هداية الحيارى - ابن قيم الجوزية ]
الكتاب : هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى


علماء اليهود يعرفون النبي كما يعرفون ابناءهم
وأما اليهود فقد كان علماؤهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم قال ابن اسحق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن شيخ من بني قريظة قال هل تدري عما كان اسلام اسد وثعلبة ابني شعبة واسد بن عبيد لم يكونوا من بني قريظة ولا النضير كانوا فوق ذلك فقلت لا قال فانه قدم علينا رجل من الشام من اليهود يقال له ابن الهيبان فاقام عندنا والله ما رأينا رجلا يصلى خيرا منه فقدم علينا قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بسنتين فكنا اذا قحطنا وقل علينا المطر نقول يا ابن الهيبان اخرج فاستسق لنا فيقول لا والله حتى تقدموا أمام مخرجكم صدقة فنقول كم فيقول صاع من تمر او مدين من شعير فنخرجه ثم يخرج الى ظاهر حرتنا ونحن معه نستسقي فوالله ما يقوم من مجلسه حتى تمطر ويمر بالشعاب قد فعل ذلك غير مرة ولا مرتين ولا ثلثة فحضرته الوفاة واجتمعنا اليه فقال يا معشر يهود اترون ما اخرجني من ارض الخمر والخمير الى ارض البؤس والجوع قالوا أنت اعلم قال فاني انما خرجت اتوقع خروج نبي قد اظل زمانه هذه البلاد مهاجره فاتبعوه ولا يسبقن اليه غيركم اذا خرج يا معشر اليهود فانه يبعث بسفك الدماء وسبي الذراري والنساء ممن يخالفه فلا يمنعكم ذلك منه ثم

(1/17)

--مات فلما كانت الليلة التي فتحت فيها قريظة قال اولئك الثلاثة الفتية وكانوا شبانا احداثا يا معشر اليهود والله انه للذي ذكر لكم ابن الهيبان فقالوا ما هو به قالوا بلى والله انه لصفته ثم نزلوا واسلموا وخلوا اموالهم واهليهم قال ابن اسحق وكانت اموالهم في الحصن مع المشركين فلما فتح ردت عليهم وقال ابن اسحق حدثني صالح بن ابراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف عن محمود بن لبيد قال كان بين ابياتنا يهودي فخرج على نادي قومه بنى عبد الاشهل ذات غداة فذكر البعث والقيامة والجنة والنار والحساب والميزان فقال ذلك لاصحاب وثن لا يرون ان بعثا كائن بعد الموت وذلك قبيل مبعث النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا ويحك يا فلان وهذا كائن ان الناس يبعثون بعد موتهم الى دار فيها جنة ونار ويجزون بأعمالهم قال نعم والذي يحلف به لوددت ان حظي من تلك النار ان توقدوا أعظم تنور في داركم فتحمونه ثم تقذفوني فيه ثم تطبقون على وانى انجو من النار غدا فقيل يا فلان ما علامة ذلك قال نبي يبعث من ناحية هذه البلاد وأشار بيده نحو مكة واليمن قالوا فمتى نراه فرمى بطرفه فرأني وأنا مضطجع بفناء باب أهلي وانا أحدث القوم فقال ان يستنفذ هذا الغلام عمره يدركه فما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله رسوله صلى الله عليه و سلم وانه لحي بين أظهرنا فآمنا به وصدقناه وكفر به بغيا وحسدا فقلنا يا فلان ألست الذي قلت ما قلت وأخبرتنا به قال ليس به قال ابن اسحق وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال حدثني اشياخ منا قالوا لم يكن احد من العرب اعلم بشأن رسول الله صلى الله عليه و سلم منا كان معنا يهود وكانوا أهل كتاب وكنا أصحاب وثن وكنا اذا بلغنا منهم ما يكرهون قالوا ان نبيا مبعوثا الآن قد أظل زمانه نتبعه فنقتلكم قتل عاد وإرم فلما بعث الله عز و جل رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم اتبعناه وكفروا به ففينا وفيهم أنزل الله عز و جل وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين وذكر الحاكم وغيره عن ابن أبي نجيح عن على الازدي قال كانت اليهود تقول اللهم ابعث لنا هذا النبي يحكم بيننا وبين الناس وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما كانت يهود خيبر تقاتل عطفان فلما التقوا هزمت يهود خيبر فعاذت اليهود بهذا الدعاء فقالت اللهم انا نسألك بحق محمد النبي الامي الذي وعدتنا ان تخرجه لنا في آخر الزمان الا نصرتنا عليهم قال فكانوا اذا التفوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا عطفان فلما بعث النبي صلى الله عليه و سلم كفروا به فانزل الله عز و جل وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا يعني بك يا محمد فلعنة الله على الكافرين

***
وذكر يونس بن بكير عن سلمة بن عبد يسوع عن أبيه جده قال يونس وكان نصرانيا فاسلم ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كتب الى أهل نجران بسم الله ابراهيم واسحاق ويعقوب من محمد النبي رسول الله الى اسقف نجران واهل نجران سلم انتم اني احمد اليكم اله ابراهيم واسحق ويعقوب اما بعد فاني ادعوكم الى عبادة الله من عبادة العباد وادعوكم الى ولاية الله من ولاية العباد فان ابيتم فاجزيه فان ابيتم فقد آذنتكم بحرب والسلام فلما اتي الاسقف الكتاب فقرأه فظع به وزعره ذعرا شديدا فبعث الى رجل من اهل عمان يقال له شرحبيل بن وداعة وكان من همدان ولم يكن احد يدعى الى

(1/44)

معضلة قبله فدفع الاسقف كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الى شرحبيل فقرأه فقال الاسقف ما رأيك يا ابا مريم فقال شرحبيل قد علمت ما وعد الله ابراهيم في ذرية اسماعيل من النبوة فما نأمن من أن يكون هذا هو ذاك الرجل ليس لي في النبوة رأي لو كان امر من الدنيا اشرت عليك فيه برأي وجهدت لك
http://www.islamport.com/b/4/ibnqayy...lightsub=الوثن

اترك لكم التعليق و كدا التعليق على قصة سلمان في نفس الرابط