جزاكم الله خيرا
تجدر الإشارة إلى ما يلي :
أولا :
ــــــــــ
في قول الله سبحانه في سورة آل عمران آية 49 :
((أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ
فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ ))
و مثله قوله سبحانه في سورة المائدة 110 :
وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي
فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ ))
ـــــــ
يفهم من آية 49 آل عمران أن الضمير بصيغة المذكر يعود على الطين أو الطير ( أنفخ فيه ) ... و الضمير في آية المائدة 110 بصيغة المؤنث يعود على الهيئة ( تنفخ فيها ) ...
و يفهم من الآيتين أيضا أن عيسى

كان يصنع طيرا من الطين ثم يقف على مسافة منه و ينفخ فيه ... فيكون طيرا بإذن الله
يمكن بالمنطق تقدير المسافة بنحو مترين إلى ثلاثة أمتار .. لأنه يصنع المعجزة أمام عدد كبير من الناس و يحتاج أن يروا قطعة الطين و هي على هيئة طير ثم يرونها بعد أن ينفخ فيه فيصبح طائر
حقيقي به روح و لحم و ريش و أجنحة و بكل تفاصيل الطائر المعروفة .
ــــ
و قياسا على هذا يمكن أن نفهم أن الملك جبريل وقف على مسافة مماثلة (نحو 2 – 3 متر ) و نفخ فتكون الجنين في رحم مريم
ــــ
ثانيا
ــــــــــ
في سورة الأنبياء 91 قوله سبحانه :
((
وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ (91) ))
و في سورة التحريم قوله سبحانه :
((وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا
فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)))
ـ
( نفخنا فيها ) عام ... بينما ( نفخنا فيه ) خاص ..مثل ان تقول : الايمان في صدرك أو تقول : الايمان في قلبك
و ( نفخنا فيه ) تحمل معنى أن عيسى لا يكون إلهً و إنما حملته أمه وولدته كما تحمل النساء و تلد - و كونه من أم بلا أب لا يرفعه لدرجة الألوهية .
و يلاحظ أن في آية الأنبياء لم يصرح باسم مريم لان السياق في ذكر الأنبياء و مريم ليست نبية .. بينما صرح باسم مريم في آية سورة التحريم لأن السياق عن النساء
في آية الأنبياء قال ( جعلناها و ابنها ) لأن ابنها نبي .. بينما في آية سورة التحريم لم يقل و ابنها
في آية الأنبياء قال ( نفخنا فيها ) و هو أعم و هو أنسب للسياق الأعم الذي لم يرد فيه التصريح باسمها في سورة التحريم صرح باسم مريم و ناسبه التخصيص بقوله ( نفخنا فيه )
ــــــــــــــــــــ
ثالثاً
ـــــــ
قد يقول النصراني أنه لا يستسيغ أن يكون نص الآية ( نفخنا فيه )
فنقول
نص القرآن له معنى محدد و هو ( الملك وقف على مسافة منها و نفخ فتكون الجنين في رحمها )
بينما نص الكتاب المقدس يقول (( وجدت حبلى من الروح القدس )) ليوحي انه وجدت علاقة جنسية مع الروح القدس الذي ظهر لها في صورة رجل ))
أليس النص القرآني أفضل و أكثر دقة و يحمل معنى واضح و محدد من نص ( وجدت حبلى من الروح القدس كما ورد في متى 1: 18 ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أليس النص القرآني أفضل و أكثر دقة و يحمل معنى واضح و محدد من نص (الذي حبل به فيها هو من الروح القدس متى 1: 20 ) ؟؟؟؟؟؟
ـــــــــــــــــــ
رابعاً
ــــــــ
القياس على نصوص مشابهة يعطي معنى العلاقة الجنسية
الكتاب المقدس يقول عن مريم انها (
حبلى من الروح القدس ) ( (الذي حبل به فيها هو من الروح القدس )
و عندما تقيس هذا النص على نصوص مشابهة (تك 38: 24 )
حبلى من الزنى ... (تك 38: 25 )
حبلى من الرجل ...
(رو 9: 10 )
حبلى من اسحق .. و تقيسه على نص (( حبلى من الروح القدس )) تجد معنى غير لائق
ـــــــــــــــ
خامساً
ـــــــــــ
قارن هذا النص من القرآن من سورة مريم مع النص التالي من الكتاب المقدس
تجد أن كلاهما يتكلم عن الملاك جبريل و ليس عن ما يسميه النصارى ( الروح القدس الذي هو الأقنوم ضمن ثالوث الشرك)
(( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا
فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)
قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا (21)))
ـــــ
من هذه الآيات نفهم أنه ظهر لها ملك في صورة بشر
ــــــــــــــ
قارنه مع نص الكتاب المقدس :
لوقا
1: 26 و في الشهر السادس
ارسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة
1: 27 الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف و
اسم العذراء مريم
1: 28
فدخل اليها الملاك و قال سلام لك ايتها المنعم عليها الرب معك مباركة انت في النساء
1: 29 فلما راته اضطربت من كلامه و فكرت ما عسى ان تكون هذه التحية
1: 30 فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله
1: 31 و
ها انت ستحبلين و تلدين ابنا و تسمينه يسوع
....
....
1: 34 فقالت مريم للملاك
كيف يكون هذا و انا لست اعرف رجلا
ـــــــــــــــــــــــــــ
فالقرآن و الكتاب المقدس يحكيان نفس الحدث بأن الملاك جبريل أرسله الله إلى مريم .. التصور الإسلامي هو أنه وقف على مسافة و بنفخة منه تكون الجنين في رحم مريم ... التصور المسيحي أنها
(( وجدت حبلى من الروح القدس )) متى 1: 18 ) ..
(( الذي حبل به فيها هو من الروح القدس )) متى 1: 20 )
فالمفهوم الإسلامي له معنى محدد و لا إشكال فيه .. بينما نص كتاب النصارى يترك المجال مفتوحا للتساؤل : كيف حبلت من الروح القدس ؟ .. و خاصة أنه ظهر لها في صورة رجل .
ـــــــــــــــــــ
سادساً
ــــــــــ
الكتاب المقدس يشير إلى أن النفخ هو وسيلة وهب الروح و الحياة ..
.. آدم صار نفساً حية بنفخة فلا ينبغي للنصراني أن يعترض من حيث المبدأ على أن يكون عيسى تكون في رحم مريم بنفخة
1 - تكوين 2: 7
و جبل الرب الاله ادم ترابا من الارض و
نفخ في انفه
نسمة حياة فصار ادم نفسا حية
ــــــ
2 - سفر الحكمة
10 فقلبه رماد و رجاؤه اخس من التراب و حياته احقر من الطين* 11 لانه جهل من جبله و
نفخ فيه نفسا عاملة و روحا محييا*
ــــــــــــ
3 - أيوب 27: 3 انه ما دامت نسمتي في و
نفخة الله في انفي
ــــــــــ
4 - برنابا 23 :
من طين الأرض
خلق الله الجسد ، وفيه
نفخ نسمة الحياة بنفخة فيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سابعاً
ــــــــ
النفخ في كتاب النصارى كثير و لا يعترض النصراني على شيء منه و من أمثلة ذلك :
أيوب 26: 13
بنفخته السماوات مسفرة و يداه ابداتا الحية الهاربة
المزامير 39: 11 بتاديبات ان ادبت الانسان من اجل اثمه افنيت مثل العث مشتهاه انما كل انسان
نفخة سلاه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اشعياء 11: 4 بل يقضي بالعدل للمساكين و يحكم بالانصاف لبائسي الارض و يضرب الارض
بقضيب فمه ؟؟ و يميت المنافق
بنفخة شفتيه
(( قلت : لماذا يضع معبود النصارى قضيب في فمه ؟؟ و مثله ما ورد في اشعياء 30: 31 وبقَضيبِ الرّبِّ تُضرَبُ ضَربًا. ))
ــــــــــــــــــــــــــــ
اشعياء 30: 33
نفخة الرب كنهر كبريت توقدها
اشعياء 40: 7 لان
نفخة الرب هبت عليه
اشعياء 40: 24
فنفخ ايضا عليهم فجفوا و العاصف كالعصف يحملهم
ـــــــــــ
اشعياء 42: 14 قد صمت منذ الدهر سكت تجلدت كالوالدة اصيح
انفخ و انخر معا
( قلت : هذا نص ترجمة فاندايك و لا أفهم كيف أن معبود النصارى ينفخ و ينخر معا .... بينما المشتركة تقول
أصيح كالتي تلد ... و الكاثوليكية تقول :
أَئِنُّ كالَّتي تَلِدُ وأَتنَهَّدُ وأَلهَث. ...
ينفخ و ينخر و يصيح كالتي تلد و يتنهد و يلهث !!! ) ...
ــــــــ
المفضلات