رد شبهة: نبيٌّ يقول عن النساءِ: ناقصاتُ عقلٍ ودين !!
قالوا: شتم رسولُ الإسلام ِالنساءَ لمّا قال عنهن بأنهن ناقصات عقل ودين ، ثم قالوا: ساخرين هل هذه هي مكانة المرأة في الإسلام ناقصة عقل ودين ؟! تعلقوا على ذلك بحديث في الصحيحين :
أولاً: إن نصوصَ القرآنِ الكريم والسنة تبيّن أن اللهَ كرمَ بني آدم ذكورًا وإناثًا ، و تبين المساواة بين الرجلِ والمرأةِ بما قدّر اللهُ...تدلل على ذلك أدلة منها:
1- قوله : وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) (الإسراء) .
2- قوله : وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ(228) (البقرة ).
3-إن اللهَ نزّل سورةَ كاملةَ اسمها (سورة النساء ) ولم ينّزل سورة باسم ( سورة الرجال)،ونزل سورة باسم امرأة سورة (مريم) ....
4- قولُه : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) (التوبة ).
5-قولُه : فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195) ( آل عمران ).
6- قولُه : وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124) (النساء ).
7-قولُه: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) (النحل ).
8- قولُه : وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) (الإسراء ).
9- قولُ النبيِّ r: في سنن الترمذي برقم 105، وسنن أبي داود برقم 204 قَالَ r : " إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ".
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 2333 في صحيح الجامع.
ومعنى الأخير : لو أتى حكمٌ شرعيٌ على الرجالِ فذلك الحكم يشمل النساء أيضًا....
وعليه يسقط قولهم الذي فيه سخرية حول مكانة المرأة في الإسلام وبأنها ناقصة عقل ودين ...!
ثانيًا : سمعتُ من بعضِ الدعاةِ - غفر اللهُ لهم - يفسرون هذا الحديثَ قائلين : كان النبيُّ r يمزحُ معهن ، وليس ما قاله عن قصدٍ ، ولكن كان على سبيلِ المزاحِ ؛ لأن ذلك اليوم كان يوم عيد!!
قلتُ : هذا كلامٌ باطلٌ مردودٌ ، ليس عليه دليل إلا أن الحديثَ قيل في يومِ عيدٍ ، وكلماته مناسبة ليومِ العيد ، لكن النبيُّ r لا يمزح إلا في صدقٍ ،هذا إن كان قد قال ذلك مازحًا - وحاشاه r- أن يمزح مع النساءِ.
ثالثًا : إن ادعاءهم بأنه r شتم النساءَ هذا من جهلِهم المعروف ، ووقاحتهم مع أنبياءِ اللهِ - عليهم السلام-...... وأما عن قولِه r للنساء:" مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ ".
هذا أوضحه النبيُّ r بنفسِه في آخرِ الحديثِ حتى لا يساء فهم كلامِه من جهلةِ الناسِ كما هو حال بعضِهم اليوم ، وذلك لما سُئل أجاب r قَائلاً : أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ؟ قُلْنَ: بَلَى .قَالَ: فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا. أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ ؟ قُلْنَ :بَلَى .قَالَ: فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا ".
اليوم كان يوم عيد فهذا الخطاب مناسب له... ثم إن صيغة الحديث ليست تقريرية
بل تعجبية... لقوله :" وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ"!
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل اعترض أحدٌ على ما قاله النبيُّ r؟
سؤال آخر :هل اعترضت واحدةٌ منهن بعد جوابِه r ؟
الجواب: لم يبدي احدٌ اعترضًا ، ولم يقل احدٌ: إنه rشتم النساء ... ولم تقل امرأةُ منهن :إن نبيّ اللهِr شتمنا كما يزعم المعترضون.....بل الثابت من الحديثِ أن النساءَ اللواتي قيل فيهن الحديث أبدين الموافقة التامة على كلامِه r وهو ملاحظ من قولِهن : قُلْنَ: بَلَى...
إن كلَّ ما في الحديث أن اليوم كان في يوم عيد فيه خاطب النبيُّ rالنساء ناصحًا لهن أن يتقين الله في حق الزوج ..... ثم قال كلمات مناسبة لهن في يومهن هذا كلامات حقيقية عن طبيعتهن...
فنقصان العقل خُصص بالشهادة كما أوضحت الآية الكريمة أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى والمقصود نقص نسبي يمس الذاكرة بل ويمس نوع معين منها وهذا سيأتي في موضعه – إن شاء الله- .
رابعًا :يقول الدكتور سمير بوراس استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية، وأستاذ مساعد في كلية الطب ،نقلا عن موقع الإعجاز العلمي في القران والسنة: جل علماء علوم الأعصاب والبسيكولوجيا يتفقون اليوم بأن الرجل أكثر عاطفة من المرأة, بينما المرأة تعبر عن شعورها وعاطفتها أكثر من الرجل فقط كما يقول أحد اكبر الأساتذة في هذا المجال Serge Ginger وقد سألته شخصيا لتوضيح المسالة فقال: أن المرأة حساسة(sensible) أكثر من الرجل لان حواسها أكثر تطورًا: الشم ,السمع.... ولكن الرجل أكثر عاطفة(émotif) : السعادة, الحزن, الغضب... ولكنه تعلم إخفائها حتى لا يظهر بمظهر الضعيف.أهـ بتصرف
قلتُ: إن كون الإحساس أغلب واظهرعلى المرأةِ من الرجل ،هذا لا يقلل من مكانتِها وقدرِها بل هو منقبة لها نظرًا لطبيعتِها التي خلقها اللهُ عليها ... وأوضح ذلك بمثالٍ يعرفه الناسُ : قادة القوات المسلحة عندنا في مصرَ لاشك أنهم أصحاب مكانة مرموقة ومحترمة عند الجميع ، وعلى الرُغم من ذلك لا يحق لهم أن يتقدموا لانتخابات مجلس الشعب وغيرِه ، فهل هذا ينتقص من مكانتِهم وقدرِهم ؟! هذا هو.
خامسًا : إن الكتابَ المقدس يبين لقارئِه أن الرجلَ ناقص عقل فهو عديم الفهمِ،وأن الإنسان يولد كالجحشِ.. .. فإذا كان الرجلُ ناقص عقل فإن المرأةَ لا عقل لها أصلاً ...! جاء ذلك في الآتي:
نلاحظ من النصِ أن الإنسانَ ليس له مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ ،فالإنسان كالبهيمةِ بحسبِ نصِ الكتابِ المقدس لا عقل له ،ومما هو معلوم أن الإنسان تطلق على الذكر والأنثى ،ولا يوجد في اللغة العربية لفظ إنسانه...
ثم إن الكتابَ المقدس يذكر أن الرجلَ رأس المرأةِ في الآتي:
قلتُ : إذا كان الرجلُ رأس المرأةِ بحسب تلك النصوص فإن المرأةَ لا رأس لها ، فالرجل رأسها أي: عقلها وعليه فالمرأة لا عقل لها!
وأما عن نقصانِ دينِها فسفر الآويِّين الإصحاح15 عدد19 إلى آخرِ الإصحاحِ يحدثُنا عن نجاستِها التي تعوقُ عبادتها مما يؤدي إلى نقصانِ دينِها....
وهذه شهادة من آباء الكنيسة المعاصرين صوتية ،فمن فمهم أدينهم......
الأب بولس جورج يعترف أن المرأة أقل عقلاً من الرجل، وأكثر عاطفة منه ....
كتبه /أكرم حسن مرسي
نقلا عن كتابه رد السهام عن خير الأنام محمد - عليه السلام-
التعديل الأخير تم بواسطة أكرم حسن ; 03-09-2017 الساعة 04:25 PM
المفضلات