عثـرات مـراهـــق
</B>
بقلم : معتز شاهين
2010-01-02
المراهق يعيش بشخصيتان في جسد واحد ، شخصية الفرد البالغ الناضج الذي يرى أنه قد وصل إليها ويجب أن يُعامل على أساسها ؛ وشخصية الطفل الذي مازال لا يستطيع أن يعتمد اعتمادًا كليًا على نفسه نتيجة لظروف الواقع والحياة ، وبين تلكما الشخصيتان تتأرجح مشاعر وانفعالات المراهق ، فلا هو يرضى بالعيش في كنف والديه ويرضخ لطلباتهما ، ولا يستطيع أن ينفصل عنهما اجتماعيًا وانفعاليًا أوماديًا.
وينتج عن التضارب بين الشخصيتان ذلك الصراع الذي يتأجج في نفس المراهق وتنتج عنه ما يمكن ان نسميه ( أزمة ) ، ولا يجد المراهق وسط تلك الأزمة من يمد له يد العون ، وسط أهل مشغولون كل بنفسه ، ومجتمع مازال يعامله كطفل – وهو بالطبع لن يقبل هذا - ، لذا فهو ينفر من الأسرة والمجتمع ويلجأ لجماعة الرفاق أو القرناء الذي يجد معهم التقدير الذي يفتقده بالبيت والشارع.
وأنت - أيها المربي - هنا قد بنيت أمال كبيرة على ذلك " الرجل الصغير " ، فوقع منه النكوص عن تلك الرجولة بأفعال صبيانية وعدم تحمل للمسئولية ورجوع عن الوعود التي قطعها لك ، ونسيت أنه مازال يحتاج إلى تمرين وتدريب حتى يستطيع تحمل مشقات الحياة والاعتماد على نفسه.
لذا يجب عليك ان تراعي أنه يحتاج إلى بعض المعاني في تعاملك معه مثل:
الحاجة إلى الأمان : فهو يحتاج إلى أن تشعره بالأمان فلا تسفه له قولاً ولا فعلاً حتى ولو كان خطأ ، وذلك حتى لا يحجم عن فتح قلبه لك وجعلك كاتم أسراره ، ويلجأ إلى القرناء الذين يكونون – في غالب الأحيان – في مثل عمره وليس عندهم الخبرة الكافية ، مما يؤدي للمشاكل المعهودة في مثل تلك المرحلة من ( سرقة ، شرب دخان أو مخدارات ، علاقات مع الجنس الأخر ... وغيرها ).
الحاجة إلى التقدير : فالمراهق يعاني من ضعف في ثقته بنفسه ؛ نتيجة للمشاعر المتضاربة التي تجتاحه ، لذا الشخص الذي سيعطيه ذلك التقدير والثقة فيه ؛ سيملك مفتاح قلبه ، لأنه سيشعره بأهميته وبقدره في ذلك المجتمع ، لذا حاول – أيها المربي - تشجيعه والثناء على مواقفه الإيجابية وتجنب الخوض – مؤقتا – في تصرفاته السلبية .
الحاجة إلى الحرية : فالمراهق حاله كحال كل البشر إذا توافر له مناخ مناسب من الحرية ؛ تكون هذه الحرية عامل محفز ودافع إيجابي يدفعه لتحمل مسؤولية أفعاله ونضوجه ، لذا تجنب التوجيه المباشر له فهذا لن يجدي نفعًا معه.
الحاجة إلى الاستشارة : إن المراهق يكون في حالته تلك كالغريق لا يجد من ينقذه ، فهو يريد الاستقلال والاعتماد على نفسه في كل شؤون حياته ، ولكنه لا يملك ذلك الرصيد من الخبرات والتجارب الذي يساعده ويؤهله لذلك ، وحينما تُحقق له الحاجات التي ذكرتها من قبل ، ستجده قد اتجه إليك ليطللب منك رأيك ومشورتك في حل المشكلات التي ستقابله في تلك المرحلة دون أي توجيه منك.
الحاجة إلى الضبط : والضبط هنا لن يكون بشكل مباشر لأنه لن يقبل هذا ، فحاول أن يكون ذلك التوجيه والضبط عن طريق مجموعة الرفاق لأنهم الأكثر تأثيرا فيه منك . وبالنسبة لموضوع الجانب المالي للمراهق ؛ يجب العناية به ، وحاول التوسط فيها ، فلا تضيق عليه فينحرف ليحصل على المال أو يشعر بالدونية بين أقرانه ، ولا تسرف في إعطائه فينحرف ايضا.
وهذا سيقودنا إلى نقطة مهمة جدا ماذا أفعل إذا وجدت رفقاء أبني أو أخي المراهق رفاق سوء ؟!
أولا : لا تحاول أن تأمر المراهق بتجنب أو ترك أولئك الرفاق ( فجأة ) ؛ فهو لن يستجيب ، ولكن ينبغي تغيير الرفاق من حوله بالتدريج ، ولا تستعجل وخذ الوقت الكافي لهذا .
ثانيا : حاول أن تقلل الفرص التي يلتقي بها بهؤلاء الرفاق ، واشغله بأمور ونشاطات اخرى معك تشعره فيها بأهميته وأهمية رأيه ، واستهجن تصرفاتهم وحدد أخطاءهم بشكل واضح ومحدد أمامه – ولكن دون استخفاف بهم فهو مازال متأثرا بهم ويرى أنهم أوفى الناس له - .
ثالثا : حاول أن توفر البدائل الصحية للمراهق من رفقاء صالحين مشابهين له في الميول والاهتمامات والسن ، وشجهم على التقابل والتعارف من خلال رحلات مشتركة وزيارات .
رابعا : شجع المراهق على نقد السلوك السيء ، واجعله يحتكم إلى عقله ولا يخضع لمعايير الجماعة التي ينتمي إليها بدون تمييز أو نقد ( أجعل له شخصية )
وأخيرًا أعلم أخي المربي أن الدعاء سلاح المؤمن ، ولن يرد هذا البلاء عنا وعن أبنائنا وإخواننا إلا الله – عز وجل - ، فأكثر من الدعاء بالصلاح والتقى لأبناء المسلمين جميعًا .. اللهم آمين .الموضوع الأصلي : <font color="#FF0000" size="2" face="tahoma">المــــــراهق......؟؟<font color="#FF0000" size="2"> -||- المصدر : منتديات طريق الحور العين -||- الكاتب : <font color="#FF0000" size="2" face="tahoma">أم احمد
المفضلات