الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على رسله الذين صطفى
تحمل الاناجيل روايات متضاربة حول رسالة المسيح
فمرة نجد انه يقول
لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة
]متى 15/24
متى – إصحاح: 10 هؤلاء الاثنى عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً: إلى طريق أمم لا تمضوا، وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا، بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة]اذا هذا حصر للرسالة في بني اسرائيل خاصة
ولكن نتفاجئ بنصوص تناقض في الظاهر هذا الكلام
"مرقس" (إصحاح: 16: 15- 16اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا – وادعوا – بالإنجيل للخليقة كلها، من آمن واعتمد خَلُص، ومن لم يؤمن يدن]
الانجيل هو البشارة
اذا هناك بشارة للخليقة كلها من امن بها خلص و من لم يومن يدن
البشارة لجميع الامم لا تعني ان المسيح ارسل اليهم و لكنه ارسل ليبشرهم بمن سيرسل اليهم الا و هو النبي 
ولكن كلمت اعتمد مشكلة و تشكك في هذا النص اصلا
لان المعمودية تكون باسم المسيح حسب الاناجيل الاخرى
وقد بين الاخوة ان المعمودية باسم الاب و الابن و الروح القدس باطلة مضافة
وقد اثبتوا انها كانت باسم المسيح حسب الاناجيل الاخرى
ويمكن الرجوع الى بحثهم
اذ نجمع بين الروايات بعد استبعاد االباطل منها
"مرقس" (إصحاح: 16: 15- 16" اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا – وادعوا – بالإنجيل(البشارة بالنبي
) للخليقة كلها، من آمن(بالبشارة بالنبي
واعتمد ( باسم المسيح الذي لم يرسل الا الى الخراف الضالة من بيت اسرائيل )خَلُص، ومن لم يؤمن يدن
اما اذا كانت البشارة هي ان المسيح
فداهم من خطيئة ادم
فسيصبح النص متناقضا
"مرقس" (إصحاح: 16: 15- 16) : اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا – وادعوا – بالإنجيل(ان المسيح جاء ليفديهم) للخليقة كلها، من آمن واعتمد(باسم المسيح الذي لم يرسل الا الى بني اسرائيل) خَلُص، ومن لم يؤمن يدن]اذ يصبح الكلام
يجب عليك ايها العربي ان تقبل بتضحية المسيح (الذي لم يرسل الا الى بني اسرائيل) الذي ارسله الله اليك ليخلصك من خطيئتك التي ورثتها من ابيك
وهذا كلام متناقض في حد ذاته
ومثاله مريض بالمعدة ثم ياتيه طبيب فيقول
تناول هذا الدواء الذي لم يعالج الا امراض القلب فستشفى معدتك
وهذا خطل كبير
ولكن لقائل ان يقول
نفس الشيء ينطبق على تفسير البشارة بقدوم النبي
فلماذا يرسل تلاميذه ليبشروا الامم بقدوم النبي
و لا يرسلهم ليطلبوا من الامم قبول الفداء
نقول ان البشارة بالنبي
تجعل من علاقة المسيح
مع غير بني اسرائيل علاقة غير مباشرة
فهو لم يرسل الا لهم و امر بتكليفهم بنقل هذه البشارة للامم الاخرى
اما الفداء فالعلاقة ستكون مباشرة
اي ان المسيح
جاء ليفدي الاسرائيلي و غيره فلا يستقيم هذا مع قوله عليه السلام
]لم ارسل الا الى خراف بني اسرائيل الضالة
فالرسالة ان كانت مجرد التبليغ كما يقول المسلمون
فالمسيح
بلغ بني اسرائل الاحكام الخاصة بهم و بلغ بعضهم وكلفهم بالتبشير بمحمد
في الخليقة
فهو لم يرسل الا الى بني اسرائيل
اما ان كانت الرسالة التبليغ و الفداء
فلا يمكن ان نقول انه لم يرسل الى العربي مع انه جاء ليفديه
والله تعالى اعلم
والحمد لله رب العالمين
المفضلات