بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إن كل دارس للإسلام في كتابه وسنة رسوله،

يتبين له بجلاء: أنه وجه عناية بالغة إلى "الجانب الإنساني" وأعطاه مساحة رحبة من رقعة تعاليمه، وتوجيهاته، وتشريعاته.




وإذا نظرت في الفقه الإسلامي وجدت "العبادات"، لا تأخذ إلا نحو الربع أو الثلث من مجموعه،

والباقي يتعلق بأحوال الإنسان من أحوال شخصية، ومعاملات، وجنايات، وعقوبات، وغيرها.


على أنك إذا تأملت العبادات الكبرى نفسها، وجدت إحداها "إنسانية" في جوهرها، وهي عبادة "الزكاة" فهي تؤخذ من الإنسان الغني، لترد على الإنسان الفقير، هي للأول تزكية وتطهير، وللثاني إغناء وتحرير.


والعبادات الأخرى لا تخلو من جانب إنساني تلمحه في ثناياها.
فالصلاة عون للإنسان في معركة الحياة:

(يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة).


والصوم تربية لإرادة الإنسان على الصبر في مواجهة المصاعب، وتربية لمشاعره على الإحساس بآلام غيره، فيسعى إلى مواساته. ولهذا سمى النبي صلى الله عليه وسلم شهر رمضان "شهر الصبر" و "شهر المواساة".


والحج مؤتمر رباني إنساني، دعا الله فيه عباده المؤمنين: (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات)، فشهود المنافع هنا يمثل الجانب الإنساني في أهداف الحج.


وفوق ذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم يرفع إلى درجة العبادة كل عمل يؤديه المسلم، يترتب عليه نفع مادي لإنسان، أو سرور نفسي لإنسان.


من ثمرات الإنسانية في الإسلام:


الإخاء والمساواة والحرية..



هذه النزعة الإنسانية الأصيلة في الإسلام هي أساس هام لمبدأ الإخاء البشري الذي نادى به الإسلام، وهي أساس هام كذلك لمبدأ المساواة الإنسانية العام الذي دعا إليه الإسلام.




وهي أساس هام كذلك لمبدأ الحرية الذي قرره الإسلام، أكد الإسلام الدعوة إلى هذه المبادئ الإنسانية الثلاثة،



ووضع الصور العملية لتطبيقها، وربطها بعقائده وشعائره وآدابه ربطا محكما، بحيث لا تظل مجرد أمنية شاعرية تهفو إليها بعض النفوس، أو فكرة مثالية تتخيلها بعض الرؤوس، أو حبر على ورق سطرته بعض الأقلام.



منقول

المصدر : موقع القرضاوى