الجمعة 22/8/1427 هـ
الموافق15/9/2006 م
عقل البابا في إسته
(
الخطبة الأولى) أيها الناس: ألقى رئيس الكنيسة الكاثوليكية الفاتيكانية المدعو البابا بنديكت السادس عشر محاضرة في ألمانيا عن العلاقة بين العقل والإيمان قال، فيها: إن العقيدة المسيحية تقوم على المنطق لكن العقيدة الإسلامية تقوم على أساس أن إرادة الله لا تخضع لمحاكمة العقل أو المنطق. واستشهد في كلمته بمقتطف من كتاب إمبراطور بيزنطي يقول فيه إن محمد (

) لم يأت إلا بما هو سيئ وغير إنساني كأمره بنشر الإسلام بحد السيف، كما انتقد البابا ما سماه "الجهاد واعتناق الدين عن طريق العنف".
أيها المسلمون: لست بحاجة إلى إطلاق التهديدات بقطع لسان هذا المفتري الدجال عندما ستدك جيوش الخلافة الإسلامية عاصمة الدجل الفاتيكانية قريباً بإذن الله، لتحول ساحاتها إلى مهبط خاص لطائرة الخليفة المظفر الذي سيكرمه الله بفتح روما، ولست مضطراً للدفاع عن الإسلام ورسول الإسلام باعتبار تنزههما عن التهم الموجهة لهما من حقير سافل متطاول، ولكني سأضع هذا الوغد الشاذ أمام جملة من الحقائق التي يعرفها جيداً هو وأمثاله من الحاقدين وأسيادهم الكفار في عواصم الغرب الرأسمالي.
1. إن دين الإسلام ناسخ للديانتين اليهودية والنصرانية، وهذا قرار من رب اليهود ورب النصارى ورب المسلمين ورب الأرباب ورب الناس أجمعين في قوله عز وجل: {
إن الدين عند الله الإسلام}، وقوله {
ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}. فأنت أيها البابا كافر، وستحرق في نار جهنم خالداً فيها إن مت على ما أنت عليه.
2. إن ربنا وربكم قد أصدر قراراً لا تبديل له ولا تحويل عندما قال وهو أصدق القائلين: {
لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي}، وهذا هو الذي منع أجدادنا من قطع رقاب أجدادكم الذين اختاروا أن يبقوا على دينهم، حتى تخرج أنت من ظئظئهم تنفث سمومك وسمومهم المحتقنة في صدوركم. وقد نبأنا الله من أخباركم في قوله عز وجل: {
قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر}.
3. إن عقلنا خير من عقلكم أيها الجاهلون، فبعقلنا اهتدينا إلى ربنا، وبعقلنا خضعنا لأمره، وبعقلنا نفذنا أوامره واجتنبنا نواهيه، لأنه تبارك وتعالى أخبرنا أنه هو الخالق البارئ المصور، وأنه هو يحيي ويميت، وأنه يبعث من في القبور، وأن عنده ناراً أعدها للكافرين الذين عطلوا عقولهم، وجنةً عرضها السماوات والأرض أعدت للمؤمنين العقلاء الذين اتقوا ربهم وهم به مؤمنون.
4. إن النصرانية التي تزعمون أنكم بها مؤمنون، ولشرعتها تدينون، لم ترفع العقل فوق الشرع، بل إنكم تفترون على الله عز وجل وعلى رسوله عيسى عليه السلام الذي يقول الله فيه: {
فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله، قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون}.
5. إن جرأتكم على الله بإخضاع أمره ونهيه للعقل القاصر والأهواء الفاسدة جعلتكم تكفرون بآيات الله، وتحرفون الكلم عن مواضعه، وتنسون حظاً مما ذكرتم به، وجعلتكم تظلمون الناس لما سادت كنيستكم، وتبيعون صكوك الغفران بدراهم معدودة كأن الجنة ملك يمينكم، وجعلتكم ترضون بفصل الدين عن الحياة افتراءاً على الله، وجعلتكم تخضعون لسلطة المحافظين الجدد ومن هم على شاكلتهم من مجرمي هذا الزمان، وجعلتكم تبيحون الشذوذ الجنسي وزواج المثليين، وجعلتكم تشعلون جذوة الحروب الصليبية الغاشمة التي تقتل لمجرد القتل وتحقيق المنافع والمكاسب والمصالح، دون أن تحمل أي خير للبشر، وشتان بين الفتوحات الإسلامية الخيرة وجرائم الحروب الصليبية الشريرة. أعمل عقلك وابحث في تاريخنا وتاريخك أيها المفتري، وائتنا بنظير لمحاكم التفتيش، ومذابح بيت المقدس، بل اطلب أيها العميل القذر من سيدك في واشنطن أن يبحث في تاريخ المسلمين الجهادي عن مذبحة تشبه مذبحة جانجي والعامرية وسيربرنيتسا، ونهر الدماء الذي يسير في العراق. كيف تجرؤ أن تقارن الجهاد في سبيل الله بالإجرام الذي ترتكبونه في سبيل الطاغوت والشيطان.
6. لماذا تدعمون حوار الأديان بكل إمكاناتكم أيها العقلاء؟ وهل من العقل أن تحاور قوماً لا يعقلون بزعمكم؟ وأين هي القواسم المشتركة بينكم وبينهم؟ أم أنكم تتخذون هذا الحوار سبيلاً لصرف المسلمين عن دينهم الحق واتباع سبل الشيطان التي أنتم على مفارقها تقعدون، وبكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونهاعوجا؟
7. وأخيراً وليس آخراً، إن تصريحات البابا هذا تدل على أن عقله في إسته، وليس في رأسه، فمن كان عقله في رأسه، وعنده من العلم ما عند هذا البابا فإنه لا يملك إلا أن يخضع لرب الأرباب ومسبب الأسباب، وأن يسلم لله رب العالمين، وأن ينبذ دين الكفر والشرك، ويترك أعمال الشر التي هم لها عاملون.
أيها الناس: لما قال وفد نصارى نجران لرسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن مسلمون من قبل، قال لهم صلى الله عليه وسلم: يمنعكم من الإسلام ثلاث: أكلكم لحم الخنزير، وسجودكم للصليب، وزعمكم أن لله ولد. ونحن نقول لبنكت السادس عشر ولأمثاله الذين يزعمون أنهم عقلاء وأن المسلمين لا عقل لهم: كذبتم، بل أنتم السفهاء، ويمنعكم من أن تكونوا عقلاء ثلاث: أكلكم لحم الخنزير وسجودكم للصليب وزعمكم أن لله ولد. وأزيدكم ثلاثاً فوق الثلاث: حقدكم على المسلمين، وطاعتكم لرب البيت الأبيض في حربه على الإسلام والمسلمين، ودجلكم الذي لا ينقطع عن بني جلدتكم حتى تحافظوا على مكتسباتكم الرخيصة التي تجنونها من تضليل الناس، فعليكم اوزارهم وأوزار الذين يضلونهم بغير علم، ألا ساء ما تزرون.
(
الخطبة الثانية) أيها الناس: إن الأمر المضحك المبكي أن ينبري علماء السوء من أبناء المسلمين بطلب اعتذار عن هذه الإساءات الفاضحة، كأنهم يظنون أن البابا المذكور قد أخطأ وزل لسانه! حتى قال أحدهم إنه يرجو أن يكون الخبر عن البابا كاذباً! أي سذاجة تلك، بل قل أي خيانة وتقاعس ومذلة وهوان واستخذاء هذا؟ ثم نجد آخرين من أنصاف وأرباع المثقفين يتحدثون عن التسامح والتعايش الآمن مع النصارى في ظل الهيمنة الأميركية والأوروبية والدولية الكافرة، وغفلوا عن الحقيقة التاريخية الساطعة بأن الأمن الحقيقي لليهود والنصارى وباقي ملل الكفر لم يكن إلا في ظل دولة الخلافة وهم يشهدون بذلك.
أيها الناس: ها قد رأيتم فظاعة الحرب التي يشنها أعداء الإسلام علينا، فأرجو ألا يؤتى الاسلام من قبلنا أيضاً، وأن نعود الى الله تائبين عابدين عاملين. واعلموا أن هدف الكفار وأعوانهم هو طمس الحقيقة الماثلة أمام أعيننا بأنهم إنتقلوا من مرحلة ما يسمى بحوار الأديان إلى مرحلة تعبئة نصارى العالم أجمع ضد عقيدة المسلمين! فالمواجهة قادمة لا بد منها. ولكن لماذا في هذا الوقت؟ والجواب إنهم قد أحسوا بخطر الخلافة يزحف نحوهم، ليبدد أوهامهم، وليتبر ما عملوا تتبيراً، ولذلك لا بد من إعداد لهذه المواجهة على مستوى العالم، وقد جاء أشراطها وبدت بوادرها. ولقد آن الأوان للتحضير لفتح روما رمز الصليب ومعقل الكفر، وهذا لا يكون إلا بتعبئة الأمة الإسلامية قاطبة للعمل لإقامة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة، وقد أظل زمانها، واقترب وقت تحقق البشرى التى بشرنا بها نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم. وهذا هو الرد عليك يا بندكت.
إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب؟
www.al-aqsa.org
المفضلات