زيدان والإسلام

سعد السهيمي

‏يدور جدل في بعض المنتديات على الإنترنت حول إسلام اللاعب العالمي ‏زين الدن زيدان من عدمه، وفي اعتقادي أن مثل هذه الجدليات تنم على ‏حرص هؤلاء المتجادلين على اعتناق زيدان للإسلام، ولكن الذي لا ‏يعرفه هؤلاء أن اللاعب اعترف بأنه مسلم في كثير من حواراته ‏الإعلامية، وكذلك الهجوم العنيف الذي تم شنه عليه بعض وسائل ‏الإعلام العالمية عندما نطح ماتيرازي، وعمومًا نجد بعض أبناء ‏المسلمين الذين يقيمون في الغرب فقدوا هويتهم الإسلامية ولم يعد ‏الانتماء لديهم للإسلام إلا اسما، ويدخل في هذا بعض النجوم العالميين ‏المشهورين في كرة القدم ومنهم زين الدين زيدان، والذي على الرغم ‏مما يذكر عنه في تلك المنتديات من عدم انتماءه للإسلام إلا أنه يخالفهم ‏في ذلك في حوارات صحفية منها حوار عندما كان يلعب في المنتخب ‏الفرنسي قبل اعتزاله قال فيه: أعيش حالة من التوتر قبل أي مباراة، مها ‏كانت المباراة بسيطة،بل إنني أقوم بالصلاة حتى قبل أن أدخل إلى الملعب ‏لقد نشأت في أسرة محافظة وملتزمة، دائمًا اعتز بالانتساب لهذه ‏الأسرة، فقد تعلمت من والدي، ومن قراءتي للتاريخ والأحداث أن الإسلام ‏هو دين التسامح. ورغم كل الحملات التي يتعرض لها حاليًا. وأنا أعيش ‏حياتي دون تعصب أو تطرف وبكثير من الاستقرار والسلام الداخلي من ‏الذات الذي ينعكس أيضًا في علاقاتي مع زملائي سواء في الملعب أو ‏خارجه، كما يؤكد عدد من الكتاب العرب على انتماء اللاعب للإسلام ‏يقول الكاتب عز الدين‎ ‎ميهوبي‎ ‎رئيس اتحاد كتاب العرب ورئيس اتحاد ‏كتاب الجزائر والإذاعــة‎ ‎الجزائرية‎ ‎في مقاله بعنوان (مونديال العجائب ‏وعجائب‎ ‎المونديال ‎)‎ولن تتوقف المسألة في هذا الموقع بل تعدته إلى أمر ‏آخر وهو أن‎ ‎معتنقي الإسلام بين نجوم فرنسا كثير مثل فرانك ريبيري ... ‏الذي أسلم ومتزوج من مغربية ومع ذلك فهو بشر قد يقع كغيره في ‏الأخطاء المخالفة للدين لكن الأهم تجديد التوبة، وفي حديث لجريدة ‏لوجورنال دو ديماش قال زيدان: إنه‎ ‎يتمسك بالدين‎ ‎الإسلامي‎، وأعرب في ‏نفس الوقت عن‎ ‎احترامه الشديد لوالده‎ ‎الذي يهتم بأداء الصلوات الخمس ‏في أوقاتها، غير أنه أعرب أيضاً عن رفضه‎ ‎التام لأي أفكار متطرفة على ‏أساس أن الدين الإسلامي هو دين السماحة والاعتدال‎ ‎والوسطية، وعلى ‏الرغم من اعترافه بأنه مع إسلامه لا يلتزم بأداء الواجبات الدينية يعني ‏مسلم بالهوية رغم تأكيده على اعتزازه بالإسلام، لكن هذا يجعله بحاجة ‏لمن يوضح له أهمية الالتزام بالواجبات الدينية وليس الدين مجرد انتماء بل ‏القيام بالواجبات الدينية التي أمر الله بها كل مسلم، لذا فهو يحتاج كبقية ‏المشاهير المسلمين إلى توطيد المراكز الإسلامية والمكاتب الدعوية في ‏بلدانهم العلاقة بهم وتوضيح بعض الأمور الخاطئة في حياتهم ليقودهم ‏إسلامهم في النهاية إلى السير إلى الطريق الصحيح.



جريدة المدينة - الجمعة 18 / 1 / 1432 هـ - العدد : 17411