تميم بن أوس الداري:
صحابي جليل يعود نسبه إلى القحطانيين من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهم السلام.
كان راهبا يعقوبيا، على علم واسع بالدين المسيحي، وكانت له تجارة بين الشام والحجاز، في رحلتي الشتاء والصيف التقى بالرسول صلى الله عليه وسلم وسمع منه تفاصيل الدعوة إلى الإسلام، فوجدها مصدقة لدعوى الرسل السابقين، فأعلن إسلامه بعلم وإطلاع ومعرفة.
وهو أول قاص في الإسلام، روي عن أسامة بن يزيد عن الزهري عن حميد عن أبي عبدالرحمن أن تميما استأذن عمر رضي الله عنه في القصص سنين فأبى -لأن أنباء التوراة والإنجيل حرفت- فلما أكثر عليه قال: ماتقول؟ قال: أقرأ عليهم القرآن وآمرهم بالخير وأنهاهم عن الشر، قال عمر: فذلك الربح، قال عظ قبل أن أخرج إلى الجمعة، فكان يفعل ذلك، فلما كان عثمان رضي الله عنه استزاده فزاده يوما آخر.
وقبل الإسلام كان يقيم في أرض إبراهيم فلما افتتح المسلمون بيت المقدس كان أول أمير إسلامي هناك.

أهم نقطة في الموضوع أنه الصحابي الوحيد الذي روى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فماذا روى عنه وماهي تفاصيل هذه الرواية؟
روى عنه حديث الجساسة؛ بعد أن*صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وصعد المنبر وكان ﻻ‌ يصعد عليه قبل ذلك إﻻ‌ يوم الجمعة فاشتد ذلك على الناس فمن بين قائم وجالس فأشار إليهم بيده أن اقعدوا فإني والله ما قمت مقامي هذا ﻷ‌مر ينفعكم لرغبة وﻻ‌ لرهبة ولكن تميما الداري أتاني فأخبرني خبرا منعني القيلولة من الفرح وقرة العين فأحببت أن أنشر عليكم فرح نبيكم أﻻ‌ إن ابن عم لتميم الداري أخبرني أن الريح ألجأتهم إلى جزيرة ﻻ‌ يعرفونها فقعدوا في قوارب السفينة فخرجوا فيها فإذا هم بشيء أهدب أسود قالوا له ما أنت قالت أنا الجساسة قالوا أخبرينا قالت ما أنا بمخبرتكم شيئا وﻻ‌ سائلتكم ولكن هذا الدير قد رمقتموه فأتوه فإن فيه رجﻼ‌ باﻷ‌شواق إلى أن تخبروه ويخبركم فأتوه فدخلوا عليه فإذا هم بشيخ موثق شديد الوثاق يظهر الحزن شديد التشكي فقال لهم من أين قالوا من الشام قال ما فعلت العرب قالوا نحن قوم من العرب عم تسأل قال ما فعل هذا الرجل الذي خرج فيكم قالوا خيرا ناوى قوما فأظهره الله عليهم فأمرهم اليوم جميع*إلههم*واحد*ودينهم*واحدقال ما فعلت عين زغر قالوا خيرا يسقون منها زروعهم ويستقون منها لسقيهم قال فما فعل نخل بين عمان وبيسان قالوا يطعم ثمره كل عام قال فما فعلت بحيرة الطبرية قالوا تدفق جنباتها من كثرة الماء قال فزفر ثﻼ‌ث زفرات ثم قال لو انفلت من وثاقي هذا لم أدع أرضا إﻻ‌ وطئتها برجلي هاتين إﻻ‌ طيبة ليس لي عليها سبيل قال النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا ينتهي فرحي هذه طيبة والذي نفسي بيده ما فيها طريق ضيق وﻻ‌ واسع وﻻ‌ سهل وﻻ‌ جبل إﻻ‌ وعليه ملك شاهر سيفه إلى يوم القيامة.

قصة الجساسة والدجال كانت في مخطوطة نصرانية عرضها تميم الداري على النبي، وافقت ماكان يحدث به صلى الله عليه وسلم، فأسلم تميم بعدها.

وفي الحديث سأل الدجال مافعلت العرب؟ ثم سألهم عن نخل بيسان، وعن بحيرة الطبرية، وعن عين زغر، وكلها في الشام في فلسطين، واليوم يواجه الفلسطينييون مسلمين ونصارى عدوا واحدا -الإحتلال الإسرائيلي- وبما أن البلد عربي، يجب أن يتحدوا تمهيدا لنزول المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام، ولن يكون ذلك إلا إذا كان "إلههم واحد، ودينهم واحد، ونبيهم واحد" وباتحادهم بالإسلام، وبالعمل بالسنة النبوية، والإقتداء بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، بذلك ليس للدجال عليهم سبيل.
"إلا طيبة -أي المدينة- ليس لي عليها سبيل" ذكر المدينة في أي حديث عن الدجال هو إشارة إلى أهل الحديث.
والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.