الرد على من يزعم بتناقض آيات القرآن الكريم

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

الرد على من يزعم بتناقض آيات القرآن الكريم

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 18

الموضوع: الرد على من يزعم بتناقض آيات القرآن الكريم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي الرد على من يزعم بتناقض آيات القرآن الكريم



    الرد على من يزعم بتناقض آيات القرآن الكريم
    ×××

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    " إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ ... أو علمٍ ينتفعُ به ... أو ولدٍ صالحٍ يدعو له " ... الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم -المصدر: صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 1631 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    نعم إذا مات الانسان يتوقف في الحال تدفق إيداعاته في حساب رصيده في بنك الآخرة ... بل ويجمّد هذا الرصيد فوراً ويرفع من الخدمة ... ولكن أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المذكور بإمكانية استمرارية تغذية هذا الرصيد من خلال ثلاث منابع لا رابع لها ... وأحد هذه المنابع
    " علمٍ ينتفعُ به " ... ولذلك أسأل الله أن يجعل ثواب هذا العلم يصل الى رصيد كل صاحب فضل تحت التراب على كاتب هذه السطور.

    مقدمة

    لا أدرى لماذا تصر بعض المواقع التنصيرية على محاولاتها المستمرة لهدم دين الإسلام أولاً ومن ثم بناء دين النصرانية على أنقاضه ... وهو امر لا يرضى عنه السيد المسيح عليه السلام بالطبع ولم يكن ذلك منهج دعوته ... ولا أدري أيضا لماذا يشغل النصارى أنفسهم بالطعن في دين الإسلام بدلا من تركيزهم على عرض ما في معتقدهم بمفرده دون محاولات التجريح في الآخر ... لاسيما أن العقيدة الصحيحة تنشر نفسها عن طريق الطرح الموضوعي والصحيح لها دون الحاجة الى السعي لتجريح الآخر وفى النهاية يُترك الخيار للقارئ ..." فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " الكهف 29
    لقد استغلت أحد المنتديات التنصيرية عدم الإلمام الكافي للبعض باللغة العربية وتفاسير القرآن الكريم فطالعتنا بزعم وجود خمسة عشر تناقضاً في آيات القرآن الكريم بالرغم مما نصت عليه
    الآية 82 في سورة النساء ... " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " ...
    وسنقوم بإذن الله بالرد على تلك المزاعم حتى يقف الجميع على حقيقة ما ذكر ... وباتباع النهج الراقي الذي نادى به محمد صلى الله عليه وسلم وعدم المساس او تجريح للآخر ... " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " النحل 125

    ولـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكن:

    لقد لاحظنا أن السيد الناقد يجهد نفسه في البحث عن تناقضات في القرآن الكريم ... وهو كتاب سيادته لا يؤمن به ... وبالتالي فليس هناك ما يدعوه لأن يشغل باله ووقته بالبحث فيه ... وعليه أن يدعه لمن شاء أن يؤمن به حتى يتفرغ سيادته للتركيز والبحث والدراسة في كتابه المقدس ... وحيث أن المسلمين يؤمنون بأن الله انزل التوراة والانجيل على موسى وعيسى عليهما السلام فمن حقهم بالطبع أن يطرحوا على الناقد ما يتبادر لهم من أسئلة في الكتاب المقدس ... و دون تجريح ... ولذلك سنذيل كل رد على نقد طرحه سيادته على القرآن الكريم بسؤال منا في كتابه المقدس ... وننتظر رده ...



    النقد رقم 1: زعم التناقض بين الآيات التالية ... فهل كلام الله لا يتبدل ام يتبدل ؟؟؟

    المجموعة الأولى:آيات تفيد أن كلام الله لا يتبدل:
    " الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " يونس 63 -64
    " وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا " الكهف 27
    " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ "الحجر 9

    المجموعة الثانية: آيات تفيد أن كلام الله يتبدل:
    " يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ "الرعد 39
    " وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " النحل 101
    "مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" البقرة 106


    الرد على النقد

    سنقوم بإذن الله بتحليل الآيات في كل مجموعة لنقف على مدلول وتفسير كل آية ومن ثم نصل الى الخلاصة والقرار:

    آيات المجموعة الأولى:

    أولاً:
    " الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " يونس 63 -64
    ونذهب الى تفسير المنتخب لهذه الآية نجده: الذين صدَّقوا بكل ما جاء من عند الله، وأذعنوا للحق، واجتنبوا المعاصي، وخافوا الله في كل أعمالهم ... فلهؤلاء الأولياء البشرى بالخير في الدنيا، وما وعدهم الله به من نصر وعزة، وفى الآخرة يتحقق وعد الله، ولا خلف لما وعد الله به، وهذا الذي بُشروا به في الدنيا، وظفروا به في الآخرة هو الفوز العظيم ... انتهى تفسير المنتخب.
    اذن المراد بعبارة
    " لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ " في هذه الآية = أن الله لا يخلف ما وعد به ... وليس كلماته هنا يقصد بها القرآن الكريم ... فالله في هذه الآية وعد بسعادة وفوز اوليائه المتقين في الدنيا والاخرة ... وهذا لا بد ان يتحقق ... لان الله هو الذي وعد بذلك فلا تبديل لوعد الله ....

    ثانياً:
    " وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا " الكهف 27
    ونذهب الى تفسير المنتخب لهذه الآية نجده: واقرأ أيها الرسول ما أُوحى إليك من القرآن، ومنه ما أُوحى إليك من نبأ الفتية، ولا تستمع لما يهزأون به من طلب تبديل معجزة القرآن بمعجزة أخرى، فإنه لا مغيِّر لما ينبئه الله بكلمة الحق في معجزاته، فإنه لا يقدر أحد على تبديله، ولا تخالف أمر ربك، فإنك حينئذ لن تجد غيره ملجأ يحفظك منه. انتهى تفسير المنتخب.
    إذن المراد بعبارة
    " لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ " في هذه الآية = إن كلمة " مُبَدِّلَ " في الآية الكريمة اسم فاعل وهو اسم " لَا " النافية للجنس ... ولذلك فإن المعنى أنه لا يقدر أحد من المخلوقين على أن يبدل آيات القرآن وجمله والفاظه التي أنزلها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ...

    ثالثاً:
    " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " الحجر 9
    ونذهب الى تفسير المنتخب لهذه الآية نجده:وإنه لأجل أن تكون دعوة النبي بالحق قائمة إلى يوم القيامة، لم ننزل إليهم ملائكة، بل أنزلنا القرآن المستمر تذكيره للناس، وإنا لحافظون له من كل تغيير وتبديل أو زيادة أو نقصان حتى تقوم القيامة. انتهى تفسير المنتخب.
    اذن المراد بعبارة
    " وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " في هذه الآية = أن الله قد تعهد بحفظ القرآن الكريم ... فلا يقدر ولن يقدر أي أحد من المخلوقين على أن يغير أو يبدل فيه أو يزيد عليه أو أن ينقص منه حتى تقوم القيامة ... وهذا بالفعل ما يثبته الواقع الفعلي بعد أربعة عشر قرناً من نزول القرآن الكريم ... فالقرآن الكريم في مشارق الأرض ومغاربها واحد لا يزيد ولا ينقص حرفاً ولم ولن يتبدل ... والكل متفق ومجتمع على حروفه وترتيبه والفاظه جملة وتفصيلا ...

    خلاصة مدلول وتفسير آيات المجموعة الأولى:

    لا يخلف الله ما وعد به ... هذا وقد تعهد الله بحفظ القرآن الكريم حتى تقوم القيامة فلا يقدر ولن يقدر أحد من المخلوقين على أن يغير أو يبدل آيات القرآن الكريم والفاظه التي أنزلها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ... أو يزيد عليه أو أن ينقص منه ... وهذا بالفعل ما يثبته الواقع الفعلي بعد أربعة عشر قرنا من نزول القرآن الكريم ...
    فهل آيات المجموعة الثانية تتعارض مع ذلك ... بمعنى هل تضمنت أن الله يخلف ما وعد به ... وهل تضمنت أيضاً أن أحداً من المخلوقين يمكنه أن يبدل آيات القرآن الكريم ... هذا ما سنراه ...


    آيات المجموعة الثانية:

    أولا:
    " يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ " الرعد 39
    ونذهب الى تفسير الطنطاوي لهذه الآية نجده: يمحو الله تعالى ما يشاء محوه، ويثبت ما يريد إثباته من الخير أو الشر ومن السعادة أو الشقاوة، ومن الصحة أو المرض، ومن الغنى أو الفقر، ومن غير ذلك مما يتعلق بأحوال خلقه ... وعنده سبحانه الأصل الجامع لكل ما يتعلق بأحوال هذا الكون ... فالمراد من الآية أنه يمحو ما يشاء مما في اللوح المحفوظ (أي ليس القرآن الكريم) فيكون كالعدم، ويثبت ما يشاء مما فيه فيجرى فيه قضاؤه وقدره على حسب ما تقتضيه مشيئته ... انتهى تفسير طنطاوي

    اذن المراد بعبارة
    " يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ " في هذه الآية = المحو والاثبات والتغيير في قدر الله ومقادير الخلائق ... وهذا بيد الله وحده فالله يمحو ويغير ما يشاء من قدره ويثبت ويُبقى ما يشاء من قدره ... وله الحكمة سبحانه فيما يمحو ويثبت وعنده ام الكتاب وهو اللوح المحفوظ (أي ليس القران) الذي جعل فيه كل ما يريد فعله سبحانه قبل خلق السماوات والأرض.

    ثانياً:
    " وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " النحل 101

    نذهب أولاّ لتفسير أبو السعود لنفهم معنى الآية الكريمة:
    {وَإِذَا بَدَّلْنَآ ءايَةً مَّكَانَ ءايَةٍ} أي إذا أنزلنا آيةً من القرآن مكان آية منه وجعلناها بدلاً منها بأن نسخناها بها ... {والله أَعْلَمُ بِمَا يُنَزّلُ} أولاً وآخِراً ... وبأن كلاًّ من ذلك ما نزلت حيثما نزلت إلا حسبما تقتضيه الحِكمةُ والمصلحة ... فإن كل وقت له مقتضًى غيرُ مقتضى الآخَر ... فكم من مصلحة في وقت تنقلب في وقت آخرَ مفسدةً وبالعكس بسبب انقلاب الأمورِ الداعية إلى ذلك ... وما الشرائعُ إلا مصالحُ للعباد في المعاش والمعاد ... تدور حسبما تدور المصالحُ ... انتهى تفسير أبو السعود.

    ثم نذهب لتفسير الشعراوي لربط ذلك بقوله تعالى:

    " مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " البقرة 106
    § إن آيات القرآن الكريم لا تتبدل، ولكن يحدث فيها نسخ، كما قال الحق تبارك وتعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
    البقرة 106... ومعنى النسخهو إعلان انتهاء الحكم السابق بحكم جديد أفضل منه، وبهذا المعنى يقع النسخ في القرآن الكريم.

    §
    ومن أمثلة النسخ في القرآن الكريم تحريم الخمر مثلا:حيث نرى هذا التدريج المحكم الذي يراعي طبيعة النفوس البشرية، وأن هذا الأمر (أي شرب الخمر) كان من العادات التي تمكنت من النفوس آنذاك، ولا بد لها من هذا التدرج، فهذا ليس أمرا عقائديا يحتاج إلى حكم قاطع لا جدال فيه.

    § فانظر إلى هذا التدرج في تحريم الخمر: قال تعالى: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا} النحل 67 ... أهل التذوق والفهم عن الله حينما سمعوا هذه الآية قالوا: لقد بيّت الله للخمر أمراً في هذه الآية ... ذلك لأنه وصف الرزق بأنه حسن، وسكت عن السكر فلم يصفه بالحسن، فدل ذلك على أن الخمر سيأتي فيه كلام فيما بعد.

    § وحينما سئل صلى الله عليه وسلم عن الخمر رد القرآن عليهم: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهمآ أكبر من نفعهما}البقرة 219... جاء هذا على سبيل النصح والإرشاد، لا على سبيل الحكم والتشريع، فعلى كل مؤمن يثق بكلام ربه أن يرى له مخرجاً من أسر هذه العادة السيئة.

    § ثم لوحظ أن بعض الناس يصلي وهو مخمور، حتى قال بعضهم في صلاته: أعبد ما تعبدون ... فجاء الحكم:
    {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون} النساء 43 ... ومقتضى هذا الحكم أن يصرفهم عن الخمر معظم الوقت، فلا تتأتى لهم الصلاة دون سكر إلا إذا امتنعوا عنها قبل الصلاة بوقت كاف، وهكذا عودهم على تركها معظم الوقت، كما يحدث الآن مع الطبيب الذي يعالج مريضه من التدخين مثلا، فينصحه بتقليل الكمية تدريجيا حتى يتمكن من التغلب على هذه العادة.

    § وبذلك وصل الشارع الحكيم سبحانه بالنفوس إلى مرحلة ألفت فيها ترك الخمر، وبدأت تنصرف عنها، وأصبحت النفوس متهيئة لتقبل التحريم المطلق، فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه} المائدة 90... إذن: الحق سبحانه وتعالى نسخ آية وحكما بما هو أحسن منه.

    §
    إذن فالله سبحانه وتعالى (وليس أي مخلوق) أنزل آيةً من القرآن الكريم مكان آية منه وجعلها بدلاً منها بأن نسخها ... أي أعلن انتهاء الحكم السابق بحكم جديد أفضل منه حسبما تقتضيه الحِكمةُ والمصلحة ... فإن لكل وقت مقتضًى غيرُ مقتضى الآخَر ... فكان هذا التدرج المحكم الذي راعي طبيعة النفوس البشرية كما في حالة شرب الخمر مثلا لأنها ليست من الأمور العقائدية التي تحتاج إلى حكم قاطع لا جدال فيه مرة واحدة.

    §
    لقد طلب الكفار من الرسول صلى الله عليه وسلم تغيير القرآن الكريم أو تبديله فكان يرد عليهم بانه لا يكون له ذلك لأنه متبع لشرع الله ... قال تعالى " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " يونس 15

    خلاصة مدلول وتفسير آيات المجموعة الثانية:

    § يمحو الله تعالى ما يشاء محوه، ويثبت ما يريد إثباته فيما يتعلق بأحوال خلقه مما في اللوح المحفوظ (أي ليس القرآن الكريم) الذي جعل الله فيه كل ما يريد فعله سبحانه قبل خلق السماوات والأرض.

    §
    الله سبحانه وتعالى (وليس أي مخلوق) ينزل آيةً من القرآن الكريم مكان آية منه ويجعلها بدلاً منها بأن ينسخها بها ... هذا مع بقاء رسم الآية المنسوخة في المصحف كما هي دون حذفها ... وبذلك يعلن الله انتهاء الحكم السابق بحكم جديد أفضل منه حسبما تقتضيه الحِكمةُ والمصلحة ... فلكل وقت مقتضًى غيرُ مقتضى الآخَر ... كما ذكرنا في حالة التدرج المحكم الذي حدث في موضوع شرب الخمر الذي روعي فيه طبيعة النفوس البشرية.


    خلاصــة الرد على زعم التناقض بين آيات المجموعة الأولى والثانية... هل كلام الله لا يتبدل ام يتبدل ؟؟؟

    § لا يوجد أي تناقض بين الآيات في المجموعتين اطلاقا ... لماذا ... لأن آيات المجموعة الأولى تخبرنا استحالة تبديل آيات القرآن الكريم بمعرفة أي أحد من المخلوقين ... بينما آيات المجموعة الثانية تخبرنا بأن الله وحده ينزل آيةً من القرآن الكريم مكان آية منه ويجعلها بدلاً منها بأن ينسخها بها ... هذا مع بقاء رسم الآية المنسوخة في المصحف كما هي دون حذفها ... وبذلك يعلن انتهاء الحكم السابق بحكم جديد أفضل منه حسبما تقتضيه الحِكمةُ والمصلحة ... وذلك كما ذكرنا في حالة التدرج المحكم الذي حدث في موضوع شرب الخمر الذي روعي فيه طبيعة النفوس البشرية.

    §
    إن التناقض يكون لو كان الله سبحانه وتعالى قال في موضع انه سبحانه لا يبدل كلماته ... ثم قال في موضع اخر انه سبحانه يبدل كلماته ... وهذا لم يحدث في المجموعتين وهذا واضح من السياق بالطبع.

    السؤال رقم 1 للسيد الناقد ... ورد في انجيل يوحنا 12/ 47" وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ ... لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ " ... بينما في موضع آخر في انجيل يوحنا 5/30 " كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ "... فهل جاء السيد المسيح ليدين ام لا يُدين ؟؟؟
    وإذا كانت الإجابة انه كان لا يدين فترة مجيئه الأول الذي كان لخلاص العالم وليس لدينونة العالم حيث كان هو الشفيع، وكان الآب هو الديان حينئذ ... اما مجيئه الثاني فهو للدينونة (كما ورد في موقع الانبا تكلا كرد على هذا السؤال) ... فإن تلك الإجابة تطرح الأسئلة:

    § لقد كان الآب هو الديان لفترة مؤقته (فترة مجيء السيد المسيح الأولى) حيث كان السيد المسيح آنذاك هو الشفيع للآب ... فاذا كان السيد المسيح سيصبح بعد ذلك هو الديان (فترة مجيء السيد المسيح الثانية) ...
    فماذا ستكون مهمة الآب أو الروح القدس حينئذ.!!!؟؟؟؟

    §
    إن عملية تبادل الأدوار هذه ترسخ لدينا حقيقة أن كلا من الآب والسيد المسيح هما كيانان منفصلان تماماً ... بل ولكل منهما نطاق عمله المختلف تماما عن الآخر في نفس التوقيت.

    § إذا كان السيد المسيح أخبر بأنه هو الذي سيدين فترة مجيئه الثانية ...
    فلماذا يخبر
    بالإيقاف المؤقت لتلك الخاصية خلال فترة مجيئه الأولى لاسيما انه قال
    " كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ " ...



    يتبـــــــــــــــــع بإذن اللـــــــه وفضله




    التعديل الأخير تم بواسطة الشهاب الثاقب. ; 23-10-2015 الساعة 05:50 PM سبب آخر: حذف رابط تنصيري جزاك الله خيرا
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    النقد رقم 2: زعم التناقض في مقدار اليوم عند الله ... هل هو ألف سنة أم خمسون ألف سنة ... ففي سورة السجدة الآية رقم 5 ...
    " يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ " ... بينما في سورة المعارج الآية رقم 4 ... " تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ "


    للرد على هذا النقد سنذهب أولاً إلى تفسير المنتخب لنفهم مدلول تلك الآيات:

    " يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ "
    السجدة 5
    يُدبِّر شئون الخلق من السماء إلى الأرض، ثم يصعد إليه أمرها في يوم مُقدر بألف سنة من سني الدنيا التي تعدونها.

    " تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " المعارج 4
    تصعد الملائكة وجبريل إلى مهبط أمره في يوم كان طوله خمسين ألف سنة من سِنى الدنيا ... انتهى التفسير

    هذا والمقصود بهذا اليوم هنا هو يوم القيامة، ويدل على ذلك الآيات قبل وبعد تلك الآية المذكورة من سورة المعارج ...
    سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ {المعارج/1} لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ {المعارج/2} مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ {المعارج/3} تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ {المعارج/4} فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا {المعارج/5} إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا {المعارج/6} وَنَرَاهُ قَرِيبًا {المعارج/7} يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ {المعارج/8} وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ {المعارج/9} وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا {المعارج/10}المعارج 1-10


    اذن فالآيتان تتكلمان عن المدد الزمنية لأحداث موضوعين مختلفين يحدثان في أماكن غيبية لا يعلمها إلا الله:

    الآية الأولى: تخبرنا عن المدة الزمنية التي يستغرقها نزول الأمر من السماء للأرض ثم صعود امر الأرض إلى السماء وذلك خلال طريق ومسار لا يعلمه الا الله ...

    الآية الثانية: تخبرنا عن المدة الزمنية التي ستستغرقها أحداث يوم القيامة حيث سيحاسب الناس منذ بدء الخليقة إلى نهايتها في هذا اليوم والذي سيكون في مكان لا يعلمه الا الله ...

    ثم نذهب الى ويكبيديا لمعرفة مقدار اليوم والسنة على بعض كواكب مجموعتنا الشمسية والفضاء الكوني:

    كوكب الأرض:

    مقدار اليوم كما يعتد به المتواجد على كوكب الأرض = مدة دوران كوكب الأرض حول نفسه = 24 ساعة أرضية تقريباً & مدة السنة = مدة دوران كوكب الأرض حول الشمس = 365 يوماً أرضياً تقريباً

    كوكب الزهرة:

    مقدار اليوم كما يعتد به المتواجد على كوكب الزهرة = مدة دوران كوكب الزهرة حول نفسه = 5800 ساعة أرضية تقريباً & مدة السنة = مدة دوران كوكب الزهرة حول الشمس = 224 يوماً ارضياً تقريباً

    كوكب المشترى:
    مقدار اليوم كما يعتد به المتواجد على كوكب المشترى = مدة دوران كوكب المشترى حول نفسه = 10 ساعات ارضية تقريباً & مدة السنة = مدة دوران المشترى حول الشمس = 11.86 سنة أرضية تقريباً
    الفضاء الكوني:
    لا يوجد به ليل ولا نهار يتعاقبان وبالتالي لا توجد أياماً أو سنيناً فضائية يمكن أن يعتد بها هناك ...

    §
    لقد توصلت البشرية بعلمها (الذي ما يزال محدوداً) بعد العديد من القرون من نزول القرآن الكريم الى حقيقة أنالزمن على كل كوكب يحسب بدوران الكوكب حول نفسه وحول الشمس ... ومن ثم يحدد مقدار اليوم والسنة والتقويم في الدنيا لهذا الكوكب وليس غيره ... بل وهناك في الفضاء أماكن لا يمكن تحديد لها تقويم أصلا ... إذن فلكل مكان تقويمه الخاص به والذي يتفاوت ويختلف عن المكان الآخر ... فاذا كان هذا هو الحال في عالم الدنيا المشهود فكيف يكون الحال في عالم الغيب والآخرة التي لا نشهدها ولم يطلع عليها بشر إلا من خلال ما اخبرنا به القران الكريم والحديث النبوي حيث لا يوجد أي مرجع غير ذلك ...

    §
    إن التناقض المزعوم كان يحدث لو كانت الآيتان الكريمتان تتكلمان عن حدوث نفس الموضوع وفي نفس المكان ولكن خلال مدتين زمنيتين مختلفتين ... لكن الواقع غير ذلك تماما وكما اوضحنا.

    § ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف تحدث محمد صلى الله عليه وسلم منذ العديد من القرون عن هذه الحقائق التي ما عرفناها الا حديثا والتي اعلنتها هذه الآيات إلا إذا كان ...
    " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى " النجم 3 – 4

    السؤال رقم 2 للسيد الناقد:

    § ورد في
    سفر التكوين 2/16-17 ... " وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ " ... ولكن عصى آدم الله وأكل من شجرة معرفة الخير من الشر في الجنة والتي نهاه الله عن الأكل منها وذلك بعد إغواء حواء له على الأكل ...

    § ترتب على ذلك ارتكاب آدم لخطيئة أفسدت طبيعته الصافيةومن ثم ورّث هذه الطبيعة الفاسدة المستجدة لذريته حتى قيام الساعة حسب مفهوم الاخوة النصارى... ولكن هناك سؤالاً يطرح نفسه هنا وهو أن طبيعة آدم بعد الأكل لم تفسد بل بالعكس ارتقت لأنه صار مثل الله عارفا الخير من الشر ؟؟؟؟ كما ورد في التكوين 3-22 ..." وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ"


    §
    حيث نص الكتاب المقدس على نوعية الشجرة الممنوعة من الأكل (وهي شجرة معرفة الخير من الشر) ولذلك فان هناك سؤالا يطرح نفسه وهو أن من البديهي أن آدم قبل أكله من شجرة معرفة الخير من الشر لم يكن يعرف الخير من الشر (أي فاقد للتمييز) ولذلك فلا شر ولا خطيئة ارتكبها إذا ما خالف أمر الله وأكل من هذه الشجرة ...

    § بل وهناك سؤالا آخر يطرح نفسه وهو أن طبيعة آدم قبل الأكل هي نفسها بعد الأكل (أي لم تفسد كاعتقاد الاخوة النصارى) ففي الحالتين كانت طبيعته واحدة مخيرة وتعرف الخير من الشر (أي قابلة للمعصية) لأنها لو كانت طبيعته قبل الأكل مسيرة علي الخير فقط لكانت طبيعته ملائكية ولما عصي ادم ربه وأكل وأرتكب شراً وخطيئة.

    §
    وهناك أيضا من يسأل ... وما العيب وما الضرر من الأكل من نوع من الاشجار سيستفيد من يأكل منه ويصبح ممتلكا لقدرة التمييز بين الخير والشر ... وهذه القدرة لازمة بالطبع لحياة ومنهج البشر على الأرض ليواكبوا الأسلوب الذي حدده الله لهم في سعيهم على الأرض التي خلقها الله لهم ليعيشوا فيها.


    يتبـــــــــــــــــــــع بإذن اللـــــــــــــــــــــه وفضله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    النقد رقم
    3: زعم التناقض بين الآيات التالية ... فهل توجد شفاعة أم لا توجد شفاعة ؟؟؟


    آيات تنفى وجود شفاعة لغير الله وحده سبحانه وتعالى:

    " قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " الزمر 44
    " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ " السجدة 4

    آية كريمة تصرح بوجود شفاعة لغير الله:

    " إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ "يونس 3
    الرد على النقد

    §
    إن تفسير القرآن بالقرآن من أبلغ التفاسير ... ولا عجب في ذلك لأن قائل الكلام هو أدرى بمعانيه وأهدافه ومقاصده من غيره ... فاذا فهمنا مضمون هذه الآيات الثلاث سنجد التكامل والترابط التام بينهم ... وايضاً ستؤكد لنا آيات أخرى من القرآن الكريم فهمنا لهذا المضمون ...

    §
    إن الآية الاولى: " قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا " الزمر 44 ... جاءت رداً على الآية التي قبلها مباشرة والتي ذكرت أن المشركين زعموا أن آلهتهم التي يعبدونها من دون الله ستشفع لهم: " أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ " الزمر 43 .... فرد القرآن عليهم " قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ " الزمر 43 ... أي قل لهم يا محمد: أفعلتم هذا ولو كان هؤلاء الشفعاء لا يملكون شيئاً ولا يعقلون ... ثم قال: " قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا "الزمر 44 أي قل لهم يا محمد: لله وحده الشفاعة كلها، فلا ينالها أحد إلا برضاه، له وحده ملك السماوات والأرض ... تفسير المنتخب.
    فالآية جعلت الشفاعة لله وحده ... ومن معاني قصرها على الله انه لا يشفع أحد الا بإذنه سبحانه ... لان الأمر أمره سبحانه فلا سلطان لأحد مع سلطانه لا في الدنيا ولا في الآخرة.

    §
    وهذا ما قررته الآية الثانية أيضاً: " مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ " السجدة 4 ... أي ما لكم من دون الله ناصر ينصركم، ولا شفيع لكم، أتتمادون في الكفر والعناد فلا تتعظون بمواعظ الله؟ ... تفسير المنتخب

    § وجاءت الآية الثالثة متكاملة ومؤكدة لما قررته الآيات السابقة: " مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ "
    يونس 3 ... أي ولا يستطيع أحد من خلقه أن يشفع لأحد إلا بإذنه ... تفسير المنتخب

    §
    هذا وقد وردت في القرآن الكريم آيات أخرى توضح وتؤكد نفس المعنى الذي تناولته الآيات السابقة وهو أن الشفاعة لله وحده، فلا شفاعة إلا بإذنه، ولا يشفع أحد لأحد في الدنيا وفى الاخرة الا بإذن الله:


    فجاءت
    الآية رقم 255 من سورة البقرة " مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ " ... أي لا يستطيع أي مخلوق كان أن يشفع لأحد إلا بإذن الله ... تفسير المنتخب

    وجاءت أيضاً الآية 109 من سورة طه ...
    " يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا " ... أي يومئذ لا تنفع الشفاعة من أحد إلا من أكرمه الله فأذن له بالشفاعة ورضى قوله فيها ... تفسير المنتخب

    الخلاصة

    § نفى الله تعالى الشفاعة التي زعمها المشركون بأن آلهتهم التي يعبدونها من دون الله ستشفع لهم ... وأثبتها لله وحده ولمن يأذن له فيها.

    §
    ليس هناك أي وجه للتناقض بين الآيات التي بين أيدينا، وذلك لأن الآيات الثلاث أكدت على أن الشفاعة حق يملكه الله سبحانه وحده وبالتالي فمن حقه أن يأذن لمن يشاء فيها ... وأكدت آيات أخرى من القرآن المتكامل على هذا المفهوم أيضاً.

    السؤال رقم 3 للسيد الناقد:

    §
    يعتقد الاخوة النصارى بأن وحدانية الله جامعة لثلاثة أقانيم ولكنها ليست أجزاء (أقنوم: معناه صفة أو خاصية يقوم عليها الكيان الإلهي وبدونها تنعدم الذات الإلهية) - والأقانيم الثلاثة – أي الخواص الذاتية – هي :

    1-
    خاصية الوجود: فالله موجود وواجب الوجود وهذه الصفة يسميها الأخوة النصارى (الآب) ومعناها الأصل أو الوجود أو الكيان" ... لأَنَّ هذَا اللهُ الآبُ قَدْ خَتَمَهُ " ... يوحنا 6/17

    2-
    خاصية العقل والحكمة:
    §
    فالله عاقل بل مصدر العقل والحكمة وأقنوم العقل يسميه الاخوة النصارى (الابن) أو (الكلمة) أي (السيد المسيح) وهو الأقنوم الذي أعلن لنا عن الله، فهذا الأقنوم هو عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل ... وسبب تسميته الابن لأن الفكر أو النطق صادر من الكيان الإلهي والشيء الصادر عن شيء يسمى مولود منه.

    § يوجد ما ينص على أن الآب أعظم من الابن قال المسيح:
    " قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الأب، لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي " يوحنا 14/28 ... بل ويوجد أيضاً ما يفيد أن الآب هو آخر بخلاف الابن حيث قال المسيح" إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقًّا ... الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ ... " يوحنا 5/32

    §
    والآب هو الذي أرسل الابن حيث قال السيد المسيح " أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا ... كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي "يوحنا 5/30

    § والسيد المسيح لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئاً لأنه قال:
    «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ ... لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ. " يوحنا 5 / 19

    § والسيد المسيح إنسان يقر أنه يسمع الحق من الله
    " وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ " يوحنا 8 / 40

    3-
    خاصية الحياة:
    فالله حي بل هو مصدر وواهب الحياة وهذه الخاصية أو هذا الأقنوم يسميه النصارى (الروح القدس) وسمي بذلك لأنها روح الله التي ترشد البشر.
    ولكن في النهاية ومن تلك النصوص التي أشرنا اليها فخلاصة ما يعتقده النصارى أن الجوهر الإلهي واحد ولكن الخواص التي يقوم عليها هي ثلاثة تسمي الآب والابن والروح القدس ... وأنهم عندما يتكلمون عن أي من الآب أو الابن أو الروح القدس فهم يقصدون بذلك شخصا واحدا هو شخص الله ... لكن الآب غير الابن غير الروح القدس ...

    " فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ " رسالة يوحنا الأولى 5/7

    فاذا كان الآب أعظم من الابن ... والآب آخر بخلاف الابن ... والابن لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ ... وإذا كان الابن لا يطلب مشيئته ولكن مشيئة الآب الذي ارسله ... والابن يسمع الحق من الله ... وإذا كان وإذا كان وكان ....

    فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل تعتمد هذه الأقانيم على بعضها البعض؟ وهل لكل منهم وظيفة لا يستطيع الآخر أن يقوم بها ؟؟؟؟ فإن كانوا يعتمدون على بعضهم فليس أي منهم إله، لأن الإله لا يعتمد على غيره ... وإن كانوا لا يعتمدون على بعضهم، فيكونون حينئذٍ ثلاثة آلهة وليس إلهاً واحداً ... وبالمثل إن كان لكل منهم وظيفة لا يستطيع الآخر القيام بها، لا يكون أي منهم إله، لأن الله كامل، وعلى كل شيء قدير ... وإن كان لكل منهم وظيفة محددة، يكون كل منهم إله ناقص؟؟؟؟

    فاذا كان رد الاخوة النصارى انهم لا يجزؤون الله وانه واحد ... وضربوا لذلك مثلا بانه لا يستطيع انسان ان يفصل بين جسده ونفسه وروحه لان هؤلاء الثلاثة في النهاية " انسان واحد " ...
    فأولاً لا يصح بان نشبه الخالق بالمخلوق ... فالله " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " الشورى 11 ... وأيضاً ورد في اشعيا 46 / 5 " بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُعَادِلُونَنِي وَتُقَارِنُونَنِي حَتَّى نَكُونَ مُتَمَاثِلَيْنِ؟ " ... وثانياً الانسان مخلوق مركب بمعرفة خالقه وأيضاً هو كائن محدود ... لكن الله سبحانه ليس مركباً بمعرفة أحد بالطبع وليس محدوداً ... ثالثاً الاتحاد البشرى المذكور هو اتحاد مؤقت والله سبحانه دائم وباق وأزلي ... فجسد الانسان لا يلبث وينفصل عنه نفسه وروحه ومن ثم يصبح الجسد جيفة نتنة تتلاشى وتبقى النفس والروح ...


    يتبع بإذن اللــــــــــــــــــــــه وفضله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي




    النقد رقم 4: زعم التناقض بين قوله تعالى ... " ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ " الواقعة 13 – 14 .... وقوله تــعالى " ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ " الواقعة 39 – 40 ... فهل قليل من اهل الجنة مسلمون ... ام كثير من اهل الجنة مسلمون ؟؟؟

    بالنظر الى السياق الكامل للآيات المذكورة بعد وصلها بما قبلها من آيات يتضح أنه لا يوجد تناقض ... ولماذا ؟؟؟

    ففي الآيات الأولى يقول الله تعالى:
    " و َكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ " الواقعة 7 -14
    وفى الآيات الثانية يقول تعالى: " وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ "
    الواقعة 27 -40

    §
    ومن ثم يتضح من الآيات الأولى أنها قسمت الناس في مشهد يوم القيامة الى ثلاثة أقسام ... قسمان في الجنة (الأول أصحاب الميمنة والثاني السابقون) ... والقسم الثالث في النار وهم أصحاب المشأمة ... ثم تكلمت هذه الآيات بعد ذلك عن قسم السابقين ... أما الآيات الثانية فقد تكلمت عن قسم أصحاب اليمين ... ولكن لكل من القسمين المتعلقين بأهل الجنة (قسم " السابقون " ... وقسم " أصحاب اليمين ") حكم خاص ... وكيف ؟؟؟؟

    §
    فالسابقون هم أصحاب درجات الايمان العليا الرفيعة المستوى ... وبالتالي فهم المستحقون لأعلى الدرجات والمنازل في أهل الجنة ... ولذلك ميزهم القرآن بأنهم " أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ " ... أي الذين يقربهم الله منه يوم القيامة ... ونظرا لقلة هؤلاء فسيكون أغلبهم من الأولين الذين عاصروا الأنبياء ونصروهم وكانت درجات ايمانهم من اقوى الدرجات ... وقوله تعالى: " وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ " لأن الأجيال المتأخرة لا يمكن مقارنة قوة ايمانها بمن عاصروا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ... والثلة هي الجماعة ... اذن فقسم السابقون المتميزون يمثل جماعة من الأولين ولكن قليلا من الآخرين بالطبع.

    §
    أما الآيات الثانية فتتكلم عن قسم آخر من الناس يوم القيامة وهم قسم أَصْحَابُ الْيَمِينِ الذين يستحقون الجنة أيضاً لأنهم من المؤمنين ولكن منزلتهم ودرجتهم أقل من منزلة قسم السابقين المقربين المميزين ... وقسم أَصْحَابُ الْيَمِينِ هذا يكونون أكثر في المؤمنين ... لذا قال الله عنهم: " ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ " ... أي هم جماعة كثيرة من الأولين، وجماعة كثيرة من الآخرين ... التفسير الميسر.

    § ومن ثم فالقول بتناقض الآيات هنا لا يستحق الالتفات اليه فقوله سبحانه وتعالى:
    " وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ " الواقعة 14 ... تتعلق بقسم " السابقين " ... أما قوله سبحانه وتعالى: " وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ " الواقعة 40 ... فهي بخصوص قسم أصحاب اليمين.

    السؤال رقم 4 للسيد الناقد:

    هناك من يسأل ما الفرق بين أن يعصى أبانا آدم ربه وأن نعصى نحن الله ؟؟؟ فلماذا خطيئة آدم غير محدودة وتورث لذريته بل وتحتاج إلى كفارة غير محدودة وهي صلب " الله الظاهر في جسد السيد المسيح " كما يؤمن بذلك الاخوة النصارى ... في الوقت الذي لا تحتاج فيه خطايانا نحن البشر من قتل وتشريد واغتصاب وهتك للأعراض وليس " أكل ثمرة من شجرة " إلى كفارة أيضا غير محدودة ... ولماذا أيضا لا تورث خطايا أبناء آدم لذريتهم كما ورثّ لنا آدم خطيئته ؟؟؟؟ ... إن مبدأ توريث الخطيئة هو مبدأ مرفوض عقليا ومرفوض أيضا في الشطر الأول من الكتاب المقدس وكما ورد في سفر الملوك الثاني 14 / 6 ... " حَسَبَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى، حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ قَائِلاً: «لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ مِنْ أَجْلِ الْبَنِينَ، وَالْبَنُونَ لاَ يُقْتَلُونَ مِنْ أَجْلِ الآبَاءِ. إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍ يُقْتَلُ بِخَطِيَّتِهِ». "...؟؟؟؟

    يتبع بإذن اللـــــــــــــــه وفضله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    النقد رقم 5
    : زعم التناقض بين قوله تعالى
    " إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " المائدة 69 ... وبين قوله تعالى " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ "آل عمران 85 ... فهل الخلاص سيكون لليهود والنصارى والصابئين والمسلمين ... أم للمسلمين فقط؟؟


    § إن الآيات التي ذكرها السيد الناقد هي آيات متوافقة مع بعضها وليست متناقضة كما زعم سيادته ... بل وبضم هذه الآيات معاً يكتمل المشهد ... وكيف ؟؟؟؟ نذهب للتفسير الوسيط للطنطاوي لأية ...
    " إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " المائدة 69

    §
    الآية الكريمة تبين أن أساس النجاة يوم القيامة هو الإِيمان بالله واليوم الآخر، وما يستتبع ذلك من أفعال طيبة وأعمال صالحة ... وقد ذكر سبحانه في هذه الآية أربع فرق من الناس:

    أما الفرقة الأولى: فهي فرقة المؤمنين، وهم
    الذين عبر عنهم سبحانه بقوله: {إِنَّ الذين آمَنُواْ} أي: آمنوا إيمانا صادقاً، بأن أذعنوا للحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم واتبعوه في كل ما جاء به.

    والفرقة الثانية: فرقة الذين هادوا ... أي اليهود

    والفرقة الثالثة: فرقة الصائبين جمع صابئ وهو الخارج من دين إلى دين.

    وأما الفرقة الرابعة: فهي فرقة النصارى قيل سموا بذلك لأنهم أنصار عيسى عليه السلام وقيل سموا بذلك نسبة إلى قرية الناصرة التي ظهر بها عيسى عليه السلام واتبعه بعض أهلها.

    §
    والإِيمان المشار إليه في قوله: {مَنْ آمَنَ بالله واليوم الآخر} يفسره بعض العلماء بالنسبة لليهود والنصارى والصابئين بمعنى صدور الإِيمان منهم على النحو الذي قرره الإِسلام ... فمن لم تبلغه منهم دعوة الإِسلام ... وكان ينتمي إلى دين صحيح في أصله ... بحيث يؤمن بالله واليوم الآخر ويقوم بالعمل الصالح على الوجه الذي يرشده إليه دينه ... فله أجره على ذلك عند ربه.

    § أما الذين بلغتهم دعوة الإِسلام من تلك الفرق ولكنهم لم يقبلوها ... فإنهم لا يكونون ناجين من عذاب الله مهما ادعوا أنهم يؤمنون بغيرها ... لأن شريعة الإِسلام قد نسخت ما قبلها ... والرسول صلى الله عليه وسلم قال:
    " لَو أنَّ موسى حيًّا ما وسِعَهُ إلَّا اتِّباعي " موضوعات ابن الجوزي الصفحة أو الرقم: 1/322 ... انتهى تفسير الوسيط للطنطاوي ...

    §
    مما تقدم ... فإن الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ... والذين هادوا وهم من آمنوا بموسى عليه السلام، وماتوا على ذلك قبل بعثة عيسى عليه السلام، أو أدركوه وآمنوا به ... والنصارى وهم الذين آمنوا بعيسى عليه السلام وماتوا على ذلك قبل أن يدركوا محمداً صلى الله عليه وسلم أو أدركوه وآمنوا به ... والصابئون الذين فعلوا نفس ما ذكر ... هؤلاء جميعاً من آمن منهم بالله واليوم الآخر وصدق وآمن بآخر نبي بُعث إليه ومات على ذلك ... فله أجر عند ربه ...

    § أما من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ورفض رسالته ولم يؤمن به فإنه لا يُقبل منه غير الإسلام ... ولماذا ؟؟؟ ... لأن الإسلام هو رسالة السماء الأخيرة لأهل الأرض جميعاً والناسخة لما سبقها ... ولذلك لا يعقل تجاهلها والتمسك برسائل سابقة منسوخة ... إذن فمن البديهي حينئذ أنه ......
    " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " آل عمران 85

    السؤال رقم 5 للسيد الناقد:
    § إذا كان السيد المسيح عليه السلام (حسب ما يعتقد النصارى) هو الله وله سلطان غفران الخطايا لأنه قال: " وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا ". مرقص 2/10

    فلماذا انتظر الله آلاف السنين من عهد آدم حتى ولادة السيد المسيح حتى يكثر البشر ويتلبسوا بذنب آدم وخطيئته .... ولماذا لم يُعاقب آدم بذنبه مباشرة ... أو يقبل الله الغفور الرحيم توبة آدم فيغفر له مباشرة بدلا من أن يضطر الله إلى أن ينزل بنفسه ليُهان ويُضرب ويُبصق علية ويُصلب فيموت ... حتى يُرضى الله نفسَه بنفسِه ... وحتى يتم سيناريو الكفارة الذي يعتقد به النصارى.

    §
    بل وإذا كان السيد المسيح عليه السلام قد أعطى أيضاً لأتباعه (أي للكنيسة) سلطان غفران خطايا البشر (حتى التي في حق الله) عن طريق توبة الفرد باعترافه أمام " أب الاعتراف " ... لأن المسيح قال: " اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ."إنجيل متى 18/ 18

    فكيف يملك القس غفران الخطايا دون الحاجة لتقديم كفارة أو ذبيحة بشرية أو غير ذلك ولا يملك الله غفران خطيئة آدم مباشرة إذا تاب دون الحاجة لتقديم كفارة ؟؟؟؟ .... " فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " البقرة 37


    يتبع بإذن اللـــــــــــــه وفضله



    التعديل الأخير تم بواسطة سيف الإسلام ; 07-12-2015 الساعة 05:26 PM
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    النقد رقم 6
    : زعم التناقض بين قوله تعالى
    " وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ "الحجر 85 ... وبين قوله تعالى " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ "التوبة 73 ... فهل أمر الله بالصفح أم نهى عنه ؟؟


    § لا يوجد بين الآيات أي تناقض ولماذا ؟؟؟ لأن هذا تسلسل تشريعي ... فلكل مقام مقال ... وكيف ؟؟؟ فسورة الحجر مكية أي نزلت في مكة وكان المسلمون آنذاك في مرحلة ضعف ... فأمرهم الله بالصفح عن الكفار وعدم الرد عليهم وترك امرهم لله تعالى ... اذ انه لم يخلق هذا الكون عبثا ليستمر يفسد فيه من يفسد دون حساب ... بل ان الله سيجمع الاولين والآخرين يوم القيامة وسيجازى كلاً بعمله ولا ريب في ذلك ... ولذلك جاء تفسير آية سورة الحجر كما ورد في تفسير المنتخب " واصفح أيها النبي عن المشركين بالنسبة للعقاب الدنيوي، وعاملهم بالصبر على أذاهم، والدعوة بالحكمة معاملة الصفوح الحليم ".

    §
    والأمر بالصفح كان موقوتا بوقت ... وعندما ينتهي ذلك الوقت وتتحسن أحوال المسلمين يأتي أمر جهاد المعتدين ... وهذا صريح في قوله تعالى " فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " البقرة 109 ... أي فتجاوزوا عمَّا كان منهم من إساءة وخطأ، واصفحوا عن جهلهم، حتى يأتي الله بحكمه فيهم بقتالهم (وقد جاء ووقع)، وسيعاقبهم لسوء أفعالهم ... إن الله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء. التفسير الميسر ... والعفو: ترك العقاب على الذنب ... والصفح: ترك المؤاخذة عليه.

    § أما سورة التوبة فمدنية أي نزلت بالمدينة وبعد ان تبدل حال المسلمين من ضعف الى قوة ... فأمرهم الله بجهاد الكافرين والمنافقين المعتدين لإيقافهم عند حدودهم ... وهذا بالطبع أمر منطقي وبديهي ... بل وحق لكل إنسان.

    §
    وفى واقع حياة البشر كلنا يتفهم ويقدر حكمة قائد الجيش الذي قد يأمر جنوده في مقام معين بعدم الرد على المعتدين ... فاذا انتقلوا الى موقع استراتيجي آخر أمرهم بالرد على المعتدين ... فلكل موقف تقديره وحكمته ... هذا مع الأخذ في الاعتبار القاعدة الأساسية في الإسلام وهي ... " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190


    مما تقدم فلا تناقض بين الأمر بالصفح والأمر بالجهاد لاختلاف الزمان واختلاف الظروف واختلاف المكان.

    السؤال رقم 6 للسيد الناقد:

    §
    حسب عقيدة النصارى فإن خطيئة آدم الأصلية وهي أكله من شجرة معرفة الخير من الشر هي خطيئة غير محدودة ورثها كل البشر من بعده ... وبالتالي فإنه يلزمها كفارة غير محدودة وهي صَلبْ الله الظاهر في جسد السيد المسيح عليه السلام ... وبذلك يتم موضوع فداء الله للبشرية كلها " عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ " رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 3: 16

    § وطبقاً لما ورد في كتاب طبيعة السيد المسيح للبابا شنودة (باب 15 & 17) ... فإن في لحظة موت السيد المسيح على الصليب حدث انفصال بين جسد السيد المسيح البشرى وبين نفسه (روحه البشرية) فمات هذا الجسد البشرى ... ولكن بالطبع الطبيعة الإلهية للسيد المسيح (أي اللاهوت) لم تمت ... ثم انقسم كيان السيد المسيح بعد موته على الصليب إلى قسمين:

    §
    القسم الأول: ناسوت (أي الجسد البشرى للسيد المسيح)
    ظل هذا الجسد البشرى (الناسوت) متحداً في القبر لمدة ثلاثة أيام مع اللاهوت (الطبيعة الإلهية لله سبحانه وتعالى) ...

    §
    القسم الثاني: نفس السيد المسيح (أي روحه البشرية) متحدة مع اللاهوت:
    ذهبا معا (خلال فترة الموت – ثلاثة أيام) إلى الجحيم وأطلقا كل الذين كانوا راقدين فيه على رجاء من الله–أي الأبرار في العهد القديم – وأدخلتهم جميعا في الفردوس.

    § وبعد ثلاثة أيام من الموت جاء القسم الثاني وأتحد مع القسم الأول (الموجود في القبر) وأقام الجسد البشرى للسيد المسيح من الموت ... فيما يعرف بقيامه السيد المسيح من الموت
    " أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، وَالْحَيُّ ... وَكُنْتُ مَيْتًا " رؤيا يوحنا اللاهوتي 1/ 18


    §
    مما تقدم فإنه:

    1. يمكن إيجاز موضوع فداء السيد المسيح للبشرية في انفصال جسد بشرى محدود عن نفس بشرية بعد التعذيب والصلب (شأنه شأن أي بشر بعد تعذيبه وقتله) ...
    2.
    اللاهوت لم يمت وهو بالطبع غير قابل للألم أو خلافه ... بل ولا يعقل بالطبع موت الله أو تعذيبه.
    3. الناسوت هو موضع ومكان التضحية والتعذيب والقتل والفداء ...

    §
    حيث أن من الثابت والواضح أن اللاهوت لم يكن له دور في هذا الفداء ... فهذا يعنى أن موضوع فداء الله بذاته للبشرية (حسب ما يؤمن بذلك الاخوة النصارى) كان مجرد عملية قتل محدودة لجسد بشرى محدود شأنها في ذلك شأن أي عملية قتل تشهدها البشرية كل دقيقة على الأرض ... وهذا يتعارض مع الأساس الذي تقوم عليه عقيدة النصارى بفداء الله للبشر بنفسه لخلاصهم من خطيئة آدم الغير محدودة ...

    § وحيث أن اللاهوت (الذي لم يفارق الناسوت طرفة عين كما يؤمن النصارى) قد دفن مع الناسوت الذي ظل في القبر ميتاً لمدة ثلاثة أيام ... فإن هناك أيضاً سؤالاً يطرح نفسه ... وهو كيف يحيا هذا الناسوت بروح بشرية (مخلوقة) ... ولا يحيا رغم تلبس اللاهوت (الخالق الحي ذاته) بهذا الناسوت الميت المدفون داخل القبر ؟؟؟


    يتبع بإذن اللـــــــــه وفضله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    النقد رقم 7: زعم التناقض بين قوله تعالى " وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " الأعراف 28... وبين قوله تعالى " وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا " الإسراء 16 ... فهل الله ينهى عن الفحشاء ام يأمر بالفحشاء ؟؟؟

    § من البديهي أن الله ينهى عن الفحشاء ولا يأمر بالفحشاء بالطبع ... وهذا ما صرحت به آية سورة الأعراف التي استدل بها الناقد ... حيث ردت على أكاذيب الكافرين ... فعندما كانوا يفعلون الفاحشة كانوا يقولون:
    " وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا " الأعراف 28 ... فكذبهم الله بقوله: " إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ... أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " الأعراف 28

    § ولقد حرّم الله الفحشاء بالقطع ... وبالتالي لا يعقل أن يأمر الله بذلك ... بل إن الله لا يأمر الا بالقسط والخير ... ولذلك قال تعالى
    " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون " النحل 90 ... وقال تعالى " قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ " الأعراف 29 ... وأيضاً قال تعالى " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ " النساء 85

    §
    أما آية سورة الإسراء فلا تدل على أن الله يأمر بالفحشاء ... ولا تتناقض مع آية سورة الأعراف بالطبع ... وإنما تلتقي معها في تقرير أمر الله بالخير والقسط ... ونهيه عن الشر والفحشاء ... وكيف ذلك ؟؟؟

    § إن القارئ الذكي للآية رقم
    16 بسورة الإسراء ... " وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا " ... سيفطن للآتي:

    1.
    حرف الفاء الأول في كلمة " فَفَسَقُوا " هو حرف عَزَلَ كلمة " أَمَرْنَا " عن كلمة " َفسَقُوا ".
    2. كلمة " أَمَرْنَا " تدل على أمر صادر من الله سبحانه وتعالى ... ولكن لم يذكر ولم يحدد في منطوق الآية صراحة حقيقة أو تفصيل ما أمر الله به ... أي أن المأمور به محذوف.
    3.
    وكلمة " َفسَقُوا " هي فعل قام به المترفون ... والفسق في اللغة هو الخروج عن الطَّاعة (معجم مقاييس اللغة) ... ويؤكد ذلك أيضاً قوله تعالى " إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ " الكهف 50 ... أي لكن إبليس الذي كان من الجن خرج عن طاعة ربه. التفسير الميسر
    4. أي أن الله أمر المترفين بأمر ما ... ولكن هذا الأمر لم تصرح به الآية الكريمة ... فما كان منهم إلا أنهم خرجوا عن طاعة الله ولم ينفذوا هذا الأمر.

    §
    وإذا تمشينا جدلاً مع سؤال السيد الناقد ... هل الله يأمر بالفحشاء أم ينهى عن الفحشاء ؟؟؟ وعرضنا هاذين الاحتمالين جدلاً أيضاً على الآية المذكورة رقم 16 بسورة الإسراء سنجد الآتي:

    §
    الاحتمال الأول: أن الأمر الذي لم تصرح به الآية الكريمة كان أمراً بالفحشاء ... فهل نفذ المترفون هذا الأمر حينئذ حسب نص الآية ... الإجابة لا ... ولماذا ... لأن الآية تقول انهم " فسقوا " ... أي خرجوا عن طاعة وتنفيذ هذا الأمر وبالتالي لم يفعلوا الفحشاء وفعلوا عكسها ... أي فعلوا الخير ... إذن لا يستقيم ولا يعقل حينئذ أن يطبق عليهم العقوبة المذكورة في باقي نص الآية ... " فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا " ... اذن هذا الاحتمال يرفضه أي عاقل ...

    §
    الاحتمال الثاني:أن الأمر الذي لم تصرح به الآية الكريمة كان أمراً بالخير ونهياً عن الفحشاء (شأنه في ذلك شأن كل ما يأمر به الله في آيات القرآن الكريم التي ذكرنا بعضاً منها بعاليه) ... فهل نفذ المترفون هذا الأمر حسب نص الآية ... الإجابة لا ... ولماذا ... لأن الآية تقول انهم " فسقوا "... أي خرجوا عن الطاعة وبالتالي لم ينفذوا ما اُمِروا به من الخير ... بل وفعلوا عكس ذلك أي الفحشاء ... وبالتالي يستقيم ويعقل حينئذ أن يطبق عليهم العقوبة المذكورة في باقي نص الآية ...... " فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا " ... اذن هذا الاحتمال هو الذي يقبله ويقتنع به بالطبع أي عاقل ...


    § إن القران المعجز قد يحذف بعض الكلمات من تعبيره قصداً حتى يفكر فيه المتدبرون ويقدّروا الكلام الذي يقتضيه السياق ولا يأخذوا الأمر على غير ذلك وهذا معنى لا يدركه المحجوب عن القرآن الكريم ... إن المأمور به هنا محذوف ولكنه معروف ببداهة لأي عاقل من طبيعة أوامر الآمر وهو الله سبحانه وتعالى ...

    §
    إنه من المستحيل بالقطع ان يأمر الله المترفين او غيرهم بالفحشاء !!! وفضلاً عما ذكرناه من توضيح بعاليه فإن في قوله ... " أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا " كلام مقدر يقتضيه السياق والمعنى ... والتقدير أمرنا مترفيها بما يأمر به الله من أمور الخير والطاعة ... " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون " النحل 90 ... فماذا كان رد فعل المترفين مع هذا الأمر ؟؟؟؟ عصوا امرنا وفسقوا بها وخرجوا عن طاعة الله وفعلوا الفاحشة ... ولذلك حق عليهم القول والحكم والعذاب فأهلكناهم ودمرناهم ...

    § هذا وإنه من البديهي انه لا يمكن ان يعاقب الله على ما أمر به ... فاذا كان الله (حاشاه) امر بالفاحشة (كما يحاول الناقد ان يوهم القارئ السطحي) فكيف يعاقب على ذلك ... ولكن العقاب يكون في حالة الفسوق (أي مخالفة أمر) خالق السماوات والأرض وما بينهما.
    السؤال رقم 7 للسيد الناقد:

    §
    يقول النصارى عن السيد المسيح في القداس الإلهي في القسمة السريانية ... " انفصلت نفسه عن جسده (أي ناسوته) .... ولاهوته (أي طبيعته الإلهية) لم تنفصل قط عن نفسه ولا عن جسده " .... أو كما يقولون إن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين.

    § وهنا سؤالاً يطرح نفسه ... هل قال السيد المسيح صراحة أنه ناسوت ولاهوت ... وإذا كان قال ذلك فأين هو النص تحديداً في الكتاب المقدس الذي ورد على لسان السيد المسيح نفسه (وليس من استنتاج أتباعه) والذي أخبر فيه صراحة أنه جزء لاهوتى وجزء ناسوتى ؟؟؟ أي انه إله كامل وإنسان كامل في نفس الوقت ... لاسيما أن موضوع الناسوت واللاهوت هو ركيزة أساسية في النصرانية ...

    §
    وإذا كان ناسوت السيد المسيح قد مكث تسعة أشهر يتكون وينمو في بطن أمه السيدة مريم حتى خرج منها ثم رضع هذا الناسوت من ثدييها حتى فطم ... كل هذا والناسوت لم يفارق اللاهوت لحظة واحدة ولا طرفة عين ... فهناك من يسأل وأين كان الناسوت (الذي لم يفارق اللاهوت لحظة واحدة ولا طرفة عين) قبل بدء انطلاقه للتكوين في بطن أمه.

    § وإذا كان اللاهوت أزلي منذ البداية أي قبل خلق آدم ... والناسوت معه لم يفارقه لحظة واحدة ولا طرفة عين حسب عقيدة النصارى ... إذن فقد كان الناسوت قبل خلق آدم موجوداً ومعداً للفداء والموت على الصليب قبل خطيئة ادم واكله من شجرة معرفة الخير من الشر ... ويكون الله بذلك قد غضبَ من أكْلِ آدم من الشجرة قبل أنْ يأكل آدم من الشجرة ... وأنَّ آدم حينئذ كان مُساقًا إلى اﻷكل من الشجرة ... أي غير حر، بل مُجْبَر على اﻷكل .... وإلاَّ لو كان الأمر بخلاف ذلك فإنه يلزم أنَّ يكون آدم قد خلق قبل ناسوت الله ... او يكون قد أكَلَ من الشجرة قبل أنْ يأكُل من الشجرة، وهذا اجتماع للنقيضين ... أو يكون اللاهوت قد ظل وحيداً (أي مفارقاً للناسوت) الالاف السنين حتى حملت السيدة مريم بالناسوت ... فحينئذ اتحد اللاهوت بالناسوت !!!! كل هذه أسئلة تطرح نفسها وتطلب الرد عليها من السيد الناقد !!!!

    [TR]

    [/TR]


    يتبع بإذن اللـــــــــه وفضله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي




    النقد رقم 8: زعم التناقض بين قوله تعالى " وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ "التين 3... وبين قوله تعالى" لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ " البلد 1... فهل اقسم الله بالبلد أم لم يقسم بالبلد ؟؟؟

    § في سورة التين قسَمٌ صريح بالبلد الأمين ... والمقسم عليه الانسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم ثم ردّهُ أسفل سافلين ...
    " وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ... لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ... ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ " التين 3 – 5

    § وفى
    سورة البلد ..." لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ " قسمٌ أيضاً ... لكنه قسم بأسلوب آخر ... فليس هذا نفياً للقسم انما هو توكيد للقسم كما جرت عليه العادة في لغة العرب والذي نزل القرآن الكريم موافقا لها ... وكيف ذلك ... نرجع الى تفسير الطنطاوي لهذه الآية الكريمة:

    " افتتحت السورة الكريمة بالقسم ... تشويقا لما يرد بعده ... وتأكيدا للمقسم عليه ... و " لا " في مثل هذا التركيب ... يرى المحققون أنها مزيدة للتأكيد ... والمعنى: أقسم بهذا البلد ... أي: مكة المكرمة، وقد جاء القسم بها في قوله تعالى: {والتين والزيتون ... وَطُورِ سِينِينَ ... وهذا البلد الأمين} ... قال الشيخ محمد عبده رحمه الله: قوله: {لاَ أُقْسِمُ ...}
    عبارة من عبارات العرب في القسم ... يراد بها تأكيد الخبر، كأنه في ثبوته وظهوره لا يحتاج إلى قسم ... ويقال إنه يؤتى بها في القسم إذا أريد تعظيم المقسم به ... كأن القائل يقول: إني لا أعظمه بالقسم ، لأنه عظيم في نفسه ... والمعنى في كل حال على القسم " ... انتهى تفسير المنتخب

    §
    وخلاصة القول هنا فإن " لا " في الآية الكريمة " لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ " ليست حرف نفى في الحقيقة ... انما هي للتوكيد من باب التلويح بالقسم وكأنه يقول لا تجعلني اقسم بهذا البلد فالأمر أوضح ان يحتاج الى قسم ... وهذا ابلغ في القسم مما لو قال: اقسم بهذا البلد ...

    السؤال رقم 8 للسيد الناقد:

    هناك من يسأل لقد عاقب الله آدم وحواء في معصية الله واكلهم من شجرة معرفة الخير من الشر ... بل وعاقب الحية أيضاً ...

    · أما آدم فكتب عليه :
    «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِك َ.... بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ ... وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ ... بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا ... لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعودُ»." سفر التكوين 3/17-19

    · وأما حواء فكتب عليها:
    " وَقَالَ (الله) لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا ... وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ»." سفر التكوين 3/16

    · وحتى الحية كتب عليها
    " فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ». " سفر التكوين 3/14
    إذن ... فجميع من اشترك في واقعة الأكل والمعصية والخطيئة قد نال عقابه على النحو المذكور ... هذا فضلا على العقاب الأكبر وهو الخروج من الجنة الذي لا يعادله أي عقاب آخر .... فما هي الحاجة بعدئذٍ إلى كفارة لهذه الخطيئة وهي صلب بل وقتل الله سبحانه وتعالى خالق السماوات والأرض !!!
    " لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ "رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 8 ... وقياساً على ذلك هل كل من يرتكب خطيئة من ذرية آدم بعد ذلك سيلزم له كفارة بالمثل ... وأين العدل في أن يتحمل ابن الله الوحيد خطيئة أكل آدم ثمره من شجرة ... وأين الرحمة في صلبه وقتله بها كما يؤمن النصارى ... والعهد القديم يقول في سفر الملوك الثاني 14 / 6" حَسَبَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى، حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ قَائِلاً: «لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ مِنْ أَجْلِ الْبَنِينَ، وَالْبَنُونَ لاَ يُقْتَلُونَ مِنْ أَجْلِ الآبَاءِ. إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍ يُقْتَلُ بِخَطِيَّتِهِ»."... فهل فعل الله ذلك بنفسه لكي يغفر ويرضى نفسه بنفسه ؟؟؟ أم يرضى من !!


    يتبع بإذن اللــــــــــه وفضله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    النقد رقم 9: زعم التناقض بين قوله تعالى " بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا "النساء 138 ... في هذه الآية نهى عن النفاق ... وبين قوله تعالى " اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ "المجادلة 16 ... في هذه الآية إكراه على النفاق ... ولماذا ... قال البيضاوي: اتخذوا أيمانهم الذي أظهروه جُنّة ... أي وقاية دون دمائهم وأموالهم.

    أولاً: " قوله تعالى
    " بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا "النساء 138

    §
    في هذه الآية الكريمة إخبار للرسول الكريم بإنذار المنافقين بأن لهم عذاباً يوم القيامة مؤلماً ... تفسير المنتخب

    §
    هذا ولقد حدد القرآن الكريم أيضاً مكان المنافقين داخل جهنم في الآية رقم 145 من سورة النساء ... قال تعالى " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا " ... أي إن المنافقين بسبب نفاقهم يكونون في أعماق جهنم، فهم في أسفل مكان فيها، وأحط درجاتها، ولن تجد لهم نصيراً يدفع عنهم العذاب ... تفسير المنتخب ... فهذا هو وبوضوح تام موقف القرآن الكريم مع المنافقين.

    ثانياً: " قوله تعالى
    " اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ " المجادلة 16

    §
    بداية علينا العودة الى الآيات السابقة على هذه الآية ونطلع على تفسيرها من نفس التفسير الذي استدل به السيد الناقد (تفسير البيضاوي) حتى نفهم المعنى والموقف بشمولية ...

    " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَّا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ... أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ ساءَ مَا كانُوا يَعْمَلُونَ "المجادلة الآيات 14 -15
    أي ... أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا (والوا ...أي من الموالاة) ... قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ (يعني اليهود): مَّا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْلأنهم منافقون مذبذبون بين ذلك ... وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِوهو ادعاء الإسلام ... وَهُمْ يَعْلَمُونَ أن المحلوف عليه كذب ... أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداًنوعاً من العذاب متفاقماً.

    § ولمزيداً من فهم تلك الآيات نذهب الى صفوة التفاسير للوقوف على تفسير نفس الآيات:

    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين تَوَلَّوْاْ قَوْماً غَضِبَ الله عَلَيْهِم} ... تعجيبٌ للرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أمر المنافقين الذين اتخذوا اليهود المغضوب عليهم أولياء، يناصحونهم وينقلون إِليهم أسرار المؤمنين ... {مَّا هُم مِّنكُمْ وَلاَ مِنْهُمْ} ... أي ليس هؤلاء المنافقون من المسلمين ولا من اليهود، بل هم مذبذبون بين ذلك كقوله تعالى {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلك لاَ إلى هؤلاء وَلاَ إِلَى هؤلاء} النساء 43 ... {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الكذب وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ... أي ويحلفون بالله كاذبين يقولون: والله إِنا لمسلمون، وهم يعملون أنهم كذبة فجرة ... {أَعَدَّ الله لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً} ... أي هيأ لهم تعالى بسبب نفاقهم عذاباً في نهاية الشدة والألم، وهو الدرك الأسفل في جهنم ... انتهى تفسير صفوة التفاسير

    §
    إذن فهذه الآيات تتحدث عن فئة من المنافقين ليسوا من اليهود ولا من المسلمين ... ولكنهم يوالون اليهود وينقلون إِليهم أسرار المسلمين ... وفى نفس الوقت يحلفون بالله أنهم مسلمون مع علمهم بكذبهم في هذا الحلف ... فهؤلاء في جهنم.

    §
    فماذا بعد عن هذه الفئة من المنافقين ... هذا ما سنعرفه في الآية التي بعدها والتي استدل بها السيد الناقد ... " اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ " المجادلة 16 ... ثم نذهب لمعرفة تفسير ذلك من " تفسير البيضاوي " الذي أشار اليه السيد الناقد ...
    أي ...
    " اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ (أي التي حلفوا بها)، وقرئ بالكسر أي «إيمانهم» الذي أظهروه ... جُنَّةً (أي وقاية) دون دمائهم وأموالهم ... فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فصدوا الناس في خلال أمنهم عن دين الله بالتحريش والتثبيط فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ " ... انتهى تفسير البيضاوي لهذه الآية

    § ولمزيداً من فهم هذه الآية أيضاً نذهب الى صفوة التفاسير للوقوف على تفسيرها:

    {اتخذوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} ... أي جعلوا أيمانهم (جمع يمين بمعنى الحَلِف) الكاذبة الفاجرة وقايةً لأنفسهم وسترةً لها من القتل ... قال في التسهيل: أصل الجُنَّة ما يُستتر به ويُتقى به المحذور كالترس (وهو ما يضعه المقاتل على صدره أو على ذراعيه ليتقي به الضربات من عدوه – مثل الدرع الحديدي) ... ثم استعمل هنا بطريق الاستعارة لأنهم كانوا يظهرون الإِسلام ليعصموا دماءهم وأموالهم ... {فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله} أي فمنعوا الناس عن الدخول في الإِسلام، بإِلقاء الشبهات في قلوب الضعفاء والمكر والخداع بالمسلمين ... {فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} أي فلهم عذاب شديد في غاية الشدة والإِهانة ... انتهى تفسير صفوة التفاسير

    §
    إذن فهذه الآيات تتحدث عن فئة من المنافقين هم ليسوا من اليهود ولا من المسلمين ... ولكنهم يوالون اليهود وينقلون إِليهم أسرار المسلمين للحصول بالطبع على منافع دنيوية ... وفى نفس الوقت يحلفون بالله أنهم مسلمون وبأنهم لا يضمرون شراً لهم مع علمهم بكذبهم في هذا الحلف ... هذا وقد اتخذ المنافقون هذا الحلف الكاذب وقاية وسترة لدمائهم وأموالهم من العقوبة اللازمة المترتبة على خيانتهم العظمى للبلاد، كما يتخذ المقاتل الدرع وقاية له من الأذى ... وفضلاً عن ذلك فإنهم بتلك الاعمال المشينة صَدُّوا الناس عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أي: عن دينه الحق، وطريقه المستقيم ... ولذلك فقد ترتب على تسترهم خلف هذا الحلف الكاذب، وعلى صدهم غيرهم عن الحق، أن أعد الله لهم عذابا يهينهم ويذلهم.

    §
    إذن وبلغة العصر الحديث فإن هؤلاء المنافقين قد ارتكبوا جرائم التدليس والجاسوسية وافشاء اسرار الدولة للأعداء والخيانة العظمى للبلاد ... بل والحلف الكاذب للإفلات من العقوبة المستحقة على تلك الجرائم ولتمرير مخطط الخيانة والوقيعة والأذى بهدف الحصول على منافع دنيوية بالطبع ... وكل هذه الجرائم تلحق الضرر بالأمن القومي للبلاد وتعرض أرواح وممتلكات المواطنين للخطر ... الأمر الذي يرفضه الإسلام تماما بالقطع.

    §
    مما تقدم فإنه من الواضح أن الإسلام ينهى تماما عن النفاق وبديهياً لا يُكره أحداً عليه ... وينهى أيضاً عن التدليس والجاسوسية والخيانة وافشاء اسرار الدولة للأعداء والحلف الكاذب ... بل ويعاقب على كل تلك الجرائم ...
    السؤال رقم 9 للسيد الناقد:

    § ورد في
    انجيل متى 19 / 16 – 17 ... وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ:" أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ ؟؟؟ فَقَالَ لَهُ:" لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ ".

    §
    فإن كان السيد المسيح هو الله (كاعتقاد النصارى) فلماذا طرَح هذا السؤال ؟؟؟ لأنه لا يمكن أن يكون بسؤاله هذا يستفهم عن سبب دعوته بالصالح ... أو ينفى عن نفسه صلاحه كنبي مرسل من قبل الله لاسيما انه هو الذي قال عن نفسه " أنا هو الراعي الصالح " يو 10/ 11 ... بل ولماذا لم يحسم رده على السائل الذي قَالَ لَهُ: " أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ " ويقول له ....... " لقد صدقت " ... ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله (بدلا من قوله ... لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟) ... فيكون بذلك قد حسم صراحة للكافة انه الله ... ولم يترك استنتاج الوهية المسيح (التي هي صُلب المسيحية) لتحميل النصارى لبعض النصوص (التي تحتمل عدة معاني) لذلك المعنى ... لاسيما أنه لا يوجد نص واحد صريح وواضح صرح فيه المسيح وقال انا الله فأعبدونى ... ولاسيما أيضاً أن من سأله هو شاب على جانب كبير من الإيمان ... بل ومقتنع بالمسيح وسجد له ويصفه بالمعلم الصالح ... ولمن سيصرح السيد المسيح إذن بانه الله إذا لم يصرح لمثل هذا الشاب ... حيث لا يعقل أن يترك السيد المسيح لأتباعه استنتاج الوهيته ولا يحسمها هو بنصوص واضحة لا تقبل التأويل.

    §
    هذا ولا يعقل بأن يكون المسيح قد رفض أن يدعوه السائل بانه صالح كمجرد لقب (كما اِعتاد اليهود على دعوة رجال الدين بألقابٍ لا تليق إلا بالله وحده)، ما لم يؤمن السائل بحق أن المسيح هو الله (كما ورد في تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي)

    ... لأنه بديهياً أن أي نص سماوي (لاسيما أنه يتعلق بأمور الألوهية) هو نصٌ عام لاطلاع الكافة يتحتم أن يكون قائماً بذاته دون احتياجه الى تبرير يدعمه أو بشر يسانده أو بيان مكمل بان السيد المسيح كان يقصد كذا ولم يكن يقصد كذا ... وبالتالي فان النص السماوي المتعلق بالألوهية يلزمه الوضوح والحسم ... فهو ليس حواراً بين شخصين لا يطلع عليه أحد غيرهما.



    يتبع بإذن اللــــــــــــه وفضله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي




    النقد رقم
    10: زعم التناقض بين قوله تعالى
    " وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى "النازعات 40 – 41 ... حيث تضمن ذلك النهى عن الهوى ... بينما أباح القرآن الكريم الهوى فيما نوجزه فيما يلي ونفصله فيما بعد:

    أولاً: الغارات الدينية والدخول على الأسيرات دون تطليقهن من أزواجهن.
    ثانياً: اباحة زواج النبي محمد بأي من تهواه ويهواها بلا قيد أو شرط فوق زوجاته العديدات وفوق ما ملكت يمينه.
    ثالثاً: جعل نكاح النساء أمل المستقبل في الجنة.

    الرد عل النقد

    الجــــــزء الأول

    بالفعل نهى الإسلام عن الأهواء الفاسدة ...
    " وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى" النازعات 40 ... أي وأمَّا مَنْ خاف القيام بين يدي الله للحساب، ونهى النفس عن الأهواء الفاسدة، فإن الجنة هي مسكنه ... التفسير الميسر ... ولذلك سنتناول الرد على ما ادعاه الناقد فيما يتعلق بإباحة القرآن الكريم للهوى نقطة بنقطة ...

    أولاً: الرد على اباحة الغارات الدينية والدخول على الأسيرات دون تطليقهن من أزواجهن ...

    قال الناقد: أباح محمد لأتباعه القيام بالغارات الدينية والدخول على الأسيرات دون تطليقهن من أزواجهن ... واستشهد في ذلك بقوله تعالى
    " وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ " النساء 24 ... حيث قال البيضاوي في تفسير تلك الآية: {والمحصنات مِنَ النساء} أي ذوات الأزواج، أحصنهن التزويج أو الأزواج (أي يحرم عليكم الزواج من النساء المتزوجات) ... {إِلاَّ مَا مَلَكْتَ أيمانكم} يريد ما ملكت أيمانكم من اللاتي سبين ولهن أزواج كفار فهن حلال للسابين لأن النكاح مرتفع بالسبي (أي أن زواجهن السابق والذى انقطعت بهن صلته بعد الحرب ... ينفسخ تلقائياً بالسبي) لقول أبي سعيد رضي الله تعالى عنه: أصبنا سبايا يوم أوطاس ولهن أزواج كفار، فكرهنا أن نقع عليهن فسألنا النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت الآية فاستحللناهن ... (انتهى ما قاله الناقد ولكننا نكمل ما قاله البيضاوي بعد ذلك ولم يذكره الناقد) ... وقال أبو حنيفة لو سبي الزوجان لم يرتفع النكاح ولم تحل للسابي.

    ونقول لسيادته:

    § لتبسيط فهم هذه الآية الكريمة نذهب أولاً الى تفسير المنتخب ...
    " وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ " النساء 24 ... أي وحرم عليكم نكاح المتزوجات (أي الزواج من المتزوجة بالفعل) من النساء عامة، حرائر وغير حرائر، إلا من سبيتم (أي باستثناء الزواج من المتزوجة بالفعل ممن أسرتم) وملكتم منهن في حرب بينكم وبين الكفار، فإن نكاحهن السابق (أي زواجهن السابق والذي انقطعت بهن صلته بعد الحرب) ينفسخ بالسبي (أي بالأسر)، فيصرن حلالا لكم بعد استبراء أرحامهن (أي التأكد من خلوه) ... انتهى تفسير المنتخب

    §
    ونذهب أيضاً لأيسر التفاسير نجد أن ... " الآية نزلت في سبايا أوطاس وهي كانت بعد موقعة حنين فسبي فيها المسلمون النساء والذراري، فتحرّج المؤمنون في غشيان (زواج) أولئك النسوة ومنهن المتزوجات ... فأذن لهم غشيانهنّ بعد أن تسلم إحداهن وتستبرأ بحيضة (أي بعد التأكد من خلو رحمها) ... أما قبل إسلامها فلا تحل لأنها مشركة ... انتهى تفسير أيسر التفاسير

    § لكن وبداية فإن الإسلام لا يبيح الاعتداء على الغير اطلاقا ... فهذا أمر منهى عنه تماما ... ولكنه يبيح رد الاعتداء فقط للدفاع الشرعي عن النفس والمال والعرض والوطن ... وهذا امر لا يتعارض مع العقل والمنطق بالطبع ... بل وتقره كل المواثيق والشرائع الدولية قال تعالى
    " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190 ... لكن الأصل في علاقة المسلمين مع غيرهم طبقا لما ورد في شريعتهم هو السلام والموادعة و لماذا ... يقول الله عز وجل " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الممتحنة 8

    §
    مما تقدم فحروب المسلمين كلها يجب ان تكون حروب دفاعية وليست هجومية ... اذن فما هو موقف الإسلام من المحاربين المعتدين الذين كانوا حريصين على قتل المسلمين والذين سيَحقن المسلون دمائهم بالأسر بدلا من قتلهم في ساحة القتال ؟؟؟

    § حينما شرع الله البت في أمر الأسير قال
    " فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا " محمد 4 ... أي فإما أن تمنوا بعد انتهاء المعركة مناً بإطلاق أسرى خصومكم دون عوض، وإمَّا أن تقبلوا أن يُفتدوا بالمال أو بالأسرى من المسلمين ... ولكن لم تذكر الآية الكريمة استرقاق الأسرى ... ولكن ذكرت " حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا "... بمعنى وحتى نعرف كيف سيعامل خصومنا من اُسر عندهم من المسلمين بعد انتهاء الحرب ... لان استرقاق الأسرى كان هو المبدأ السائد في هذا الوقت ...

    §
    إن الباحث في نصوص القرآن والسنة لن يجد فيهما نصاً واحداً يحث على الاسترقاق أو يأمر به ... بل على العكس من ذلك جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تأمر وتحث على إعتاق الرقاب، وتجعله من أفاضل العبادات، وتقرنه بالإيمان بالله وصالح الأعمال ... بل وجعل الله تعالى الإنفاق على الرقيق وعتقهم وتحريرهم من أحد مصارف الزكاة فقال سبحانه: " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ (أي في إعتاقهم وتحريرهم) وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " التوبة 60

    § ولكن ماذا لو وقعت في الأسر من داخل ساحة القتال امرأة محاربة كانت ضمن صفوف الجيش المعتدى على المسلمين والذي كان يسعى لقتلهم ؟؟؟؟ ... بل ورفض المعتدون الدخول في اتفاق أو معاهدة تلتزم فيها الأطراف المتحاربة بتبادل الأسرى واحتفظوا بما لديهم من أسرى من المسلمين ؟؟؟ ... حينئذ ستصبح بالمقابل وبالمثل هذه الأسيرة المحاربة (أي وليست المخطوفة) التي في حوزة المسلمين في هذه الحرب المشروعة والتي كانت ضمن صفوف الجيش المعتدى " ملك يمين " ...
    لأنه ليس من المعقول بالطبع أن يطلق المسلمون ما تحت أيديهم من أسرى أعدائهم ثم يمسك عدوهم أسيرهم منهم حتى يباع ويسترق ويُفعل فيه ما يشاء المعتدى أن يفعله ....... وهذا ما انتهت إليه دول العالم المتقدم مؤخراً وهو مبدأ " المعاملة بالمثل " .... ولكن من الجدير بالذكر أنه إذا كانت هناك معاهدة لتبادل الأسرى (كما هو الحال في عصرنا الحالي) فلا يجوز ولا يحل أخذ الأسيرة المحاربة كملك يمين ...

    § ولا يستبعد أحد أن تكون المرأة محاربة ... فحديثاً نرى مجندات في صفوف الجيش الإسرائيلي المعتدى / مجندات التعذيب في أبو غريب وجوانتانامو ... هذا وقد كانت المرأة المسلمة تخرج مع الجيوش المسلمة أيضاً للتمريض.

    §
    وللمرأة المحاربة المعتدية التي وقعت في الأسر لدى المسلمين في حرب مشروعة لا يوجد بها تبادل للأسرى احتمالين:

    الاحتمال الأول:
    أن تأسر مع زوجها ... وفى هذه الحالة لا يحل لأحد أن يقربها وتظل مع زوجها زوجة له في الاسر كما كانا قبل أسرهما ... قال أبو حنيفة لو سبي الزوجان لم يرتفع النكاح ولم تحل للسابي (كما ورد في التكملة التي لم يذكرها الناقد في تفسير البيضاوي بعاليه).

    الاحتمال الثاني: أن تأسر بدون زوجها ... فحينئذ ما هي الاختيارات العقلية المتاحة لهذه الأسيرة المعتدية التي رفض قومها مبادلتها بما لديهم من أسرى المسلمين ... بل ولا مجال لطلاقها من زوجها:

    1. قتل هذه المرأة الأسيرة التي كانت حريصة على قتل المسلمين من لحظات ... أو تقديمها طعاماّ لأنياب الأسود للترفيه عن السادة كما كان الحال في الدولة الرومانية المسيحية مثلاّ.
    2.
    تركهن ليعدن مرة أخرى لمهاجمة المسلمين أو ليتقوى بهن الأعداء ... في الوقت الذي يمسك فيه المعسكر الآخر نساء المسلمين أسرى عنده للأبد يفعل بهن ما يشاء.
    3. حبسهن في معسكرات إيواء أو سجون وتركهن هناك حتى الموت ... ولكن مع عدم معاملتهن المعاملة التي يلقاها نزلاء سجن أبو غريب أو معتقلات جوانتانامو من تعذيب وانتهاكات لا إنسانية وإطلاق للكلاب وتسليط للكهرباء على رأس المسجون أو ما يماثله ... حيث يُلزم الإسلام اتباعه على ضرورة المعاملة الكريمة حتى للأسير المعتدى عندهم ... قال تعالى " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا " الانسان 8
    4.
    تركهن في الطرقات للبغاء وإفساد المجتمع ... لأنه لا عائل لهم ... ولا بيت أسرة يَحمى ... ولا بيت زوجية يُظل ...
    5. إكراههن على البغاء كعادة الجاهلية ... ولكن الإسلام حرم ذلك قال تعالي " وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ " النور 33.

    هذا وقد أضاف الإسلام على ما ذكر بدائلاً وحلولاً أخرى لملك اليمين نذكر منها (على سبيل المثال) ما ورد في الآية التي أتت مباشرة بعد الآية التي أشار اليها الناقد:

    §
    " وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ (أي المملوكات المؤمنات المسلمات) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ (أي سيدها) وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ " النساء 25 ... أي وإذا أسلمت " ملك اليمين " بعد وقوعها في الأسر أتاح لها الشرع رحمة بها إمكانية زواجها من مسلم غير قادر على الزواج من امرأة حرة ... لأن بإسلامها هذا فصل بينها وبين زوجها وإن كان حيّاً في دار الحرب ... هذا مع عدم إغفال أنها أسيرة محاربة ومعتدية رفض قومها مبادلتها بما لديهم من أسرى المسلمين وأيضاً لا مجال لطلاقها من زوجها ... وقد أقر الإسلام ذلك لتحصين كليهما وبالتالي رُفع شأن " ملك اليمين " فأصبحت زوجة لرجل مسلم في دار الإسلام ... هذا مع الأخذ في الاعتبار ما تفرضه الشريعة الإسلامية حينئذ من حقوق ستحصل عليها " ملك اليمين " المعتدية هذه بعد أن تصبح زوجه لرجل مسلم ... قال صلى الله عليه وسلم " خيرُكم خيرُكم لأَهلِه وأنا خيرُكُم لأَهلي ... ما أكرمَ النِّساءَ إلَّا كريمٌ ولا أهانَهُنَّ إلا لئيمٌ " الجامع الصغير (4102)

    §
    لقد حث الإسلام أيضاً على تعليم من يلتمس في " ملك اليمين " الرشاد وتحريرهن والزواج بهن ... وهذا أمر لا تحلم به أي أسيرة في دار غير دار الإسلام في ذلك الوقت، فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...." مَنْ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَعَالَهَا فَأَحْسَنَ إِلَيْهَا ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا كَانَ لَهُ أَجْرَانِ ". - المصدر: صحيح-الصفحة أو الرقم:2544 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

    § إن الإسلام لم يخترع نظام ملك اليمين ... وإنما كان هذا الأمر موجودا عند كل الأمم السابقة ... لكن كان موجوداً بفوضى ... وجاء موسى عليه السلام ورحل ... وجاء السيد المسيح وذهب ... ولم يأتيا بشرائع إيجابية لإنهاء أو لحل وتصفيه مشكلة الرق والجواري والعبيد ... فلما جاء الإسلام هذب ذلك كله وأوجد الوسائل التي أنهت على ذلك تدريجيا ... فبالإضافة إلى قاعدة " المن أو الفداء " التي شرحناها ... وبالإضافة أيضاّ إلى المصارف الست لتصفية الرق ... فقد شرع الاسلام مصرفاّ سابعاّ للرق ألا وهو الأسلوب الإسلامي لملك اليمين ... والمعترض على ما سبق وأن ذكرناه يبرز لنا من كتابه المقدس حلاً أفضل من هذا (إن وُجد) لنناقشه.


    ولمعرفة المزيد عن ملك اليمين ارجع إلى الرابط التالي https://www.ebnmaryam.com/vb/t194169.html

    وحيث أن بضدها تتميز الأشياء ... سنذهب الى الكتاب المقدس لنطلع على موقفه من الأسرى والجواري والسراري:


    1.
    وجود أمر باسترقاق الأسرى:

    " إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ، وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْيًا، وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلَةَ الصُّورَةِ، وَالْتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لَكَ زَوْجَةً، َحِينَ تُدْخِلُهَا إِلَى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا، وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْرًا مِنَ الزَّمَانِ، ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ تَدْخُلُ عَلَيْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا، فَتَكُونُ لَكَ زَوْجَةً ." تثنية 21: 10: 13

    " حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ، فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ ... وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا ... وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ ... وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. " التثنية 20 / 10 -15


    2. الإماء والسراري هو أمر متعارف عليه في الكتاب المقدس ولا يوجد أي نص يقننه أو يمنعه:

    " وإذا باع رجل ابنته امة لا تخرج كما يخرج العبيد. "سفر الخروج 21 / 7 -11

    " وَأَحَبَّ رَحُبْعَامُ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ نِسَائِهِ وَسَرَارِيهِ، لأَنَّهُ اتَّخَذَ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ امْرَأَةً وَسِتِّينَ سُرِّيَّةً، وَوَلَدَ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ ابْنًا وَسِتِّينَ ابْنَةً." أخبار 2-11 عدد21

    " وَأَمَّا بَنُو السَّرَارِيِّ اللَّوَاتِي كَانَتْ لإِبْرَاهِيمَ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا، وَصَرَفَهُمْ عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِهِ شَرْقًا إِلَى أَرْضِ الْمَشْرِقِ، وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ. " تكوين 25: 6


    3. الأنبياءُ والجواري والسراري في الكِتابِ المُقدّسِ:

    أ
    -نبي الله إبراهيم عليه السلام، وُلد له من هاجر المصرية (والتي كانت جارية في بيته) ولداً:

    " وَأَمَّا سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ فَلَمْ تَلِدْ لَهُ. وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ اسْمُهَا هَاجَرُ، فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ أَمْسَكَنِي عَنِ الْوِلاَدَةِ. ادْخُلْ عَلَى جَارِيَتِي لَعَلِّي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ ... فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِقَوْلِ سَارَايَ." تكوين :16: 1 – 2

    ب
    -نبي الله داوود عليه السلام له سراري ونِساء من أورشليم، ويُنجِب منهم:

    " وَأَخَذَ دَاوُدُ أَيْضًا سَرَارِيَ وَنِسَاءً مِنْ أُورُشَلِيمَ بَعْدَ مَجِيئِهِ مِنْ حَبْرُونَ، فَوُلِدَ أَيْضًا لِدَاوُدَ بَنُونَ وَبَنَاتٌ. "صموئيل الثاني 5 / 12

    ج -
    سليمان ابن داود عليه السلام لديْهِ 300 من السراري ... و700 مِن النساء !!!

    " فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ " الملوك الأول 11: 3


    لذلك فإنه حسب النصوص السابقة وغيرها فإنه لا يوجد في الكتاب المقدس إلا كيف تسترق أو تسبي ... وكيف تضرب ... ولكن لا يوجد أي تشريع لحل مشكلة الرق أو لسد منابع الرق أو فتح مصارف لعتق الرقيق كما هو الحال في الإسلام ...



    والله أعظم وأعلم
    يتبع بإذن اللــــــــه وفضله
    يتبع بالجزء الثاني إن شاء الله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

الرد على من يزعم بتناقض آيات القرآن الكريم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شبهة آيات القرآن الكريم سبب الإرهاب و التطرف
    بواسطة 3abd Arahman في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-08-2015, 03:09 PM
  2. الإحتساب في آيات القرآن الكريم ( الجزء الثاني) عويض العطوي
    بواسطة أبوفاطمة1981 في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-05-2014, 09:19 PM
  3. رد افتراءات المبشرين على آيات القرآن الكريم
    بواسطة فداء الرسول في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-12-2012, 12:38 PM
  4. تفسير آيات من القرآن الكريم - عربي
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-01-2010, 02:00 AM
  5. آيات الصفح والرحمة لم تنسخ من القرآن الكريم
    بواسطة ali9 في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-05-2006, 05:57 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد على من يزعم بتناقض آيات القرآن الكريم

الرد على من يزعم بتناقض آيات القرآن الكريم