرآن بما يروه هم وبما يعقلوه ولكن ما الذي حدث حين فعلوا ذلك :

    روى البخاري رحمه الله من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :
    لَمَّا نَزَلَتْ { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ قَالَ " لَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ { لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } بِشِرْكٍ أَوَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ { يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } "

    فانا وأنت إذا ألقينا هذا الكلام وراء ظهورنا هلكنا لماذا ؟ لأنه بالفعل من لم يلبس إيمانه بظلم وقد جاءت نكرة يعني أي ظلم سببت أحدا أو ضربت أحدا أو غضبت أو أو أو .. وهكذا أوله الصحابة ولكن هذا ليس مراد الله عز وجل مع أن ظاهر الآية يحتمل المعنى لغة وعقلا ..

    مثال آخر :
    روى الترمذي وابن ماجة من حديث عائشة رضي الله عنها أنها :
    سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } قَالَتْ عَائِشَةُ أَهُمْ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ قَالَ " لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ " وهذا حديث حسنه الألباني رحمه الله .

    وقول عائشة أولته بفهمها وبما تحتمله اللغة ولكنه ليس مراد الله .

    فيا أخي الحبيب لا ينبغي للمسلم أن يفسر القرآن أو يأوله بعقله وبفهمه الشخصي وأن يُلقي كلام الصحابة والعلماء وراء ظهره وقد رأيت أن الصحابة رضوان الله عليهم أخطأوا عندما اعتمدوا على أنفسهم في التأويل وهناك أمثلة كثيرا .

    روى مسلم في صحيحه عن مسروق ( تابعي ) قال :
    جَاءَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ ( اي ابن مسعود ) رَجُلٌ فَقَالَ تَرَكْتُ فِي الْمَسْجِدِ رَجُلًا يُفَسِّرُ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِ يُفَسِّرُ هَذِهِ الْآيَةَ { يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ } قَالَ" يَأْتِي النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ دُخَانٌ فَيَأْخُذُ بِأَنْفَاسِهِمْ حَتَّى يَأْخُذَهُمْ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ " فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ " مَنْ عَلِمَ عِلْمًا فَلْيَقُلْ بِهِ وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ اللَّهُ أَعْلَمُ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ اللَّهُ أَعْلَمُ إِنَّمَا كَانَ هَذَا أَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا اسْتَعْصَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا عَلَيْهِمْ بِسِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ فَأَصَابَهُمْ قَحْطٌ وَجَهْدٌ حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنْ الْجَهْدِ وَحَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ .... الحديث " .

    وفي هذه الرواية أيضا قال " { يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ } قَالَ يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ " ولو سلمتها لعقلي لقال لي أنها يوم القيامة وما كنت أتصور أبدا أنها يوم بدر .

    فكيف لنا يا أخي بمجرد عقولنا أن نعرف مراد الله بدون الرجوع إلى بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ثم الصاحبة الذين تعلموا منهم وتابعيهم وتابعيهم حتى يصل إلينا العلم هذا أمر مرفوض .

    يتبع ...
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوحمزة السيوطي ; 18-03-2009 الساعة 09:11 AM
    " وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا "
    قال ابن كثير : وقوله تعالى : ( وقولوا للناس حسنا ) أي : كلموهم طيبا ، ولينوا لهم جانبا
    قال تعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    345
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    06-03-2015
    على الساعة
    05:28 AM

    افتراضي

    اقتباس
    لهدا أظن على الإنسان أن يرمي وراء ظهره كل التفاسير التي أعطيت ويبدأ في تدبر القرآن بعقله هو وإلا فكيف يمكن للإنسان تدبر القرآن وهو يعلم مسبقا معني الآيات الكريمة.فقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم على كل إنسان وأعطى محمد عليه الصلاة والسلام الحديث ليساعد الإنسان على تدبر القرآن فأظن على كل إنسان أن يستعمل عقله لا عقول الآخرين وأن يقول ما لديه لا ما يقوله الآخرون.


    لا يا أخي الكريم لا يمكن أن نلقي كلام الآخرين وراء ظهورنا ونُعمل عقولنا وقد بينت لك خطورة ذلك فإن كان ولا بد فينبغي على المقدم على تفسير القرآن أن يتحلى بالآتي حتى تكون لديه الملكة والقدرة على معرفة مراد الله عز وجل :

    كما ذكر أبو حيان الأندلسي في تفسيره البحر المحيط وأورده لكم مختصرا :

    قال :
    فلنذكر ما يحتاج إليه علم التفسير من العلوم على الاختصار وننبه على أحسن موضوعات التي في تلك العلوم المحتاج إليها فيه فنقول النظر في تفسير كتاب الله تعالى يكون من وجوه :

    الوجه الأول :
    علم اللغة أسماً وفعلاً وحرفاً الحروف لقلتها تكلم على معانيها النحاة فيؤخذ ذلك من كتبهم أما الأسماء والأفعال فيؤخذ ذلك من كتب اللغة .

    الوجه الثاني :
    معرفة الأحكام التي للكلم العربية من جهة إفرادها ومن جهة تركيبها ويؤخذ ذلك من علم النحو .

    الوجه الثالث :
    كون اللفظ أو التركيب أحسن وأفصح ويؤخذ ذلك من علم البيان والبديع .

    الوجه الرابع :
    تعيين مبهم وتبيين مجمل وسبب نزول ونسخ ويؤخذ ذلك من النقل الصحيح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وذلك من علم الحديث وقد تضمنت الكتب والأمهات التي سمعناها ورويناه ذلك « كالصحيحين » و « الجامع للترمذي » و « سنن أبي داود » و « سنن النسائي » و « سنن ابن ماجة » و « سنن الشافعي » و « مسند الدارمي » و « مسند الطيالسي » و « مسند الشافعي » و « سن الدار قطني » و « معجم الطبراني الكبير » و « المعجم الصغير له » و « مستخرج أبي نعيم » على مسلم وغير ذلك .

    الوجه الخامس :
    معرفة الإجمال والتبيين والعموم والخصوص والإطلاق والتقييد ودلالة الأمر والنهي وما أشبه هذا ويختص أكثر هذا الوجه بجزء الأحكام من القرآن ويؤخذ هنا من أصول الفقه .

    الوجه السادس :
    الكلام فيما يجوز على الله تعالى وما يجب له وما يستحيل عليه والنظر في النبوة ويختص هذا الوجه بالآيات التي تضمنت النظر في الباري تعالى وفي الأنبياء وإعجاز القرآن .

    الوجه السابع :
    اختلاف الألفاظ بزيادة أو نقص أو تغيير حركة أو إتيان بلفظ بدل لفظ وذلك بتواتر وآحاد .

    ربما أحد الإخوة الأن يأس من تفسير القرآن وقال أن ذلك رجع بعيد فأقول لهم إنما يُغنيكم عن كل ذلك النظر في تفاسير علمائنا ممن كان قبلنا والتدرج فيها وتعلمها حتى تصير عندنا ملكة في فهم مراد الله لا أن نرميها وراء ظهورنا مثلما قال أخونا الفاضل .

    وليس معنى ذلك أننا نلغي عقولنا لكي نفهم بعقول الآخرين , لا بل إننا نحترم عقولنا بتعلم الأصول والقواعد التي وضعها العلماء وفقا لما منهجه لنا رسول الله عليه الصلاة والسلام ونقله وعلمه لنا صحابته رضوان الله عليهم جميعا ونشروه في الأفق .

    اقتباس
    فالإنسان قد يتدبر آية في القرآن فيجد معنى لها بالدليل والبرهان ثم يعيد التدبر فيجد معنى آخر مخالف للأول وبالدليل والبرهان كذلك وقد يجد عدة تفاسير للآية الواحدة منها ما هو متشابه ويمكن أن يكون فيها ما هو محكم . فهل هدا يعني أن الإنسان على خطأ لا أظن دلك فما عليه إلا أن يستمر في تدبر القرآن وفي كل مرة يجد تفسيرا هو أقوى وأوسع ثم يقول بأن كل هده المعاني هي من عند الله وأنا أؤمن بها.


    عفوا يا أخي هذا كلام مرفوض أيضا ..

    يقول الله عز وجل : { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (82) }

    قال ابن كثير رحمه الله :
    يقول تعالى آمرًا عباده بتدبر القرآن، وناهيا لهم عن الإعراض عنه، وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة، ومخبرًا لهم أنه لا اختلاف فيه ولا اضطراب، ولا تضادّ ولا تعارض؛ لأنه تنزيل من حكيم حميد، فهو حق من حق .

    إذن يا أخي نتيجة التدبر أننا لن نجد إختلاف في القرآن وليس نتيجة التدبر أننا نتفاجئ بمعاني جديدة ومختلفة يضرب بعضها بعضا .

    وما قولته هذا يحتاج منك لمثال حتى نعرف المقصود ونبين فيه الحق ..

    أما مسألة المحكم والمتشابه :

    فالمتشابه ليس المقصود منه إعمال عقول فيه ومن ثم إختلاق معاني متضاربة فيقول المسلم أن ذلك كله من عند الله .

    اعلم يا أخي أن الله عز وجل ذكر في هذا الموضع الراسخون في العلم ولم يقل أهل العلم ولم يقل العوام من المسلمين بل قال الراسخين في العلم الذي لديهم الملكة وعندهم علم بالوجوه السبعة السابقة التي تؤهلهم لفهم مراد الله عز وجل وبيانه للناس حتى يتدبر الناس المعاني ومراد الله الحق .

    قال ابن كثير :
    كما قال تعالى مخبرا عن الراسخين في العلم حيث قالوا: { آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا } [آل عمران:7] أي: محكمه ومتشابهه حق؛ فلهذا ردوا المتشابه إلى المحكم فاهتدوا، والذين في قلوبهم زيغ ردوا المحكم إلى المتشابه فغووا؛ ولهذا مدح تعالى الراسخين وذم الزائغين .

    وأعطيك مثالا على ذلك ..

    قال تعالى
    { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ الشورى:11 ]
    فالمحكم الواضح الدلالة هنا قوله ليس كمثله شيء .
    أما المتشابه الذي يخفى مدلوله على الناس ونهى الله عن تأويله هو قول سميع بصير .

    فأما الذين في قلوبهم زيغ أولوه فقالوا كيف يسمع الله ويُبصر والسمع يحتاج لأداة سمع والبصر يحتاج لأداة بصر ( وهذا ما اتحملته عقولهم ) فأولوه فقالو هو سميع بلا سمع وبصير بلا بصر .

    وأما الراسخون في العلم آمنوا به كما هو ولم يأولوه ولم يفسروه ولم يمثلوا له ولم يعطلوا معناه وقالو كل من عند ربنا وردوا المتشابه إلى المحكم فقالو وهو سميع وبصير ولكن ليس كمثله شيء كما أخبر بنفسه عن نفسه .

    وهذا مثال توضيحي للمحكم والمتشابه ...

    وأختم هنا بما رواه الإمام أحمد في مسنده عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ :
    لَقَدْ جَلَسْتُ أَنَا وَأَخِي مَجْلِسًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ أَقْبَلْتُ أَنَا وَأَخِي وَإِذَا مَشْيَخَةٌ مِنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُلُوسٌ عِنْدَ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهِ فَكَرِهْنَا أَنْ نُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ فَجَلَسْنَا حَجْرَةً إِذْ ذَكَرُوا آيَةً مِنْ الْقُرْآنِ فَتَمَارَوْا فِيهَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُغْضَبًا قَدْ احْمَرَّ وَجْهُهُ يَرْمِيهِمْ بِالتُّرَابِ وَيَقُولُ " مَهْلًا يَا قَوْمِ بِهَذَا أُهْلِكَتْ الْأُمَمُ مِنْ قَبْلِكُمْ بِاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ وَضَرْبِهِمْ الْكُتُبَ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَنْزِلْ يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضًا بَلْ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا فَمَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ فَاعْمَلُوا بِهِ وَمَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ فَرُدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ "

    أرجوا منك أن تتدبر هذا الحديث يا أخي الحبيب وتستخرج منه الفوائد وفيه الكثير وكيف يجب أن نتعامل مع القرآن

    وللحديث بقية والحوار ماتع ومفيد ولكن أنتظر ردك وتعليقك ..

    وفقنا الله إلى ما يحبه منا ويرضاه ...

    " وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا "
    قال ابن كثير : وقوله تعالى : ( وقولوا للناس حسنا ) أي : كلموهم طيبا ، ولينوا لهم جانبا
    قال تعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    60
    آخر نشاط
    22-05-2009
    على الساعة
    04:58 PM

    افتراضي

    السلام عليكم

    أقول دائما بالظن بعقلي ومن فكري.

    أظن أن القرآن أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام وهو أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة فقد كان جاهلا لكل قواعد اللغة العربية وكان يبحث عن الله تعالى ويفكر في سر الخلق بعقله وقلبه دون فكرة مسبقة وأظن أن هدا من بين أهم الأسباب التي سهلت على الرسول تقبل القرآن وفهمه . وقد أمرنا الله تعالى بأن نتصف بصفات الرسول عليه الصلاة والسلام فمن كان يريد الاها يعبده فعليه بالاه محمد (ص) ومن كان يريد الخلق العظيم فعليه بخلق محمد (ص) ومن كان يريد الصلاة فعليه بصلاة محمد (ص) وكذلك القرآن فمن كان يريد فهم القرآن فعليه بتدبر محمد (ص) دون فكرة تسبق التدبر ودون قواعد اللغة العربية من نحو وصرف وإعراب واني أظنها من المحدثات الغرض منها تأويل القرآن.

    أظن أن المقصود من تفسير آية في القرآن الكريم هو إيجاد المعنى الحقيقي للآية وهو نفس المقصود من التأويل فلو أخدنا مثلا الآية الكريمة (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ) فهدا يعني أن في القرآن آيات بينات واضحات الدلالة وفيه أيضا من الآيات ما فيه اشتباه في الدلالة هدا هو معنى الآية وهو تأويلها وبالتالي فالتفسير بلساننا نحن هو التأويل بلغة القرآن . ولأنه لا يعلم تأويله إلا الله ولا يمكن للإنسان أن يبلغ إلى المعنى الحقيقي للآية فلا يمكن ادن أن نجزم بصحة التفسير الذي أعطي للآية هدا لا يعني بأن التفسير خطأ بل بالعكس فهو صحيح ولكن أيضا لو قلت بأن المقصود من الآية هو أن في كل آية من القرآن الكريم يوجد معاني محكمة وأخر متشابهة فهدا صحيح لأنه لا أحد يمكن أن يجزم بالمعنى الحقيقي إلا الله وأظن أنه يبقى التفسير الأول من المتشابه وأما التفسير الثاني من المحكم لأنه يظهر بوضوح تام بأن التفسير الثاني يظم التفسير الأول فهو يتلقفه كما تلقفت أفعى موسى عليه السلام أفاعي سحرة فرعون وأيضا كما يتلقف العلم السحر.

    كمثال فقط,

    قال تعالى (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاء ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ) معنى الآية أن الناس اختلفوا في عدد أهل الكهف فهناك من قال عددهم ثلاثة وهناك من قال خمسة وهناك من قال ثمانية هدا تفسير صحيح ولكن يبقى تفسير متدبر مبتدأ فمادا لو قلت بأن المعني بالأمر هو كل إنسان متدبر للقرآن فهو يتدبر القرآن ثم يجد بالدليل والبرهان بأن عدد أصحاب الكهف ثلاثة وهدا صحيح ثم يعيد التدبر فيجد أن عددهم خمسة بالدليل والبرهان لكن رجما بالغيب فقد حاول المتدبر أن يدخل عالم الغيبيات ثم يعيد التفكر فيجد أن عددهم ثمانية بالدليل والبرهان وأمام كل هده الأعداد الصحيحة يقول الإنسان ربي أعلم بعدتهم وأما من أدرك معنى عدتهم فهو لا يمار فيهم إلا مراء ظاهرا ليبقى معنى العدة غير مفهوم فحتى لو أخدنا كل الأعداد من واحد إلى لا نهاية فلا يمكن أن يكون عددهم رقم من هده الأرقام وأظن أن أصحاب أهل الكهف هم أنفسهم لا يعلمون عدتهم .

    وشكرا على كل حال.......
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

عن تأويل القرآن

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الوجيز في تأويل الكتاب العزيز
    بواسطة جمال الشرباتي في المنتدى فى ظل أية وحديث
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 25-10-2010, 07:00 PM
  2. تأويل مشكل القرآن كتاب الكتروني رائع
    بواسطة عادل محمد في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-11-2009, 04:22 PM
  3. تأويل سورة الهمزة
    بواسطة جمال الشرباتي في المنتدى فى ظل أية وحديث
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-01-2009, 12:54 PM
  4. ما هو الدليل القاطع على الذي لا يقبل اي تأويل على صحة الاسلام
    بواسطة ارزقني اليقين في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 08-11-2008, 10:10 PM
  5. سياسة تمويل المشاريع
    بواسطة المهتدي بالله في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-03-2006, 12:03 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

عن تأويل القرآن

عن تأويل القرآن