لماذا التغيير سقاهم –أسقيناهم:

يدعى بعض الحاقدين أن هناك تغير في كلمات القران الكريم في الآيات التي تحمل نفس المعنى . مثل سقيناهم .. أسقيناهم
قال تعالى:
(وسقاهم ربهم شرابا طهورا )
وفي آية أخرى:
(و ان استقاموا على الطريقة لأسقيناهم)
لماذا لم يقل لو استقاموا على الطريقة لسقيناهم مع أن سقى و اسقي بمعنى واحد واللفظان يتعديان لمفعولين
ما هو الخلاف ؟
هل هي مجرد مترادفات ؟
أم أن معنى معينا لا يحدده غيره ؟


ونحن حين نأتي ونتابع القران الكريم نجد أن سقى تستخدم في الأمر الذي ليس فيه كلفة ولا علاج
و أسقيناهم في الأمر الذي فيه كلفة وعلاج هذا في أمور الدنيا
( لأسقيناهم ماء غدقا)

أمر في كلفة وفيه جهد نحن أوجدنا لهم الماء وجعلناه متوافرا لديهم بلا تعب ولا نصب فهو موجود في البئر ولكن لكي تتم السقيا يجب أن يذهب الإنسان إلى البئر ليشرب أو يحضر له إنسان أخر الماء إذن هنا أسقيناهم رغم أن الماء موجود بقدرة الله تعالى ومتوافر بقدرته تعالى لا أن عملية السقي فيها عمل من الإنسان أو جزء من العمل فإذا أتينا إلى كلمة سقيناهم
نجد الله سبحانه وتعالى يقول:

(وسقاهم ربهم شرابا طهورا)

هذا في الجنة بمجرد الخاطر ليس فيه كلفة . إذا أحسست بالعطس وجدت الماء أمامك يصل إلى فمك هنا في الآخرة لا يوجد إي جهد ولا إي كلفة للإنسان في إي عمل يعمله فكل شيء في الجنة متى تمناه الإنسان وجده حاضرا إمامه
إذن فقول الله سبحانه وتعالى

(وسقاهم ربهم شرابا طهورا)

معناه إن السقي هنا في الجنة ليس فيها إي جهد ولا إي كلفة ولذلك فرق الله سبحانه وتعالى بين السقيين رغم انه هو الذي اوجد الماء أو ما يتم شربه في الحالتين

مقتبس من كتاب معجزة القران الكريم للشيخ الشعراوي