
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيف العضب

بخصوص الهدف الثاني وهو :
محمد (:salla-s:) يطلب المال والثروة من خلال ادعائه النبوة .
نلاحظ من نفس الأحداث السابق ذكرها أن النبي (:salla-s:) رفض عرض المال والثروة رفضاً قطعياً حتى أنه لم يفكر أصلا في الأمر . وهذا وحده يفند فرضية : طلب المال والثروة من خلال ادعاء النبوة .
إضافة إلى هذا ومن جهة أخرى: لنلقِ نظرة على حياته كاملة قبل النبوة كيف كانت ؟
كان محمد (:salla-s:) تاجراً غنياً يجني الأرباح الطائلة من خلال تجارته بمال زوجته خديجة ... بل هي طلبته أصلاً للزواج إعجاباً به لما حققه من أرباح طائلة لم يحققها أي شخص آخر تاجر بمالها من قبل , ورأت في محمد (:salla-s:) صدق حديثه, وعظم أمانته, وكرم أخلاقه ... يعني هو كان ذا ثروة قبل أن يصبح نبياً ... فكيف يكون هدفه من ادعاء النبوة هو الثروة التي لم يطلبها قط أثناء نبوته ؟ بدليل أملاكه المتواضعة (وجميعنا يعلم أنه لو أراد الثروة والمال لحققها بإشارة من أصابعه !) .
وعاش محمد (:salla-s:) في منزل بلا اثاث أو رياش ! .. نعم , عاش النبي في منزل لا يعرف الأثاث ولا الرياش ، فلم يكن فيه بساط قط ، ولا كان يستر حيطانه من الطين شيء من الأصباغ بل ولا تسويه بالملاط .
ولما دخل على النبي عدي بن حاتم الطائي وهو ملك طيء وسيدهم وحبرهم ، وقد علق صليباً من الذهب في صدره ، واستضافه النبي إلى منزله لم يجد النبي ما يقدم لضيفه ليجلس عليه إلا وسادة واحدة من ليف وضعها النبي لضيفه ليجلس عليها، وجلس رسول الله على الأرض !
وكان منزله بلا مطبخ ولا نار ! .. فَلم يعرف بيت النبي مطبخاً قط ، ولا كان فيه فرن قط ، وكان يمر شهران كاملان ولا يوقد في بيت الرسول نار قط ، وكان يعيشون الشهر والشهرين على الماء والتمر فقط .. قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
كنا نتراءى الهلال والهلال والهلال ثلاثة أهلة في شهرين، ولا يوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار , قيل: فما كان طعامكم. قالت: الأسودان: التمر والماء !!
ولم يكن يجد آل محمد التمر في كل أوقاتهم، بل كان رسول الله يمضي عليه اليوم واليومين وهو لا يجد من الدقل (التمر الرديء) ما يملأ به بطنه .
ولم ير رسول الله (:salla-s:) الخبز الأبيض النقي قط ، وسأل عروة بن الزبير رضي الله عنه خالته عائشة رضي الله عنها :
هل أكل رسول الله خبز النقي؟ فقالت: ما دخل بيت رسول الله منخلاً قط، ولا رأى رسول الله منخلاً قط .. قال: فكيف كنتم تأكلون الشعير؟ قالت: كنا نطحنه ثم نذريه (مع الهواء) ثم نثريه ونعجنه . ومع ذلك فإن رسول الله لم يشبع من خبز الشعير هذا يومين متتالين حتى لقي الله عز وجل !!
وقالت أم المؤمنين رضي الله عنها:
ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتالين حتى مات رسول الله .. وكانت تمر الأيام على أبيات رسول الله ولا يجدون ما يأكلونه لا تمراً ولا شعيراً إلا الماء .. ومع ذلك فان رسول الله لم يشبع من خبز الشعير هذا يومين متتاليين حتى لقي الله عز وجل .. !!
وكان هدي النبي أن يلبس ما تيسَّر من اللباس. ولم يكن يميز نفسَه بلباس خاص عن بقية المسلمين، بل كان مَن لم يره مِن قبل لا يعرفه حتى يُشار إليه، ويُخْبَر أنه النبي ؛ لأنه لم يكن متميزًا مشهورًا بمظهره". ( "لباس الرجل" 1/ 611 و 612 ) .
و التاريخ يشهد لرسول الله أنه لم تكن له جياد يتفاخر بها أمام أصحابه ولا حرس ولا عربات ولا هتاف جمهور ... إلى يوم وفاته .
و الحق يقال أن النبي لم يفرض ضريبة على أحد .. و من يقول "الزكاة" فإنها فرض من الله على الأغنياء يعود للفقراء من المسلمين لا للنبي .
فتروي كتب السيرة ان رسول الله قبل وفاته بيوم واحد قد تصدق بسبعة دنانير كانت كل ما يملك . ووهب سلاحه للمسلمين وكانت درعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير، وذلك حتى لا يرثه احد فمعشر الأنبياء لا يورثون .
فعن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {
لا نورث , ما تركناه صدقة }. ( مسند أحمد 2/463 ).
وعن عائشة : {
أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي أردن أن يبعث عثمان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن , فقالت عائشة : أليس قال النبي : لا نورث , ما تركناه صدقة } . (البخاري 6730 ).
وقطعة الأرض التي كان يملكها النبي ولم يورثها لابنته فاطمة من أشهر الأدلة على ذلك .
كما أن النبي كان ينزل الأسواق مثله مثل الناس يبيع ويشتري ويعمل ليكسب رزقه ... ومن بيعه وشرائه ما ذكره الترمذي عن بيع النبي لقدح وحلس في السوق: (
وَقَالَ مَنْ يَشْتَرِي هَذَا الْحِلْسَ وَالْقَدَحَ فَقَالَ رَجُلٌ آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ ) .
قال رسول الله : "
ما أكل أحدٌ طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده" . وسُئل رسول الله ( عن أطيب الكسب؟ فقال: "
عمل الرجل بيده, وكل بيع مبرور") .. (مسند أحمد 4/173 ) .
فكان النبي يكره أن يكون متميزاً بين أصحابه وكان يمشي معهم في السوق ويعمل مثلهم ويلبس مثلهم .
إذن يتضح لنا أن فرضية طلب محمد (:salla-s:) للمال والثروة مرفوضة تماماًً بالأدلة والبراهين من حياته .
انتظر تعليقك محاوري المحترم , أو الإنتقال إلى الهدف الثالث والأخير .
المفضلات