
-
هدفي ومرادي
لقد كان أسبق من أعمل فكره في رحلة الزمان منذ بدء الخليقة حتى انتهاء الدوران نخبة صالحة واحدة هم الصفوة من العباد والخيرة من الخلائق رسل الله وأنبياؤه صلوات الله عليهم، ثم مَن اقتدى يهديهم واقتفى أثرهم بالتفكير ثم جعل سلوكيَّاتهم الإنسانية الكبرى نصب عينيه ومقاييس سلوكه في الحياة فتبعهم بإحسان، كذا تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. هؤلاء أرادوا الوصول بالأصول إلى مصدر هذه الأعاجيب الكونية منبع الجلال والجمال والكمال وموئل الفضائل كلها فاعتصروا عمرهم الثمين في السعي نحو المحبوب عظيم البهاء خالق كل جمال حتى سبحوا حّقًا في ملكوته وأقبلوا عليه إقباًلا متزايدًا متفجِّرًا فكانوا سادة الدنيا والآخرة، أْكِبرْ بهم وبمن
تابعهم للسعادات الكبرى.
لنحاول جميعًا التخلص من شراك محبة الدنيا المنغصة ولو قليلا بذكر الموت وأهواله لعلنا نخاف المصير، عندها نلقي بالدنيا الدنية من قلوبنا ونستطيع أن نتجه إلى الإله العظيم ولنجعل تفكرنا بآلائه زادًا يوميًا في الصباح وعند الغروب وبين الخلة والأحباب في البساتين والطرقات.. في الصيف أو الشتاء لعل خريف حياتنا يضحى ربيعًا فتبرق وجوهنا ببوارق الإيمان لعلنا نعقل هذا السبح فنجد أنفسنا تمجد الإله بصنعه يقظة ومنامًا فنتعداها إلى
التفكُّر والتأمُّل والنظر في قبورنا فيستحيل القبر روضًا من رياض الجنة بتحسُّن وصلاح إيماننا وأعمالنا عند مليك مقتدر، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
وأما أنت أيها الإنسان المكلَّف العظيم من بين كل الكائنات المسخَّرة لك، السائرة بعظمتها وجلالها من نجوم هي أكوان في وسعتها وضيائها وأنوارها الكبرى.. كلها تسبح بربِّها هائمة وهو يسبِّحها لتؤدي لك ما هي له خُصِّصت.. إلى غيرها من عوالم وعوالم كلها لخدمتك وكله سائر ضمن نظام.. أفليس للإنسان نظام يبلغ به
سعادته الكبرى وتمام الكمال!. فتعالى سبحانه ما أعظمه الذي جعل لكلِّ شيء في الكون نظامًا.. وأنت أيها الإنسان العظيم ألم يجعل لك نظامًا لقد جعل لك ترتيبًا عاليًا، فكرًا، بصرًا، سمعًا.. الإنسان ما أوَّله وما بدايته.. ثم نطفة في رحم أمه من ربَّاه وسوَّاه، ثم ولدت ووصلت لحد توقفت فيه عن النماء. إذا نظر وفكَّر بهذا عرف القانون، أما إذا َلحِقَ الدنيا واستهواها، عمي عن الحقائق.
بنظرة صحيحة بنفسك تعرف أنَّ لك مربيًا وأن يد المربِّي هي التي تُسيِّر الكون كله فتقول لا إله إلا الله حّقًا، قوًلا مبنياً على شهود نفسي قلبي فتستقيم.. عندها تتولَّد ثقة بنفسك أن الله راض عنك فتصلِّي نفسك حقيقة ويحصل لها ثقة بذاتها أن الله راض عنها فتدخل على الله وتكتسب منه الكمال وتتبدل الشهوات المنحطة بالطاعة والانكسار بين يدي الله.
-
الا كل شىء ما خلا الله باطل .
جزاك الله خيرا .
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات