:: الرئيسية :: :: مقالات الموقع :: :: مكتبة الكتب ::  :: مكتبة المرئيات ::  :: مكتبة الصوتيات :: :: أتصل بنا ::
 
القائمة الرئيسية

 الصفحة الرئيسية

 منتدى الحوار

 نصرانيات

 حقائق حول الأناجيل

 حقائق حول المسيح بالأناجيل

 حقائق حول الفداء والصلب

 مقالات منوعة حول النصرانية

 كشف الشبهات حول الإسلام العظيم

 شبهات حول القرأن الكريم

 شبهات حول الرسول صلى الله عليه وسلم

 شبهات حول السنة المطهرة

 شبهات منوعة

 الإعجاز العلمي
 الأعجاز العلمي بالقرأن الكريم
 الأعجاز العلمي بالحديث الشريف
 الحورات حول الأعجاز العلمي بالإسلام

 كيف أسلم هؤلاء

 من ثمارهم تعرفونهم

Non Arabic Articles
· English Articles
· Articles français
· Deutsches Artikel
· Nederlands

 مقالات د. زينب عبد العزيز

 مقالات د. محمد جلال القصاص

 مكتبة الكتب

 مكتبة المرئيات

 مكتبة التسجيلات

 مكتبة البرامج والاسطوانات الدعوية

 البحث

 البحث في القرآن الكريم

 دليل المواقع

 أربط موقعك بنا

 اتصل بنا

إسلاميات

المتواجدون بالموقع

يوجد حاليا, 63 ضيف/ضيوف 0 عضو/أعضاء يتصفحون الموقع.

شبكة بن مريم الإسلامية - عن المسيح الحق - حقيقة يسوع الانجيل - عن تحريف الكتاب المقدس - نفي التثليث - عن الله محبه: د. محمد جلال القصاص

بحث في هذا الموضوع:   
[ الذهاب للصفحة الأولى | اختر موضوعا جديدا ]

حتى ليلى يا بطرس تكذب عليها؟
د. محمد جلال القصاص

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

 

 

حتى ليلى يا زكريا بطرس تكذب عليها ؟!!

 

 

بقلم: د. محمد جلال القصاص

 

 

ينقل الكذاب اللئيم زكريا بطرس عن الدكتورة عائشة بنت عبد الرحمن ( بنت الشاطئ ) من مقدمة كتابها ( نساء النبي ) ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا النص  لابد لي أن أشير إلى رغبة كريمة أبداها بعض السادة القراء، ممن يؤثرون أن نطوي بعض الأخبار، عن حياة الرسول الخاصة، تعلقت بها شبهات أعداء الإسلام .غير أني في الحق ألفيت أن طي هذه الأخبار، لا تقره أمانة البحث، ولا هو من هدى القرآن الكريم، الذي حرص على أن يسجل منها ما يؤكد بشرية الرسول ... وما كان لي أن أطوي ما لم يطوه الله تعالى، عن بيت نبينا صلعم في آيات نتعبد بها ... فلم يعد يحل لدارس مسلم أن يضرب الصفح عن ذكرها .وأنا بعد لا أرى في هذه المواقف آية عظمَة في نبينا. وهو هنا بتر النص من سياقه العام فغير المعنى ، وبالتالي تكلم على لسان الدكتورة عائشة بما لم تتكلم به ، بل وغير في النص ذاته .. وضع قلمه فيه .. . كما هي عادته مع النصوص الشرعية ، وهذا هو النص الأصلي من كتاب الدكتورة بنت الشاطئ الطبعة الثالثة عشر . تقول : ( ولا بد لي أن أشير إلى رغبة كريمة ، أبداها بعض السادة القراء ، ممن يؤثرون أن نطوي بعض أخبار عن حياة الرسول الخاصة ، تعلقت بها شبهات أعداء الإسلام .غير أني في الحق ، ألفيت أن طي هذه الأخبار ، لا تقره أمانة البحث ، ولا هو من هدي القرآن الكريم الذي حرص على أن يسجل منها ما يؤكد بشرية الرسول ، كي يعصمنا مما تورط فيه غيرنا ، حين جردوا رسلهم من بشريتهم ، وأضفوا عليهم من صفات الألوهية ما يشوب عقيدة التوحيد التي هي جوهر الدين كله . وما كان لي أن اطوي ما لم يطوه الله تعالى ، عن بيت نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في آيات نتعبد بها ونتلوها قياما وقعوداً وعلى جنوبنا ، فلم يعد يحل لدارس مسلم أن يضرب الصفح عن ذكرها ، فيما يتناول من حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد نزل بها الوحي في سور وآيات محكمات .وأنا بعد لا أرى في هذه المواقف ، إلا آية عظمة في نبينا الذي استطاع وهو بشر مثلنا أن يضطلع بآخر رسالات السماء ، وأن ينقل بها الإنسانية إلى مرحلة الرشد ، ويحررها من ضلال الوثنية وشوائب الشرك ، ويقودها على مراقي طموحها إلى تحقيق وجودها الأسمى .آية البطولة في محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه استطاع وهو بشر مثلنا أن يدخل التاريخ كما لم يدخله سواه ، وأن يوجه سيره على امتداد الزمان والمكان منذ اصطفاه الله تعالى خاتما للنبيين عليهم السلام.

 

أريد لأقول : ( والكلام لبنت الشاطئ )  إنني في كل ما تناولت من حياة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم أر في شيء منه قط ما أتحرج من تعريضه لضوء البحث الأمين ، وقد كان مرجعي فيها جميعاً القرآن الكريم والحديث الشريف ، ومصادر إسلامية في السيرة والتاريخ ، لا يرقى إليها أي شك في حسن المقصد وصحة الإيمان ) انتهى كلامها . التعليق :

 

 

 تقرأ ما نقل بطرس الكذاب اللئيم  على لسان بنت الشاطئ فتخال أن على بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أُلقيت سُتُرٌ غليظة ، وتخال المسلمين وقد تجمعوا حول بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخفون شيئا معيباً تستره جدران البيت ، وأن بنت الشاطئ جاءت لتزيح هذه السدود وتلك الستر الغليظة وتكشف للناس الحقيقة بعد ألف وأربعمائة عام !!

 

 نقل بطرس الكذاب كلامها ليقول للناس أن المسلمين يخفون أشياء كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفعلها وإن عرفها الناس انفضوا عنه.! . وحين تقرأ كلام الدكتورة بنت الشاطئ كاملاً بدون تحريفات هذا الكذاب اللئيم تجد أنها تفاخر بحياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وترد على الكذاب اللئيم زكريا بطرس وإخوانه ما تكلموا به في حقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل وتنال من معتقدهم صراحة . . فما أقبح الكذب!! . والمقصود أن هكذا يستدل بطرس .. يبتر الكلام ويدخل عليه بعد التعديلات ( البسيطة ) التي تخرجه عن معناه الأصلي

 

 

 

(أقرأ المزيد ... | التقييم: 4)
ألهذا يا أسماء ترحلين؟!!
د. محمد جلال القصاص

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

 

ألهذا يـا أسماء ترحلين ؟!

 

بقلم / محمد جلال القصاص

 

أسماء الخولي فتاة مصرية تركت الإسلام وتحولت للنصرانية برفقة خطيبها ، وراحت ( تبشر ) بالنصرانية . وذات يومٍ استضافتها قناة الكذاب اللئيم زكريا بطرس في برنامج سؤال جريء ، وسألها مقدم البرنامج لم تركتِ الإسلام ؟  فأجابت السبب هو شخصية المسيح ـ عليه السلام ـ ، تقول : قرأت الإنجيل فوجدتُ ـ هي  ـ المسيحَ يغفر الخطايا ، وعند المسلمين حديث يقول ـ والكلام لها ـ أن يومَ القيامةِ لن يأتي قبلَ أنْ يأتي المسيح ـ عليه السلام ـ حكماً عدلاً مقسطاً ، تقول مستنتجةً : فهو الذي يغفر الذنوب وهو الذي يحكم بين الناس بالعدل والقسط في الإسلام والنصرانية .!!

 

ألهذا يا أسماء ترحلين ؟!!

 

يا أسماء !!

 

ليس في ( الإنجيل) أن المسيح يغفر الخطايا ، وليس في السنة النبوية أن المسيح هو الذي سيحكم بين الناس بالمعنى الذي تقصدين يا أسماء .

 

في ( الإنجيل ) الذي في أيديهم أن المسيح كان دائم الصلاة لله .. يلجأ إليه في الشدائد .. يعتزل الناس ليلاً ويصلي .

 

 (الإنجيل ) هو الذي يشهد بذلك ولستُ أنا يا أسماء . وهذه بعض النصوص وليس كلها :12 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ للهِ. ( لوقا : 6 : 12 )" ثم تقدم قليلاً وخرَّ على وجهه وكان يصلي ".(متَّى 26 : 39 )35 وَفِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جِدًّا قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ" ( مرقس : 1: 35)

 

ولم تكن مرة أو مرتين ، بل كان وصف ثابت له عليه السلام ، هذا ما نجده في كتاب النصارى الذي بين أيديهم اليوم ، يقول كاتب إنجيل لوقا ( 5/16 ) 16 وَأَمَّا هُوَ[ يعني عيسى ] فَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي الْبَرَارِي وَيُصَلِّي." وهذا وصف لحال المسيح ـ عليه السلام ـ ..كان يعتزل في البراري بمعنى أن ذلك كان يتكرر منه دائماً .

 

ولم يكن المسيح ـ عليه السلام ـ فقط يصلي ، بل وكان يخاطب الله .. يناجيه ، ويفرده بالوحدانية ، وكان يصرح بأنه مرسل من عند الله :3 وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.( يوحنا : 17 : 3 )

 

وفي إنجيل يوحنا الإصحاح الثامن نجد هذه العبارات الصريحة على لسان المسيح ـ عليه السلام بزعمهم ـ (26.. لكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَق. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ...29 وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي، لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ .. 40 وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ ).

 

ما قال المسيح ـ عليه السلام ـ مرة أنه هو الله متجسداً ، أو أنه ابن الله بنوة جسد ، ما قال هذا قط ، ولا عبدهُ أحد من التلاميذ ، بل كان الذين حوله من محبيه والمتبعين له يقولون عنه أنه نبي ، هذا ما نجده في كتابهم هم ، واسمع :" 49 لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.( يوحنا : 12 : 49 )

 

أربٌ هذا أم رسول ؟؟!!هم يقولون هو رب الأرباب خالق الأرض والسموات ، وما قال هو بذلك ، ولا عرف الناس في زمانه عنه شيئاً من ذلك ، كان الحواريون وعامة الناس في زمانه يعرفون عنه أنه نبي . حدثَ أنه ذات مرة حين " دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً:«مَنْ هذَا؟» 11 فَقَالَتِ الْجُمُوعُ:«هذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».( متى :21: 11ـ12 )

 

لاحظ أن الجموع تقول عنه أنه نبي ، فكونه نبي خبر مشاع ، حتى في المدن المجاورة . . نعم لم يكن الناس في زمانه ـ عليه السلام ـ يعرفون عنه شيء سوى أنه نبي .

 

وحين بشَّر به موسى ـ عليه السلام ـ بشر به على أنه نبي ، والمتكلم بهذا ( بولس ـ شاول ) ، يقول :22 فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبِيًّا مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُمْ بِهِ.  [ أعمال 3 : 22]

 

وأسماء تقول قرأتُ الإنجيل فوجدتُ المسيح يغفر الخطايا ، أين يا أسماء ؟؟!!الذي يغفر الخطايا هو الله ، وليس المسيح عبد الله ورسوله ، كان رسولاً كما قدمنا ، وكان ينادي في الناس بأن النجاة بالأعمال وليس بالمعرفة ( ما يسمونه الإيمان ) ، وهذا صريح في الكتاب الذي بين أيديكم :

 

 23 ....وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.( رؤيا : 2 : 23 ) ،  " 12 .... وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ " ( رؤيا : 20 : 12 )12 «وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعًا وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ.( رؤيا 22 : 12 ) ، وعلى لسان المسيح ـ عليه السلام ـ نجد : "  29 فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ. [يوحنا 5 : 28، 29 ]

 

ويا أسماء !!

 

ألوهية المسيح ظهرت بعد المسيح ـ عليه السلام ـ ، على يد ( بولس ) ، واستقرت على يد المجامع في القرن الخامس ، فهي قول البشر ، وأقرت كدين يتبعه الناس على يد بشر .

 

ويا أسماء !!

 

قبل المسيح ـ ستة عشر رجلاً قيل عنهم ذات الكلام الذي يقوله النصارى عن المسيح ـ عليه السلام .. اله ولدته إمرأة .. ثم قتل وصلب .. هذا قول علمائهم وليس قولنا نحن ، والتسجيلات بصوتهم منتشرة في الشبكة العنكبوتية .وهي خطة الشيطان تكررت في أكثر من مكان .

 

وأسماء تكذب ، نعم تكذب ، ولا أدري لِمَ تكذب ؟!

 

ليس فقط تكذب علي النصارى فهذا حلالٌ عندهم .. مشروع في كتابهم .. أحله بولس لهم ، ولكن أيضاً تكذب علينا ، تقول في سنة رسولنا أن المسيح يغفر الذنوب وتشير إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ " ( البخاري / 207 ، ومسلم / 220 )

 

هل في الحديث أن المسيح ـ عليه السلام ـ يغفر الخطايا ؟؟!!

 

أبداً ؛ في الحديث أن المسيح ـ عليه السلام ـ ينزل حكماً بين الناس بشريعة أخيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ

 

وفي رواية أخرى عند مسلم/222 ( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ) .

 

فلا يغفر الذنوب ، ولا يكون إماماً ، بل حكماً عدلا ، يكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويقضي على دين ( بولس ) الذي يسمى بالنصرانية اليوم .

 

 

ـ والنصارى أنفسهم لا يقولون بقول أسماء ، لا يقولون جميعاً بأن المسيح هو الله ، وإنما مختلفون فيه ، وأنا أتلكم عن طوائفهم الرئيسية المعترف بها ، وكل طائفة تكفر أختها  .!!

 

يبقى السؤال : لماذا تركت أسماء الإسلام ؟

 

من المسلمات أن أكثر الناس ليسوا بمؤمنين {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ }يوسف103 {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ }[ الأنعام: من الآية116 ]، فالناس في دنياهم والدين تبع في الغالب .

 

ومن خلال تتبعي لقصة أسماء الخولي وجدت أنها كانت تتردد على كنيسة منذ الصبى ، وكانت علاقتها قوية بأهل الكنيسة ، ركنت إليهم ، وشدت حبال الوصل معهم ، فسحروها فلم تستطع فراقهم . هذا هو التفسير الذي أرتاح إليه ، والذي تكلم به غير واحد ممن تاب الله عليهم . وقد عرضت حالات أخرى كثيرة من قبل في مقال آخر بعنوان ( رأوا ربهم فكفروا ) ، وأيا كان السبب فهو بعيد تماماً عن الاقتناع بالنصرانية المحرفة والرغبة عن الإسلام ذلك أن أسماء حين تدافع عن النصرانية تكذب ، وتتكلم عنها بما ليس فيها كما رأينا ، وحين نرد عليها لا ترد علينا .وحين تتكلم عن الإسلام تتكلم بما ليس فيه ، وعلني أعود ثانية وأروي لكم قولها لتعلموا كذبها .

 

تسمى صاحبي باسم أنثى ودخل البالتوك وتحدث لأسماء على أنه راغب في النصرانية ، وراح كلما ذكرت له شيء رد عليه ، فماذا حصل من أسماء ؟شكت في أمره فرفعته من القائمة ولم ترد عليه بعد ذلك .أهذا حال المنصفين ؟؟!!لا بل حال الخائفين الوجلين ، الشاكين المترددين .

 

وربما  قيل هي لا تستطيع الرد بنفسها والعلم عند غيرها .

 

 قلنا : أيضاً لا .!!

 

ذات الكلام الذي نتكلم به نتكلمُ به لهم جميعاً وليس لأسماء وحدها ولا نجد رداً . فلو ثمَّ رد عند أحدهم لجاء به إلينا يحمله على راحتيه . والثقاتُ يقولون أن أسماء الخولي بلا عقل تعاني من مرض في عقلها ، وتحمل شهادة تتعامل بموجبها معاملة الأطفال ، ومَن تتحدث باسمها ليست هي ، وإنما نصرانية تنتحل صوتها ، يردد هذا القول بأعلى صوته ، ولا يجد من يكذبه بدليل . وهي مسلسلات تتكر كثيراً .. 

 

إنه الباطل مكبوت محسور .. مهزوم .. يجعجع من بعيد .. وإن دنى فبالكذب ليس إلا . وإنه الحق حين يقذف على الباطل فيدمغه . نسأل الله العظيم الهداية لأسماء وأن يختم لنا بخير .

 

 

(أقرأ المزيد ... | التقييم: 4.53)
زكريا بطرس والفخر الرازي
د. محمد جلال القصاص

زكريا بطرس والفخر الرازي

 

 

ـ وهو ينقل عن الفخر الرازي جاء في ( تفسير الرازي لسورة الحج 52 ، وتفسيره للتكوير20) . يَذكر ( بطرس الكذاب ) أن الفخر الرازي تكلم عن شيطان أبيض كان يأتي للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على هيئة جبريل ويوحي إليه ،

 

 

ولا أدري كيف يتجرأ على الكذب هكذا ؟!

 

وكأن تفسير الفخر الرازي في كوكب آخر لن يستطيع أحد أن يذهب إليه ويستوثق منه ؟

 

وكأن كل من يسمع سيثق بقوله ولن يراجعه فيه ؟

 

 

الفخر الرازي في سورة الحج وفي سياقه نفيه الشديد لقصة الغرانيق العلى والرد على كل من قال بها ، في هذا السياق ذكر رواية تقول ( بأن شيطانا يقال له الأبيض أتاه على صورة جبريل عليه السلام وألقى عليه هذه الكلمات فقرأها ) ثم يعلق الفخر الرازي على هذه الرواية قائلا : ( وهذا القول لا يرغب فيه مسلم البته لأنه يقتضي أنه عليه السلام ما كان يميز بين الملك المعصوم والشيطان الخبيث ) .

 

وفي سورة ( التكوير ) ، جاء ذكر الشيطان الأبيض في سياق مختلف ، وهو يتكلم عن قوة جبريل ـ عليه السلام ـ يقول : ذكر مقاتل أن شيطانا يقال له الأبيض صاحب الأنبياء قصد أن يفتن النبي ـ صلى الله عليهم وسلم ـ فدفعه جبريل دفعة رقيقة وقع بها من مكة إلى أقصى الهند ) ( التفسير الكبير 16 /68 )

 

 

ألا ما أقبح الكذب .

 

................................

 

د/ محمد جلال القصاص

 

(أقرأ المزيد ... | التقييم: 5)
لم أفهم ولن يفهم ولن تفهم
د. محمد جلال القصاص

لم أفهم ولم يفهم ولن تفهم!

 

بقلم: د. محمد جلال القصاص

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

 

كان (بولس) مع المسيح ـ عليه السلام ـ في ذات القرية (أورشليم)، وكانت يومها قرية، كان معه.. وكان قد رحل وانقطع لطلب العلم (الشرعي) من كبار علماء يهود (غمالائيل)؛ وكانت الأحداث ملتهبة؛ فثلاثة من الأنبياء يحيى وزكريا وعيسى في قرية واحدة... فقط قرية واحدة بها ثلاثة من الأنبياء، ويهود قد انقطعت للمسيح ـ عليه السلام ـ تريد أن تطفئ نور دعوته، وكان المسيح ـ عليه السلام ـ في حد ذاته حدثاً ملفتاً؛ إذ هو فضلا عن نبوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجل بلا أب، ويجاهر بأنه نبي، وقد اجتمع الناس حوله بين محب ناصرٍ، ومبغض معادٍ.

 

 

ومع كل هذه المثيرات... مع قوة الأحداث... مع شخصية المسيح ـ عليه السلام ـ المثيرة ومع أن (بولس) كان في كنف كبير أعداء المسيح ـ عليه السلام ـ وكان متقدماً في اليهودية على كثيرٍ من قرنائه كما يقول هو: "14وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي" [غلاطية :1 :14]، مع كل هذا لم يتكلم (بولس) بأنه التقى المسيح ـ عليه السلام ـ أو سمع به... أحقاً لم يتلقه ولم يسمع به؟!

 

لم يُعطَ النصارني تعليلاً، ولو سألتَ أو سألتُ عن تعليلٍ فلن تجد ولن أجد، فلم يفهم، ولم أفهم ولن تفهم سبباً مقنعاً يجعل هذه الفترة غامضة في حياة (بولس)، وسأتلو عليك بعد قليل ما حدث فأمهلني وأعِرني أذناً وقلباً.

 

عاش بولس مجرماً [3 يَسْطُو عَلَى الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ يَدْخُلُ الْبُيُوتَ وَيَجُرُّ رِجَالاً وَنِسَاءً وَيُسَلِّمُهُمْ إِلَى السِّجْنِ" كما يقول كاتب سفر [أعمال الرسل : 8 :3]، ويقول عن نفسه: "13فَإِنَّكُمْ سَمِعْتُمْ بِسِيرَتِي قَبْلاً فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ، أَنِّي كُنْتُ أَضْطَهِدُ كَنِيسَةَ اللهِ بِإِفْرَاطٍ وَأُتْلِفُهَا" [غلاطية: 1: 13].

 

ثم بين عشية وضحاها ادعى (بولس) أن المسيح ظهر له وأخبره بأنه هو الله ـ جل الله عما يقول بولس وأتباعه ـ وأرسله رسولاً للعالمين، ويروي قصةً لم يشهد له فيها غيره.. نعم لم يشهد له فيها غيره أعي ما أقول تماماً، ولو تدبرت علمتَ أن كل الذين تكلموا عن القصة ينقلون كلامه.. وعلمتَ أنه كان مع نفرٍ كثير (في قافلة) ومع ذلك لم يشهد منهم أحد ولم يستشهد هو منهم أحد.. ولو تدبرت في روايات القصة ـ وهي من راوٍ واحد (بولس) في سفرٍ واحدٍ (أعمال الرسل) ـ وجدتها متضاربة، يكذب بعضها بعضاً.

 

فبولس كذَّاب ولو كان صادقاً ما تضاربت أقواله وهو يحكي في مجلسٍ (سِفْرٍ) واحد، ولو كان صادقاً لوجد من يشهد له أو لاستشهد من زعم حضورهم.

 

وتستيقن من كذبه حين تعلم حاله بعد هذه القصة المزعومة، يقولون: خرج للعربية، ويفسرونها بأنها الصحراء، واختلى هناك ثلاث سنين، ولم يقدم تفسيراً لخلوته الطويلة هذه، ولا إخباراً لما كان يصنع فيها!!... عجيب...

 

ما أعرفه أن الرسل يكونون من الأخيار وليس من الفجرة الأشرار، وأن الرسالة تسبق بفترة إعداد للرسول، وما أعرفه أن كلَّ رسولٍ يُبَلغ برسالة أيا كان مرسله بشر أو رب البشر ينشط لإبلاغها، أتُرْسَلُ في مهمة إلى نفرٍ ثم تجلس ثلاث سنين ولا تذهب إليهم؟!

 

لا أفهم سبباً لهذا الهمود والركون بعد الإرسال المزعوم، وقد سألتُ فلم أفهم من قولهم شيئاً سوى أنها حجج قبيحة رديئة يلقون بها في وجه من يتكلم كي يسكت أو ينشغل فيمَلُّ ويرحل .ولا تسأل فلن تفهم!!

 

وسأتلو عليك السبب الحقيقي ـ بحول الله وقوته ـ في نهاية مقالي، فلا تعجلني وأعِرني أذناً وقلباً.

 

و(بولس) لم يتخلَّ عن صفاته الأولى التي كانت فيه وفي إخوانه اليهود (الفريسيين) تحديداً، يوم بعث فيهم المسيح ـ عليه السلام ـ، فقد ظل كذاباً يفاخر بالكذب [أعمال 23/6] وانظر [أعمال 22/25-29] و كرونثوس1 [10: 33]، وانظر (أعمال: 28: 30) وقارنها بـ( أعمال 18: 16، 17)، وكان ينافق السلاطين رومية [13: 1 ـ 7]، ويتلون لمن يصغي إليه كي يقبله ويمتدحه يقول في كرونثوس الثانية [12: 11]: "قَدْ صِرْتُ غَبِيًّا وَأَنَا أَفْتَخِرُ. أَنْتُمْ أَلْزَمْتُمُونِي! لأَنَّهُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ أُمْدَحَ مِنْكُمْ"، كان يلبس لكل قومٍ لبوسهم، والغاية كما يقول هو أن يكون شريكاً في الإنجيل. كرونثوس1[ 9 : 19 ].

 

وفوق هذا كله كان متسلطاً على من تبعه لا يقبل النقاش [2 كرو: 11: 4 ـ 5 ] وفيلبي [2: 14 ]، وكان بولس ـ وركز مع هذه ـ شريراً مسكوناً بشيء يُسيره على عكس مراده: في رومية [7: 15]. 15 لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ، إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ، بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ... 18 فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي، وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19 لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ، بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20

 

وبولس كان يتكلم من تلقاء نفسه، ويصرح بذلك" 17الَّذِي أَتَكَلَّمُ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ بِحَسَبِ الرَّبِّ" [كرونثوس 2: 11: 17]. (10أُعْطِي رَأْياً فِي هَذَا أَيْضاً ...) [كرونثوس الثانية: 8: 10]. ( 12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: ...) [كرونثوس 1: 7 :12]، (25 وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَـَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَـنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَـكَذَا) [1 كورنثوس 7/25-26].

 

ولاحظ أن الكلام هنا تشريع وليس مجرد فض مشاكل.

 

ونسأل: الرجل يتكلم من أمّ رأسه (لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ بِحَسَبِ الرَّبِّ )، (أُعْطِي رَأْياً)، (أَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ)، (وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً )..

 

(بولس) يقول أنه يتكلم من رأسه.. برأيه.. والنصارى يصرون على أنه يتكلم بروح القدس، ولا أدري من أين أتاهم هذا الإصرار؟!

 

ورسائل (بولس) كانت رسائل شخصية، سلامات وقبلات (مقدسة) كما في [كور1 :16] 20 (سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ)، إصحاحات كاملة يتكلم فيها (بولس) بكلام (المصاطب) مع أصدقائه، فلم هو كلام (مقدس)؟

 

حقيقة لا أدري؟، ولا أخالك تدري، بل ولا أخال النصارى يدرون...

 

 

(أقرأ المزيد ... | 22801 حرفا زيادة | التقييم: 4.83)
حوار مع الباحث الإسلامي:د.محمد جلال القصاص ج1
د. محمد جلال القصاص

حوار مع الباحث والمفكر الإسلامي / محمد جلال القصاص

 

حاوره  رئيس التحرير / محمد المصري .

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :-

 

يسر إدارة مجلة أنا المسلم الإلكترونية إجراء حوار مع الكاتب والباحث الإسلامي /محمد جلال القصاص ، لا نملك الكثير عن شخص الداعية محمد جلال القصاص ، رغم أنه من أوسع الأسماء انتشاراً في الشبكة العنكبوتية ، وحضوراً في القضايا المثارة بين أفراد الصحوة الإسلامية .

 

محمد جلال القصاص ، أديب ينظم الشعر ، ويكتب القصة ، والمقال ، له عدد من الأبحاث منها ما طُبع ومنها ما لم يطبع بعد ، وعدد من الصوتيات على موقع طريق الإسلام والمواقع المختصة بمحاربة التنصير . ولا تخطئ عينُ قارئ أو سامع عذوبة اللفظ وعمق الفكرة فيما تكتب يد محمد جلال القصاص .

 

مجلة ( أنا المسلم ) الإلكترونية في عددها الثاني تبدأ سلسلة من الحوارات مع الكاتب والمفكر الإسلامي محمد جلال القصاص ، تحاول أن تقترب أكثر من شخصيته ، وتعرف عن قرب رأيه فيما يثار على الساحة . أملا في جديد قد يفيد أمتنا وشبابنا .

 

* مَن محمد جلال القصاص ؟

 

عبد من عباد الله ، قروي ، من ريف مصر ، أحفظ القرآن الكريم منذ التاسعة من عمري ولله الحمد ، ولازمت الكِتابَ منذ تعلمت القراءة ، وأذكر أنني انتهيت من قراءة البداية والنهاية وسيرة بن هشام ، ورجال حول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وغيرهم في نفس موضوعهم قبل السادسة عشر من عمري ، وكنت أقرأ فيما طرح ضد الصوفية ، ذلك أنها كانت القضية الثائرة في قريتي يومها ، وكانت القضية الثائرة في رأس من أرشدني للمطالعة في الكتب الإسلامية ، وهو مدرس مادة الإنجليزي في قريتنا الأستاذ محمد مصطفى ياسين . ولم يكن في القرية قضايا مثارة أكثر من الصوفية ، ثم بعد الذهاب للقاهرة لدراسة الصيدلة في جامعة الأزهر ، حدث انفتاح شديد على العالم ، فقد كانت القرية بعيدة عن الأحداث . أُعجبت كغيري بفكر الإخوان المسلمين لانتشاره في الجامعة حينها ، ثم التحقت بمسجد التوحيد في غمرة ومكثت هناك أربع سنوات في دروس الشيخ فوزي السعيد حفظه الله . وحضرت للدكتور سيد العربي ، وأتيت على عدد من مكاتب بعض أهل العلم .. درست كتب نفر غير قليل من شيوخنا أقرأ كل ما كتبوا . ثم اتجهت للكتابة في فترة متأخرة منذ أربع سنوات فقط . ونشر لي عدد قليل من المقالات قبل ذلك في مجلة البيان.

 

* من الذي ساهم في انتشارك ؟

 

صيد الفوائد .ثم طريق الإسلام ؛ لم ألقَ أكرم ولا أفضلَ من أبي حمزة صاحب موقع صيد الفوائد ، والكل بخير ، وربما تكلمت عن ذلك لاحقاً إن شاء الله.

 

* دكتور جلال لك انتشار واسع .. نُشر لك في صحيفة المحايد ( 37 ) مادة علمية بين مقال وقصة ، ونشر لك أكثر منها في موقع المسلم ( موقع الشيخ ناصر العمر ) و( طريق الإسلام ) و ( صيد الفوائد ) و( المختار الإسلامي ) وغيرهم ، وأعرف أنك تعمل متطوعاً في بعض الأنشطة الدعوية . ولك عدد من الأطروحات لترتيب الصف الدعوي وترشيده ، وأعرف أنك لك علاقة شخصية بعدد غير قليل من شيوخنا الكرام في مصر والخليج ، وأعتقد أن هذا يكفي لأن أفتح معكم محوراً كاملاً عن العمل الدعوي وخاصة الإعلامي ، أريد أن أسأل حضرتك بداية عن تقيمك للعمل الدعوي .. الإعلامي منه خاصة ؟

 

العمل الدعوي الإعلامي ، وهو الآن مقروء ( مجلات ومواقع ) ومسموع ( شرائط كاسيت ومحاضرات صوتية في الشبكة العنكبوتية ) ومرئي في شكل عدد من القنوات الفضائية والدروس المسجلة من المساجد أو من البيوت وبدأت تنتشر الآن ، إذا نظرنا إلى الإمكانات المتاحة والأثر الذي يحدث بموجب هذه الإمكانات نجد أن العمل دون دون دون المطلوب .

 

وحتى تعرف ذلك أسألك : أين نحن الآن ؟

 

* أجب أنت !

 

خلف الحدث . نحكيه ونحلله . أما أن نوجهه فلا ...أن نصنع الحدث فلا . حتى مشكلة سبِّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والتي اجتمع من يُرجى اجتماعهم ومن لا يرجى ، لم نؤثر في الحدث إلا قليلاً جداً ثم ذهب أثرنا وعدنا كما كنا .

 

* لماذا دكتور ؟

 

لمعرفة السبب يمكن تقسيم العمل الدعوي ـ الذي يرفع شعار الدعوة إلى الله ـ إلى فريقين ، فريق متبع وفريق مبتدع ، وأعني بالمبتدعين العقلانيين والإصلاحيين وما يسمى بالدعاة الجدد و غير ذلك ممن لا يلتزم بهدي السلف ، ويرى أن الزمان غير ما كان ، وأنها لن تعود كما كانت ، أو من يسلك طريقاً غير طريق السلف ليعود بها كما كانت .

 

المبتدعون هؤلاء هم سبب رئيس في تأخر العمل الدعوي .لا تعجب .

 

هؤلاء عقبة حقيقية في طريق الدعوة الإسلامية ، والأمر يطول شرحه . ورأي الشخصي أن هؤلاء مَكَّنَ لهم من يريد أن يعرقل مسيرة العمل الدعوي .

 

أعطي حضرتك مثال .

 

التنصير مثلا ، حين يذهب أحدهم للنصارى ويقول لهم كلنا مؤمنون ، وكلنا نعبد الله ، وحين يقف أحدهم في برنامج عام شهير ( القاهرة اليوم ) وفي حلقة تناقش أمر الكذاب اللئيم زكريا بطرس ويقول النصرانية والإسلام لا يتعارضان ، يسيران في خطين متوازيين . ونأتي نحن ونقول أن النصارى كفار كما قال الله { لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ } (73) سورة المائدة ، هنا تحدث بلبلة ، ويضيع الجهد .وقد حدث بالفعل .

 

الخبثاء من النصارى يستدلون بهولاء الإعلاميين علينا ، ويفتنون بهم قومهم ، وفي أحسن الأحوال نظهر نحن كمتشددين وهم كمعتدلين . وتدور معركة إعلامية داخلية وخارجية كلها في أرضنا وكلها من جَهدنا ، تأخرنا ولا تقدم لنا شيئا ، والسبب هو هؤلاء . إنهم عقبة حقيقية على الطريق .

 

وعلَّك تذكر ما حدث إبّان حرب حزب حسن نصر مع إسرائيل ، وخرج نفر من هؤلاء ينفسون عن ما في صدورهم على علماء الأمة ، ويدعون أن الرؤية العقدية للأحداث خدعة . تركنا إسرائيل وأخذنا نرد هؤلاء عنا ، انشغلنا بهم ، أشغلونا وضيعوا جهدنا .

 

* هل تربط بين هؤلاء وبين ( الآخر ) أعني الغرب ، أو بتعبير آخر هل تسيطر عليك فكرة المؤامرة وأنت تقرأ الساحة الإعلامية ؟

 

شوف أخي الفاضل ، هناك حقيقة شرعية يقرها نص صريح ، ويشهد لها الواقع والتاريخ ، وهي أن الكافرين يجادلون ويقاتلون .. كل الكافرين في كل العصور قال تعالى { وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ } [ غافر : من الآية 5 ] ، قريش كانت تجادل وتقاتل ، كانت شديدة الجدال وشديدة القتال وحاولت قتل النبي صلى الله عليه وسلم في مكة عدة مرات ، وخرجت لاستئصال الإسلام في بدر وفي أحد ويوم الأحزاب ، والعلمانية ـ وهي دين ـ تجادل وتقاتل ، والنصرانية تجادل وتقاتل ، فالجدال والقتال حقيقة شرعية ، وواقع نعيش وتاريخ نحكيه .

 

وجدال الكافرين يأخذ صوراً منها ( الكيد ) و ( الخديعة ) , ومحاولة تفريق الصف ، والله يخبرنا عنهم بقوله سبحانه {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا} (15) سورة الطارق ، والكيد يشي بشيء يدبر في الخفاء ، وهو ما تسميه أنت المؤامرة ، والمقصود أن الكافرين ( الآخر ) لا ينفكون عن الكيد عن المؤامرة . ولا ينفكون عن الجدال والقتال أبداً .

 

هم الذين يكرمون الشاذين فكرياً ، ويعطونهم الألقاب التي ينخدع بها العوام ، من محمد عبده ، ومروراً بـ على عبد الرازق ، وطه حسين ونجيب محفوظ و ... وانتهاءً بما هم بين أظهرنا اليوم جابر عصفور ، ونصر أبو زيد وغيرهم . هم أو أوليائهم من المنافقين المسيطرين على الإعلام في عالمنا الإسلامي .

 

فمكر الكافرين مِن صُوَره: مد ومساعدة من يثير بلبلة في صفوفنا ، ولا يمكن قراءة الصورة مجتزئة أبداً .

 

ومكر هؤلاء يصل الطيبين أيضا ، حين تنظر لمن يتكلم للناس من شيوخنا الكرام ، تجد من الوعاظ فقط ، ولا أعيب الوعظ ولا الوعاظ أبداً ، فقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتخول الصحابة ـ وهم الصحابة ـ بالموعظة مخافة السائمة كما يقول بن مسعود ، ولكن هم يسمحون لفريق وفريق لا يسمحون له ، ومن يسمحون له ممن لا ينغص عليهم عيشهم إلا قليلا . لا أريد الاسترسال هنا حتى لا يساء فهمي . دعني أكمل ما تبقى .

 

* تفضل

 

أما الفريق المتبع فهناك خلل في طبيعة العمل ، وخلل فيمن يعملون .

 

إذا نظرنا لطبيعة العمل تجد أن العمل الدعوي كله أو يكاد فردي ، كلما استأنس أحدهم من نفسه قوة استقل ، فتجد كثيراً من المواقع الإسلامية لا تفرق بينها ـ من حيث الطرح وآلية الطرح ـ إلا من خلال المشرفين عليها.وكثير من المشاريع تتكرر ، وكثير من الأفكار تتكرر ، ينجح مشروع ما فتجد مشاريع كثيرة بخلفية الفردية في العمل تنشئ نسخة أخرى من هذا المشروع ، والأفكار الجديدة قليلة ولكنها مكرورة .

 

وأسأل : بم نستطيع أن نفرق بين الفضائيات الإسلامية غير الشيوخ ؟ وبم نستطيع أن نميز بين كثير من المواقع الإسلامية ؟

 

(أقرأ المزيد ... | 36700 حرفا زيادة | التقييم: 4.85)
حوار مع الباحث الإسلامي:د.محمد جلال القصاص ج2
د. محمد جلال القصاص

الجزء الأول من هنا *ما الأمر العام ؟

الصراع بين الناس بدأ يتجدد على خلفيات دينية ، بوش يعلنها حرباً صليبية ، ودبابات الأمريكان ترفع الصليب في العراق ، ونشرت صوراً لذلك ، وكذا في الشيشان ، وقطعان التنصير تسير خلف آلة الحرب الأمريكية في أفغانستان والعراق والصومال . وأكبر أمارة على أن الصراع على خلفيات دينية هو الأرض التي عليها الصراع .. أعني الشام ، هذه الأرض مقدسة عند المسلمين وعند اليهود وعند النصارى ، وكون الصراع عليها أمارة أخرى على أن الصراع دينياً وليس صراعاً سياسياً أو اقتصادياً كما يقولون . وقد فصل الشيخ عبد العزيز كامل في هذا الأمر كثيراً في كتاباته .

* ولِمَ تجدد الصراع على خلفيات دينية ؟

عودة الناس للدين ... أو وَجَدَ الخطاب الديني قبولاً .. رواجاً عند الناس بسبب فشل العلمانية . نعم فشل العلمانية وما قاربها هو الذي أعاد الخطاب الديني من جديد في عالمنا الإسلامي وفي غيره من بقاع الأرض .

* وما الأمر الخاص الذي بسببه اشتد أمر التنصير ؟

الأمر الخاص هو ظهور الأرثوذكس ، والأقباط منهم خاصة على الساحة .

في الماضي حين كانت المواجهة الفكرية مع الكاثوليك ( كنيسة روما ) ، كانوا خبثاء جداً ،أنشئوا ما يسمى بالاستشراق ، ومد أيديهم للنصارى الحاقدين في البلاد الإسلام ، ويشتهر هنا كمثال نصارى الشام لويس شيخو وجوذيف قذى وغيرهم ، وعن طريق المستشرقين قاموا بإعادة قراءة الشريعة الإسلامية من جديد ، وخرجوا بمفاهيم مغلوطة أغلبها من كتب الأدب والمتكلمين والرافضة ، ونشرت هذه المفاهيم المغلوطة في هيئة كتابات لأشخاص وفي هيئة موسوعات كبيرة ( كما دائرة المعارف الإسلامية ) ، وفي خطوة ثانية سربوا تلك المفاهيم إلى الشاذين فكرياً من قومنا ، ويشتهر هنا كمثال الصالونات التي وجدت في مصر في بداية القرن الماضي ، واحتضنوا عددا من هؤلاء الشاذين فكرياً ، فأوجدوا دوامة فكرية استقطبت جهدنا ، وجعلت معركتنا داخلية ، وهم خاطبوا قومهم بما يتكلم به الشاذين فكرياً ، يقولون لهم هذا هو الإسلام ، ولذا لم نستطع التأثير في عامة الناس عندهم . لم تصل دعوتنا إليهم . لأنهم يقرءون عن الإسلام من أفواه هؤلاء الشاذين فكرياً ، وعلك تذكر الحلقة التي تكلمت فيها أم لهب ( وفاء سلطان ) ـ كما يسميها الشيخ الدكتور عبد العزيز كامل ـ في الجزيرة ، كانت الحلقة مترجمة للإنجليزية ، ينقلونها للشعوب هناك ، ويقولون لهم هكذا يتكلم ( المسلمون ) عن دينهم ونبيهم ، وهكذا يتكلمون عن اليهود والنصارى ( أهل الكتاب ) وهذا الكلام في قناة ترعى ( الإرهاب ) والتي هي قناة الجزيرة .!! ، هكذا يتكلمون لقومهم .. هذا هو مكرهم .. وهكذا حالوا بيننا وبين تلك الشعوب .

وفي ذات الوقت ومع بداية الاشتشراق تقريبا بدأ ما يسمى بـ ( الحوار بين الأديان ) وكان الغرض منه في جملة واحدة تعديل ثوابت الإسلام .

وفي ذات الوقت كانوا قد انتشروا في أطراف العالم الإسلامي في أفريقيا وجنوب شرق أسيا ، حيث الجهل والفقر ، كانت حملاتهم التنصيرية تنتشر كالجراد في هذه الأماكن ، وكان انتشارهم داخل العالم الإسلام محدوداً وفي أطر مدروسة ، ولم يكن هنا استفزاز للمسلمين . إلا ما يحدث من فلتات اللسان أو ما يعثر عليه المتتبعين للنشاطهم .

أما الآن فقد دخل الأرثوذكس ساحة الصراع وأحدثوا مواجهة فكرية مباشرة بينهم وبين المسلمين . لم يتكلم القوم بعلم وعدل ، وإنما قدموا سفائهم ، وأمروا غليظهم ، واستشاروا حاقدهم ، وخاطبوا عامتهم بخطابٍ حماسي فأثاروهم يَعِدُونَهم ويمنونهم ، وهو ما جعل كثيراً من المراقبين يقول أنها حالة نفسية وليست حالة فكرية . فلا تخطئ عين مراقب هذا الكم الكبير من الحقد الذي يملأ هذه الصدور .

* تقول مواجهة مباشرة . وما خبر المواجهة ؟

كَـيوم حنين ، كَمَنُوا لنا ، فأصابوا منا في بداية الأمر ، كانت مفاجئة كبيرة ، والآن تم استيعاب الصدمة ولله الحمد ، وقد بدأت الدائرة تدور عليهم .

* كيف ؟

الآن الكتاب ( المقدس ) يُعْرَض على الناس ، أو نعرضه على الناس ، نبين للناس ما فيه من تطاول على الله ورسله ، ونبين للناس ما فيه من ألفاظ منحطة يستحي من الحديث بها الأراذل من الناس ، ونبين للناس أن الذين كتبوا الكتاب ( المقدس ) لا يعرفهم أحد ، وأن صفة القداسة لحقت الكتاب بعد قرون طويلة من رفع المسيح ـ عليه السلام ـ ، ومن البشر ، البشر هم الذين قدسوه .

ونبين للناس أن المسيح عليه السلام ـ لم يتكلم للناس بأنه إله من دون الله ، أو أنه هو الله ، أو ابن الله ، ولم يتكلم بشيء عن عقيدة الفداء والصلب ، أبداً لم يتكلم

(أقرأ المزيد ... | 31332 حرفا زيادة | التقييم: 5)
جــدال، وقتـــال
د. محمد جلال القصاص

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

 

 

جدالٌ وقتال

 

بقلم / محمد جلال القصاص

 

           القرآن العظيم يحدثنا بأن مجتمع الكافرين في كل العصور فريقان ، مستكبرون وهم ( الملأ ) ومستضعفون  وهم ( العامة ) أو ( الجماهير ) في لغة مثقفي اليوم ، ويحدثنا القرآن العظيم بأن ( الملأ ) يعرفون الحق وهم له منكرون ، وأن عداوتهم لا تتعلق بماهية الشريعة ، فهم يعرفونها جيداً قال تعالى : { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ }[ النمل : 14]  ، وقال تعالى :{ وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ . بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ } [ البقرة : 89 ـ 90 ]فالتكذيب أصله الظلم والعدوان .. البغي والحسد ، وليس الجهل .

 

           وعند التدقيق نجد أن النزاع بين الشريعة ( على لسان الرسل .. كل الرسل ) وبين ( الملأ ) القائمين على المجتمعات الجاهلية يتعلق بالسيادة  ، تكون لمن ؟ ، لله في صورة الشريعة ؟ أم لهم في صورة النظام القائم الذي تسعى الشريعة لتغيره ؟   على هذا يكون الصراع بين المهتدين والضالين . { قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ }[ يونس : 78] فالكبرياء هنا تعني السلطان كما يقول الطبري وابن كثير في تفسيرهما للآية .والشواهد على هذا كثيرة من السيرة النبوية ولا أحسب أن أحداً ينازع في هذا . فكل رسولٍ أرسله الله لقوم كذبوه  { كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ }[ المؤمنون: من الآية44 ] ، وبدهي أن تكذيب المرسلين خلل في الضالين المكذبين وليس في خطاب ولا في شخص المرسلين .

 

   والقرآن يحدثنا بأن الذين كفروا .. الملأ منهم خاصة  يواجهون الدعوة الإسلامية بطريقتين جدال وقتال { وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ } [ غافر: 5] ، كل الأمم تجادل وتقاتل ، قريش كانت شديدة الجدال كما كانت شديدة القتال ، تجادل في الأحكام  ( تحريم الميتة مثلا ) ، وتجادل في الأخبار ( البعث بعد الموت مثلاً ) ، وتجادل في المعجزات ( الإسراء والمعراج مثلا ) ، وكانت تقاتل أشد القتال ، ويهود تجادل وتقاتل، والعلمانية تجادل وتقاتل، والنصرانية تجادل وتقاتل، وعباد الشجر والحجر والبقر في الهند والصين يجادلون ويقاتلون، كلهم يجادلون ويقاتلون كما أخبر خالقهم سبحانه وتعالى .

 

 

والقرآن يحدثنا بأنهم في جدالهم يمكرون .. يكيدون قال تعالى : { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً }] الطارق: 15]  ، ولا حظ تأكيد الفعل بالمفعول المطلق ويكيدون كيدا تعني ( يمكرون بالناس في دعوتهم إلى خلاف القرآن ) كما يقول ابن كثير في تفسيره للآية  ، وقال تعالى : { وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ  }[ إبراهيم: 46] وقال تعالى : { أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ  } [ الفيل: 2] ، والكيد والمكر يعني الخداع، يعني التدبير في الخفاء، يعني إظهار شيء واستبطان شيء آخر، وما أفهمه أن الكافرين وخاصة اليهود، وهم الذين يحركون الكفر كله اليوم، يمدون الجسور مع المنافقين، يثيرون بهم الشبهات والشهوات داخل الصف الإسلامي فهم إخوان كما قال الله { أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} [الحشر: 11] .

 

 

   ومكرهم وخداعهم يكون على قومهم وعلينا ، على قومهم بقلب الحقائق لهم ، وافتعال الشبهات لصدهم عن دين الله وتثبيتهم على الكفر بربهم .

 

 وتتضح هذه الحقيقة من جميع مواقف العتاب بين الأتباع والمتبوعين من الكافرين في يوم القيامة وفي النار ـ عياذا بالله ـ ، ففي هذه المواقف يتكلم  الأتباع عن مكرٍ مكره الملأ عليهم .. عن كيد كادوهم به ، والكلام على حقيقته لا نعلم له صارف . في سورة الصافات ـ مثلا ـ وفي سياق عتاب ( العامة) للملأ يقول الله تعالى على لسان ( العامِّة ) { قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ . } [ الصافات :28] أي ( من جهة النصح .. مجيء من إذا حلف لنا صدقناه ) كما يقول القرطبي رحمه الله . ومثله قول الله تعالى على لسان ( المستضعفين ) وهم يجادلون ( المستكبرين ) يوم القيامة {وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً }[ سبأ : من الآية 33] .

 

ومكر أعداء الأنبياء وأتباعهم بعضهم ببعض هو المتبادر للذهن من قول الله تعالى { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } [ الأنعام : 112] ، وهو ما تكلم به المفسرون ، يقول الطبري معلقاً على الآية الكريمة :  ( وأما قوله : { يُوحِي بعضُهُم إلى بَعضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُوراً } فإنه يعني : أنه يلقي الملقي منهم القول الذي زينه وحسنه بالباطل إلى صاحبه , ليغتر به من سمعه فيضل عن سبيل الله . )

 

هذا هو حال الملأ في صدهم عن سبيل الله حين يتكلمون إلى متبوعيهم .. يمكرون بهم .

 

ومكرهم يطالنا بل يتوجه إلينا في الأساس ، يستهدف شلمنا ، ويستهدف جهدنا ، بالتشويش والتشويه .

 

 

والحال هكذا أسأل: أين الخداع وأين المكر؟ أين الجدال وأين القتال في أرض الواقع؟

 

 

           حين اتصلت عامة الناس هنا بعامة الناس هناك ( في أوروبا وأخواتها ) عن طريق البعثات العلمية والتجارة في القرن التاسع عشر ، نهض ( الملأ ) وقاموا بدراسة الإسلام ، وأعادوا قراءته من جديد ، عن طريق ما يسمى بـالمستشرقين ، وعن طريق نشر كتابات بعض الحاقدين من النصارى وخاصة نصارى الشام مثل لويس شيخو ( صاحب كتاب شعراء النصرانية ) ، وخرجوا بقراءة جديدة للشريعة الإسلامية نشرت في عدة أبحاث أهمها (دائرة المعارف الإسلامية ) ثم في خطوة تالية سربوا هذه المفاهيم للشاذين فكرياً ممن ينتمون لهذه الأمة فخرجت أفكار الكافرين  في كتبٍ تحمل أسماء مسلمين ، مثل ( أبكار السقاف ) و ( على عبد الرازق ) و ( طه حسين ) ، و ( خليل عبد الكريم ) و ( سيد القمني ) و ( عباس العقاد ) في بعض ما كتب ، ومن وَرِمَ أنفه حمية له فليراجع كتاب ( الله جل جلاله )  .

 

  

 

            ثم دعموا هذه الأسماء عن طريق نفوذهم في البلاد الإسلامية ، وخاطبوا قومهم بهذه الأبحاث التي كتبتها يد المستشرقين أو التي كتبتها يد ( المسلمين ) الموافقين لهم ، وبهذا عرضوا الإسلام مشوهاً على قومهم ، وأخرجوا إسلاماً مشوهاً لقومنا ، فشغلونا بأنفسنا وصدونا عن قومهم ، ولك أن تنظر إلى ما كتب وما قيل .. ما أنفق من وقت وجهد ومال في التصدي لأبناء المستشرقين الذين نبتوا في أرضنا يتكلمون بلساننا ، ويعرضون الدين على الناس أو ينازعون من يعرض الدين على الناس .             وهذا هو السبب الحقيقي الذي بسببه لم نستطع عرض الإسلام على عامة الناس في الغرب ، أولئك الذين لا يحملون ذات الأحقاد التي يحملها الملأ الذين استكبروا ، أولئك الذين لو سمعوا لاستجابوا ، هذا مع أننا نتكلم ويصل صوتنا في كل مكان . كله بسبب التشويش الذي أحدثه الملأ من خلال قراءات المستشرقين وقراءات تلاميذ المستشرقين من ( المسلمين ) .            ويتم مصادرة الفرص بهؤلاء أيضاً ، فمثلا حين ثارت أبقار الدينمارك وتطاولت على جناب الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ بادر هؤلاء بنشر كتب المستشرقين ( المعتدلين ) ممن كتبوا عن شخص رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من منظور آخر غير منظور النبوة . وبهذا طوقونا وصدونا .

 

   واستخدموا ذات الآلية ( المعتدلين ) عندهم و ( المعتدلين ) عندنا ، فأسكتوا من هنا أو كتموا صوتهم وجحموه ، وأسكتوا من هناك أو أعطوهم ما لا يصل بهم إلى الصراط المستقيم !!

 

 

           ومن مكر الملأ ما يسمى ب ( الحوار بين الأديان ) فقد بدأ بعد الاستشراق بقليل ، وقد غُرس لينبت شوكاً يثير جدلاً بيننا ، وقد عُقدت مؤتمراته ليشير الملأ إليها حين يتحدثون إلى قومهم ويقولون لهم : هؤلاء علماء المسلمين يعترفون بديننا فلا داعي إذا لأن تتركوا دينكم إلى دين يقول علمائه أنكم على صواب . وفي ذات الوقت يتلون عليهم ( مثالب ) ديننا التي افتعلوها هم في حق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو في حق أحكام الشريعة . وإن تكلمنا نحن قالوا أولئك المتشددون منهم !!

 

 

           مِن تأملي في حوارات النصارى المباشرة مع المسلمين ( في المناظرات المنشورة أو في مناظرات البالتوك ) ألاحظ أن النصراني يهدف إلى شيء واحد من المناظرة هو القول بأن الإسلام فيه مشاكل كما النصرانية فلا داعي لترك النصرانية لمشاكلها فلن ترحل لمكانٍ هادئٍ بلا مشاكل . لا يريد أكثر من هذا من المناظرة .            والملأ لا يريدون من إفتعال الشبهات حول شخص الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحول أحكام الشريعة سوى القول بأن عندهم ما عندنا فلا داعي لأن تغادر غضباً فلن تجد هناك رضاً .    ـ ويلحق بهذا أن الملأ من الكافرين يشجعون إخوانهم عندنا ، فالجوائز الأدبية تعطى لأوليائهم ، والبرامج التي يسمعها كل الناس تعطى للأقرب مكاناً منهم . وهذه وسائل تفعيل للمكر والكيد في صفوفنا . فانظر مثلاً من الذي يتكلم للعامة ؟ تجد أن الأبرزَ هو الأقربُ مكاناً من القوم ، هو من لا يكفرهم أو من لا يهتم بكفرهم أو من لا يشجب عليهم أو يثير القلاقل بينهم .

 

 

           حين أنسحب من هذه الضوضاء وأحاول رسم صورة لما يحدث على أرض الواقع  لا ترتسم الصورة بخاطري إلا ثلاثة أقواس .. متتاليات .. متداخلات .. قوس بداخلنا وقوس أمامنا ، وقوس خلفه لا نلمسه ولا نستطيع .

 

القوس البعيد من الكافرين ، قد حموا أنفسهم بقوسٍ من المنافقين في السياسة والفكر ، والقوس الثالث صنعته يد النفاق وهو بين أظهرنا .. يتخللنا .. بين صفوف الملتزمين بشريعة رب العالمين ، أهلُ هذا القوس من إخواننا ، مَن يجادلون في الكفر الأكبر ويقولون كل ما هو كائن اليوم على أرض الواقع كفر أصغر ، وأن حدَّ الإيمان النطق بالكفر ، وهو كلام نصوب بعضه ونتفهم بعضه  ونرد جلَّه ، وليس المقام مناقشة إخواننا ، ولكن بيان هذه الأقواس الثلاثة المتتالية .تبصرة وذكرى لأولي الألباب .

 

 

على ماذا الصراع ؟

 

 

           الصراع صراع وجود ، ولا يسير في طريقه إلى ( السلام ) أو يصير إلى ( السلام ) بمفهومه الخاص ، الذي لا يكون إلا حين تنعدم أفعال وأصوات المخالفين . لا يرضى الكافرون بالمؤمنين ، ولا يرضى المؤمنون بالكفر ولا بالكافرين ، لا يرضى أحدٌ منهم بالآخر إلا في إطار التبعية والانحسار وعدم التأثير في حياة الناس ، ومن يقل بغير هذا يخادع نفسه . ولك أن تسأل عن سبب الحروب القائمة اليوم على ظهر المعمورة في الأفغان وفي الشيشان وفي فلسطين والصومال ولك أن تسأل عن من يُصَادَر رأيهم ويُحْبَسون في بلادهم ، لم ؟

 

من أجل ( السلام ) !!، فهؤلاء من منظور أولئك يسعون في الأرض ( فساداً ) ولذا وجب قتلهم أو ( اعتقالهم ) ليحل ( السلام ) . منطق كمنطق فرعون إذ قال  كما حكى على لسانه القرآن الكريم { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ }[ غافر:26].

 

 

           والملأ يواجهون واقع الدعوة بما يناسبه ، فحين يكون منكفئاً في ذاته لا يسمع به أحد ولا يتكلم في أمور العامة .. بمعنى لا يُحْدِثْ تغيراً في حياة الناس فإنهم لا يلتفتون إليه ، كما حصل مع الدعوة في فترة السرية ، وكما حدث مع الحنفاء من قبل ، وكما يحدث الآن مع ( المتدينين ) في المجتمعات الأوروبية والأمريكية ، ثم حين يتحركون ويحدثون أثراً يشتدون لاستئصالهم فإن لم يقدروا خدعوهم واستنزلوهم عن مبادئهم ، بالحوارات  ، كما حدث من قريش ، كانت جادة في القضاء على الدعوة ، ثم حين اشتد عودها لجئوا إلى ( الحوار ) ، وراح ( عتبة بن ربيعه ) وراح الملأ جميعهم يعرضون على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أشياء يريدون بها طريقاً وسطاً لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء . طريقاً يبقى كل على ما في يديه ، تقول الروايات وذاك بعد أن أسلم حمزة وعمر .

 

 

لماذا عادت الدعوة للحوار بين الأديان ؟

 

 

           في الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر 2007 وفي حلقة برنامج ( القاهرة اليوم ) التي عقدت لمناقشة أمر الكذاب اللئيم زكريا بطرس ـ قبحه الله ـ ، تكلم محمد سليم العوا بأنه تقدم بطلبٍ للفاتيكان لعقد جولة جديدة ( للحوار بين الأديان ) فرفض الفاتيكان حتى يُؤمن المتاحورون بعدم عصمة القرآن الكريم ويحذفوا منه بعض الآيات . !!           والآن نرى الفاتيكان اشتد في طلب الحوار بين الأديان ثانية ، ما الذي جاء بهم ثانية ؟

 

           الذي جاء بهم أن السنوات الأخيرة شهدت مواجهة مباشرة بين الشريعة الإسلامية والعقيدة النصرانية ، على يد الأرثوذكس في القنوات الفضائية ، وأخص بالذكر الأقباط ، وانتشرت هذه المواجهات الفكرية بين العقيدتين عن طريق الإنترنت في المنتديات الكتابية والغرف الصوتية ( البالتوك ) والمواقع الخاصة والعامة ، وكذا القنوات الفضائية ، والمساحة التي تحدث فيها المواجهة المباشرة بين الإسلام والنصرانية كبيرة جداً .

 

           وساعد في وجود أثر قوي للحوارات المباشرة بين الإسلام والنصرانية ، أن النصارى ( الأرثوذكس ـ وخاصة الأقباط ) استحضروا للعامة ، وباغتونا ، ثم إنهم وجدوا أثراً حين تكلموا للناس ، وهذا شأن من يتكلم للعامة بأي شيء ، فالعامة لا تمتلك ثقافة مضادة فهي تتبع أو تقف حائرة .. فاغرة فاها متعجبة مما تسمع .

 

    وساعد في حشد الناس حول هذه الحوارات الصريحة أحداث الدينمارك وما يفعله الأمريكان في الشرق وخاصة أن رئيسهم يبدي التدين ويدعي أن عبد الصليب ، يرفعه ، ويحارب باسم ( الرب ).

 

  

 

   أقول : وأنا من هناك ، حيث هذه الحوارات المباشرة ، قد منيت النصرانية بخسارة فادحة ، وفي المكان الذي ثارت منه ـ مصر ـ يُسلم منهم كل يوم ما بين مائة ومائة وعشرين فرداً هذا على حد قولهم . هذا ولم يبرز لهم من أهل العلم أحد إلا قليلاً جدا ، وهي تدور اليوم بنفر من المتحمسين الغيورين ، كتب الله أجرهم ورفع الله ذكرهم .

 

   لذا جاءوا ثانية يريدون إعادة الكرة من جديد . يريدون التشويه والتشويش كي لا يرى أحد الصورة على حقيقتها وكي لا يسمع الناس الرسالة الحقيقية التي جاء بها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فمن كان ذكياً فلا يُستدرَج، وليعلم أن القوم جادون ، يجادلون ويقاتلون ، ومن كان تقياً فليتذكر الوقوف بين يدي الله غدا يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه .

 

 

           وأختم بنداء على أهل العلم والتقوى ممن يرجون ثواب الله بعلمهم أو جاههم أو مالهم ، حشد عبّاد الصليب الناس وراحوا يعرضون عليهم بضاعتهم الكاسدة الفاسدة ، ويسبون في الإسلام ، فهي فرصة سانحة أن نتكلم للناس .. ندعوهم لصراط الله المستقيم .

 

  

 

    فهل من مشمر ؟!    

 

محمد جلال القصاص

 

صباح السبت 26 /7 / 2008

 

 

(أقرأ المزيد ... | التقييم: 4.83)
بطرس يفضحهم - الجزء الثاني
د. محمد جلال القصاص

تابع الجزء الأولhttp://www.ebnmaryam.com/web/modules.php?name=News&file=article&sid=1164*ويقول : ( هذه الأحاديث وهي تتكلم عن المرأة بهذا الأمر يجعلني أتساءل : هل لَمْ يتقابل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع إمرأة  شريفة ؟) ( أسئلة 72 /13 )

 

هذا بعد أن أورد الأحاديث التي تأمر بالعفة وعدم النظر للنساء ، وعدم التهاون في الدخول عليهن  والخلوة بهن دون مَحْرَمٍ ، ومعلوم أن النهي لا يعني أن المخاطب قد فعل ما يُنهى عنه ، فحين يقول الله لموسى ـ عليه السلام ـ وبني إسرائيل كلهم في الوصايا العشر لا تزني لا تسرق لا تقتل ليس معنى هذا أن موسى عليه السلام ـ قد زنا أو سرق أو غير ذلك ، وإنما النهي يكون أيضاً للمداومة على الفعل أو الترك  .

 

فحين يأمر الإسلام بالعفة والشرف والبعد عن الرذيلة ويحث الناس على تحصيل الفضيلة وحراستها ، فهذا لا يعني أنه يتهم من يأمرهم . لم يفهم أحد هذا ولا بطرس نفسه ولكنه لئيم يدس السم .

 

                *ينقل عن الدكتورة عائشة بنت عبد الرحمن ( بنت الشاطئ ) من مقدمة كتابها ( نساء النبي ) ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا النص ( لابد لي أن أشير إلى رغبة كريمة أبداها بعض السادة القراء، ممن يؤثرون أن نطوي بعض الأخبار، عن حياة الرسول الخاصة، تعلقت بها شبهات أعداء الإسلام.

 

   غير أني في الحق ألفيت أن طي هذه الأخبار، لا تقره أمانة البحث، ولا هو من هدى القرآن الكريم، الذي حرص على أن يسجل منها ما يؤكد بشرية الرسول ... وما كان لي أن أطوي ما لم يطوه الله تعالى، عن بيت نبينا صلى الله عليه وسلم في آيات نتعبد بها ... فلم يعد يحل لدارس مسلم أن يضرب الصفح عن ذكرها.

 

وأنا بعد لا أرى في هذه المواقف آية عظمَة في نبينا.)(17)

 

وهو هنا بتر النص من سياقه العام فغير المعنى ، وبالتالي تكلم على لسان الدكتورة عائشة بما لم تتكلم به ، بل وغير في النص ذاته .. وضع قلمه فيه .. . كما هي عادتهم مع كتابهم وكما هي عادته مع النصوص الشرعية ،

 

 وهذا هو النص الأصلي من كتاب الدكتورة الطبعة الثالثة عشر . تقول :  ( ولا بد لي أن أشير إلى رغبة كريمة ، أبداها بعض السادة القراء ، ممن يؤثرون أن نطوي بعض أخبار عن حياة الرسول الخاصة ، تعلقت بها شبهات أعداء الإسلام .غير أني في الحق ، ألفيت أن طي هذه الأخبار ، لا تقره أمانة البحث ، ولا هو من هدي القرآن الكريم الذي حرص على أن يسجل منها ما يؤكد بشرية الرسول ، كي يعصمنا مما تورط فيه غيرنا ، حين جردوا رسلهم من بشريتهم ، وأضفوا عليهم من صفات الألوهية ما يشوب عقيدة التوحيد التي هي جوهر الدين كله .

 

وما كان لي أن اطوي ما لم يطوه الله تعالى  ، عن بيت نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في آيات نتعبد بها ونتلوها قياما وقعوداً وعلى جنوبنا ، فلم يعد يحل لدارس مسلم أن يضرب الصفح عن ذكرها ، فيما يتناول من حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد نزل بها الوحي في سور وآيات محكمات .

 

وأنا بعد لا أرى في هذه المواقف ، إلا آية عظمة في نبينا الذي استطاع وهو بشر مثلنا أن يضطلع بآخر رسالات السماء ، وأن ينقل بها الإنسانية إلى مرحلة الرشد ، ويحررها من ضلال الوثنية وشوائب الشرك ، ويقودها على مراقي طموحها إلى تحقيق وجودها الأسمى .

 

آية البطولة في محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه استطاع وهو بشر مثلنا أن يدخل التاريخ كما لم يدخله سواه ، وأن يوجه سيره على امتداد الزمان والمكان  منذ اصطفاه الله تعالى خاتما للنبيين عليهم السلام .

 

أريد لأقول :

 

إنني في كل ما تناولت من حياة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم أر في شيء منه قط ما أتحرج من تعريضه لضوء البحث الأمين ، وقد كان مرجعي فيها جميعاً القرآن الكريم والحديث الشريف ، ومصادر إسلامية في السيرة والتاريخ ، لا يرقى إليها أي شك في حسن المقصد وصحة الإيمان ) انتهى كلامها .

 

التعليق : تقرأ ما نقل بطرس الكذاب على لسان الدكتورة فتخال أن على  بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ  أُلقيت سُتُرٌ غليظة ، وتخال المسلمين وقد تجمعوا حول بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخفون شيئا معيباً تستره جدارن البيت ، وأن بنت الشاطئ جاءت لتزيح هذه السدود وتلك الستر الغليظة وتكشف للناس الحقيقة بعد ألف وأربعمائة عام ، نقل بطرس كلامها ليقول للناس أن المسلمين يخفون أشياء كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفعلها وإن عرفها الناس انفضوا عنه .

 

وحين تقرأ كلام الدكتورة كاملاً بدون تحريفات هذا الكذاب اللئيم تجد أنها تفاخر بحياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وترد على الكذاب اللئيم زكريا بطرس وإخوانه ما تكلموا به في حقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل وتنال من معتقدهم  صراحة .

 

فما أقبح الكذب .

 

والمقصود أن هكذا يستدل بطرس .. يبتر الكلام ويدخل عليه بعد التعديلات ( البسيطة ) التي تخرجه عن معناه الأصلي .

 

الطريقة الثالثة التي يفتعلون بها الشبهات : اعتماد الضعيف والشاذ وغيرِ الصحيح من الحديث وأقوال العلماء ، وتصديره للناس على أنه حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقوالُ علماء المسلمين .

 

كتب التاريخ والسيرة غير كتب الحديث  ، وكتَّاب السيرة والتاريخ ليسوا على ذات الدرجة من الضبط التي عليها أهل الحديث ، حتى من يكتب التاريخ ممن لهم دراية بعلم الحديث  لا يعتمد ذات الضبط الذي يعتمده حين يكتب الحديث النبوي الشريف ، لذا تجد كثيراً من كتب السيرة والتاريخ تأتي بروايات ضعيفة ، وقد تذكر ضعفها وقد لا تذكر ، وغالباً لا تذكر ، وبطرس ومن على شاكلته يذهبون إلى هذه الكتب ويأخذون منها الضعيف والشاذ ومالا يصح ويستدلون به ، وهي خيانة لمن يقرأ لهم .

 

ومن أوضح ما يضرب مثالاً على ذلك ما يتكلم به بطرس وغيره من الأفاكين في خلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل رؤيته لزينب بنت جحش حاسرة ومن ثم سعى في طلاقها وتزوجها . وهذا الكلام لا يصح ، مما أجمع الناس على ضعف روايته بل وعدم صحتها .

 

والذي نعرفه

 

ـ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يرَ زينبا متفضلة في ثيابها أبدا ، وهذه الرواية لا تصح . من ذكرها ضعفها وشجب عليها .

 

ـ والرسول لم يحب زينباً ، ولو كان قد أحبَّها فقد كانت أمامه منذ الصغر ؛ أفيرغبُ فيها بعد أن كبر سنه ، وبعد أن كبر سنها وذاقت غيره من الرجال ؟ !

 

ـ زيد كان يشكو دائما من زينب ، وكانت تشكو منه ، والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يوصيه بأن يتقي الله ويمسك عليه زوجه ، وهذا عكس ما يذهب إليه النصارى إذ يقولون أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي طلق زينب من زيد وتزوجها .

 

ـ ( طلق زيدٌ زينباً وهو لا يفكر لا هو ولا زينب فيما سيكون بعد الطلاق .. لم يكن أحد يعلم شيء ، لم ينزل خبر على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن زينب تطلق ويتزوجها هو ، وإنما كان وحيا بالإلهام ، ولم يكن أمرا صريحا من الله . وإلا ما تردد فيه ولا أخَّرَه ولا حاول تأجيله ، ولجهر به في حينه مهما كانت العواقب التي يتوقعها من إعلانه .ولكنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان أمامَ إلهامٍ يجده في نفسه ، ويتوجس في الوقت ذاته من مواجهته ، ومواجهة الناس به.

 

ـ الحرج كان من زواج مطلقة الابن بالتبني ، وليس من تطليق زينب لزواجها ، وليس من محبة زينب التي تربعت في قلبه وهو يخفيها كما يفتري بطرس وغيره .. إذ كان العرف السائد يومها أن زينب مطلقة زوجة الابن بالتبني ، كان العرف أنها لا تحل لمن تبني مطلقها .. كان هذا العرف سائدا حتى بعد إبطال التبني )(18)  .

 

ـ وهذا الأمر واضح في الآية نفسها  { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا } فزيد قضى منها وطره ، وطلقها وهو كاره لعشرتها وهي كارهةٌ لعشرته ثم جاء زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد ذلك .

 

ـ كان يعلم ـ بالإلهام ـ أن هذا الأمر حادث ، ولم يكن يحبه ، بل كان يخشاه ، يخشى من كلام الناس  ( وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) وهذه أمارة على سلامة الطبع ، وأمارة على عدم الرغبة في الزواج من زينب .

 

ـ بعد انقضاء عدة زينب ، أرسل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ زيدا زوجها السابق إليها ليخطبها عليه.في الحديث عن أنس ـ رضي الله عنه قال :  ( لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدٍ فَاذْكُرْهَا عَلَيَّ قَالَ فَانْطَلَقَ زَيْدٌ حَتَّى أَتَاهَا وَهِيَ تُخَمِّرُ عَجِينَهَا قَالَ فَلَمَّا رَأَيْتُهَا عَظُمَتْ فِي صَدْرِي حَتَّى مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَهَا فَوَلَّيْتُهَا ظَهْرِي وَنَكَصْتُ عَلَى عَقِبِي فَقُلْتُ يَا زَيْنَبُ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُكِ قَالَتْ مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُوَامِرَ رَبِّي فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا وَنَزَلَ الْقُرْآنُ وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ ) (19)

 

 . لم يشتكِ زيد ، ولم تشتكِ زينب ولو كان زيد مكرها على طلاق زينب ، ولو كانت مكرهة على فراقه لتكلم وأسمع ، ولتكلمت وأسمعت ، والذي نجده هو أن الذي خطب زينب هو زيد ، ونجد زيداً لا ينظر إليها إجلالا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كونه فقط ذكرها للزواج ، وزينب تآمر ربها . . إنها نفوس موصولة بالله .

 

ـ العلة من هذه القصة مذكورة في ذات السياق الذي يتكلمون به { لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً } [ الأحزاب : 37 ] يقول صاحب الظلال : ( وقد شاء الله أن ينتدب لإبطال هذا التقليد من الناحية العملية رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد كانت العرب تحرم مطلقة الابن بالتبني حرمة مطلقة الابن من النسب ؛ وما كانت تطيق أن تحل مطلقات الأدعياء عملا ، إلا أن توجد سابقة تقرر هذه القاعدة الجديدة . فانتدب الله رسوله ليحمل هذا العبء فيما يحمل من أعباء الرسالة . وسنرى من موقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من هذه التجربة أنه ما كان سواه قادرا على احتمال هذا العبء الجسيم ، ومواجهة المجتمع بمثل هذه الخارقة لمألوفه العميق ، وسنرى كذلك أن التعقيب على الحادث كان تعقيبا طويلا لربط النفوس بالله ولبيان علاقة المسلمين بالله وعلاقتهم بنبيهم ، ووظيفة النبي بينهم .. كل ذلك لتيسير الأمر على النفوس وتطبيب القلوب لتقبل أمر الله في هذا التنظيم بالرضا والتسليم ) أ .هـ .

 

ـ وفي القصة كلها أمارة على صدق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ـ ((   لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ ))(20) نعم لم يكن يكتم شيئا من الوحي ، وما كان يتصرف بغير وحي { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[ النجم :3 ، 4 ]

(أقرأ المزيد ... | 59451 حرفا زيادة | التقييم: 4.8)
بطرس يفضحهم - الجزء الأول
د. محمد جلال القصاص

بطرس يفضحهم

 

 بقلم: محمد جلال القصاص

 

                يتشدق ( المبشرون ) بأنهم بالحق ينطقون ، وأنهم لم يأتوا بجديد وإنما فقط اظهروا الحقيقة التي أخفاها المسلمون منذ ألف وأربعمائة عام ، فما هم إلا قراء للكتب الإسلامية ، هكذا يتكلمون ، وصدقهم قومهم ونفر من قومنا ، ثم شاء الله أن يخرج بطرس اللئيم على الملأ فاستدعانا للدفاع عن ديننا ، ورحنا نتتبع ما تكلم به فوجدناهم يكذبون . فضحهم بطرس . وهاك البيان .

 

                وباستقراء شبهات النصارى التي يتكلمون بها بألسنتهم في البالتوك أو الفضائيات أو في التسجيلات المنتشرة على الشبكة العنكبوتية ، يتضح لنا أن شبهات النصارى تتكون بثلاثِ طرقٍ رئيسية (1) وباقي الطرق فرعٌ على هذه الثلاث  :

 

*الطريقةُ الأولى : الكذبُ الصريحُ

 

*والطريقةُ الثانية  ـ القولي أو الفعلي ـ ثم استخدامُ مقدماتٍ عقليةٍ أو عرفيةٍ لتفسيره.

 

*والطريقةُ الثالثة : اعتمادُ الضعيفِ والشاذِ وما لا يصح من الحديثِ وأقوالِ العلماءِ ، وتصديرُه للناس على أنه حديثُ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقوالُ علماءِ المسلمين .

 

                هذه هي الطرق الرئيسية التي تتكون بها شبهات النصارى . وبقليل من التمعن .نجد أن الطريقةَ الثانيةَ والثالثةَ ترجع للأولى ... وهي الكذب الصريح . إذ أن بترَ النص من سياقه العام ـ القولي أو الفعلي ـ ثم استخدام مقدماتٍ عقليةٍ أو عرفيةٍ لتفسيره نوع من الكذب . وكذا اعتمادُ الضعيفِ والشاذِ وما لا يصح من الحديثِ وأقوالِ العلماءِ ، وتصديرُه للناس على أنه حديثُ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقوالُ علماءِ المسلمين نوع من الكذب أيضا .

 

فيمكننا أن نقول  في جملة واحدة أن شبهات النصارى تتكون بالكذب . هذا هو طريقها . . الكذب المباشر أو الكذب غير مباشر . وهاك البيان . 

 

أمثلة للكذب الصريح:

 

                * يقول ( في تفسير القرطبي لآية الأعراف  143 : إن موسى عليه السلام رأى الله فلذلك خر صعقا ، وأما الجبل رأى ربه فصار دكا (2)) وهذا كذب صريح ، فليس عند القرطبي شيء من هذا ، يكذب ليدلل على عقيدته .

 

* يقرأ آية من القرآن ويطلب من المذيع أن يتابع معه في مصحفٍ آخر بيد المذيع ، فيظهر اختلاف بين المصحف الذي في يد زكريا بطرس والمصحف الذي في يد المذيع ، فيقول للمذيع لا بد أن المصحف الذي في يدك المصحف الخاص بشمال أفريقيا . ثم يسأل أتبع ؟(3)

 

المصحف في كل الدنيا واحد ، ليس هناك مصحف خاص بأهل المغرب ( شمال أفريقيا ) ، وليس هناك مصحف خاص بغيرهم ، كل المصاحف واحدة ، وكل الآيات تحمل أرقاماً ثابتة ، وهو يكذب ليقول للناس أن لكل بلد ( أو مجموعة بلاد من المسلمين ) مصحف خاص بهم . أو ليقول أن هناك نسخ من القرآن العظيم ، وشهد المذيع عليه في ذات الحلقة إذْ قال : (  أنا أول مرة أشوف قرآن مختلف عن قرآن ثاني ) ، وهذه هي الحقيقة ليس هناك قرآن مختلف عن قرآن ثاني إلا عند هذا الكذاب اللئيم . وإن كان صادقاً فليأتنا بمصحف أهل المغرب ( شمال أفريقيا ) ويتلو علينا الآية الذائد فيه في سورة آل عمران كما زعم .ولا يستطيع لأنه لا يوجد .

 

* يقول ناقلاً عن كتابه ( المسيح يقول : إمرأة واحدة لرجل واحد ومن يتزوج بامرأة مطلقة يزني ) (4) ، وهو هنا يكذب أيضاً .. حتى في دينه يكذب ، وهذا طبعي جداً فالكذاب كذاب تكلم في الإسلام أو تكلم في غيره .

 

                ليس في كتابه ( إمرأة واحدة لرجل واحد ) وإنما هي من عنده ، وضعها في النص من عند نفسه ثم راح يستشهد بها ،  في [ متى 19 :9 ]  9 وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي». ، ثم يحتج علينا بأن النصرانية حرَّمت التعدد وأن ذلك رحمة بالنساء ونوعاً من الاحترام لهنَّ ، وهو يكذب فالمسيح لم يحرم التعدد ، وإنما حرمه الذين جاءوا من بعده ، ولم يرحموا المرأة بل عذبوها حين تركوها بلا زوج ، ولم يرحموا الإنسانية حين تركوا ملايين النساء بلا زواج ، أين يذهبن ؟ ومن أين يشبعن رغباتهم ولا زوج معهن ؟ وهو ما جعل الفاحشة تنتشر بين الناس في مجتمعاتهم ، لست هنا لمناقشة التعدد وإنما لبيان كيف يأتي بطرس بشبهاته ، إنه يكذب .. يكذبه حتى وهو يتكلم عن دينه .

 

                * يقول ورد في صحيح البخاري ومسلم ما يدل على أن التمتع بالنساء حلال ، وأن الصحابة فعلوه في عهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ، ويستدل على ذلك بحديث  عند البخاري (5) " عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ أُنْزِلَتْ آيَةُ الْمُتْعَةِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَفَعَلْنَاهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُنْزَلْ قُرْآنٌ يُحَرِّمُهُ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا حَتَّى مَاتَ قَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ "

 

وكذباً يفسر المتعة الواردة في الحديث بالتمتع بالنساء ( الزواج المؤقت الذي أجمعت الأمة على تحريمه ) والمتعة التي في الحديث هي التمتع بالحج ، بمعنى فصل العمرة عن الحج ، لم يقل أحد بغير هذا ، بدليل ما ورد في صحيح مسلم عن نفس الراوي ـ عمران بن حصين رضي الله عنه ـ يقول "  نَزَلَتْ آيَةُ الْمُتْعَةِ فِي كِتَابِ اللَّهِ يَعْنِي مُتْعَةَ الْحَجِّ وَأَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لَمْ تَنْزِلْ آيَةٌ تَنْسَخُ آيَةَ مُتْعَةِ الْحَجِّ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَ قَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ بَعْدُ مَا شَاءَ " مسلم / 2158

 

وقد نص على ذلك شارح البخاري ( ابن حجر العسقلاني ) في شرحه لحديث عمران نفسه عند البخاري /1469

 

?يقول أن الفخر الرازي في تفسيره ( التفسير الكبير ) نص في موضعين على أن هناك شيطاناً أبيض كان يظهر للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صورة جبريل ، وذلك في تفسير سورة الحج آية (52 ) وسورة التكوير آية (25 )

 

وهذا من الكذب الفاحش فالفخر الرازي ذكر هذا الكلام على أنه من كلام المخالف ورد عليه ونفاه بشده ، وهي عادة الفخر الرازي أن يذكر كلام المخالف ثم يرد عليه ، بل اشتد الفخر الرازي في نفي أن يكون الشيطان تكلم على لسان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فضلا عن أن يكون قد تمثل إليه في صورة ملك وأوحى إليه ، ولك أن ترجع إلى تفسير الفخر الرازي لآية الحج (52 ) وآية التكوير (25 )

 

? وتكرر هذا النوع من الكذب من بطرس في قضية الصلب ، يقول بأن علماء المسلمين يعترفون بصلب المسيح وقتله ، ويقول بأن ذلك عند الفخر الرازي في تفسيره لآية [ النساء : 157 ] ، وينقل عن الفخر الرازي ما ينفيه الفخر الرازي ويرد عليه ، بمعنى أن الفخر الرازي أورد شبهات القائلين بالصلب من إخوان بطرس ثم راح يرد عليها ، فأتى بطرس ونقل ما ينفيه الرازي ويرد عليه وقال هو قول الفخر الرازي . !! (6)

 

ولذلك تجد النصارى كثيراً ما ينقولون عن الفخر الرازي ، وهم لا ينقلون عنه في الحقيقة  ، وإنما ينقلون الشبهات التي يسردها ثم يرد عليها ، ينقلون الشبهات دون الرد عليها . وهذا كذب وخيانة .

 

                * يقول في سورة الأحزاب جاء في (سورة الأحزاب 50) { وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ } [ الأحزاب: 50] ، قال ابن كثير ـ والقول لبطرس الكذاب ـ : "إنَّ اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسهنَّ لِلنَّبِيِّ كَثِير كَمَا قَالَ الْبُخَارِيّ "(7)

 

والكذب هنا هو أنه بتر النص من سياقه العام ، حيث يوهم من قولهِ "إنَّ اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسهنَّ لِلنَّبِيِّ كَثِير كَمَا قَالَ الْبُخَارِيّ " الذي ينقله عن ابن كثير أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج كل هؤلاء اللاتي وهبن أنفسهن له ـ صلى الله عليه وسلم ـ والثابت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يتزوج أي إمرأة وهبت نفسها إليه ، وفي ذات المكان الذي ينقل منه ذكر ابن كثير أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج ثلاثة عشر امرأة فقط ، وفي ذات المكان الذي ينقل منه ( تفسير ابن كثير ) أن المرأة التي وهبت نفسها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يتزوجها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل زوجها من أحد الصحابة على أن يعلمها ما تعلم من القرآن .

 

يقول خولة بنت حكيم ووهبت نفسها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ويتساءل كيف يكون ذلك وهي خالته؟(8) وفي مكان آخر ـ في البالتوك ـ يقول هو ومن معه بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج خالته ، يقصدون هذه الصحابية الكريمة خولة بنت حكيم السلمية ـ رضي الله عنها . وأم النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ السيدة آمنة بنت وهب من قريش .. قرشية زهرية ، وليست سُلَمية ، ليس من أخواتها خولة بنت حكيم السلمية هذه التي يتكلمون عنها ، وإنما خولة بنت حكيم من قبيلة أخرى غير قريش ، وهي قبيلة بني سُليم .

 

وإنما قيل أنها خالته جرياً على عادة العرب ، فأخوال وهب ـ أبي آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم ـ بنو سُلَيم ، وأخوال هاشم وأخوال عبد مناف ـ أجداد النبي صلى الله عليه وسلم ـ من قبيلة سُلَيم ، ولذا يقال لقبيلة سليم كلها أخوال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، كما يقال لبني النجار من الخزرج أخوال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن منهم أم عبد المطلب . فهم ليسوا أخوال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مباشرة ، وإنما على عادة العرب في الحديث ، وكذا يقال أن هوازن ـ وهم قبائل كبيرة ـ أعمام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كونه رضع في إحدى قبائل هوازن ، وهذا أمر يعرفه العام والخاص ، وبطرس يتعمد الكذب ليضل الناس ، يقول وهبت نفسها له ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويوهم المستمع أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوجها ، ثم يقول للناس أنها خالته . ولم تكن خالته أخت أمه من نسب أو رضاعة  ، ولم يتزوجها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي الخالة التي حرمها الشرع . فانظر كيف يكذب !!

(أقرأ المزيد ... | 75187 حرفا زيادة | التقييم: 4.87)
مَن قال أنه مقدس؟!
د. محمد جلال القصاص

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

 

من قال إنه مقدس ؟

 

        بقلم: محمد جلال القصاص

 

        لا تجد نصرانياً يتكلم إليك عن تاريخ الكتاب ( المقدس ) ، إلا إذا اطمئن أنك لا تعرف شيئاً عن كتابه ( المقدس ) عندها فقط يتحدث إليك عن كَمِّ المخطوطات التي عثروا عليها مدفونة في القمامة وفي التراب  من مئات السنين ، وكمِّ النسخ التي وزعت مع الأموال والهدايا على الفقراء الجوعى في أدغال ومستنقعات أفريقيا وغابات شرق أسيا ؛ ولا تجد النصارى يناظرون عن كتابتهم  إلا في البالتوك وبأسماءٍ مستعارة ، وحالاتٍ فردية وليس توجهاً عاماً بينهم أن يدافعوا عن كتابهم ضد من يهاجمه وجهاً لوجه(1)

 

إن بالأمر سر .

 

        المسيحُ ـ عليه السلام ـ رُفِعَ إلى السماء وترك إنجيلاً ، هذا الذي يتكلم عنه القرآن الكريم  {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }[ المائدة : 46] ، وتكلم عن هذا الإنجيل  بولس (2) ، ومرقس (3) .والنصوص المذكورة تسميه ( إنجيل الله ) أو ( إنجيل المسيح ) ـ عليه السلام (4)، وجاء بولس بشرعٍ جديدٍ ؛ هجرَ  الإنجيلَ وتعاليمَ المسيحِ ، وتلاميذَ المسيحِ (5)، وكررَ بدعةً تكررت قبله ستة عشر مرةً (6) ، وهي القول بتجسد الإله وموته من أجل الفداء والصلب ، لم يكن أول من قال بها ، فقد كانت عقيدة الهندوس والأيرلنديين والفراعنة المصريين ، وحاول بولس اليهودي أن يقنع تلاميذ المسيح ـ عليه السلام ـ بدينه الجديد مرتين ـ حسب كلامه هو ـ فلم يقتنعوا فتطاول عليه وسبهم (7)، وفارقهم وحذر منهم ، ثم وثب عليه الرومان فقتلوه  ، وتبعثر تلاميذ المسيح ـ عليه السلام ـ وضاع إنجيل المسيح ـ عليه السلام ـ بين سياط الرومان ، وأفاعي يهود ، وأتابعِ بولس ، وكانت عاصفة اجتاحت الشام وتركيا وأرض اليونان ، كانت أمواجاً عاتية تغرق من تكلم ، فلم يكن يتكلم أحدٌ إلا سراً ، وكلام السر لا ينضبط ، راح كثيرون يكتبون بأيديهم .. يدونون الأحداث في رسائل لأصحابهم ، ولم يقل أحدٌ منهم قط أنه يكتب كلاماً مقدساً (8)، الكلُّ كتب .يسجل الأحداث ، يحكي سيرة فلان وفلان ، يخاطب صديقاً ، وبعضهم تطاول عليه الليل واسود جانبه ولم يجد خليلاً يلاعبه فراح يبث أشجانه ويحكي أوهامه يخاطب أصحابه ، في رسائل لم تبرح مكانها ، أو برحت.

 

        ثم جاء قوم بعد ذلك ( المجامع المقدسة ) وجمعوا ما كُتب واختاروا منه أربعة كتب وقالوا هذا هو إنجيل المسيح !!

 

ـ فلا كَتَبَهُ المسيح .  ولا كتبه تلاميذ المسيح ، ولا ادعى من كتب أن الله أوحى إليه ، وإنما كتاباتٌ شخصية (9) أخذت  وصف ( القداسة ) لاحقاً ، أخذت وصف ( القداسة) من البشر وليس من الله خالق البشر . ونسأل العقلاء من النصارى ، وأنتظر الإجابة على البريد: هل كان كَتَبَةُ الأناجيل وهو يكتبون يعرفون أنهم يكتبون كلاماً مقدساً ؟

 

أبداً . لا . بل صرحوا بعكس ذلك .

 

        ونسأل : ما هو الضابط الذي على أساسه قيل أن هذه الكتابات ( مقدسة ) ؟ أو بطريقة أخرى لم هذه الكتب الأربع والرسائل ( مقدسة ) وغيرها مما كتب قبلها ومعها وبعدها اعتبرته المجامع غير ( مقدس ) ؟

 

لا إجابة .

 

        إنه بالتشهي ، ما وافق هواهم اعتبروه ( مقدس ) ، وما خالف هواهم اعتبروه مدسوس مدنس . وكل ليس بمقدس ، كله من أهواء البشر .

 

        نعم بالتشهي أأكد على ذلك ، وأمارة أن ( التقديس ) الذي لحق هذه الكتب كان بالتشهي هو أنه لا توجد ضوابط للقول بأن هذا الكتاب مقدس أم لا .ومن عرف ضابطاً واحداً ينطبق على هذه الكتب ولا ينطبق على غيرها من الكتب التي لم يلحقها صفة ( القداسة ) فليأتنا به .

 

        وقد يجول بخاطر القارئ الكريم أنهم اعتبروا هذه الكتابات ( مقدسة ) ثقة فيمن كتبها ، إذ أنَّ الصالحَ يُؤمنُ على قوله ، ويُقدس الناس كلامه محبة فيه ، ولكن هذه أيضا لا . كَتَبَتُ الأناجيل غير معروفين .. لا أقول غير معروفين بعلم وعدل ، وإنما غيرُ معروفين من الأصل .. لا أحد يعرف أشخاصهم ، أغلب كتبة ( الكتاب المقدس ) غير معروفين ، هذا قول المجاملين حين يتكلمون عن كتابهم ، والمحققون من إخواننا يقولون كل كتبة الكتاب ( المقدس  ) لا أحد يعرف عنهم شيء ، وهذه مصيبة أن تُؤخذ أمور الاعتقاد ممن لا نعرفه بعلم ولا بعدل ، فماذا لو كان كذّاباً ؟! أو ماذا لو كان نسياً ؟! هو كذاب بالفعل ، وأمارة كذبه مخالفته لإخوانه ( المقدسين ) في عديدٍ من الأمور .

 

        أمورٌ غيبيةٌ جاءتنا ممن لا نعرفه ، جاءتنا دون أن نعرف كيف وصلت إلى كاتبها فكيف نثق في خبره؟!        نحن المسلمين لا نأخذ الحديث إلا ممن نعرفه بعلم وعدل .

 

أما أهل الكتاب فلا يعرفون الكاتب مطلقاً ولا كيف جاءته الأخبار التي يكتبها .

 

        بل وأبعد من ذلك كتبة الأناجيل يكذبون ، ويصرحون بذلك ـ كما بولس ـ ويخالف بعضهم بعضاً في أخباره ، ولا زال القوم يعتبرون كلامهم ( مقدس ).

 

عجباً لمثل هؤلاء

 

----

 

(1) يلاحظ أن المناظرات في البالتوك بدأت تتناقص، وأن ديدات حين خرج ينادي فيهم ناظروه ثم احجموا ودخلوا جحورهم، ثم حين هرم ومرض علت أصوات بعضهم تتوعده لو كان صحيحا معافاً!!،

 

وأكبر تخصص في الدفاع عن الكتاب (المقدس) في مصر (بسيط أبو النور) وهو من المنظرين والمهاجمين بقلمه ولسانه إلى اليوم لم يخرج للمناظرة .مع أنه يُدْعَى للمناظرة كل يوم!!.

 

(2) في (غلاطية 1 /6 ـ 8) و (وكرونثوس الأولى: 9/12 ـ14).

 

(3) ( 8 /35)

 

(4) انظر (إنجيل المسيح) للدكتور منقذ السقار ضمن كتابه (هل العهد الجديد كلمة الله؟)

 

(5) انظر [غلاطية2: 1ـ 9].

 

(6) بدعة تجسد الإله وموته مصلوباً من أجل فداء البشرية تكررت ستة عشر مرة، والطرح في هذا كثير مكتوب (مقالات ورسائل وأبحاث)، ومحاضرات مصورة، حتى أصبح من العلم الضرري عند المهتمين!!

 

(7) انظر ماذا يقول عن تلاميذ المسيح في رسالته إلى فيلبي... يصفهم بالكلاب و... انظر تعرف كم كان مفارقاً للمسيح وتلاميذ المسيح.

 

(8) انظر على سبيل المثال لا الحصر [كرونثوس 2: 11: 17]، و [كرونثوس الثانية: 8: 10], [كرونثوس1: 7 :12] و[كورنثوس1 7/25-26].

 

(9) انظر على سبيل المثال لا الحصر [كرونثوس الاولى: 16: 19، 20]، و [رومية: 16: 1 ـ 21]، ومقدمة إنجيل لوقا.

 

 

(أقرأ المزيد ... | التقييم: 4.64)

أسم القسم للمقالات

  • من قال ان الله محبة ؟
  • متى ترك إبراهيم حاران قبل أم بعد وفاة أبيه
  • القرآن والثالوث للمستشار محمد مجدى مرجان, شماس أسلم يدافع عن دين التوحيد
  • دفاعاً عن نبى الله لوط وابنتيه
  • حقيقة الروح القدس في الشرائع الألهية
  • الثالوث القدوس .. عند ثيوفيلس الأنطاكي 180 م
  • بحث عن الروح القدس التى تسمى الاقنوم الثالث
  • إله المحبة مستوجب نار جهنم؟
  • تابع:إله المحبة مستوجب نار جهنم؟
  • حقيقة الكفن المقدس بتورينو !
  • أسم القسم للمقالات

  • الرد على شبهة الكلمة التي قيلت للمتطهر من الزنا
  • التشكيك فى صحة الأحاديث والأستغناء عنها بالقرآن
  • الرد على : فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين
  • إبطال شبه الزاعمين الاكتفاء بالقرآن دون السنة
  • الرد على شبهة:إرضاع الكبير
  • الرد على : الداجن أكل القرآن
  • الرد على : الجنة تحت ظلال السيوف
  • الرد على : ثَلاَثَةِ أَحْجَار
  • الرد على شبهة الطاعنين فى حديث "خلوة النبى !!
  • الرد على شبهة الطاعنين فى حديث "اللهم فأيما مؤمن سببته ..
  • أسم القسم للمقالات

  • حكم تناول خميرة البيرة
  • هذه بضاعتنا: الإسلام دين المحبة والرحمة الحقيقيين - وسائل نشر المحبة فى دين الاس
  • هل هذا الحديث الشريف يثبت لاهوت المسيح كما يدعي النصارى؟
  • القتال في الإسلام ضوابط وأحكام
  • الرد على:الملائكة تلعن المرأة
  • الرد على مثنى وثلاث ورباع وما ملكت ايمانكم
  • الرد على : المرأة ضلع أعوج
  • حقيقة الجزية
  • رد شبهة المساواة بين المرأة و الكلب
  • الرد على : الموت هو كبش أملح يذبح يوم القيامة
  •   أسم القسم للمقالات

  • خرافات النصارى حول الحروف المقطعة بالقرأن الكريم
  • حقيقة استواء الرحمن على العرش وإلى السماء
  • نزول الله إلى السماء الدنيا بلا انتقال ولا تجسيد
  • شبهات حول قضية النسخ
  • الرد على شبهة :(وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً )
  • هل "يهوه" هو اسم الله الأعظم ؟؟؟
  • الرد على الأخطاء اللغوية المزعومة حول القرآن الكريم
  • الرد على شبهة:لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى
  • رد على من انكر تحريم الخمر
  • بيان كذب المدعو بنتائوور بخصوص مخطوط سمرقند
  • 23 مواضيع (3 صفحة, 10 موضوع في الصفحة)
    [ 1 | 2 | 3 ]
     
     


    انشاء الصفحة: 3.68 ثانية