
-
الرد على شبهة عدم الافتخار بالاباء في الجاهلية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي أوفاجر شقي الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب
http://www.dorar.net/enc/hadith/%E2%...8%AD%D9%85+/+p
ما معنى الحديث؟؟
جزاكم الله خيرا
اللهم احفظ المسجد الاقصى وارزقنا صلاة فيه
-
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال المباركفوري في تحفة الاحوذي:-
قَوْلُهُ : ( أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ )
الْمَدَنِيُّ
( عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ )
الْمَقْبُرِيِّ .
قَوْلُهُ : " لَيَنْتَهِيَنَّ"
بِلَامٍ مَفْتُوحَةٍ جَوَابُ قَسَمٍ مُقَدَّرٍ أَيْ وَاللَّهِ لَيَمْتَنِعَنَّ عَنْ الِافْتِخَارِ
" أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمْ الَّذِينَ مَاتُوا"
أَيْ عَلَى الْكُفْرِ وَهَذَا الْوَصْفُ بَيَانٌ لِلْوَاقِعِ لَا مَفْهُومَ لَهُ وَلَعَلَّ وَجْهَ ذِكْرِهِ أَنَّهُ أَظْهَرَ فِي تَوْضِيحِ التَّقْبِيحِ ، وَيُؤَيِّدُهُ مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ مَرْفُوعًا : " مَنْ اِنْتَسَبَ إِلَى تِسْعَةِ آبَاءٍ كُفَّارٍ يُرِيدُ بِهِمْ عِزًّا وَكَرَمًا كَانَ عَاشِرُهُمْ فِي النَّارِ
" إِنَّمَا هُمْ"
أَيْ آبَاؤُهُمْ
" فَحْمُ جَهَنَّمَ"
قَالَ الطِّيبِيُّ : حَصْرُ آبَائِهِمْ عَلَى كَوْنِهِمْ فَحْمًا مِنْ جَهَنَّمَ لَا يَتَعَدَّوْنَ ذَلِكَ إِلَى فَضِيلَةٍ يَفْتَخِرُ بِهَا
" أَوْ لَيَكُونُنَّ"
بِضَمِّ النُّونِ الْأُولَى عَطْفًا عَلَى لَيَنْتَهِيَنَّ وَالضَّمِيرُ الْفَاعِلُ الْعَائِدُ إِلَى أَقْوَامٍ وَهُوَ وَاوُ الْجَمْعِ مَحْذُوفٌ مِنْ لَيَكُونُنَّ وَالْمَعْنَى أَوْ لَيَصِيرُنَّ
" أَهْوَنَ"
أَيْ أَذَلَّ
" عَلَى اللَّهِ"
أَيْ عِنْدَهُ
" مِنْ الْجُعَلِ "
بِضَمِّ جِيمٍ وَفَتْحِ عَيْنٍ وَهُوَ دُوَيْبَةٌ سَوْدَاءُ تُدِيرُ الْغَائِطَ يُقَالُ لَهَا الْخُنْفُسَاءُ
قَوْلُهُ : " الَّذِي يُدَهْدِهُ الْخِرَاءَ"
أَيْ يُدَحْرِجُهُ
" بِأَنْفِهِ "
صِفَةٌ كَاشِفَةٌ لَهُ وَالْخِرَاءُ بِكَسْرِ الْخَاءِ مَمْدُودًا وَهُوَ الْعُذْرَةُ وَالْحَاصِلُ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَّهَ الْمُفْتَخِرِينَ بِآبَائِهِمْ الَّذِينَ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِالْجُعَلِ ، وَآبَاءَهُمْ الْمُفْتَخَرَ بِهِمْ بِالْعُذْرَةِ ، وَنَفْسَ اِفْتِخَارِهِمْ بِهِمْ بِالدَّهْدَهَةِ بِالْأَنْفِ ، وَالْمَعْنَى أَنَّ أَحَدَ الْأَمْرَيْنِ وَاقِعٌ أَلْبَتَّةَ إِمَّا الِانْتِهَاءُ عَنْ الِافْتِخَارِ أَوْ كَوْنُهُمْ أَذَلَّ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الْجُعَلِ الْمَوْصُوفِ
" إِنَّ اللَّهَ أَذْهَبَ"
أَيْ أَزَالَ وَرَفَعَ
" عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ"
بِضَمِّ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ الْمُشَدَّدَةِ وَفَتْحِ التَّحْتِيَّةِ الْمُشَدَّدَةِ أَيْ نَخْوَتَهَا وَكِبْرَهَا ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْعُبِّيَّةُ الْكِبْرُ وَالنَّخْوَةُ وَأَصْلُهُ مِنْ الْعَبِّ وَهُوَ الثِّقَلُ يُقَالُ : عُبِّيَّةٌ وَعِبِّيَّةٌ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا
" وَفَخْرَهَا"
أَيْ اِفْتِخَارَ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فِي زَمَانِهِمْ
" إِنَّمَا هُوَ"
أَيْ الْمُفْتَخِرُ الْمُتَكَبِّرُ بِالْآبَاءِ
" مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ"
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ أَنَّ النَّاسَ رَجُلَانِ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ فَهُوَ الْخَيْرُ الْفَاضِلُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَسِيبًا فِي قَوْمِهِ ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ فَهُوَ الدَّنِيءُ وَإِنْ كَانَ فِي أَهْلِهِ شَرِيفًا رَفِيعًا ، اِنْتَهَى . وَقِيلَ مَعْنَاهُ : إِنَّ الْمُفْتَخِرَ الْمُتَكَبِّرَ إِمَّا مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ فَإِذَنْ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَكَبَّرَ عَلَى أَحَدٍ أَوْ فَاجِرٌ شَقِيٌّ فَهُوَ ذَلِيلٌ عِنْدَ اللَّهِ وَالذَّلِيلُ لَا يَسْتَحِقُّ التَّكَبُّرَ ، فَالتَّكَبُّرُ مَنْفِيٌّ بِكُلِّ حَالٍ " النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ " أَيْ فَلَا يَلِيقُ بِمِنْ أَصْلُهُ التُّرَابُ النَّخْوَةُ وَالتَّجَبُّرُ أَوْ إِذَا كَانَ الْأَصْلُ وَاحِدًا فَالْكُلُّ إِخْوَةٌ فَلَا وَجْهَ لِلتَّكَبُّرِ لِأَنَّ بَقِيَّةَ الْأُمُورِ عَارِضَةٌ لَا أَصْلَ لَهَا حَقِيقَةً ، نَعَمْ الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ وَهِيَ مُبْهَمَةٌ فَالْخَوْفُ أَوْلَى لِلسَّالِكِ مِنْ الِاشْتِغَالِ بِهَذِهِ الْمَسَالِكِ .
قَوْلُهُ : ( وَفِي الْبَابِ عَنْ اِبْنِ عُمَرَ )
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْحُجُرَاتِ
( وَابْنِ عَبَّاسٍ )
أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي مُسْنَدِهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ عَنْهُ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَفْخَرُوا بِآبَائِكُمْ الَّذِينَ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ . فَوَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَمَا يُدَحْرِجُ الْجُعَلُ بِأَنْفِهِ خَيْرٌ مِنْ آبَائِكُمْ الَّذِينَ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ " .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ )
وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ حِبَّانَ .
والله اعلم واحكم
سَلامٌ مِنْ صَبا بَرَدى أَرَقُّ ....ودمعٌ لا يُكَفْكَفُ يا دمشقُ
ومَعْذِرَةَ اليراعةِ والقوافي .... جلاءُ الرِّزءِ عَنْ وَصْفٍ يُدَّقُ
وذكرى عن خواطرِها لقلبي .... إليكِ تلفّتٌ أَبداً وخَفْقُ
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة باحث نزيه في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 07-04-2015, 11:09 PM
-
بواسطة مجاهد في الله في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 20
آخر مشاركة: 22-08-2014, 10:27 PM
-
بواسطة ab-18 في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 7
آخر مشاركة: 15-09-2011, 01:32 AM
-
بواسطة ismael-y في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 14-04-2010, 05:49 PM
-
بواسطة عطاء الله الأزهري في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 29-07-2007, 08:19 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات