بسم الله الرحمن الرحيم
الحليم سبحانه وتعالي
نحاول في هذه الرسائل إزالة شبهة حد الردة في الإسلام
إن كثيرا من الناس حتي من المسلمين لا يعلم أو لايدرك معني ( الحليم والودود والعَفُوْ والغفور والرحمن والرحيم.. )
وهي كلها أسماء تدل علي صفات للخالق سبحانه وتعالي
ولو علمنا معني اسمه سبحانه وتعالي ( الحليم ) لزالت عندنا شبهات كثيرة
لنقرأ معا هذا الحديث القدسي الصحيح
قال الله تعالى يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرما بينكم فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه .
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 4345 في صحيح الجامع
فالله سبحانه وتعالي لا تنفعة طاعة ولا تضره معصية فهو سبحانه وتعالي الغني عن العالمين
قال الله تعالي :
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) مريم
![]()
قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)الإسراء
![]()
قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا (40) إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41) فاطر
الآيات 88 - 93 من سورة مريم توضح خطورة الشرك الإدعاء الباطل علي أن لله سبحانه وتعالي ولدا
والآيات من سورة الإسراء وسورة فاطر تنتهي بقوله تعالي
(إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )
فرغم أن هذا الكون العظيم يسبح لله سبحانه الخالق العظيم وان الله تعالي يحفظ هذه السموات والأرض من الزوال إلي أن يشاء سبحانه وتعالي
إلا أن هذا الإنسان المشرك رغم ضعفه يتخذ مع الله آلهة أخري
ولماذا لا يعجله الله سبحانه وتعالي بالعقوبة
لأنه سبحانه وتعالي هو الحليم العفور
يعطي له الفرصة سنة سنتين العمر كله
لدرجة أن هذا الكافر إذا تاب ورجع إلي الله عز وجل قبل أن يموت ( وقبل الغرغرة ) فإن الله سبحانه وتعالي يتوب عليه
فهو سبحانه وتعالي هو التواب الرحيم
وهذه باقة من أحاديث الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم
قال رسوال الله صلي الله عليه وسلم
ليس أحد أصبر على أذى سمعه من الله تعالى إنهم ليدعون له ولدا ويجعلون له أندادا وهو مع ذلك يعافيهم ويرزقهم .
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 5370 في صحيح الجامع
وعن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم(متفق عليه )
ثم نقرأ هذه القصة من صحيح مسلم أيضا
كتاب :كتاب التوبة
باب :باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله
حدثني عبيد الله بن معاذ العنبري ، حدثنا أبي ، حدثنا شعبة ، عن قتادة ، أنه سمع أبا الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ،
عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن رجلا قتل تسعة
وتسعين نفسا . فجعل يسأل : هل له من توبة ؟ فأتى راهبا
فسأله فقال : ليس لك توبة ، فقتل الراهب ، ثم جعل يسأل ، ثم خرج من قرية إلى قرية فيها قوم صالحون ، فلما كان في بعض الطريق أدركه الموت ، فنأى بصدره ، ثم مات ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، فكان \ إلى القرية الصالحة أقرب منها بشبر ، فجعل من أهلها .
كتاب :كتاب التوبة
باب :باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله
حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا ابن أبي عدي ، حدثنا شعبة ، عن قتادة
بهذا الإسناد ، نحو حديث معاذ بن معاذ ، وزاد فيه : فأوحى الله إلى هذه : أن تباعدي ، وإلى هذه : أن تقربي .
فالله سبحانه وتعالي الحليم لم يعجل العقوبة لهذا القاتل وأمهله حتي تاب بصدق ورجع إلي الله سبحانه وتعالي
والدليل علي صدقه أن نفذ ما نصحه به العالم بترك القرية الظالمة التي تركته يقتل هذا العدد الكبير
وتوجه إلي القرية الصالحة
ومات في منتصف الطريق
وكان إلي القرية الصالحة أقرب ( فأوحى الله إلى هذه : أن تباعدي ، وإلى هذه : أن تقربي .)
فرحمه الله عز وجل لأنه سبحانه وتعالي
الحليم فلم يعجل بعقوبته
التواب بأن قبل توبه الصادقة
الغفور بأن غفر له ذنوبه
الرحيم أن أدخله الجنة
وعن عمر بن الخطاب قال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسعى إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم أترون هذه طارحة ولدها في النار ؟ فقلنا لا وهي تقدر على أن لا تطرحه فقال لله أرحم بعباده من هذه بولدها . ( متفق عليه )
وأعجب ما قرأت في القرآن الكريم عن رحمة الله سبحانه وتعالي
قال الله تعالي:
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)البروج
نتخيل هؤلاء الكفار الجبابرة الذين حفروا الأخاديد وأوقدوا فيها النار ثم ألقوا المؤمنين
هذا الفعل الشنيع البشع
الله سبحانه وتعالي يقبل توبتهم إذا هم تابوا وأخلصوا التوبة لله سبحانه وتعالي
قال الله تعالي:
( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10))
وبما أنهم لم يتوبوا فالجزاء من جنس العمل فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق
ولماذا نذهب بعيدا
هذا الفرعون لعنه الله تعالي
رغم أنه ذبح بني إسرائيل واستحي نساءهم وقال أنا ربكم الأعلي
وقال هذه الأنهار تجري من تحتي
وقال أنا ربكم الأعلي
رغم ذلك أمر الله سبحانه وتعالي سيدنا موسي أن يقول له قولا لينا لطيفا لعله يتوب ويرجع إلي الله سبحانه وتعالي
قال الله تعالي:
اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47)سورة طه
يتبع إن شاء الله تعالي
المفضلات