ليس لديّ حظّ




إنه مما يتكرر سماعه و اللفظ به "ليس لديّ حظ " كلمة عظيمة لا يلقى لها بال ،

كلمة عظيمة حقا لو مزجت بماء البحر لمزجته

كيف يا عبد الله ، و ربي أعطاك من النعم ما لا يحصى ، ألم يخلقك سويا ألم يعطك

و يعطك و خير نعمة أنت فيها أنه هداك و اجتباك إلى الحق فكيف تكفر نعم الله

عليك ؟ …..

إنّ هذه اللفظة تبيّن أنّ العبد لم يعرف نفسه و لا ربه ، تجده في نعم

لا تحصى و يقول : إنّ مصابي عظيم و ليس لديّ حظ في أي شيء ، و كل الأبواب

مغلقة في وجهي و أنا في الشؤم دوما ، و لم أرى في حياتي هذه الخير أبدا ، و لا

أظن أنني سأكون في الخير يوما …. لأنه ليس لدي حظ



ابك على نفسك يا مسكين لأنك ضيعت نفسك بهذه الكلمة العظيمة

…. إن ربي لا يكلف نفسا إلا وسعها ، إن ربي لا يكلفنا ما لا نطيق فهو الرحمن

الرحيم و هو أرحم بك من نفسك فهو ارحم الراحمين و اعلم إن ما أصابنا من

خير فمن الله وحده و ما أصابنا من شر ، و ما يصيبنا و ما سيصيبنا من شر و

سوء من أنفسنا و مما اكتسبته أيدينا ، و الله يعفو عن كثير ، راجع نفسك تجد

انك تظلم نفسك بعصيانك لربك أو بارتكابك لذنب ما فعاقبك الله عليها




أوصيك بالتالي :


1) ابحث عن نعم الله تعالى التي أنعمك الله بها و صدقني لن تحصيها و احمده عليها ، فبالحمد على

النعم يزيد ربنا العبد نعما على نعم " و لإن شكرتم لأزيدنكم "

فإذا كان العبد لا يعرف نعم الله عليه و لا يشكره كيف يطمع أن يزيده الله من نعمه و فضله و يدفع

عنه السوء؟؟؟






2) أكثر من الاستغفار لذنوبك ، فنحن نعصي ربنا ليلا نهارا ، سرا وعلانية ،

فبالاستغفار يغفر الله الذنوب و يغدق عليك من النعم الدنيوية و الاخروية ، و

الحمد لله أنه لدينا رب يغفر الذنوب و هذه نعمة ،

تخيل لو كان الله لا يغفر الذنوب ...





3) تب إلى الله فلفظتك هذه تنافي الرضا بأقدار الله تعالى و تنافي أنك تعلم أن الله

حكيم و انه لا يظلم و انه حرم الظلم على نفسه و هذه الكلمة هي عين السخط

على الله ..





4) ادع الله ،فبدل ما أنك تسخط على الله ادع الله أن يرفع

البلاء عنك ، فالحمد لله أن ربنا قريب مجيب سميع ، ووعده حق قال

" ادعوني أستجب لكم"





5) اعلم أنك تكذب على الله ، ليس لديك حظ ... معناه أنك كذبت على الذي أعطاك

من النعم ما لا يحصى




6) اعلم أنه ممكن أنك ترى نفسك في السوء و لكن ذلك هو الخير لك و الله يعلم

و أنت لا تعلم فعسى ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا و

هو شر لكم




7) اعلم أن قولك هذا معناه أنك لا تحسن الظن بالله ، و ربنا قال في الحديث القدسي
" أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن عبدي بي ما شاء "


لقد أسأت إلى الله من عدة وجوه فاخش

على نفسك مما تقول ، واعلم أن ماقلته عظيم فابك على نفسك و استغفر الله




اللهم لك الحمد على نعمك الظاهرة و الباطنة ، أنا لا أحصي ثناء عليك أنت كما

أثنيت على نفسك ، فلك الحمد على الإسلام و لك الحمد على الإيمان و لك الحمد

حتى ترضى و لك الحمد إذا رضيت

منقول