
-
سؤال - حالة العرب الدينية قبل الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم ،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسب قراءاتي إن دين المسيح عليه الصلاة السلام وصل إلى بلاد العرب (نجران) عن طريق رجل اسمه فيُمِيُون من أهل الشام بعد ما كانوا أهلها على الوثنية ،، ثم بمرور الزمان طغى على دين المسيح عليه السلام البدع والتحريف...
فسؤالي هل ممكن إخواني تفيدوني كيف وصل التحريف إلى دينه بين العرب؟ واي نسخة من الانجيل اعتمدوا عليها؟
وإن أمكن أريد معلومات أكثر فلو سمحتوا أفيدوني وشكرا
-
الأخت عليا
عليك أنْ تعلمي أنَّ لفظ "النصارى" في القرءان - هو - "مشترك لفظي"، أي أنَّ كلمة النصارى في آية معينة تعني جماعة من النصارى، وفي آية أُخرى تعني جماعة أُخرى من النصارى، وانظري إلى الآيات التالية:
"وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ." سورة التوبة، آية 30.
نطرح سؤال بشأن كلمة النصارى التي في الآية، وهو: هل كل النصارى - بلا استثناء - قالت:"المسيح ابن الله" ؟
بالتأكيد لا، فيوجد في هذه اللحظة نصارى لا يؤمنون بالثالوث، فهم يؤمنوا فقط بـ"الأب"، ولا يؤمنون بأنَّ الابن أحد أقانيم الله، كما لا يؤمنون بأنَّ الروح القدس أحد أقانيم الله، ونحن لا نجد مشكلة في "القضية الألوهية" مع هؤلاء النصارى، فهم مثلنا يؤمنون بواحد، وليس ثلاثة في واحد، وواحد في ثلاثة، ولا مشكلة بشأن لفظ "الأب"، فالمهم هو المعنى، والله هو المقصود بكلمة "الأب - فقط -" هنا.
قديمًا قال "أرى (أريوس)": أنَّ الأب وحده هو الله، فالأبن ليس أحد أقانيم الله، والروح القدس ليس أحد أقانيم الله، والذين قالوا مثل قول "أري" ليسوا قلة، بل هم كثيرون في العصور الماضية.
وإليك آية أُخرى:
"لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ." سورة المائدة، الآية 82.
سؤال: هل كل النصارى "أقربهم مودة للذين آمنوا"؟
بالتأكيد لا، فكلمة النصارى هنا تعني النصارى الذين هم "أقربهم مودة للذين آمنوا"، ولا يدخل في حُكْم هذه الآية كل النصارى - بلا استثاء -، كالآية السابقة؛ فلا يدخُل في حُكْمها كل النصارى.
لتعلمي هذا جيدًا، فأليك الآية:"الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ." سورة آل عمران، الآية 173.
لاحظي أنَّ كلمة الناس وردت في الآية ثلاث مرات، مراتان باللفظ، ومرة بالمعنى، حيث تشير إلى المعنى كلمة "الذين"، ومع هذا فالآية لم تحصر كل الناس بحيث لا يستثنى منهم أحد، بل يوجد فئة رابعة من الناس وهم أغلبية الناس الذي كانوا على الكرة الأرضية آناء نزول الآية، وهذه الآية - هي - آية مفتاحية لفهم الكثير من كلمات القرءان، التي تحمل معنى في آية، وتحمل معنى آخر في آية أُخرى، فالنصارى يبحون أنْ يكون المسلمين جهلاء في استعمال هذه الآية استعمالًا صحيحًا، لكي يقولوا انظروا:"فالقرءان غير أمين في نقل الأخبار".
ونحن نقول لهم: كذبتم، فأنتم إمَّا جهلاء، أو مخادعون، ومغالطون، وربما تتَّحد فيكم المخادعة، والمغالطة، والجهل.
كلمة النصارى الأخيرة، أرجو منك أنْ تفهميها على ضوء شرحي السابق، حيث هو لفظ خاص، غير عام.
التحريف حصل قبل أنْ يصل النصارى إلى جزيرة العرب، فقد حصل التحريف في المجامع المسيحية، نيقية، وخلقيدونية، وحصل قبل هذه المجامع أيضًا، وبعدها أيضًا، فالتحريف كان كبير جدًا، وقد حرقوا الكثير من الأناجيل.
القرءان عندما يرد على نصارى فلا يُحَدِّد نوع الإنجيل بالاسم، بل يرد على معتقدات فرق نصرانية، فقانون الإيمان المسيحي ليس من الإنجيل، ولكن النصارى يقولون أنَّه من الروح القدس، ففي هذا الحال لا يوجد إنجيل يُعْتَمَد عليه.
القرءان لم يتناول كل فرق النصارى، فيوجد فرق كثيرة القرءان لم يتناولهم، فهؤلاء ننتقدهم بالمنطق، والقرءان عندما انتقد النصارى الذين انتقدهم؛ فلم ينتقدهم بما يخالف المنطق، ونحن نسير سيرته في النقد المنطقي للفرق التي لم ينتقدها، والفرق التي استجدت، وتستجد.
التعديل الأخير تم بواسطة سمير ساهر ; 23-02-2011 الساعة 03:18 AM
قال الفيلسوف المعتزلي، القاضي عبد الجبار:"إنَّ ما شارك القديم في كونه قديمًا يستحيل أنْ يختص لذاته بما يُفَارِق به اﻵخر؛ يُبْطِل قولهم أيضًا، ﻷنَّ هذه اﻷقانيم إذا كانت قديمة، فيجب أنْ لا يصح أنْ يختص اﻷب بما يستحيل على الابن والروح، ولا يصح اختصاصهما بما يستحيل عليه، ولا اختصاص كل واحد منهما بما يستحيل على اﻵخر؛ وهذا يُوجِب كون الابن أبًا، وكون اﻷب ابنـًا، وكون اﻷب روحًا، وكون الروح أبًا".
شبكة الألوكة - موقع المسلمون في العالم: للدخول اضغط هنا.
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة محمد منذر سلوم في المنتدى منتدى الشكاوى والإقتراحات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 12-11-2008, 09:42 PM
-
بواسطة دفاع في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 09-07-2008, 02:17 PM
-
بواسطة _answer me muslims في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 40
آخر مشاركة: 13-01-2007, 11:18 PM
-
بواسطة muad في المنتدى الأدب والشعر
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 24-07-2005, 10:26 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات