في هذه المشاركة محاولة لفهم الفرق بين التعبير العربي القرآني و التعبير العربي المحمدي و التعبير العربي العام في توظيف الألفاظ المشتركة.

منطلقات:
الذين يعتقدون بالصلب و الفداء صليبيبون وهم فرق من المؤمنين و المشركين والضالين المبتدعة.
الذين يقولون ثالث ثلاثة ويؤلهون المسيح عليه السلام قد كفروا و ليسوا مؤمنين أي ليسوا موحدين، و لا ينبغي تسميتهم مسيحيين لأنهم ليسوا أتباع المسيح و لا أتباع الحواريين.
ربما أتباع بعض الرسل من الذين أشركوا بعد محاولات توفيق بين العقيدة المسيحية و بين الهرمسيات و الغنوصيات التي إنتهت عند كثير من رواد مدرسة الأفلاطونية الحديثة.
النصارى من أنصار المسيح إلى الله أو من أتباع المسيح الناصري، وهم فرق منهم مؤمنون ومنهم ضالون مبتدعون.
الفرقة النصرانية الضالة المبتدعة قالت إن المسيح إبن الله.
والفرقة النصرانية المؤمنة فرقة موحدة، بينما يذهب بعض الباحثين إلى إعتبار النصرانية العبرانية فرقة حنيفية. ومن المعروف أن الحنيفية نزعة توحيدية لادينية، أي أنها لا تتقيد بدين معين، وهي مجموعة من الباحثين عن دين إبراهيم إيمانا منهم أن اليهود، و الذين قالوا إنا نصارى، و النصارى الذين قالوا إن المسيح إبن الله، و اليهود الذين قالوا إن عزير إبن الله، و الذين أشركوا و لهم شبه بالنصارى و اليهود وغيرهم قد بدّلوا في دين إبراهيم أو شوهوا صورته بشكل ما. لهذا نسأل كيف نقول أن النصرانية العبرانية فرقة حنيفية بما أن النصارى العبرانيين يوفقون بين المؤمنين من اليهود والنصارى، أي يوحدون و يقولون بالطبيعة العادية في المسيح أي أنه إبن أم و أب ؟

من الملاحظ أن النصارى لفظة مشتركة في لغة العرب لكن التعبير القرآني خاص و لا يمكن أن نجد فيه أن الثالوثيين المشركين نصارى، رغم أن العادة قد جرت على اللسان العربي كذلك.

والمدهش هو إحتمال أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد خاطب غير العرب بلفظ عربي غير معهود عند العرب و هذا اللفظ هو "الأريسيين".
فمن هم الأريسيين ؟ أتباع الآريوسية أم كل المظطهدين من طرف الكنيسة الرسمية ؟
السؤال الأهم هو لماذا لم يستخدم النبي الأمين لفظ النصارى ؟

إن التداخل في إستعمال الألفاظ المشتركة يجعلنا مظطرين للبحث عن سبل أخرى للتوقف على حقيقة الحالة الدينية قبل البعثة النبوية و خلال المرحلة النبوية.
و محاولة فهم التعبير القرآني من داخل القرآن أمر يضفي على هذه الأسئلة المشروعية.
كما أن التمييز بين المرسِل و المستقبِل في الخطاب النبوي ثم الإنطلاق في هذا الخطاب من داخله يدفعنا لا محالة إلى محاولة إيجاد شبكة دلالية لفظية بين التعابير الثلاثة المشار إليها سابقا.