السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
اقتباس
الاسم يُعبِّر عن حالة تاريخية في مرحلة معيَّنة، الاسم الأكثر شهرةً لمجموعة من الصليبيين عمِلوا قُبيْل الحملات الصليبية على بيت المقدس، تحت ستار العمل الخيري، وهم من الكاثوليك، ويمكن اعتبارهم طليعةً كان قد أرسلها بابا الكاثوليك إلى بيت المقدس، قبل الحروب الصليبية، وكتمهيد لها، فقد بدأ ظهورُهم على مسرح الأحداث عام 1070، أي قبل الحرب الصليبية بحوالي (25) عاماً، بدأ ظهورهم في ذلك الوقت كهيئة خيرية، أسّسها عددٌ من الإيطاليين؛ لرعاية الحجاج الكاثوليك في مستشفى القديس يوحنا، قرب كنيسة القيامة ببيت المقدس. وكانوا يسمَّوْن "فرسان المستشفى"، وكان هناك جماعات مماثلة في بيت المقدس تقوم بنفس المَهمَّة، تمهيداً للغزو الصليبي، مثل فرسان المعبد، فلما جاءت الحملات الصليبية قام هؤلاء بدور خبير في المعارك والاستخبارات، بل في المذابح؛ لأنهم كانوا يحملون عنصرية وكراهية شديدة للمسلمين. وبعد هزيمة الصليبين في موقعة حطين عام 1187 تمّ إخراجُهم نهائياً من الشام عام 1291 بسقوط عكّا وطرْدِ الصليبين منها. وخرج هؤلاء الفرسان إلى بلاد أخرى مثل رودس ومالطة وإيطاليا وغيرها، وسيطروا على بعض جزر البحر المتوسط: ومنها مالطة، ثم طُردوا منها، بعد أن حمَلوا اسم "فرسان مالطة"، ودخلوا في معارك مع المسلمين..المهم أنه انتهى الأمر بهم إلى أن اتّخذوا من روما مقرًا لهم، ولكنهم استطاعوا أن يُقيموا تنظيماً دولياً يضمّ فرساناً ومتطوعين، يحملون الحُلْم الصليبي التقليدي في العودة إلى بيت المقدس وتحطيم العالم الإسلامي، ولهم رمز مميز، هو صليب أبيض معلَّق بحبل أسود.
تم اول ظهور معروف لفرسان مالطة لاول مرة عام 1070م، تحت ستار الخير والاحسان كهيئة خيرية، أسسها بعض التجار الإيطاليين لرعاية الحجاج، في مستشفى (القديس يوحنا) قرب كنيسة القيامة ببيت المقدس، وظل هؤلاء يمارسون عملهم في ظل سيطرة الدولة الإسلامية، حيث أطلق عليهم "فرسان المستشفى" Hospitallers تمييزاً لهم عن هيئات الفرسان التي كانت موجودة في القدس آنذاك مثل "فرسان المعبد"(فرسان الهيكل)
عندما قامت الحملة الصليبية الأولى 1097 م، وتم الاستيلاء على القدس أنشأ رئيس المستشفى (جيرارد دي مارتيز) تنظيماً منفصلاً أسماه "رهبان مستشفي القديس يوحنا" وهؤلاء بحكم درايتهم بأحوال البلاد ومعرفتهم فيها قدموا مساعدات قيمة ومؤثرة للصليبيين، وخاصة بعد أن تحولوا إلى النظام العسكري بفضل (ريموند دو بوي) الذي أعاد تشكيل التنظيم على أساس عسكري مسلح بمباركة كاملة من البابا (أنوست الثاني) 1130، ويكاد يجمع الكثير من الباحثين والمورخين الغربيين إن الفضل الاول لبقاء مدينة القدس في يد الصليبيين مدة طويلة واستمرار الحيوية والقوة والفعلية في الجيوش الصليبية يعود بالأساس إلى الهوسبتاليين أي (فرسان مالطا) بجانب الوجه الاخر لهذه المنظمة فرسان المعبد والتي عملوا بجانبها لتحقيق اهداف الصليبيين.
لم يلبث أولئك أن دخلوا تحت لواء النظام الكنسي ورعايته المعروف في غرب أوروبا آنذاك ، وصاروا يتبعون بابا روما مباشرة بعد أن اعترف البابا (باسكال الثاني) بتنظيمهم رسميًا في 15 فبراير 1113 م.
منحهم البابا صلاحيات واسعة ولم يكن يتدخل في سلطاتهم الدينية. إذ جاءت موافقة البابا على رعايتهم بعد أن جهزوا أسطولاً بحرياً في شرق البحر الأبيض المتوسط ضمن الحروب الصليبية للدفاع ـ كما يزعمون ـ عن آخر معاقل المسيحية التي بدأت تتساقط في الدول الإسلامية، وبذلك شنوا هجمات على مصر وسوريا وحاولوا استرداد رودس، وبعد ستة أشهر من الحصار والقتال الشرس ضد الأسطول وجيش السلطان سليمان استسلم الفرسان
بعد هزيمة الصليبيين المدوية في معركة حطين عام 1187 م، على يد صلاح الدين الأيوبي، هرب الفرسان الصليبيون وتفرقوا في البلاد الأوروبية.. وبسقوط عكا 1291 م وطرد الصليبيين نهائيًا من الشام اتجهت مجموعات الفرسان وتشكيلاتها إلى نقل نشاطها لميادين أخرى. وبينما نزح فلول فرسان المعبد" إلى جنوب أوروبا وخاصة فرنسا، حيث قضى عليهم فيليب الرابع فيما بعد (1307: 1314 م) ومع ان فرسان المعبد تم القضاء عليهم ، ظل فرسان الهوسبتالية ( فرسان مالطا ) موجودون حتى اليوم.
ظلوا يتنقلون بين البلاد إلى أن استقروا في قبرص 1291 م، ومن قبرص استمروا في قتال ومناوشة المسلمين العابرين للبحر بسفنهم ، ومارسوا أعمال القرصنة ضد سفن المسلمين، واستولوا على كثير منها بعد ان تم قتل جميع ركابها إلا أن المقام لم يطب لهم هناك فعمد رئيسهم (وليم دي فاليت) للتخطيط لاحتلال (رودس) وأخذها من العرب المسلمين خاصة وانهم يملكون قوة وثروة لايستهان بها جمعوها من قرصنتهم على السفن الاسلامية وهو ما قام به أخوه وخليفته (توك دي فاليت) في حرب اعتبرها صليبية (1308 - 1310) ليصبح اسم الفرسان الجديد (النظام السيادي لرودس) أو (النظام السامي لفرسان رودس). وفي (رودس) أنشأ تنظيم الهوسبتاليين مراكزه الرئيسة وازدادت قوته ونفوذه خاصة بعد أن تم حل تنظيم فرسان المعبد والقضاء عليه من قبل ملك فرنساء و الت اليه الكثير من ثروات هذا التنظيم .
وفي مرحلة لاحقة ولأن أرض رودوس كانت بمثابة نقطة استراتيجية هامة، فقد عمد العثمانيون المسلمون بدورهم للإستيلاء عليها خصوصا مع تزايد قرصنة فرسان مالطا الصليبيون لسفنهم كما اسلفنا وذلك بعد حصار طويل ومستمر لفترتين زمنيتين (1310، 1480) مما أجبر رئيسهم فيليب ري ليل آدام على الإستسلام للعثمانيين في 1522 والهجرة عن الجزيرة في أول يناير 1523 بين عدة مدن منها: (سيفليل إسبانيا) و(كاندي سيلان) و(روما إيطاليا)، وبعد أن ضاقت بهم الأرض بما رحبت منح الملك (شارك كنت) للهوسبتاليين السيادة على جزيرة مالطة في 24 مارس 1530. وقد صدق البابا (كليمنت السادس) على ذلك في 25 إبريل 1530 واعطى مباركته ومن ثم أصبح النظام يمتلك مقرًا وأقاليم جديدة وثابته أدت إلى تغيير اسمه في 26 أكتوبر 1530 م إلى "النظام السيادي لفرسان مالطة" ومنذ ذلك الوقت أصبحت مالطة بمثابة وطنهم الثالث، ومنها استمدوا أسمهم "فرسان مالطة" .
استطاع رئيسهم (جان دي لافاليت) أن يقوي دفاعات مالطا ضد العثمانيين مصدر خوفهم الرئيسي وأن يبني مدينة (فاليتا - عاصمة مالطا حاليا) التي أطلق عليها اسمه وكان مما ساعد على ترسيخ وجودهم في مالطا وبقائهم واستمرارحياتهم وقوع معركة (ليبانتوا) البحرية 1571م، بين الروم والعثمانين الذين هزموا فيها مما أبعد خطر العثمانيين ووفر لنظام الفرسان جواً من الهدو والاستقرار
وقد تميز هذا النظام منذ إقامته في مالطة بعدائه المستمر والشديد للاسلام و المسلمين وما قرصنته لسفنهم الا صورة من صور هذا الحقد حتى انهم كونو منها ثروة لايستهان بها (ينفقون منها حاليا على أعمالهم المعادية للاسلام كما سنبين لاحقا) ولاسيما في الحصار التاريخي 1565 الذي انتهى بمذبحة كبيرة للعثمانيين. وظل النظام في مالطا تحت حماية إمبراطور الدولة الرومانية والكرسي الرسولي والكنيسة وفرنسا وإسبانيا وانتشر سفراؤه في بعض الدول وهو ما كان يعني اعترافًا بالسيادة الشخصية للسيد الكبير للنظام أو "رئيس الفرسان".
مع قيام الثورة الفرنسية 1789 وغزو الفرنسيين إيطاليا فقد الفرسان الصليبيون ممتلكاتهم وامتيازاتهم في فرنسا وإيطاليا، وانتهى بهم الأمر بفقد مقرهم ايضا في جزيرة مالطا نفسها حيث طرهم منها نابليون أثناء حملته على مصر عام 1798 م
وبحلول 1805 أصبح الفرسان بلا رئيس حاكم، ومنذ 1834 ونظام الفرسان يمارس شؤونه من روما بصفة رسمية باسم "العمل الخيري" وتحت هذا الستار وفي نطاق المستشفيات حتى أصبح نظامهم أشبه بهيئة طبية تدعي طريق المساعدة وحب عمل الخير لكن الوجه الحقيقي يسيطر عليها الروح الصليبية الحاقدة ، وقد أخذوا في التوسع حتى فتحوا جمعية لهم في الولايات المتحدة 1926م بما جمعوه من ثروات واموالمن قرصنتها .
استقرت منظمة فرسان مالطا فيما بعد نهائيًا في الفاتيكان ( راس *********، وأصبح رمزها (صليب أبيض معلق بحبل أسود) ولذلك عرفوا بفرسان الصليب الأبيض. ودائماً ما يرتدي أعضاؤها ملابس بيضاء عليها صليب أحمر، ويضعون على رؤوسهم أقنعة لا يظهر منها سوى العينين والأنف والفم.
تمثلت دعوة المنظمة السرية (فرسان مالطا) في العودة إلى الأصول الكاثوليكية، حتى أن تحالفهم مع منظمة (الكو ـ كلوكس ـ كلان) الإرهابية العنصرية، التي كانت تطالب بالدفاع عن المذهب الكاثوليكي وعن سيادة الرجل الأبيض ومنع مساواة المواطنين السود مع البيض في أمريكا. كان بدوافع الاضطهاد الديني بالاساس نايعا من حقدهم على الاسلام قبل أن يكون (اضطهاد عنصري كما اشيع) على اعتبار وحسب مصادرهم أن أصل هؤلاء السود والآسيويين (الذين تم جلبهم إلى أمريكا عن طريق تجارة الرقيق) يعود إلى أفريقيا وآسيا حيث غالبية السكان يدينون بالدين الإسلامي آنذاك (قبل حملات التنصير فيما بعد) هذا فضلاً عن أن هؤلاء السود والآسيويين جاؤوا من المناطق التي سبق أن طُرد منها هؤلاء المجرمون العنصريون دينيًا وعقائديا ، وهو سبب كافٍ لاضطهادهم وتعذيبهم وقتلهم واستمرار الحقد عليهم وتفريغ شحنات الغضب فيهم.

شعار فرسان مالطة
الشكل الأبرز في الشعار. هو النسر ذو الرأسين. . حيث يشرأب الرأس الأول بعنقه صوب شرق الأرض. بينما يتجه الرأس الآخر صوب غربها. . وتمسك اليد اليمنى للنسر بصولجان الحكم. بينما تتحكم قبضته الأخرى بكوكب الأرض. وفي القلب صليب ذو ثمانية رؤوس. وهو الصليب الذي تمسكت به تنظيمات (فرسان مالطا) منذ 927 عاما. وتعلو الشعار أربعة تيجان ترمز للقارات الأربعة التي كانت معروفة آنذاك. قبل اكتشاف القارات الجديدة (أمريكا الشمالية والجنوبية واستراليا).

بابا الفاتيكان الحالي يستقبل رئيس فرسان مالطة وهو بزيه العسكري
للمزيد :
د. عبد الحسين شعبان. ( حقيقة فرسان مالطا )
موقع حكومة (فرسان مالطا) على الشبكة
هارون يحيى. ( الماسونية العالمية )
الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة ). دار الندوة
د. محمد مورو. ( فرسان مالطا. الحروب الصليبية لم تتوقف )
فرسان مالطا . . تاريخ القتل المأجور لجيرمي سكيل
الماسونيه ماضيها وحاضرها، سعيد الجزائري.
تاريخ الجمعيات السرية والحركات الهدامة، عنان محمد عبد الله.
الماسونية والمنظمات السرية ماذا فعلت؟ ومن خدمت؟ عبد المجيد همو.
تاريخ الحروب الصليبية لزكار
المفضلات