
-
{..عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ.... لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ...}
{..عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ.... لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ...}
سورة المدثر/30
كَثر الحديث عن ما يسمى بالإعجاز العددي ؛ عامة ، وخاصة عن قوله تعالى: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَر}
فمنهم مَنْ زلَّ وضل بتقديسه للعد (19) ، ومنهم من توقف بَيْدَ أنّ الأقدمين يكادون يُجمعون على أن (تسعة عشر) هم الملائكة أي :
عدة خزنة جهنم. كما سيأتي بيانه إن شاء الله..
والجديد في دراستنا هذه هو ربط قوله تعالى عن نوح عليه السلام : { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77)} سورة الصافات،
بقوله تعالى: {..عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ.... لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ...}.. مستدلين بما ورد في التوراة ؛
المشار إلى أهلها بقوله تعالى:{ لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ...}..
على أننا أثبتنا استئناسا ربط ترقيم الآيات التوراتية بترقيم الآية القرآنية وهي الآية (30) من سورة المدثر
كما ذكرناه في أثناء هذه الدراسة..
ويأتي هذا أيضا ردا على كلام أحد أعلام الإعجاز العددي في عصرنا الراهن حيث قال:
(المفسرون القدماء حاروا في الموضوع ولم يعطوا إجابات مقنعة من أنّ خزنة جهنم (19) .. – إلى أن قال – :
وأنا بحثتُ في التوراة ولم أجد عندهم أنّ خزنة جهنم عددهم (19))..
والله الموفق
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
-
يقول سبحانه وتعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ* وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ
إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ
وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ
وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} سورة المدثر/ 27- 31
وأول ما يجب التنبه إليه والتنبيه عليه ، أنّ القرآن كان واضحا وصريحا ومباشراً في تقرير أنّ هذا العدد ( تسعة عشر)
إنّما هو عدد زبانية سقر الموكّلين بها ، حتى أنّه قد صاغ هذا التقرير بأسلوب القصر ( ما ... إلّا .. )
لكيلا يدَعَ أيَّ مجالٍ للظنِّ والالتباس، فقال: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً}.
وبهذا الاعتبار وحده تسقط كل الآراء الأخرى التي صرفت دلالة هذا العدد إلى غير الملائكة ، وبخاصة تأويلات بعض
المتكلفين من باحثي الإعجاز العددي ، الذين شطحوا بعيدا ، وغالوا كثيرا في دلالات هذا العدد. وهذا هو رأي فضيلة الشيخ الشعراوي...
راجع تفسيره عند هذه الآية تحديدا.
أمّا ثاني ما يجب التنبه إليه ، فهو أنّ المفسرين كافة منذ نشأة علم التفسير وحتى عصرنا هذا قد أجمعوا على
أنّ أهل الكتاب المشار إليهم في الآية هم مَن عاصروا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وأنّ استيقانهم كان سببُه
أنّهم وجدوا أنّ هذا العدد يوافق ما هو مذكور في كتبهم.
أمّا الأمر الثالث الذي نُنَبِّه إليه فهو أنّ كثيراً من المفسرين قد عللوا ازدياد المؤمنين إيمانا بأنّه يرجع إلى ما رأوه
من تسليم أهل الكتاب وتصديقهم لِمَا جاء في القرآن ، وهو ما نرجّحُ أنّه التعليل الصحيح والأقرب إلى الصواب من أي تعليل سواه .
ويُعد إجماع المفسرين على موافقة هذا العدد لما هو مذكور في التوراة أمراً في غاية الأهمية لمعرفة حقيقة
المسألة والوقوف على سرّ هذا العدد ، ولهذا كان لا بد من استعراض أقوال المفسرين بشيء من الإسهاب ،
حتى نتيقن تماماً من صحة إجماعهم على هذا الأمر.
وفيما يلي عرض تاريخي لأقوال المفسرين التي تخص هذا الإجماع:
1 ـ تفسير الطبري([1]) :
( وقوله : { لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ..} يقول تعالى ذكره: ليستيقن أهل التوراة والإنجيل حقيقة
ما في كتبهم من الخبر عن عدّة خزَنة جهنم ، إذ وافق ذلك ما أنزل الله في كتابه على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس،
قوله: {لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إيمَاناً} قال: وإنها في التوراة والإنجيل تسعة عشرة ،
فأراد الله أن يستيقن أهل الكتاب، ويزداد الذين آمنوا إيماناً. (
ثم روى الطبري مثله عن مجاهد، وعن قتادة ، وعن الضحاك ، وعن ابن زيد.
2 ـ الزمخشرى([2]) :
)كأنّه قيل ولقد جعلنا عدتهم عدة من شأنها أن يُفتتن بها ، لأجل استيقان المؤمنين وحيرة الكافرين واستيقان أهل الكتاب ،
لأنّ عدتهم تسعة عشر في الكتابين، فإذا سمعوا بمثلها في القرآن أيقنوا أنه منزل من الله ، وازدياد المؤمنين
إيماناً لتصديقهم بذلك كما صدقوا سائر ما أنزل، ولما رأوا من تسليم أهل الكتاب وتصديقهم أنه كذلك.
وما يعلم جنود ربك لفرط كثرتها إلا هو، فلا يعز عليه تتميم الخزنة عشرين، ولكن له في هذا العدد الخاص حكمة لا تعلمونها وهو يعلمها(.
3 ـ ابن عطية([3]) :
ليستيقن أهل الكتاب.. أنّ هذا القرآن من عند الله، إذ هم يجدون هذه العدة في كتبهم المنزلة التي لم يقرأها محمد
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا هو من أهلها، ولكن كتابه يصدق ما بين يديه من كتب الأنبياء إذ جميع ذلك حق يتعاضد مُنزّل من عند الله ،
قال هذا المعنى ابن عباس ومجاهد وغيرهم.
4 ـ ابن الجوزى([4]) :
{ليستيقن الذين أوتوا الكتاب} أنّ ما جاء به محمد حق، لأن عِدَّتهم في التوراة تسعة عشر {ويزدادَ الذين آمنوا} من أهل الكتاب {إِيماناً} أي:
تصديقاً بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ وجدوا ما يخبرهم موافقاً لما في كتابهم.
5 ـ الفخر الرازي([5]) :
(السؤال الثاني: ما وجه تأثير إنزال هذا المتشابه في استيقان أهل الكتاب؟
الجواب: من وجوه أحدها: أنّ هذا العدد لما كان موجوداً في كتابهم ، ثم إنّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبر على وفق ذلك
من غير سابقة دراسة وتعلم، فظهر أنّ ذلك إنّما حصل بسبب الوحي من السماء .
السؤال الخامس: لما أثبت الاستيقان لأهل الكتاب وزيادة الإيمان فما فائدة قوله بعد ذلك: {وَلاَ يَرْتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ}؟..
([1]) ينظر (جامع البيان في تأويل القرآن) 24/30-31 للطبري المتوفى (310هـ) , تحقيق محمد شاكر مؤسسة الرسالة.
([2]) ينظر (الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل) 4/651-653 للزمخشري المتوفى (538) ، الناشر: دار الكتاب العربي – بيروت.
([3]) ينظر (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز) 5/396 لابن عطية الأندلسي المتوفى (543 هـ) ، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي ، دار الكتب العلمية – بيروت.
([4]) ينظر (زاد المسير في علم التفسير) 4/364 لابن الجوزي المتوفى (597هـ) ، تحقيق: عبد الرزاق المهدي ، دار الكتاب العربي – بيروت.
([5]) ينظر ( مفاتيح الغيب = التفسير الكبير) 30/711 للرازي المتوفى (606ه) ، دار إحياء التراث العربي – بيروت.
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
-
تعليق : هذا سؤال وجيه وفى محله ، وقد حاول الرازي أن يجيب عنه ولكنّه لم يفطن إلى السر الدقيق الذي
هدانا الله إليه والذي سنعرض له لاحقاً إن شاء الله .
فقد قال الرازي رحمه الله تعالى:
(الجواب: أنّ المطلوب إذا كان غامضاً دقيق الحجة كثير الشبهة، فإذا اجتهد الإنسان فيه وحصل له اليقين
فربّما غفل عن مقدمة من مقدمات ذلك الدليل الدقيق، فيعود الشك والشبهة، فإثبات اليقين في بعض الأحوال لا ينافي طريان الارتياب بعد ذلك، فالمقصود من إعادة هذا الكلام هو أنّه حصل لهم يقين جازم، بحيث لا يحصل عقيبه البتة شك ولا ريب .) ( ).
كان هذا جواب الرازي ، وهو كما ترى لا يبدو مقنعا بدرجة كافية ، وسنتعرف لاحقا إن شاء الله
على السبب الحقيقي وراء ذلك .
ثم يقول الرازي : (قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلاَّ هُوَ} : وما يعلم جنود ربك لفرط كثرتها إلا هو،
فلا يعز عليه تتميم الخزنة عشرين ولكن له في هذا العدد حكمة لا يعلمها الخلق وهو جلّ جلاله يعلمها ) ( ).
6 ـ القرطبي( ) :
(وقوله تعالى: {لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ} أي ليوقن الذين أُعطوا التوراة والإنجيل أن عِدة خَزَنة جهنم موافقة
لما عندهم ؛ قاله ٱبن عباس وقتادة والضحاك ومجاهد وغيرهم. ).
7 ـ البيضاوي( ) :
({لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ} أي ليكتسبوا اليقين بنبوة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصدق القرآن لما رأوا ذلك
موافقاً لما في كتابهم. { وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِيمَـٰناً} بالإِيمان به وبتصديق أهل الكتاب به).
8 ـ ابن كثير( ):
({لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ} أي: يعلمون أنّ هذا الرسول حق؛ فإنه نطق بمطابقة ما بأيديهم من الكتب السماوية(.
9 ـ الشوكانى( ) :
(المراد بأهل الكتاب: اليهود والنصارى لموافقة القرآن بأن عدّة خزنة جهنم تسعة عشر لما عندهم. قاله قتادة،
والضحاك، ومجاهد، وغيرهم، والمعنى: أن الله جعل عدّة الخزنة هذه العدّة؛ ليحصل اليقين لليهود والنصارى
بنبوّة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لموافقة ما في القرآن لما في كتبهم. {وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِيمَـٰناً} ليزدادوا
يقيناً لما رأوا من موافقة أهل الكتاب لهم).
10 ـ ابن عاشور( ):
(والمعنى : ليستيقنوا صدق القرآن حيث يجدون هذا العدد في كتبهم.
والمراد بـ (الذين أُوتوا الكتاب) اليهود ، وكان اليهود يترددون على مكة في التجارة ويتردد عليهم أهل مكة للميرة
في خيبر وقريظة ويثرب فيسأل بعضهم بعضاً عما يقوله محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويودّ المشركون لو يجدون
عند اليهود ما يكذبون به أخبار القرآن ولكن ذلك لم يجدوه ولو وجدوه لكان أيسر ما يطعنون به في القرآن.
روى الترمذي بسنده إلى جابر بن عبد الله قال: قال ناس من اليهود لأناس من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
هل يعلم نبيئكم عدد خزنة النار؟، قالوا : لا ندري حتى نسأل نبيئنا. فجاء رجل إلى النبي فقال:
يا محمد غُلب أصحابكم اليوم، إلى أن قال جابر: فلما جاءوا قالوا : يا أبا القاسم كم عدد خزنة جهنم؟
قال. هكذا وهكذا في مرة عشرة وفي مرة تسع (بإشارة الأصابع) قالوا : نعم ...الخ).
11 ـ سيد قطب( ) :
(تبدأ الآية بتقرير حقيقة أولئك التسعة عشر الذين تمارى فيهم المشركون ، فقرر أنهم ملائكة
{ليستيقن الذين أوتوا الكتاب، ويزداد الذين آمنوا إيماناً .. } فهؤلاء وهؤلاء سيجدون في عدد حراس سقر
ما يدعو بعضهم إلى اليقين ويدعو البعض إلى ازدياد الإيمان. فأمّا الذين أوتوا الكتاب فلا بد أن لديهم شيئاً
عن هذه الحقيقة ، فإذا سمعوها من القرآن استيقنوا أنه مصدق لما بين يديهم عنها. وأما الذين آمنوا
فكل قول من ربهم يزيدهم إيماناً).
12 ـ الشنقيطى( ) :
(قوله تعالى: { لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ} أنّ هذا مطابق لما عندهم في التوراة، وهذا مما يشهد لقومهم
على صدق ما يأتي به النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وما ادعاه لإيمانهم وتصديقهم.(
13 ـ سيد طنطاوي( ) :
(وقوله سبحانه :{لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِيمَاناً...} علة أخرى لذكر هذا العدد... أي:
وما جعلنا عدتهم كذلك - أيضا - إلا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى، بأن الرسول
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صادق فيما يبلغه عن ربه، إذ أن الكتب السماوية التى بين أيديهم قد ذكرت هذا العدد،
كما ذكره القرآن الكريم، وإلا ليزداد المؤمنون إيمانا على إيمانهم، إذ أن الإِخبار عن المغيبات من شأنها
أن تجعل الإِيمان يزداد رسوخا وثباتا).
14 ـ القطان ( ):
({لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَاب} ليحصل اليقينُ لليهود والنصارى بنبوة محمدٍ لموافقةِ ما جاءَ في القرآن لكتُبهم،
فقد شهِدَ عددٌ من علماءِ اليهود والنصارى آنذاك ان عدَّةَ الخزنة تسعةَ عشر.)
15 ـ تفسير المنتخب( ) :
(وما جعلنا عدتهم تسعة عشر إلا اختباراً للذين كفروا، ليحصل اليقين للذين أوتوا الكتاب بأن ما يقوله القرآن
عن خزنة جهنم إنما هو حق من الله تعالى حيث وافق ذلك كتبهم.).
16 ـ أيسر التفاسير لأبى بكر الجزائري( ) :
(ليستيقن الذين أوتوا الكتاب: أي ليحصل اليقين لأهل التوراة والإِنجيل بموافقة القرآن لكتابيهما .).
17 ـ صفوة التفاسير للصابوني( ) :
({لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ} أي ليتيقن أهل الكتاب من صدق محمد، وأن هذا القرآن من عند الله، إِذ يجدون
هذا العدد في كتبهم المنزَّلة .
{وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِيمَاناً} بما يشهدون من صدق أخبار نبيهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتسليم أهل الكتاب
لما جاء في القرآن موافقاً للتوراة والإِنجيل {وَلاَ يَرْتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ} أي
ولا يشك أهل الكتاب والمؤمنون في عددهم، وهذا تأكيدٌ لما قبله لأنه لما ذكر اليقين نفى عنهم الشك،
فكان قوله {وَلاَ يَرْتَابَ} مبالغة وتأكيداً، وهو ما يسميه علماء البلاغة الإِطناب.).
18 ـ تفسير السعدي( ) :
(قوله: { لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} فإن أهل الكتاب، إذا وافق ما عندهم وطابقه،
ازداد يقينهم بالحق.).
19 ـ التفسير الميسر( ) :
(ما جعلنا خزنة النار إلا من الملائكة الغلاظ , وما جعلنا ذلك العدد إلا اختبارًا للذين كفروا بالله؛ وليحصل اليقين
للذين أُعطوا الكتاب من اليهود والنصارى بأنَّ ما جاء في القرآن عن خزنة جهنم إنما هو حق من الله تعالى,
حيث وافق ذلك كتبهم.).
والسؤال الآن.. هل هناك علاقة بين كل ما سبق وقصة الطوفان؟..
هل غرق جميع من في الأرض - عدا من كان مع نوح - على ظهر السفينة عندما أرسل الله الطوفان ؟
ــــــــــــــــ
([1]) ينظر المصدر السابق نفسه 30/711-712.
([1]) ينظر المصدر السابق نفسه 30/713.
([1]) ينظر (الجامع لأحكام القرآن) 19/82 للقرطبي المتوفى (671هـ) . تحقيق : أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية – القاهرة.
([1]) ينظر (أنوار التنزيل وأسرار التأويل) 5/262 للبيضاوي المتوفى (685هـ) ، تحقيق : محمد عبد الرحمن المرعشلي ، دار إحياء التراث العربي – بيروت.
([1]) ينظر (تفسير القرآن العظيم) 8/269 لابن كثير المتوفى (774هـ) ، تحقيق : سامي بن محمد سلامة ، دار طيبة للنشر والتوزيع.
([1]) ينظر (فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير) 5/330 للشوكاني المتوفى (1250هـ) ، دار الفكر – بيروت.
([1]) ينظر (التحرير والتنوير) 29/315-316 لابن عاشور المتوفى (1393ه) ، دار سحنون للنشر والتوزيع - تونس .
([1]) ينظر (في ظلال القرآن) 6/3758-3759 لسيد قطب المتوفى (1385ه) ، دار الشروق - بيروت- القاهرة.
([1]) ينظر (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) 8/365 للشنقيطي المتوفى (1393ه) ، دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت – لبنان.
([1]) ينظر (التفسير الوسيط للقرآن الكريم) 15/184 لمحمد سيد طنطاوي المتوفى (1431ه) ، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة – القاهرة.
([1]) ينظر (تيسير التفسير) 3/383 لإبراهيم القطان المتوفى (1404ه).
([1]) ينظر (المنتخب في تفسير القرآن) ص866 للجنة من علماء الأزهر، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - مصر، طبع مؤسسة الأهرام.
([1]) ينظر (أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير) 5/468 لأبي بكر الجزائري، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية.
([1]) ينظر ( صفوة التفاسير) 4/454 للصابوني ، دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع – القاهرة.
([1]) ينظر (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) ص896 لعبد الرحمن السعدي المتوفى (1376ه) ، تحقيق : عبد الرحمن بن معلا اللويحق، مؤسسة الرسالة.
([1]) ينظر (التفسير الميسر) ص576 لنخبة من أساتذة التفسير ، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف – السعودية.
التعديل الأخير تم بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد ; 30-01-2018 الساعة 02:32 PM
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
-
وهل كل مَن في الأرض الآن يعتبرون مِن نسل مَن كان في السفينة ؟.
يدل صريح القرآن الكريم على أن جميع من على الأرض أغرقوا بالطوفان ، ولم ينج من البشر ولا من الحيوان
إلا مَن حمله نوح عليه السلام معه في السفينة .
قال الله تعالى : {فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ} الشعراء/119-120 .
وقال عز وجل : {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ
إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} هود/40 .
وقال تعالى : {فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ} يونس/73 .
كما جاء النص في القرآن الكريم على أن الأرض إنما عمرت بعد ذلك من نسل ذرية نوح عليه السلام فقط ،
وأما المؤمنون الذين نجوا معه في السفينة فلم تبق لهم ذرية ، فجميع أهل الأرض الآن من ذرية نوح عليه السلام .
قال الله تعالى : {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ . وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ .
وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ . وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ .
سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ . إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ} الصافات/77-81 .
(قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : لم تبق إلا ذرية نوح عليه السلام .وقال قتادة في قوله :
{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} قال : الناس كلهم من ذرية نوح عليه السلام).([1])
وقد اختلف العلماء في عدة من كان معه في السفينة كما قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
فعن ابن عباس رضي الله عنهما : كانوا ثمانين نفسا معهم نساؤهم . وعن كعب الأحبار: كانوا اثنين وسبعين نفسا). ([2])
(قال جماعة من المفسرين : ارتفع الماء على أعلى جبل بالأرض خمسة عشر ذراعا ، وهو الذي عند أهل الكتاب ،
وقيل : ثمانين ذراعا ، وعَمَّ جميع الأرض طولها والعرض ، سهلها وحزنها وجبالها
وقفارها ورمالها ولم يبق على وجه الأرض ممن كان بها من الأحياء عين تطرف ، ولا صغير ولا كبير .
قال الإمام مالك عن زيد بن أسلم : كان أهل ذلك الزمان قد ملؤوا السهل والجبل .
...فإن الله لم يجعل لأحد ممن كان معه من المؤمنين نسلا ولا عقبا سوى نوح عليه السلام .
قال تعالى : {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} فكل من على وجه الأرض اليوم من سائر أجناس بني آدم ينسبون
إلى أولاد نوح الثلاثة ،
وهم : سام وحام ويافث).([3]) انتهى باختصار
وقال العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله:
)ضمير الفصل في قوله : {هُمُ الْبَاقِينَ} للحصر ، أي : لم يبق أحد من الناس إلا من نجاه الله مع نوح في السفينة من ذريته ،
ثم من تناسل منهم ، فلم يبق من أبناء آدم غير ذرية نوح ،
فجميع الأمم من ذرية أولاد نوح الثلاثة ، وظاهر هذا أن من آمن مع نوح غير أبنائه لم يكن لهم نسل .
قال ابن عباس : لما خرج نوح من السفينة مات من معه من الرجال والنساء إلا ولده ونساءه .
وبذلك يندفع التعارض بين هذه الآية وبين قوله في سورة هود : ( {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ
وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} هود/40 ،
([1]) (تفسير القرآن العظيم) 7/22.
([2]) (تفسير القرآن العظيم) 4/321.
([3]) (البداية والنهاية) 1/112-113.
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
-
وبذلك يندفع التعارض بين هذه الآية وبين قوله في سورة هود : ( {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} هود/40 ،
وهذا جار على أن الطوفان قد عم الأرض كلها ، واستأصل جميع البشر ، إلا من حملهم نوح في السفينة). ([1])
وأما قوله سبحانه وتعالى : { ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا } الإسراء/3 .
وقوله عز وجل : {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} مريم/58.
فلا يدل على استمرار نسل المؤمنين الذين حملهم نوح عليه السلام معه ، بل المقصود أبناء نوح عليه السلام الذين استمر نسلهم دون باقي المؤمنين .
قال العلامة الأمين الشنقيطي رحمه الله : "قوله تعالى : ({ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} ، بين أن ذرية من حمل من نوح
لم يبق منها إلا ذرية نوح في قوله : (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ). ([2])
وعليه فإنني أرى أنّ كل من كان في السفينة مع نوح هم من ذريته. وذلك لقوله تعالى في سورة الصافات:
{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78) سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (82)}.
فقوله تعالى: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ} يشير إلى أن كل من لم يكن من ذرية نوح أُغرق. فكل من كان في السفينة هم من ذريته. وهذا أظهر من أن يقال
أنه كان مع نوح من ليس من ذريته ثم لم يكن لهم نسل.
وبناء عليه فما هو دلالة الآية الكريمة:
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ* وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ
الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي
مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ } سورة المدثر/ 27- 31.
([1]) (التحرير والتنوير) 23/47.
([2]) (أضواء البيان) 3/13.
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
-
-
-
النتيجة
بعد استعراض كلام كلٍّ من كلام هارولد Elder Harold Hunt وبول بكنيل Paul Bucknell يمكننا أنْ نخلص إلى ما يلي:
إذا كان أحفاد نوح الستة عشر يمثلون البلاد الكبرى في العصور القديمة ، فإنّ آباء هؤلاء الأحفاد ( أي أبناء نوح الثلاثة ) يمثلون القارات الثلاث
التي ضمت تلك البلاد جميعاً ، وهى قارات :آسيا وأوروبا وأفريقيا ، فلم تكن القارات الأخرى مأهولة بعد ولا معروفة لأحد.
وهكذا تتضافر الأدلة والبراهين المكنونة في علوم التاريخ والجغرافيا والأنثربولوجى (علم الإنسان ) والأثنولوجى (علم السلالات) على أنّ ذرية نوح ،
سواء أولاده الثلاثة أو أحفاده الستة عشر (ومجموعهم تسعة عشر) إنّما يمثلون الأسلاف الأوائل لكل الأمم البشرية من بعد الطوفان
وهى الأمم التي سيتعامل معها خزنة سقر التسعة عشر..
نخلص من ذلك كله إلى أن العدد (19) هو العدد الذي تنقسم إليه كل أعراق وأجناس البشر كافة ، أو تندرج تحته كل أمم الناس جميعا ،
وأنّ خزنة سقر لما كانوا يتعاملون مع الكافرين من كافة الأمم والأجناس والأعراق فإنّ من الطبيعي أن يأتي عددهم على نفس عدد تلك الأمم ،
بحيث يختص كل واحد منهم بأمة واحدة ، وفقاً لقاعدة التخصص التى تحكم أعمال الملائكة الكرام .
ومن الدراسات السابقة وجدنا نصوصاً في التوراة قد وردت بهذا المعنى المصدق لما ذكره القرآن الكريم ، ولقد ورد هذا النص في الموضع الطبيعي الوحيد
الذي كان متوقعاً أنْ يأتي فيه ، في أول أسفار التوراة المسمى (سفر التكوين) ، فهو السفر الذي فصّل قصة الخليقة منذ آدم عليه السلام وحتى نوح
وذريته عليهم السلام، كما أورد نبأ الطوفان الذي عمّ الأرض جميعاً وهلك فيه كل البشر ، عدا نوح وذريته فقط بنص القرآن الكريم كذلك ،
حيث قال تعالى عن نوح: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} (الصافات/77 (، لتبدأ قصة الخليقة من جديد مع نوح عليه السلام والمُسَمّى عند أهل الكتاب بـ (آدم الثاني).
ففي سفر التكوين من أوله إلى الفصل التاسع منه (أو الإصحاح التاسع كما يسمّيه أهل الكتاب) استوقفتنى فيه عبارة ملفتة للنظر تقول :
(وَكَانَ بَنُو نُوحٍ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنَ الْفُلْكِ سَاما وَحَاما وَيَافَثَ. وَحَامٌ هُوَ ابُو كَنْعَانَ . هَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُمْ بَنُو نُوحٍ. وَمِنْ هَؤُلاءِ تَشَعَّبَتْ كُلُّ الارْضِ ) - تكوين 9: 19
ثم نجد في الإصحاح العاشر والذي يحوى ما أطلق عليه شراح التوراة ومفسروها اسم) جدول الأمم ( أو ) قائمة الأمم( ، والذي يستعرض بالتفصيل
ذرية نوح قبل وبعد الطوفان مباشرة ، ثم ينتهي بعبارة ملفتة للنظر كذلك وتقول :
(هَؤُلاءِ قَبَائِلُ بَنِي نُوحٍ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ بِامَمِهِمْ. وَمِنْ هَؤُلاءِ تَفَرَّقَتِ الامَمُ فِي الارْضِ بَعْدَ الطُّوفَانِ ) - تكوين 10 : 32
والمدقق في عدد أبناء وحفدة نوح الأوائل المذكورين في هذا الإصحاح ، (والذين تشعبت منهم كل أمم الأرض (بنص التوراة ذاتها )
وبنص القرآن كذلك ( يبلغ تحديداً وحصراً تسعة عشر شخصاً فقط لا غير !!!! .
هذا هو سر التسعة عشر منصوص عليه فى التوراة ذاتها ، بل فى أول أسفارها على الإطلاق !!.
حيث تجد أنّ أبناء نوح عليه السلام الذين نجوا معه من الطوفان كانوا ثلاثة ، هم : سام و حام و يافث ،
وقد ورد ذكرهم في حديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي يقول فيه : (سام أبو العرب ، وحام أبو الحبش ،
ويافث أبو الروم ( .رواه أحمد ، وقد رُوِي عن عمران بن حصين عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثاً مثله.
أمّا عن أبناء هؤلاء الثلاثة ، أى حفدة نوح عليه السلام فبلغت جملتهم ستة عشر حفيداً مباشراً ، فيكون مجموع الأبناء والحفدة معاً تسعة عشر تماماً ،
وها هي أسماءهم بحسب ترتيب ذكرهم فى التوراة :
أولاً : ( بَنُو يَافَثَ : جُومَرُ وَمَاجُوجُ وَمَادَاي وَيَاوَانُ وَتُوبَالُ وَمَاشِكُ وَتِيرَاسُ ) – تكوين 10 :2
ثانياً : (وَبَنُو حَامٍ : كُوشُ وَمِصْرَايِمُ وَفُوطُ وَكَنْعَانُ ) – تكوين 10 : 6
ثالثاً : ( بَنُو سَامَ : عِيلامُ وَاشُّورُ وَارْفَكْشَادُ وَلُودُ وَارَامُ ) – تكوين 10 : 22
إذا أنت عددت كل الأسماء الواردة فى الفقرات التوراتية السابق ذكرها فسوف تجدها تسعة عشر اسماً بالتمام والكمال ، لا تزيد ولا تنقص ، وسبحان الله العظيم !!!.
ثمَّ تأتي خاتمة الإصحاح العاشر لتقول : ( هَؤُلاءِ قَبَائِلُ بَنِي نُوحٍ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ بِامَمِهِمْ. وَمِنْ هَؤُلاءِ تَفَرَّقَتِ الامَمُ فِي الارْضِ بَعْدَ الطُّوفَانِ ) – تكوين 32: 10.
ونتساءل : أليس هذا بالأمر العجيب ؟!!.
بل ثمة أمر عجيب آخر : فإنّك إذا تأملت في أرقام الآيات التوراتية الثلاث التي تضمنت الأسماء التسعة عشر وهى : (2 ، 6 ، 22 (لوجدت أن مجموعها يساوى(30)،
وهو نفس رقم آية سورة المدثر القائلة : {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ}.
وكأنّ هذه علامة لنا على تصديق إقامة الحجة على يهود والذين يعلمون تماماً سر الرقم (19) الذي ذكره القرآن ومنصوص عليه في التوراة !!.
من كل ما سبق ذكره نعلمُ أنّ هذا العدد لم يأتِ فى القرآن عبثاً – حاشا لله – وأنّ ذكره فيه كان له حكمة بالغة ،
وأنّ القرآن كان حكيماً للغاية حين أشار مرتين فى آية المدثر (31 ) إلى علم الذين أوتوا الكتاب بهذا العدد ،
وكأنّه كان يؤكد مرة بعد أخرى أنّ لهذا العدد عندهم دلالة خاصة وأكيدة.
درء شبهة وإقامة حجة:
بعد ان استعرضنا كل ما سبق أرى أنه من المناسب تناول قضية هامة حارت فيها العقول وغمضت كثيرا على الأفهام..
هذه القضية باختصار تنحصر في بعض آيات من القرءان الكريم تتعارض في ظاهرها مع كل ما أثبتناه..
يقول سبحانه وتعالى سورة آل عمران: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)} .
فبني آدم يتبعون بذريتهم لذرية آدم والتي هي نفس الذرية التي أبقى الله تعالى عليها وحملها نوح،
يقول الله تعالى {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ} سورة آل عمران/ 34.
إذن فهي ذرية آدم عليه السلام والتي أبقاها الله ذرية لنوح عليه السلام وجعلها هي الذرية الباقية لتكون هي نفسها ذرية الناس التي نقلها وأبقى عليها ذرية لنا،
فاصطفى الله نوحاً على الآخرين وجعله يحمل ذرية آدم لنا معه بالفلك، فقال تعالى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76)
وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (78) سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81)
ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (82) وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83)} سورة الصافات.
فأخبرنا الله تعالى بأنه حمل ذرية الناس في الفُلك المشحون فقال تعالى : {وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} سورة يس 41 .
فكانت ذريتنا والتي جعل منها الله آية لنا هي نفسها ذرية آدم ونوح والتي ابقى الله عليها في الفُلك، فقول الله تعالى {وَآيَةٌ لَّهُمْ} أي للناس
بأن الله حمل ذريتهم عن طريق ما كان قد حمل على الفلك مع نوح والذين قال الله فيهم {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ}
فكان من بقي من الناس هم فقط من ذرية نوح والذين هم كانوا حملة ذريتنا من آدم ونقلوها لنا فما بقي من الذرية من بعد الطوفان
سوى ذرية نوح وقال تعالى: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ} ، فمن بقي من الناس وسلالاتهم إذن ينحدرون من نفس ذرية آدم عليه السلام.
والسؤال هنا : هل غرق جميع من في الأرض - عدا من كان مع نوح - على ظهر السفينة عندما أرسل الله الطوفان ؟
وهل كل مَن في الأرض الآن يعتبرون مِن نسل مَن كان في السفينة ؟.
يدل صريح القرآن الكريم على أن جميع من على الأرض أغرقوا بالطوفان، ولم ينج من البشر ولا من الحيوان إلا مَن حمله نوح عليه السلام معه في السفينة.
قال الله تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ} الشعراء/119-120 .
وقال عز وجل : {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} هود/40 .
وقال تعالى : {فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ} يونس/73 .
كما جاء النص في القرآن الكريم على أن الأرض إنما عمرت بعد ذلك من نسل ذرية نوح عليه السلام فقط، وأما المؤمنون
الذين نجوا معه في السفينة فلم تبق لهم ذرية، فجميع أهل الأرض الآن من ذرية نوح عليه السلام.
والمدقق في قوله تعالى: { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78)
سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (82)} الصافات/77-82.
ولما كان الأمر كذلك وبناء على ما سبق كله فما هو المقصود من قوله عز وجل والموجود في الآية الكريمة:
{وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ} الأنعام/133.
فهل بالفعل البشرية مقتصرة على نسل سيدنا نوح ( سام وحام ويافث ) ؟.
من خلال البحث فى القرءان الكريم وُجِدَتْ بعضُ الآيات القرآنية تبين أن هناك أمم كانت مع سيدنا نوح ليست من ذريته..
{قِيلَ يَا نُوح اِهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَات عَلَيْك وَعَلَى أُمَم مِمَّنْ مَعَك وَأُمَم سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَاب أَلِيم } هُود/ 48 .
ويقول سبحانه وتعالى:{ذُرِّيَّة مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوح} الْإِسْرَاء/ 3.
إذن قوله تعالى: {أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ} في الآية الكريمة أعلاه لا تعود على ذرية نوح من أبناءه الثلاث سام وحام ويافث..
ولكن من :{ذُرِّيَّة مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوح} الْإِسْرَاء/ 3 .
فكيف نوفق بين الآية السابقة وقوله تعالى:{وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيم. وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ..} الصافات 77-81.
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
-
طيب انا عندي سؤال منطقي لو اجابته زي ما بفكر تبقي وضحت الصورة ... هل قوم نوح كاموا السكان الوحيدين في الارض ؟ لازم تبقي الاجابة بنعم لسببين الاول علماء الجيلوجيا بياكدوا استحالة وقوع طوفان علي الارض كلها والثاني ان سيدنا نوح لم يبعث الا لقومه لان النبي الوحيد اللي ارسل للعالم هو الخاتم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وطالما كده يبقي مينفعش يتعذب غير قومه (وما كنا بمعذبين حتي نبعث رسولا) اذن من كل ده يبقي قومه كانوا السكان الوحيدين في الارض .. ممكن اعرف رايك في الكلام ده
-



فلنبدأمن الأول:
{ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ}
جاءفي سفر التكوين 1:6-4
1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ.فَاتَّخَذُوالأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً
مِنْ كُلِّ مَااخْتَارُوا.3فَقَالَ الرَّبُّ:«لاَيَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ.لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً».
4كَانَ فِي الأَرْضِ نِفْلِيِمٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ أَيْضاً إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَداً -
هَؤُلاَءِهُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ.
.GENESIS 6
1Nowit came about that when men started to grow in numbers on
the surfaceof the ground and daughters were born to them,
,2 then the sons of the God began to notice the daughters of men thatthey
were good-looking; and they went taking wives for
themselves,namely, all whom they chose.
3After that Jehovah said: “My spirit shall not act toward
manindefinitely in that he is also flesh. Accordingly his days shallamount
to a hundred and twenty years.”
4The Neph′i•lim (Or, “The Fellers.” Heb., han•Nephi•lim′,“those who cause
others to fall down.”) proved to be in the earthin those days, and also
after that, when the sons of the [true] Godcontinued to have relations
with the daughters of men and they boresons to them, they were the
mighty ones who were of old, the men offame.
5Consequently Jehovah saw that the badness of man was abundant
in theearth and every inclination of the thoughts of his heart was only badall the time.
فمنهم أبناء الله ومن هن بنات الناس؟..
وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ(بناي هايلوهيمבני־האלהים)
رَأُوابَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ.فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَااخْتَارُوا.
3فَقَالَ الرَّبُّיהוה:«لاَيَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ.لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً».
4كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ (نِفْلِيِمנִפיִלים) فِيتِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ أَيْضاً إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ(بناي هايلوهيمבני־האלהים)عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ
(‘thedaughters of men’)وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَداً -هَؤُلاَءِهُمُ الْجَبَابِرَةُ (نِفْلِيِمנִפיִלים)الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ.
لتعريف مفهوم أبناء الله (بناي هايلوهيمבני־האלהים)يجب التفريق بين ثلاثة مصطلحات رئيسة والواردة في سفر التكوين (1_8 ) :
1ـ"أبناءالله(بناي هايلوهيمבני־האלהים)(الآيات2،4).
2ـ"بَنَاتِ النَّاسِ ‘thedaughters of men’ "(الآيات2،4).
3ـ"طُغَاةٌ (نيفيليم‘Nephilimנִפיִלים’)(الآية4).
قالوافي توراتهم التي بين أيديهم وفي التلمود أن آدم قد اتخذ خليلة له من الجن بعد نزوله إلى الأرض اسمها ليليث )
לִילִית(liyliyth وأنجب منها رجالاً كثيرا ونساء..
أماأولاد آدم عليه السلام من ليليث فيطلق عليهم أولاد الناس وهم الذين تكاثروا أمام أعين الرب وأرسل عليهم
الطوفان وندم بعد ذلك..وأما أولاد آدم من حواء فيطلق عليهم أبناءالله..
أماالكنيسة فلها رأي آخر لأن التفسير التوراتي يسيء للسيد المسيح لأنه يذهب بنسب السيد المسيح لأن يكون
من نسل ليليث وهو ما سوف نتعرض له بالتفصيل، ومع ذلك فإن وجهةالنظر الكنسية لا تعطي تفسيرا محدداً وتعطي ترجيحات..
يقولون:
(...وهناك كثير من الترجيحات لمن كانوا أبناء الله ولما أنجبوا عمالقة كما يشاراليه ابكلمة "جبابرة").
ووجهات النظر الثلاثة في هذا الموضوع هي كالتالي:
(1) هم ملائكة ساقطة.
(2) هم طغاة بشر أقوياء.
(3)هم رجال الله أبناء شيث وقد تزوجوا من أبناء قايين الأشرار.
وشيث ولد أنوش (وَلِشِيثَ أَيْضًا وُلِدَ ابْنٌ فَدَعَا اسْمَهُ أَنُوشَ. حِينَئِذٍ ابْتُدِئَ أَنْ يُدْعَى بِاسْمِ الرَّبِّ.)تكوين26:4..
وورد في سلسلة النسب المقدس (بْنِ أَنُوشَ، بْنِ شِيتِ، بْنِ آدَمَ، ابْنِ اللهِ.)لو3:38 .)..أهـ.
وشيثأ و النبي شيث) بالعبرية:שֵׁתֿ ومعناه هبة الله أو البديل)هوثالث أبناء آدم وحواء،وأخ لقابيل *****ل،
حيث الثلاثة هم الأبناء الوحيدون المذكورون في التناخ.
وحسب التكوين25:4،وُلد شيث بعد حادثة مقتل هابيل،وشكرت حواء الله لأنه وهبها شيثاً بديلا عن ابنها المقتول.
والمخطط المرفق يوضح ذرية آدم عليه السلام من حواء.

التعديل الأخير تم بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد ; 31-01-2018 الساعة 04:32 PM
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة Habeebabdelmalek في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 14-07-2016, 05:25 PM
-
بواسطة *اسلامي عزي* في المنتدى فى ظل أية وحديث
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 19-09-2015, 12:26 PM
-
بواسطة الياس عيساوي في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 23-05-2013, 06:16 PM
-
بواسطة جوالمصرى في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 21-06-2010, 04:39 PM
-
بواسطة البريق في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 28-01-2008, 01:27 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات