
-
الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ
السلام عليكم
قال تعالى
(الرَّحْمَنُ # عَلَّمَ الْقُرْآنَ # خَلَقَ الْإِنسَانَ # عَلَّمَهُ الْبَيَانَ #"
الرحمن " آية عند الجمهور --والآية لا بدّ أن تكون جملة تامّة المعنى-- لذلك يمكن افتراض مضمر هنا كأن نقول "الله الرحمن" فتصير الرحمن خبر لمبتدأ هو الله
قبل أن نشرع نحن في تفسيرها وتفسير ما جاء بعدها نعود لما قاله علماؤنا الأكابر أئمة التفسير -
قال الطبري رحمه الله
(الرَّحْمَن أَيّهَا النَّاس بِرَحْمَتِهِ إِيَّاكُمْ عَلَّمَكُمُ الْقُرْآن , فَأَنْعَمَ بِذَلِكَ عَلَيْكُمْ , إِذْ بَصَّرَكُمْ بِهِ مَا فِيهِ رِضَا رَبّكُمْ , وَعَرَّفَكُمْ مَا فِيهِ سَخَطُهُ , لِتُطِيعُوهُ بِاتِّبَاعِكُمْ مَا يُرْضِيهِ عَنْكُمْ , وَعَمَلكُمْ بِمَا أَمَرَكُمْ بِهِ , وَبِتَجَنُّبِكُمْ مَا يُسْخِطهُ عَلَيْكُمْ , فَتَسْتَوْجِبُوا بِذَلِكَ جَزِيل ثَوَابه , وَتَنْجُوا مِنْ أَلِيمِ عِقَابِهِ . )-
ولنر ما قال إبن عاشور
(وجيء بالمسند فعلاً مؤخراً عن المسند إليه لإِفادة التخصيص، أي هو علَّم القرآن لا بشرٌ علمه وحذف المفعول الأول لفعل { علم القرآن } لظهوره، والتقدير: علّم محمداً صلى الله عليه وسلم لأنهم ادعوا أنه معلَّم وإنما أنكروا أن يكون معلِّمه القرآن هو الله تعالى وهذا تبكيت أول)
ومعنى كلامه ---أنّهم كانوا يقولون عن محمد عليه الصلاة والسلام "{ إنما يعلمه بشر }
فنزلت هذه الآيات بهذه الصياغة لتفيد التخصيص بأنّ معلم الرسول القرآن هو الله تعالى بواسطة الوحي ولم يعلمه بشر القرآن كما يدّعون--
أيّ بجملة تفسيرية نقول "الله الرحمن هو فقط الذي علّم محمدا القرآن"
وقد اخترت أن يكون المُعلّم محمدا عليه الصلاة والسلام لمناسبة ذلك
مع كونهم كانوا يقولون (إنّما يعلّمه بشر)
وقال إبن عاشور معللّا البداية بنعمة تعليم القرآن على النّعم الأخرى في هذه السّورة
(وقد عدد الله في هذه السورة نعماً عظيمة على الناس كلهم في الدنيا، وعلى المؤمنين خاصة في الآخرة وقدم أعظمها وهو نعمة الدين لأن به صلاح الناس في الدنيا، وباتباعهم إياه يحصل لهم الفوز في الآخرة. ولما كان دين الإسلام أفضل الأديان، وكان هو المنزّل للناس في هذا الإِبَّان، وكان متلقى من أفضل الوحي والكتب الإِلهية وهو القرآن، قدمه في الإِعلام وجعله مؤذناً بما يتضمنه من الدين)
وبالفعل فالقرآن هو أعظم نعمة ينعمها الله علينا --بعد خلقه لنا وتعليمنا البيان أي القدرة على الفهم والتفهيم
منقول
المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان. |
تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
http://www.attaweel.com/vb
ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة عبد مسلم في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 19-08-2009, 11:59 PM
-
بواسطة المهتدي بالله في المنتدى فى ظل أية وحديث
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 29-09-2005, 03:47 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات