السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نستعرض فى هذا الموضوع شبهة كثر الكلام فيها من قبل المسيحيين منذ فتره قريبه بل زاد الصخب فيها فى تلك الايام واصبح جميع المسيحيين لا يتكلمون الا عنها الان وهى اية الجزية
ويقولون كيف لدين موحى به من الله يفرض أتاوة على الاخرين الذين لا يدينون به والا قتلهم بل قام احدهم فى احدى القنوات التنصيرية قائلا لن ندفع الجزية ولو قتلتمونا ولن نخضع لهذه البلطجة حتى وإن كان فيها نجاتنا من الموت
وفى هذا الموضوع لن نتكلم بكلام مستهلك او نكرر ما قيل قبل ذلك عن الجزية بل سنصدم المسيحى من امثال هذا الشخص الذى لا يجيد ولا يعرف سوى الصوت العالى فقط بمعلومات مسيحية عن الجزية بصفة عامه والجزية فى الاسلام بصفة خاصة ومن المراجع والمقالات والشهادات المسيحية
وحتى نوفى موضوع الجزية فى الاسلام حقه كاملا فى هذا الموضوع سنعرضه من خلال عدة نقاط تغطى قضية الجزية بصفة عامه والجزية فى الاسلام بصفة خاصة والجزية من وجهة النظر المسيحية وذلك من خلال ملخص لابحاث وشروحات الدكتور منقذ السقار والدكتور راغب السرجانى والدكتور عدنان ابراهيم بالاضافة لعرض اشهر التفاسير الاسلامية عن اية الجزية وعرض تفاسير ومقالات وشهادات مسيحية عن الجزية
وسوف نلخص الموضع فى ست نقاط وهم
اولا:ماهى الجزية فى اللغه العربيه؟؟؟؟؟
ثانيا: هل الجزية امر استحدثه الاسلام ؟؟؟؟؟
ثالثا:ماهى الجزية فى الاسلام؟؟؟؟
رابعا: هل الجزية تهدر من كرامة غير المسلمين؟؟؟؟؟؟
خامسا:ما هى عقوبة من يرفض دفع الجزية إذا تم امره بها؟؟؟؟؟
سادسا:هل الجزية عمل مشين ودفعها يهدر من كرامة المسيحى من المنظور المسيحى؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ونبدأ على بركة الله
اولا:ماهى الجزية فى اللغه العربيه؟؟؟؟؟
حينما ننظر الى ماهية الجزية فى اللغه العربية نجد الجزية في اللغة مشتقة من مادة ج ز ي بمعنى جَزاهُ بما صنع؛ تقول العرب: جزى يجزي، إذا كافأ عما أُسدي إليه، والجزية مشتقة من المجازاة على وزن فِعلة؛ بمعنى: أنهم أَعطَوْها جزاءَ ما مُنِحوا من الأمن
وتعرف دائرة المعارف الكتابيه المسيحية الجزية على انها مال أو بضاعة أو خدمة تقدم من أمة أو من فرد لأمة أو الملك علامة الخضوع وقيامًا بالنفقة
وهذا يدل على ان كلمة الجزية تعادل الضريبه وذلك لان لفظ الضريبه لم يكن موجود فى ذلك الوقت بل هو لفظ مستحدث فى القرون التى جاءت بعد الاسلام
ثانيا: هل الجزية امر استحدثه الاسلام ؟؟؟؟؟
لم يكن الإسلام بدعاً بين الأديان، كما لم يكن المسلمون كذلك بين الأمم حين أخذوا الجزية من الأمم التي دخلت تحت ولايتهم، فإن أخذ الأمم الغالبة للجزية من الأمم المغلوبة أشهر من علم ، فالتاريخ البشري أكبر شاهد على ذلك.
وقد نقل العهد الجديد شيوع هذه الصورة حين قال المسيح لسمعان: " ماذا تظن يا سمعان؟ ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية، أمن بنيهم أم من الأجانب؟ قال له بطرس من الأجانب.قال له يسوع: فإذاً البنون أحرار " (متى 17-25).
والأنبياء عليهم السلام حين غلبوا على بعض الممالك بأمر الله ونصرته أخذوا الجزية من الأمم المغلوبة، بل واستعبدوا الأمم المغلوبة، كما صنع النبي يشوع مع الكنعانيين حين تغلب عليهم "فلم يطردوا الكنعانيين الساكنين في جازر.فسكن الكنعانيون في وسط افرايم إلى هذا اليوم وكانوا عبيداً تحت الجزية" (يشوع 16/10)، فجمع لهم بين العبودية والجزية.
والمسيحية لم تنقض شيئا من شرائع اليهودية، فقد جاء المسيح متمماً للناموس لا ناقضاً له (انظر متى 5/17)، بل وأمر المسيح أتباعه بدفع الجزية للرومان،
"فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلاَمِيذَهُمْ مَعَ الْهِيرُودُسِيِّينَ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ بِالْحَقِّ، وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ، لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ. فَقُلْ لَنَا: مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ أَرُونِي مُعَامَلَةَ الْجِزْيَةِ». فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَارًا. فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟»قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَرَ». فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا للهِ للهِ»."(متى16/22-21)
وبالتالى فالجزية ليست بدعة اسلامية بل امر عرفه البشر واعتاد عليه منذ فجر التاريخ وهذا امر يقره الكتاب الذى يقدسه المسيحيين فلماذا إذن الاعتراض عليه ؟؟؟؟؟
ثالثا:ماهى الجزية فى الاسلام؟؟؟؟
1-تعريف الجزية:
الجزية في اللغة مشتقة من مادة (ج ز ي)، تقول العرب: "جزى ، يجزي، إذا كافأ عما أسدي إليه"، والجزية مشتق على وزن فِعلة من المجازاة، بمعنى "أعطوها جزاء ما منحوا من الأمن" كما قال الجوهرى فى الصحاح وابن منظور فى لسان العرب
2-الغرض من الجزية:
الإسلام كعادته لا يتوقف عند ممارسات البشر السابقة عليه، فقد ارتفع الإسلام بالجزية ليجعلها، لا أتاوة يدفعها المغلوبون لغالبهم، بل لتكون عقداً مبرماً بين الأمة المسلمة والشعوب التي دخلت في رعويتها
فيقول الطبرى فى تفسيره لاية الجزية"و"الجزية" : الفعلة من : "جزى فلان فلانا ما عليه" ، إذا قضاه ، "يجزيه" ، و"الجزية" مثل "القعدة" و"الجلسة" ومعنى الكلام : حتى يعطوا الخراج عن رقابهم ، الذي يبذلونه للمسلمين دفعا عنها . "
فالطبرى يقول ان الجزية عن ما يبذلونه المسلمين دفاعا عنهم
ويقول القرطبى"إذا أعطى أهل الجزية الجزية لم يؤخذ منهم شيء من ثمارهم ولا تجارتهم ولا زروعهم وعلى الإمام أن يقاتل عنهم عدوهم ويستعين بهم في قتالهم . ولا حظ لهم في الفيء والجزية وزنها فعلة ، من جزى يجزي إذا كافأ عما أسدي إليه ، فكأنهم أعطوها جزاء ما منحوا من الأمن
والقرطبى ايضا يقول ان الجزية مقابل ان نقاتل من يقاتلهم ومقابلهم الامان الذى توفره لهم الدولة الاسلامية
ويقول الماوردي فى كتابه الاحكام السلطانية ص143 : " ويلتزم لهم ببذلها ـ أي الجزية ـ حقان، أحدهما: الكف عنهم، والثاني: الحماية لهم ليكونوا بالكف آمنين وبالحماية محروسين
ويقول الشيخ الشعراوى فى تفسيره: الجزاء هو الجزية. وهي مادة " جزى " و " يجزي ". فكأن الجزية فعلة من " جزى " " يجزي "؛ لأن الإسلام قدم لهم عملاً طيباً بأن أبقى على حياتهم وأبقاهم على دينهم من غير إكراه، فوجب أن يُعطوا جزاء على هذه النعمة التي أنعم الله تعالى بها عليهم بالإسلام.
وأيضاً، فإنهم سيعيشون في مجتمع إيماني؛ الولاية فيه للإسلام، ويتكفل المسلمون بحمايتهم وضمان سلامتهم في أنفسهم وأهلهم وفي أموالهم وفي كل شيء، فإذا كان المسلم يدفع لبيت المال زكاة تقوم بمصالح الفقراء والمسلمين، فأهل الكتاب الموجودون في المجتمع الإسلامي ينتفعون - أيضاً - بالخدمات التي يؤديها الإسلام لهم، ويجب عليهم أن يؤدوا شيئاً من مالهم نظير تلك الخدمات، والإسلام مثلاً لا يكلف أهل الكتاب أن يدخلوا جنداً في حرب ضد أي عدو للمسلمين إلا إذا تطوعوا هم بذلك، إذن: فالجزية ليست فرض قهر، وإنما هي مقابل منفعة أداها الإسلام لهم
3- الفرق بين الجزية والزكاة والضرائب الحديثة:
يقول الدكتور راغب السرجانى فى كتابه الجزية فى الاسلام
فليُلاحِظ كلُّ مَنْ يطعن في أمر الجزية ويقول: إنها صورة من صور الظلم والقهر والإذلال للشعوب. خاصَّة حين يعلم أنها تُدفَع في مقابل الزكاة التي يدفعها المسلمون؛ وله أن يعلم -أيضًا- أن قيمة الجزية هذه أقلُّ بكثير من قيمة ما يدفعه المسلمون في الزكاة؟! في هذا الوقت الذي دخل فيه المسلمون الأندلس كانت قيمة ما يدفعه الفرد ممن تنطبق عليه الشروط السابقة من الجزية للمسلمين دينارًا واحدًا في السنة؛ بينما كان المسلم يدفع 2.5٪ من إجمالي ماله إن كان قد بلغ النصاب وحال عليه الحول، وفي حالة إسلام الذمِّيِّ تسقط عنه الجزية، وإذا شارك مع المسلمين في القتال دفعوا له أجره، فالمبالغ التي كان يدفعها المسلمون في الزكاة كانت أضعاف ما كان يدفعه أهل الكتاب وغيرهم في الجزية -تلك الزكاة التي هي نفسها أقل من أي ضريبة في العالم- فهناك مَنْ يدفع 10 و20٪ ضرائب، بل هناك مَنْ يدفع 50 وأحيانًا 70٪ ضرائب على ماله؛ بينما في الإسلام لا تتعدَّى الزكاة 2.5٪؛ فالجزية كانت أقلَّ من الزكاة المفروضة على المسلمين؛ وهي بهذا تُعَدُّ أقلَّ ضريبةٍ في العالم، بل كانت أقلَّ بكثير مما كان يفرضه أصحاب الحُكْم أنفسُهم على شعوبهم وأبناء جِلْدَتهم.
وفوق ذلك فقد أمر الرسولألاَّ يُكَلَّف أهلُ الكتاب فوق طاقاتهم، بل تَوَعَّد
مَنْ يظلمهم أو يُؤذيهم؛ فقال: «أَلاَ مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا، أَوِ انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». أي: أنا الذي أخاصمه وأحاجُّه يوم القيامة.
وهذا يعنى ان الجزية اقل بكثير جدا من الزكاة المفروضة على المسلمين وكلاهما يعادلا مفهوم الضرائب بالمفهوم الحالى مع الفرق بين قيمة الجزية وقيمة الزكاة وقيمة الضرائب الحالية وتنوعها
4-نماذج لحال اهل الكتاب فى ضؤ الجزية:
فقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتاب ذمة وعهد إلى أهل نجران النصارى، ينقله إلينا ابن سعد في طبقاته، فيقول: " وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسقف بني الحارث بن كعب وأساقفة نجران وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم أن لهم ما تحت أيديهم من قليل وكثير، من بيعهم وصلواتهم ورهبانهم وجوار الله ورسوله، لا يغير أسقف عن أسقفيته ، ولا راهب عن رهبانيته ، ولا كاهن عن كهانته ، ولا يغير حق من حقوقهم ، ولا سلطانهم ولا شيء مما كانوا عليه، ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم ولا ظالمين ، وكتب المغيرة"
ويسجل عبادة بن الصامت هذه السمات الحضارية للجزية في الإسلام، وهو يعرض الموقف الإسلامي الواضح على المقوقس عظيم القبط ، فيقول: "إما أجبتم إلى الإسلام .. فإن قبلت ذلك أنت وأصحابك فقد سعدت في الدنيا والآخرة ، ورجعنا عن قتاللكم، ولم نستحل أذاكم ولا التعرض لكم ، فإن أبيتم إلا الجزية، فأدوا إلينا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، نعاملكم على شيء نرضى به نحن وأنتم في كل عام أبداً ما بقينا وبقيتم ، نقاتل عنكم من ناوأكم وعرض لكم في شيء من أرضكم ودمائكم وأموالكم، ونقوم بذلك عنكم إن كنتم في ذمتنا ، وكان لكم به عهد علينا
كذلك العهدة العمرية التي كتبها عمر لأهل القدس، وفيها: "بسم الله الرحمن الرحيم ؛ هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان ، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ، ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أن لا تُسكن كنائسهم ولا تُهدم ولا يُنتقص منها ولا من حيزها ، ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم .ولا يكرهون على دينهم، ولا يُضار أحد منهم ، ولا يُسَكَّن بإيلياء معهم أحد من اليهود ، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يُخرجوا منها الروم واللصوص ، فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغ مأمنه ، ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية ...ومن شاء سار مع الروم ، ومن شاء رجع إلى أهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم.
وحين فتح خالد بن الوليد دمشق كتب لأهلها مثله، "بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق إذا دخلها أماناً على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وسور مدينتهم لا يهدم، ولا يسكن شيء من دورهم ، لهم بذلك عهد الله وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء والمؤمنين، لا يُعرض لهم إلا بخير إذا أعطوا الجزية".
ويقول ول ديورانت فى كتاب قصة الحضارة(12/131): "لقد كان أهل الذمة، المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يتمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح، لا نجد لها نظيرا في البلاد المسيحية في هذه الأيام، فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم، ولم يفرض عليهم أكثر من ارتداء زيّ ذي لون خاص، وأداء ضريبة عن كل شخص باختلاف دخله، وتتراوح بين دينارين وأربعة دنانير، ولم تكن هذه الضريبة تفرض إلا على غير المسلمين القادرين على حمل السلاح، ويعفى منها الرهبان والنساء والذكور الذين هم دون البلوغ، والأرقاء والشيوخ، والعجزة، والعمى الشديد والفقر، وكان الذميون يعفون في نظير ذلك من الخدمة العسكرية..ولا تفرض عليهم الزكاة البالغ قدرها اثنان ونصف في المائة من الدخل السنوي، وكان لهم على الحكومة أن تحميهم..."
ويقول المؤرخ آدم ميتز في كتابه "الحضارة الإسلامية": "كان أهل الذمة يدفعون الجزية، كل منهم بحسب قدرته، وكانت هذه الجزية أشبه بضريبة الدفاع الوطني، فكان لا يدفعها إلا الرجل القادر على حمل السلاح، فلا يدفعها ذوو العاهات، ولا المترهبون، وأهل الصوامع
وهذا اكبر دليل ان الجزية ليست مجرد اتاوة او بلطجه كما يشيع المسيحيين لان البلطجى حينما يفرض الاتاوه على شخص لا يهمه بعدها ما يصير لهذا الشخص ولا يدافع عنه او يحميه او يكون مسؤلا عنه اما فى الجزيه وكما راينا فإنه مثل اتفاق وعقد بين غير المسلمين والمسلمين بناء عليه يحمى المسلمين غير المسلمين ويدافعوا عنهم
5-الافراد اللذين يحق عليهم الجزية:
وقد أمر الله بأخذ الجزية من المقاتلين دون غيرهم كما نصت الآية على ذلك { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون }
قال القرطبي: "قال علماؤنا: الذي دل عليه القرآن أن الجزية تؤخذ من المقاتلين... وهذا إجماع من العلماء على أن الجزية إنما توضع على جماجم الرجال الأحرار البالغين، وهم الذين يقاتلون دون النساء والذرية والعبيد والمجانين المغلوبين على عقولهم والشيخ الفاني"
وقد كتب عمر إلى أمراء الأجناد: (لا تضربوا الجزية على النساء والصبيان، ولا تضربوها إلا على من جرت عليه المواسي) أي ناهز الاحتلام.
6-مقدار الجزية:
لم يكن المبلغ المدفوع للجزية كبيراً تعجز عن دفعه الرجال، بل كان ميسوراً ، لم يتجاوز على عهد النبي صلى الله عليه وسلم الدينار الواحد في كل سنة، فيما لم يتجاوز الأربعة دنانير سنوياً زمن الدولة الأموية.
ففى سنن الترمذى حين أرسل النبي معاذاً إلى اليمن أخذ من كل حالم منهم دينارا، يقول معاذ: (بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فأمرني أن آخذ من كل ثلاثين بقرة تبيعا، أو تبيعة، ومن كل أربعين مسنة (هذه زكاة على المسلمين منهم)، ومن كل حالم ديناراً، أو عدله مَعافر(للجزية))، والمعافري: الثياب.
ويقول البغوى فى تفسيره"وأما قدر الجزية : فأقله دينار ، لا يجوز أن ينقص منه فالنبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يأخذ من كل حالم ، أي بالغ ، دينارا ولم يفصل بين الغني والفقير والوسط ، وفيه دليل على أنها لا تجب على الصبيان وكذلك لا تجب على النسوان ، إنما تؤخذ من الأحرار العاقلين البالغين من الرجال . وذهب قوم إلى أنه على كل موسر أربعة دنانير ، وعلى كل متوسط ديناران ، وعلى كل فقير دينار ، وهو قول أصحاب الرأي . "
7- من لهم السلطان فى جمع الجزية:
يقول ابن القيم فى كتابه احكام اهل الذمة"المعنيين بفرض الجزية وجمعها هم الولاه المعينين من قبل الخليفة او الوالى او الحاكم الذى ارتضاه المسلمين بالاجماع ان يحكمهم فى بلادهم"
اى السلطه الشرعيه و هو ما اجمع عليه جمهور الفقهاء واتفق العلماء والائمة على ذلك
8-شهادة غير المسلمين عن الجزية فى الاسلام:
وانا هنا لن انقل لكم شهاده مستشرق او شخص اجنبى يدافع عن الاسلام او شخص غير مسلم دخل الاسلام بل المفاجئه إنى سأنقل لكم شهادة موقع الانبا تكلا وهو الموقع الرسمى للكنيسة القبطية الارثوذكسيه عن الجزية فى الاسلام فيقول فى باب احوال مصرإبان فتح العرب لمصر تحت عنوان مصر فى فجر الاسلام:النظام المالى فى الحكم(الجزية و الزكاة)
"الجزية" هي الضرائب المفروضة على الرؤوس، أما "الخراج" فهو ضريبة الأرض، ولكننا كثيرًا ما نجد في المراجع خلطًا بين هاتين الضريبتين؛ فنرى الجزية تعنى ضريبة الرؤوس وضريبة الأراضي معًا. ويُلاحَظ VAB BERCHEM أن كلمة "خراج" يُقْصَد بها الضريبة العقارية وأيضًا جزية الرؤوس، وأحيانًا تُطْلَق على ضرائب أخرى تختلف في طبيعتها عن هاتين الضريبتين.
بعد فتح العرب لمصر -وأعني هنا بعد معاهدة بابليون الأولى- فرض العرب على أهل مصر الجزية، وهاك نص ما ذكره المؤرخون "فاجتمعوا على عهد بينهم واصطلحوا على أن يفرض على جميع من بمصر أعلاها وأسفلها من القبط دينارين عن كل نفس شريفهم ووضيعهم ومن بلغ الحلم منهم، ليس على الشيخ الفاني ولا على الصغير الذي لم يبلغ الحلم ولا على النساء شيء.. وأحصوا عدد القبط يومئذ خاصة من بلغ منهم الجزية وفرض عليهم الديناران رفع ذلك عرفاؤهم بالإيمان المؤكدة، فكان جميع من أحصى يومئذ بمصر أعلاها وأسفلها من جميع القبط فيما أحصوا وكتبوا ورفعوا أكثر من ستة آلاف نفس وكانت فريضتهم يومئذ اثني عشر آلف دينار في السنة".
وهذه الشهاده من الكنيسة القبطية تحتوى على عدة نقاط
1- ان الجزية فى الحكم الاسلامى هى ضريبة الدوله وليست اتاوه او بلطجه
2- ان مقدار الجزية كان دينارين فى السنه على كل شخص يحق عليه دفع الجزيه
3- ان الجزيه لم تؤخذ من الشيخ الفانى ولا الصغير ولا النساء
المفضلات