الحب الحازم أفضل لتربية الأطفال


أظهرت دراسة بريطانية صدرت حديثاً أن تربية الأطفال انطلاقاً من مبدأ الحب والحنان المقترن بالحزم والصرامة تجعل منهم ناجحين في حياتهم البالغة أكثر من غيرهم. وأوضحت الدراسة التي أعدتها مؤسسة «ديموس» البريطانية للأبحاث أن الموازنة بين مشاعر الحب والحنان والانضباط والحزم تنمي في الطفل العديد من مهارات التواصل الاجتماعي، مقارنة بالتربية الحازمة فقط، أو تلك التي تتركه ينمو ويكبر من دون انضباط.

وقالت الدراسة إن الأطفال حتى حدود الخامسة من العمر الذين يتربون في بيئة عائلية مُحبة ومنضبطة، أو ما يعرف بـ«الحب الحازم»، ينمون قدرات وصفات شخصية أفضل من أقرانهم ممَّن تربوا في بيئات مختلفة نسبياً.

وقال مؤلف الدراسة جين لكسموند: إن «المهم هنا هو تطوير الثقة والحب والحنان المقرون بالضبط والحزم والصرامة».

وتشير الدراسة إلى أن صفاتٍ في الشخصية، مثل الانضباط الداخلي ووضوح الهدف والغرض، والجاذبية الاجتماعية، تتطور أكثر عند الأطفال الذين يتربون في بيئة يتوازن فيها الحب مع الانضباط.

ووجدت الدراسة أن صفات كهذه مهمة جداً في حياة تتوفر فيها فرص المعيشة الفضلى. وبينت الدراسة أن مثل هذه الصفات تتشكل بشكل واضح وعميق خلال السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل.

يُشار إلى أن الدراسة، التي ظهرت تحت عنوان «بناء الشخصية»، حللت معلومات ومعطيات أخذت من أكثر من تسعة آلاف أسرة في بريطانيا.

وأظهرت ايضا أن الأطفال من بيئة غنية مادياً واجتماعياً ينمّون تلك القدرات والصفات الإيجابية أكثر بمعدل مرتين مقارنة بأولئك الذين تربوا في بيئة فقيرة.

وبيَّنَت أن الأطفال الأشقاء (لأب وأم يعيشان في إطار زواج اعتيادي) هم أوفر حظاً في تنمية تلك الصفات الإيجابية مقارنة بالأطفال الذين يتربون في عائلة من أب واحد أو أم واحدة، أو من أب متزوج من غير الأم أو العكس.

لكن الدراسة أوضحت أيضاً أنه في حالة تعمد الآباء فرض الثقة قسراً على الطفل، فإن الفروق في الشخصية بين الأطفال من خلفيات اجتماعية مختلفة تتلاشى.

وبيَّنَت الدراسة أن البنات يُظهرن نمواً ملموساً في تلك الصفات اكثر من الأولاد حتى سن الخامسة.

وخلصت الدراسة إلى أن طريقة التربية تعتبر عاملاً حاسماً في تطور ونمو شخصية الطفل، كما أن المستوى الثقافي والتعليمي للآباء يلعب دوراً كبيراً، بل إنه حتى الرضاعة الطبيعية تلعب دوراً كبيراً.







منقول