استعدوا للحفل

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

استعدوا للحفل

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: استعدوا للحفل

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    2,902
    آخر نشاط
    05-10-2007
    على الساعة
    05:07 AM

    استعدوا للحفل

    فضيله الشيخ / محمد حسين يعقوب

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين..

    وبعد، فأيها الأحبة في الله

    نعم.. استعدوا !

    استعدوا للحفل ..

    أتدرون لأي حفل أدعوكم للاستعداد؟

    إنه حفل الدين .. حفل دين الإسلام

    أيها الأحبة في الله.. أيها المسلمون أسياد الدنيا..

    بالرغم من كل ما يُحاك بدينكم، بالرغم من كل الذلة والصغار والهوان الذي عم وطم، بالرغم من خور الهمم بعد رمضان.. بالرغم من كل هذا وأكثر من هذا مما أحصاه الله ونسيناه..

    إلا أن الله جل جلاله قد ميَّز أهل هذا الدين بمميزات لا يسلبها منهم وإن قصَّروا؛ سبحان الله الكريم: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ} [النحل: 61]، وإن كان هذا بِرّه جل جلاله بالناس عامة، فإن فضله بالمسلمين أوسع؛ قال جل جلاله: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} [الرعد: 6]، والناس هنا هم المسلمون لأن الله لا يغفر الظلم الأكبر (الشرك).

    الشاهد أيها الإخوة: أن المسلمين مهما جرى بهم ومنهم، فإن لهم خصائص لا تفارقهم ما لم يفارقوا الإسلام، منها:

    القرب من الله تعالى؛ قال سبحانه: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: 19]، فهل تعرف أحدا من غير المسلمين يسجد؟!..

    أضل الله سبحانه غيرنا عن السجود.. وكل من لم يسجد: لم يقترب! فاحمد الله على نعمة الإسلام، وعلى نعمة السجود، وعلى نعمة القرب.

    ومنها يوم الجمعة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق" [مسلم]. فاللهم أدم علينا تكريمك يا واحد يا أحد.

    ومنها التطهر قبل العبادة؛ قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [المائدة: 6].. الله أكبر، الله أكبر، ما أنظفك يا مسلم.

    ومنها التأمين خلف الإمام، ومنها استقبال القبلة، ومنها تشريعات المواريث، ومنها..، ومنها..

    {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 18]

    إي والله فالحمد لله على نعمة الإسلام..

    فإذا رفعت رأسك بهذا.. فاستعد!

    استعد لحفلنا العظيم القريب الذي أوشك؛ (حفل الإسلام)، أتدري ما (حفل الإسلام)؟

    إنه اليوم الذي رضي الله فيه الإسلام وأتمه، قال سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]

    قال يهودي لعمر رضي الله عنه:" لو علينا نزلت هذه الآية لاتخذناه عيدا"، قال عمر:" قد علمت اليوم الذي أنزلت فيه والليلة التي أنزلت ليلة الجمعة ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات ". [النسائي، وصححه الألباني]

    أهنئك يا مسلم.. مبارك عليك يا مسلم.. تهانينا أن أكمل الله لك دينك.

    سبحان الملك.. تأمل كيف أحاط الله هذه المناسبة بالبركات حتى صارت حفلاً:

    فقبلها تتقدم أيام الخير، خير أيام الدنيا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة" قالوا:" يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟" قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" [البخاري]

    وبعدها تستمر البركات، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام" [أبوداود، وصححه الألباني]

    الله أكبر.. إنه لحفل

    إنه حفلنا.. إنها أعيادنا.. إنها أيامنا.. أيام يشرع فيها أداء كل العبادات:

    ففيها يفد المؤمنون إلى بيت ربهم يحجون ويعتمرون؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله يقول إن عبدا أصححت له جسمه ووسعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم" [أبو يعلى في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني]، اللهم لا تجعلنا من المحرومين.

    وفيها ينحرون الأضاحي؛ قال صلى الله عليه وسلم: "من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا" [ابن ماجة والحاكم وحسنه الألباني]

    وفيها يصومون كما روت بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه "كان يصوم تسع ذي الحجة" [أبوداود وصححه الألباني]

    وفيها يصلون، ويتنفلون، ويتلون، ويتصدقون ،ويتناصحون، ويصلون أرحامهم، ويصطلحون مع إخوانهم...

    وفيها يتبتلون، وبها يحتفون أكثر من حفاوتهم برمضان..

    لكن (حفل الإسلام) هذا العام يختلف عما سبقه في أي عام ..

    بأي وجه نستقبل هذه الأيام، وخصوصاً في هذا العام؟

    كيف سندخل هذا الحفل هذه السنة؟

    كيف.. وهي السنة التي ذاع فيها أذى نبينا العظيم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم؟

    كيف.. وهي السنة التي زادت فيها سيول دماء المسلمين في أنحاء الدنيا؟

    كيف.. وهي السنة التي انتشرت فيها الشهوات والشبهات على الشبكات والفضائيات أكثر من غيرها من السنوات؟

    إن حفل هذا العام يحتاج إلى استعداد.. استعداد حقيقي.. استعداد مختلف..

    فإن سألت: فكيف أستعد؟.. فالجواب بمنتهى الوضوح

    بالاستقامة

    استقم (أنت).. هذه هي أول مسؤلياتك أنت تجاه الإسلام: (استقامتك أنت)

    أنت أولاً؛ { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]

    هل قال لك أبوك أو من رباك يوماً: (اتعدل! .. امش عِدِل! .. اقعد عِدِل! .. اتكلِّم عِدِل!)..

    (اتعِدِل).. هذه هي الاستقامة.. فاستقم

    نعم استقم.. إننا أمة الاستقامة.. بين كل منا وبين الكعبة في كل صلاة خط مستقيم.. لا تمر صلاة بل ركعة إلا ونسأل الله {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6] .. صفوفنا في الصلاة مستقيمة، قال صلى الله عليه وسلم: " سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة" رواه البخاري، وعند مسلم: "من تمام الصلاة"

    قال الله جل جلاله: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ} [فصلت: 6]

    وقال سبحانه: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ = وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ = وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ = وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [هود: 112-115]

    وقال جل جلاله: { فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15} [الشورى: 15]

    يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" [مالك وأحمد وصححه الألباني]

    وقال صلى الله عليه وسلم: " أقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وحجوا،واعتمروا، واستقيموا يستقم بكم" [الطبراني وصححه الألباني لغيره]

    ولما أراد معاذ بن جبل رضي الله عنه سفرا فقال:" يا نبي الله أوصني"، قال صلى الله عليه وسلم: "اعبد الله لا تشرك به شيئا" فقال: يا نبي الله زدني! قال: "إذا أسأت فأحسن" فقال: يا نبي الله زدني! قال: "استقم وليحسن خلقك" [ابن حبان في صحيحه والحاكم وحسنه الألباني]

    إنها الوصية الجامعة .. فعن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك" قال: "قل آمنت بالله ثم استقم" [مسلم]

    فإن قلت: كيف أستقيم؟ .. فأقول:

    أولاً بتصحيح الاعتقاد:

    قال الله جل جلاله: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30].. نعم قالوا (ربنا الله) أولا فكانت (الاستقامة) ثانياً؛ فصاحب العقيدة الصحيحة، الذي يحرص على التعلم يُهدى بإذن الله للاستقامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قل: آمنت بالله ثم استقم" فكأن هذا الإيمان، وقول الإنسان ربي الله مفتاح عونه على الاستقامة..

    وهذا واضح في حياتنا بلاشك:

    - فهل الذي يقرب (سيجارة) من وجهه، إيمانه قوي بأن الله خلق جهنم ليعذب بها من شاء ممن يعصيه؟

    قال سبحانه: { أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ = أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ = نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ} [الواقعة: 71-73]، فالله حوجنا في الدنيا لاستخدام النار لكي نتذكر نار الآخرة تأمل: {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً} هذا أولاً، ثم {وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ}.. نعوذ بالله أن تقترب من وجوهنا النار.

    - وهل التي تخاف أن تلبس الحجاب الشرعي ،إيمانها قوي بأن الله هو الرزاق وهو القوي القاهر الوكيل؟ يقول سبحانه: { أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} [الزمر: 36]

    يا ابنتي.. كل من هو دون الله لا يستحق أن تخافي منه على رزقك أو زواجك أو عافيتك أو زوجك وأولادك.

    - وهل الذي يضع ماله في البنوك الربوية، إيمانه قوي بقول الله تعالى لآكلي الربا: {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 279]؟

    - وهل الذي يتبع خطوات الشيطان، فيسمع الشبهات - ويصغي بفضول إلى الذين يسبون دين الله ويؤذون رسول الله - إيمانه قوي بأنه على شفا الكفر بمجرد مشاهدته واستماعه؟ قال الملك جل جلاله: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء: 140]

    يا ابن الإسلام (اتعدل).. استقم

    استقم.. أولا بتصحيح الاعتقاد، وتجديد الإيمان.. اللهم جدد الإيمان في قلوبنا يا رب.

    ثانياً: استجب للقرآن.. استجب للواعظ الذي في قلبك.. تستقم:

    في قلبك أنت (ترمومتر) الاستقامة، أنت تعلم جيداً ما هي الاستقامة، لكنك تتابع هواك، وتعرض صفحاً عن ضميرك الذي يعاتبك.. قال الله جل جلاله: {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة: 2]

    كلما تعلمت.. يجب أن تعمل بما تعلمت، استجب للقرآن الذي هو العلم، واستجب لنفسك اللوامة..

    عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعن جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعند رأس الصراط داع يقول استقيموا على الصراط ولا تعوجوا، وفوق ذلك داع يدعو. كلما هم عبد أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه . ثم فسره فأخبر أن الصراط هو الإسلام وأن الأبواب المفتحة محارم الله ،وأن الستور المرخاة حدود الله، وأن الداعي على رأس الصراط هو القرآن، وأن الداعي من فوقه واعظ الله في قلب كل مؤمن" [أحمد وصححه الألباني]

    استجب لنفسك كلما دعتك للاستقامة.. وإلا فستسلب هذه النعمة (نعمة النفس اللوامة)، ويقسو قلبك، وتمضي لا تفهم الإشارات الربانية، ولا تعرف معروفا،َ ولا تنكر منكرا.. اللهم إنا نعوذ بك من عمى البصيرة:

    يقول سبحانه: { فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 43]، ويقول جل جلاله: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179]، ويقول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى يصير على قلبين ؛أبيض بمثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه" [مسلم]

    ثالثاً: لا تلتفت !

    قال الله جل جلاله: { فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15} [الشورى: 15]..

    هذه علاقتنا بالمعوجين: {وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}

    قال سبحانه: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [النساء: 81]

    عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان إذا مشى لم يلتفت" [الحاكم وصححه الألباني]

    نعم أيها الإخوة.. المستقيم لا يلتفت.. (المعدول) لا يلتفت..

    فلا تلتفت لشبهة.. ولا تلتفت لشهوة.. ولا تلتفت لفتنة..

    قيل لبعض مشايخنا:" ماذا نصنع في هذه الفتن التي حولنا يا شيخ؟ "

    فقال متعجباً: "فتن ! أي فتن؟ أين الفتن؟ "

    فالمستقيم ينظر بعيد جداً.. نظره إلى ظل عرش الله يوم القيامة.. نظره إلى يوم المزيد في الجنة.. فتنهار الفتن، وتنحط الشبهات، وتضعف الشهوات أمام همته ونيته.

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الدين يسر. ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا، وأبشروا" [البخاري]

    والتسديد يعني لإصابة الهدف؛ فمثل العامل للآخرة كمثل الذي يمسك سلاحا يسدد به هدفا بعيدا.. ألا تراه يغمض عينيه عن كل شيء إلا طرفة من عينه على هدفه..

    فاعمل للآخرة ولا تلتفت.. لا تتلون.. لا تنحن.. لا تتنازل.. لا تجادل.. لا تميع.. بإذن الله تستقم

    أيا من تريد الاستعداد (لحفل الإسلام).. استقم:

    ( بتصحيح الاعتقاد وتجديد الإيمان - بالاستجابة للقرآن وواعظ القلب - بالتسديد وعدم الالتفات )

    أيها المسلمون استقيموا.. يا أهل القرآن استقيموا.. أيها المحمديون استقيموا..

    إنها وصية حذيفة رضي الله عنه لأهل القرآن - وأنت تعلم من حذيفة (راوي أحاديث الفتن) - ، فاجعل لوصيته في قلبك شأناً، قال رضي الله عنه:

    يا معشر القراء استقيموا، فقد سبقتم سبقا بعيدا، وإن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا. [البخاري]

    الللهم اهدنا الصراط المستقيم

    صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين

    اللهم آمين

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    174
    آخر نشاط
    30-12-2013
    على الساعة
    09:21 PM

    افتراضي

    رائع..جزاك الله خير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي (ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا)
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي (قال أرايتك هذا الذى كرمت علي لئن اخرتن الى يوم القيامة لاحتنكن ذريته الا قليلا ) صدق الله العظيم
    مواقع اسلامية:
    WWW.ISLAMWAY.COM
    WWW.SBEELALISLAM.COM
    http://www.soatal7aiq.com
    http://www.islamwebs.com/vb
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي اخوكم مصطفى محمود

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    2,401
    آخر نشاط
    06-04-2012
    على الساعة
    11:13 PM

    افتراضي



    لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ "الحشر 21-"

    القرآن الكريم


    اقتباس
    متى27 :6 فاخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا لا يحل ان نلقيها في الخزانة لانها ثمن دم.

    أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    192
    آخر نشاط
    10-08-2010
    على الساعة
    03:40 PM

    افتراضي

    بارك الله فيك اخى عبد الله وزادك علما
    اشهد الله انى احبك فى الله


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    6
    آخر نشاط
    06-03-2007
    على الساعة
    01:04 PM

    افتراضي

    جزاك الله خيرا على هدا الموضوع الرائع والمفيد

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    419
    آخر نشاط
    03-08-2009
    على الساعة
    03:02 PM

    افتراضي

    بارك الله فيك استاد عبد الله وجعل هدا العمل في ميزان حسناتك وانشاء الله النصر قادم لا محالة لكن بشرط ان نغير ما بانفسنا وان نقف جموعا موحدين الصفوف كالبنيان المرصوص حين ادن ستكون الكلمة لمسلمون بادن الله سبحانه وتعالى
    والله المستعان

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    16-04-2025
    على الساعة
    01:13 PM

    افتراضي

    جزاك الله كل الخير اخي عبدالله الحمد لله على نعمة الاسلام
    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

  8. #8
    الصورة الرمزية احمد العربى
    احمد العربى غير متواجد حالياً اللهم اغفر له وارحمه وارزقه الفردوس الأعلى من الجنة
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    2,327
    آخر نشاط
    15-03-2009
    على الساعة
    08:07 PM

    افتراضي

    الحمد لله كل الحمد على نعمة الإسلام وكفا بها نعمة
    بارك الله فيك أخي الحبيب عبد الله على هذا النقل الموفق وحسن السداد والإختيار,جزاكم الله خيراً
    قال الله تعالى ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿23﴾ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿24﴾ الأحزاب

    إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين.. .الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله ، لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ، ولا في ماله.. لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله.


    دار الإفتاء المصرية ترد على شبهات وأباطيل أهل الباطل
    ( هنا دار الإفتاء)

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    5,424
    آخر نشاط
    12-07-2013
    على الساعة
    02:24 PM

    افتراضي

    جزاك ربي الجنان يا أخ عبد الله

    وجعل أعمالك في ميزان حسناتك

    جزاك ربي كل خير أنه نقل موفق وعظيم وقيم ومشرف

    الحمد لله على نعمة الإسسسسلام

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    648
    آخر نشاط
    23-08-2017
    على الساعة
    09:06 AM

    افتراضي

    نحن المسلمون

    اسياد العالم

    اخوانى الذين ياتون بعدى ، آمنوا بى و لم يرونى ، و قال : للعامل منهم اجر خمسين منكم ، قالوا بل منهم يا رسول الله ؟ قال : بل منكم , ردوها ثلاثا، ثم قال : لانكم تجدون على الخير اعوانا اما هم فلا

    الاسلام , ليس دين اعبد به ربي فحسب , بل نبض يدق به قلبي ليضئ عالمي بأسره , تصالحي مع نفسي و رضاي بحياتي و تسامحي مع الاخرين ..

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

استعدوا للحفل

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. استعدوا ... اليوم هو يوم القيامة .... هللالويـــــــا
    بواسطة sa3d في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 51
    آخر مشاركة: 17-08-2009, 02:09 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

استعدوا للحفل

استعدوا للحفل