الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين وعلى صحبه الغر الميامين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين


أما بعد

لموضوع علم مقارنة الاديان في الدعوة الى الله أهمية كبيرة فإن المتأمل في القران أولا ثم السنة ثانيا يجد الخطوط العريضة للحوار مع مختلف الاديان وأهل الكتاب منهم خصوصا فالوحي الذي جاء به خاتم الانبياء صلى الله عليه وسلم قد كشف لنا كيف ضل الناس وأضلوا بدعاويهم التي انحرفت عن المسار القويم وعن توحيد رب العالمين وعن المعنى الحقيقي لاستخلاف البشر في الارض والذي جاءت به جميع الرسل والانبياء عليهم السلام ويتلخص في رسالة الاسلام

وعلى الداعية الى الله سبحانه وتعالى أن يسترشد بمنهج القران الكريم في الحوار في دعوته وخطابه لاصحاب الاديان المختلفة
قال تعالى

"ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"

فالقران هو الاساس في الدعوة قال تعالى

" ما فرطنا في الكتاب من شيئ"

فكل ما يحتاجه الداعية هو في القران

فالاساس الذي يبينه القران في دعوة اهل الكتاب هو لا اله إلا الله قال تعالى
" قل يا أهل الكتاب تعالوا إلا كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا"
وكذلك هو الحال مع غيرهم كما ذكر الله في قصة يوسف عليه السلام " ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان"

وهكذا فإن منهج القران هو الدعوة أولا للتوحيد الخالص لرب العالمين وهذا ما يجب على الداعية أن يلتزم به ولا يحيد عنه فالقران الكريم فيه خبر الأولين والآخرين فهو يكشف للداعية المسدد طرق وأولويات التخاطب مع أصحاب الأديان الأخرى وخصوصا أهل الكتاب ويتحداهم بثقة عجيبة جدا لا يمكن أن تكون الا من الحق سبحانه وتعالى

"قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"


يتبع