بسم الله الرحمن الرحيم تعد الأسرة نظاما اجتماعيا، فقد بدأت الحياة على ظهر الأرض بأسرة سيدنا آدم ( عليه السلام ) والأسرة هي المحضن الأول للإنسان تتكون فيه البذور الأولى للشخصية وهي التي تشكل الشخصية، وكما قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ): «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» كما ان الإسلام حرص على ان تقوم الأسرة بأفضل دور تربوي من خلال الاختيار الحسن للزوجين وأصر على أهمية الصلاح والتقوى والتكافؤ والرضا حتى تستمر الأسرة، ونبه الإسلام الى مسؤولية الأسرة في التربية وأكد الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بقوله: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، فالجميع مسؤول سواء المرأة أو الرجل وبقدر ما يزرع الإنسان في تربية أبنائه يحصد، ففي الأسرة يتعلم الأبناء اللغة والعادات والتقاليد وقيم المجتمع والصواب والخطأ، اما عن انحراف الأبناء وخاصة ادمان المخدرات، فإن الأسرة تتحمل مسؤولية حال إدمان الأبناء أو أحدهم ويمكن لأي فرد من أفراد الأسرة ان يدمن المخدرات وقد يدمنها الأب أيضا نتيجة ضغوط نفسية أو ظروف سيئة أو جهل أو أصدقاء سوء، اما عن ادمان الأبناء فله أسباب كثيرة منها ظروف المنزل وأصدقاء السوء والمغامرة والبحث عن الجديد والتفكك الأسري وضعف الوازع الديني، وأخطر مرحلة هي المراهقة لأن لها خصائص تجعلها بيئة مناسبة لذلك، وإن كنت قد أكدت سابقا على دور الأسرة الذي تقوم به تجاه سلوك الأبناء فإذا كان في الأسرة مدمن أو غاب النموذج الذي يحتذى به فإن الأبناء وبلا شك يتطبعون ويقتدون بمن حولهم .
اما عن التفكك الأسري وما يترتب عليه من سلوك الأبناء فالجميع يتفق معي على ان معظم المنحرفين قد أتوا من بيوت مفككة، فالطلاق يسبب فقدان الأبناء أحد الوالدين فإذا بقوا مع الأم فقدوا دور الأب واذا بقوا مع الأب فقدوا دور الأم فهم يصبحون كمن يعيش بساق وهو معرض للسقوط في أي لحظة وتكون المصيبة أكبر اذا كان الانفصال بغير إحسان من هنا تنشب المعارك بين الطرفين في قضية الحضانة وكل هذا على حساب الأبناء ونفسياتهم وسلوكهم فهم في حيرة مع من يكونون مع الأب أم الأم فيعيشون في تعاسة ومن ثم يبحثون عما ينسيهم هذا الوضع البائس الذي يعيشونه وقد يكون ذلك في المخدرات .
وقد يقود الطلاق الى مسألة النفقة فقد يرفض الأب النفقة أو يعطي نفقة غير كافية أو يطلب من الأم التنازل عن النفقة مقابل التنازل عن الحضانة وقد يحصل على ذلك في البيئات الفقيرة والعوز المادي الذي يجعل بعض الأبناء يفعلون أشياء غير حميدة للحصول على المال ومنها بيع وترويج المخدرات أو السرقة وغيرها وقد يكون احد الوالدين مقتدرا ماديا فيحاول ان يرضي ابناءه ويعوضهم عما حدث من طلاق وان يستميلهم الى جانبه بكثرة الأموال، وكذلك تعدد الزوجات وميل الأب الى احدى الزوجات وبعده عنهم وعن رعايتهم يقود الأبناء الى الانحراف ومنها تعاطي المخدرات والسلوك السيئ.
اسأل الله تعالى ان يحفظ أبناءنا من الانحراف والمخدرات.
![]()
المفضلات