ظاهرة العزوف عن الزواج

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

ظاهرة العزوف عن الزواج

النتائج 1 إلى 10 من 20

الموضوع: ظاهرة العزوف عن الزواج

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    16-04-2025
    على الساعة
    01:13 PM

    افتراضي ظاهرة العزوف عن الزواج

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ظاهرة العزوف عن الزواج

    سماحة الشيخ : عبد العزيز آل الشيخ

    أمّا بعد: فيا أيّها النّاس، اتّقوا الله - تعالى - حقَّ التقوى.


    عبادَ الله، شريعةُ الإسلام رغّبت المسلمين في الزّواج وحثّتهم على ذلك، وَأَنْكِحُواْ الأيَـامَى مِنْكُمْ وَالصَّـالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِن يَكُونُواْ فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " [النور: 32].


    وأُرشِد الرجال العاجزون عن الزّواج إلى العفّة عن محارم الله والصّبر على ترك المحرّمات رجاءَ الفرَج من ربّ العالمين، " وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ " [النور: 33].


    أيّها المسلمون، وقد بيّن الله - جل وعلا - الحكمةَ من الزّواج بقوله: " وَمِنْ ءايَـاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْو?جًا لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَـاتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " [الروم: 21].


    أيّها المسلمون، ممّا يؤسَف له عزوفُ بعضِ شبابِنا أو بعض فتياتنا عن الزّواج وزهدُهم في ذلك وعدَم رغبتِهم فيه، وكلٌّ يعلِّل لنفسه ويبرّر موقفَه.


    فالفتاة المسلمَة العازفةُ عن الزّواج تبرّر موقفَها أحيانًا بأمورٍ عندما يناقِشها المسلمُ حقًّا يراها أمورًا غيرَ كافية وأمورًا غيرَ مقنِعة للإعراض عن هذه النّعمة العظيمة، ذلكم أنّ الزواج سببٌ لتحصين الفرج وسببٌ لغضِّ البصَر وسكونٌ للنّفس وطمأنينة في القلب وراحةُ بالٍ وحياة سعيدةٌ ينعَم بها كلٌّ من الشّاب والفتاة. وتلك المبرّرات إذا عرَضتها عرضًا صحيحًا وجدتها مبرّراتٍ غيرَ لائقة، وليست سببًا قويًّا يُعزف عن الزّواج، بل هي أسباب ضعيفةٌ لا اعتبارَ لها في الحقيقة.

    فالفتاة المسلمةُ تعزف عن الزّواج وتزهَد فيه وتبرِّر موقفَها أنّها فتاة طموحةٌ في التّعليم، تريد مواصلةَ الدّراسة، وتتخطّى كلَّ العقبَات، وتقطع كلَّ مراحِل التّعليم، بل تمضِي إلى ما فوقَ ذلك، وترى أنّ الزواجَ عائق لها، وأنّ الزواج مانعٌ لها، وذاك تصوّرٌ خاطِئ بلا شكّ، فما الدّراسة مانعةٌ مِن الزّواج، وما هي معوِّقة عن الزّواج، بل منافع الزّواج وفوائدُه كثيرة جدًّا، وبإمكان الفتاةِ المسلمة أن تجمَع بين الأمرَين، وذاك ميسَّر عند النيّة الصّادقة وعندما تتخطّى تلك العقباتِ التي تقف في طريقها، وترى أنّ الزواجَ خيرٌ كثير لها؛ لأنّ هذه الفتاة المسلمةَ ربّما يمضي ثلثُ عمرها أو أكثر، تأخذ ثلاثَ عقود من عمرها، وربّما تزداد، فيعرِض عنها ويزهَد فيها الخطّاب، وتندَم ولات ينفع ندمُها.

    فالمرأة المسلمةُ لا ينبَغي لها أن يكونَ هذا عائقًا لها، بل تقدِم على الزّواج إذا تقدّم لها الكفءُ من الرّجال، وتحمد الله على هذهِ النّعمة، وبإمكانِها بتوفيقٍ من الله أن تواصلَ تعليمها، وليس هذا بعائقٍ عن التعليم لمن كانت جادّةً في طلب أمورها.

    ومرّة أخرى تبرِّر الفتاة المسلمة زهدَها عن الزّواج بالنّظر الماديّ المحض، فهي قد تنظر إلى مَن عنده المالُ الكثير، ولا ترغب إلاّ فيمن تراه موفِّرًا لها كلَّ ما تريده وكلَّ ما تهواه، وأنّ الزوجَ الذي قد يقصر عن بعضِ الأمور لا تريده زوجًا لها، إذًا تفترِضُ صفاتٍ معيّنة، وقد يكون فيما تريده ضررٌ عليها، فهي لا تنظر إلى الزّوج من حيث الأخلاق والقيَمُ والسلوك وحُسن الرّعاية والاستقامةُ على الطّريق المستقيم، بل تنظر إليه أحيانًا النّظرَ الماديّ المحض الذي قد يكون سببًا لشقائها معه من حيث لا تشعر. لا شكّ أنّ المالَ مطلوب وأنّ غِنى الزّوج مطلوب، ولكن ليكن ذلك بالحدود المعقولةِ شرعًا.

    فالفتاة المسلمةُ سعادتُها مع دين الله في حصول زوج صالحٍ يعفّها، وتعيش تحت ظِلاله بتوفيقٍ من الله ورحمة.

    أيّها الإخوة المسلمون، ومرّةً أخرى تعلِّل الفتاة المسلمةُ زهدَها عن الزّواج بعلّة أخرى، وهي أنّها لا تريد إلاّ شخصًا معيّنًا، وربّما انقدح في ذهنِها أشياء معيّنة، فيكون لها موقِف، ولأهلها موقِف، وتضيعُ الفتاة في سبيل بعضِ التنطُّعات التي لا داعيَ لها، والفتاة المسلمة لو تأمّلت في أمرها حقَّ التأمُّل لعلِمت أنّ الزواج سبب لصيانتِها وسببٌ لعفّتها وراحةِ بالها، وأنّ المرأة التي يمضي عليها عمرُها ولم تتزوّج أنّها تندم في آخر عمرها، وتتمنّى زوجًا يكفلها، وتتمنّى ولدًا صالحًا يكون فيه خيرٌ لها ولعفّتها ولصيانتِها ولخدمتِها وللقيام بواجبها، وترى مَن حولها مِن فتياتٍ ينعمنَ بالبنين والبنات، وهي تركَت الزّواج لِعَللٍ واهية، ولم يكن من آبائها وأمّهاتها من يكون سببًا لتوجيهها وإرشادِها وتبيين طريقِ الصّواب لها.


    وربّما منعَ الأب زواجَ الفتاة ليرغِمها على من يَهوى هو ومَن يرغب هو، إمّا قريب، يقول: لا يمكن أن تخرجَ الفتاة عن بيتِنا، ولا يمكن أن يتزوّجها غيرُ فلان وفلان، فيحجر عليها انتظارًا لهذا أو هذا، وقد تكون الفتاةُ لا ترغب في ذلك، فإمّا أن يجبرَها على مراده، وإمّا أن يعطّلها مِن الزّواج عصبيةً جاهلية وحميّة جاهليّة ما أنزل الله بها مِن سلطان.




    أيّها الشّباب المسلم، وشبابُنا المسلم يوجَد فيهم عزوفٌ عن الزّواج أحيانًا، فبعضهم يعزف عن الزّواج لا لقلّةِ المال بيده، ولكن يريد أن يمضِي عليه عقودٌ أربعة وهو مشغول بلهوه، متمتِّع بمعاصِيه، صادّ عن الطريق المستقيم، يرى أنّ الزواجَ حاجز له عن أن يذهبَ هنا وهناك، ويرى أنّ الزواجَ يلزمه بالقيام بالواجب، وهذا لا يريد الالتزامَ بأيّ واجب، ولا التقيّدَ بأيّ عمل، يريد أن يكونَ حرًّا، يسافر متى ما شاء، ويسهَر كيف يشاء، ويصاحب من يشاء، بلا قيدٍ ولا شرط. وهذا ـ أخي الشابّ المسلم ـ أمرٌ لا يجوز لك، هذا أمرٌ لا يصحّ لك، فيمضي وقتُك، ويمضي قِسم من عمرك وأنت في لهوِك ولعِبك، فاتّق الله في نفسك، وحصّن نفسَك بزواجٍ طيّب، بالحلال الذي أباح الله لك؛ لتكونَ سعيدًا في دنياك وآخرتِك بتوفيقٍ من الله، فلربّما [رزقك] الله أولادًا صالحين، يكون فيهم السّعادة لك في الدّنيا والآخرة.

    أيّها المسلمون، وكم يُسبِّب غلاءُ المهور تعطيلَ بعض شبابنا عن الزّواج، وكم تسبِّب الشروط التي يشرِطها الأب أو الأمُّ فتثقل كاهلَ الزوج، فيحجم عن الزّواج، وينتظر الفرَج، متى ما يحصّل هذا المهرَ الكثير والمطالِب المتعدِّدة، والمجتمَع المسلم مطالبٌ بأن يكون مجتمعًا متعاونًا على الخير والتقوى، مجتمَعًا متعاونًا على البرّ والتقوى، يسعى في تذليل أمر الزّواج وتذليلِ الصِّعاب أمام الزّوج، وأن لا يكلَّف ما لا يطيق، وأن يُقتصَر في الأمور على المهمّات، وأن يكونَ النّاس بعيدين عن السّرَف والتبذير في أمور زواجهم، ويسلكوا الطريقَ المستقيم، فذاك ينفع أبناءَهم وينفع بناتِهم، فيكون المجتمع مجتمعًا متعاوِنًا على البرّ والتقوى.

    وكم نسمَع من مهورٍ غالية، وكم نسمَع من ولائمَ يُنفَق عليها الأموال، وكم وكم من شروطٍ ثقيلة، لكن المجتمع المسلم عندما يكون بينَه تعاونٌ على هذا الأمرِ المهمّ وتذليل الصعاب وتسهيل الأمور فإنّها مصلحة عامّة للمجتمع بأسرِه.


    أسأل الله لي ولكم التوفيقَ والسّداد والعونَ على كلّ خير.


    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنّه هو الغفور الرحيم.

    أيّها الشابّ المسلم، إنّ نبيّنا وعد مَن أراد الزّواج لأن يُعفَّ نفسه أنّ الله سيعينه على مهمَّته، وسيكون الله عونًا له في كلّ ما أهمَّه. إذًا فاطلُب عونَ الله، واطلب فضلَ الله، وابتغِ الزواجَ، واحرص عليه، يقول نبيّنا: ((ثلاثة حقٌّ على الله عونُهم))، ذكر منهم: ((المتزوّج يريد العفاف))[2]. فالله سيعينه، واللهُ سيقضي عنه ما أهمّه، سيقضي الله دينَه، وسيفرّج همَّه، وسيكشِف غمّه، وسيجعل له من بَعد عسرٍ يُسرًا، ولكن بالصّبر عن معاصي الله والعفّة عن محارم الله وبذلِ الأسباب والحِرص على هذه المهّمة، فإنّ الله جاعلٌ لك فرجًا ومخرجًا.

    فاستعن بالله، ولا تعجَز، ولا تكسَل، واستعِن بربّك، وابذُل السّببَ الذي في مقدورك، ولا تنظر إلى الأمور نظرَ من ينظر إليها أنّها صعبة وعسيرة، انظر إليها أنّها سهلة بتوفيقٍ من الله، وصدّق وعدَ الله الذي وعدَه على لسان نبيّه.

    ويا أيّها الأب الكريم، وإن ابتلاك الله بالبناتِ، فربّيتَ تلك البنات، وأحسنتَ إليهن، فاجعل خاتمةَ الحسنى أن لا تردَّ عنهنّ كفئًا قصدهنّ، ولا تجعل تكاليفَ تعيق الزّواج، بل كن سهلاً، وكن ميسِّرًا للأمور، وإذا تقدّم لك من قلّ أمره فلا تحمِّله ما لا يطيق، بل كن عونًا له على الزّواج، فتنفعه وتنفع ابنتَك، وهذا شرعُ الله، فبقاء الفتياتِ بلا زواجٍ مشاكلُ عظيمة، وتتحوّل نفوس الفتياتِ إلى نفوسٍ قلِقة غير مطمئنّة، تعيش في حالةِ شقاء وعناءٍ إذا مضى معظم العمر وأعرض عنها الخطّاب، فالأب واجبٌ عليه أن يتّقيَ الله ويسهّل المهمّة، المهمّ النظرُ إلى الزّوج من حيث الأخلاق والقِيمُ والاستقامة والأهليّةُ لرعاية الفتاة، فإذا توفّرت تلك الأمور فما يسّر الله فاقبَله، وما لم يكن فلا تطالِب، ولا تكن ثقيلاً مكثِرًا مِن الطّلب بأمور تعلَم أنّ هذا الشابّ لا يستطيعها، المهمّ قدرته على رعايتِها والقيام بحقّها نفقةً ومسكنًا وطعامًا، هذه المهمّة، وما سوى ذلك فإيّاك أن تصعّبَ الأمور، وإيّاك أن تطلبَ ما قد لا يستطيعه إلاّ أن يحمّل نفسَه الديونَ التي تثقل كاهلَه، ويعجز عن وفائِها، ويصبح شقيًّا بهذه الدّيون التي أتعبته فلم يجِد لها وفاءً. فليتعاون الجميعُ على البرّ والتّقوى.


    أسأل الله أن يحفظَنا بالإسلام، وأن يمنّ على أبنائنا بالزّواج الحلال، وعلى فتياتنا بذلك


    اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، وارض اللهمّ عن خلفائه الراشدين...


    التعديل الأخير تم بواسطة ronya ; 28-02-2009 الساعة 10:36 AM سبب آخر: تغير لون الخط
    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

ظاهرة العزوف عن الزواج

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ظاهرة انتشار الإسلام داخل السجون الأوروبية..!!
    بواسطة دفاع في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 15-07-2008, 01:30 AM
  2. ظاهرة زكريا بطرس...لماذا..؟!!!
    بواسطة nour_el_huda في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 10-10-2006, 02:29 AM
  3. ظاهرة الموت المفاجئ
    بواسطة muslim1979 في المنتدى المنتدى الطبي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-09-2006, 10:46 AM
  4. ظاهرة تستحق الدراسة
    بواسطة داع الى الله في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-08-2006, 07:21 PM
  5. ظاهرة جديدة بالصعيد
    بواسطة ali9 في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-02-2006, 11:00 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

ظاهرة العزوف عن الزواج

ظاهرة العزوف عن الزواج