جامعات الاكاذيب العلمية والتضليل
لا يعنى تلك الجامعات الكبرى بالخارج امداد الدارس بالعلوم الحقيقية التى تؤهله للعمل فى سبيل تطور بلاده وتقدمها .. الذى يهم تلك الجامعات فى المقام الاول هو تصدير لغتها وثقافتها الى خارج اراضيها بواسطة هؤلاء المبعوثين اليها .. لذا فان جداول الساعات الدراسية تتضمن شرح لثقافة تلك البلاد التى توجد بها تلك الجامعات لحد يمكن ان يوصف بغسيل العقول والادمغة .. فمثلا بجامعات امريكا غرس مفاهيم ثقافة الديمقراطية التى تدين بها البلاد وبفرنسا واوروبا يزيد عليها الثقافة العلمانية وما يسمونه بالتنوير وفى روسيا يهتموا بالبداية بترسيخ مفاهيم الاشتراكية وتتطور للشيوعية والالحادية والماركسية .. وكذلك الحال بالجامعات الاخرى .. فالدارسين الاجانب امثال ابنائنا يمثلون اهمية لتلك الدول لتصدير كل المناهج والمعتقدات الفكرية التى تؤمن بها تلك البلاد .. وخاصة ان هؤلاء المبعوثين سيعودون الى اوطانهم للعمل فى السلك الجامعى ويصبح كل منهم له اثرا وتأثيرا كبيرا على فكر طلابه وحاملا ثقافة البلاد التى حصل منها على الدكتوراه الى طلابه بالجامعة .. وهكذا تنفق الساعات والفترات الطويلة التى تتعدى فى مجملها سنة ربما اكثر فى تعلم لغة وثقافة تلك الجامعات والتشبع بها .. وتكون على هيئة كورسات مكثفة بالسنة الاولى وتتخلل ساعات دراسة العلوم الاخرى على مدى السنوات الاخرى التابعة .. ساعات وشهور طويلة تتكبد فيها بلادنا الكثير من الاموال للانفاق على سياسة تصدير ثقافات بلاد تلك الجامعات الى اراضينا واوطاننا دون ان تدرى .. حتى اذا انهى الدارس رسالته اصبح مشبعا الى النخاع بالمنهج الفكرى لدول تلك الجامعات التى درس بها .. لذا لا تتعجب اذا وجدت الاستاذ الجامعى الدارس بروسيا والبلاد الاشتراكية يتكلم فى الشيوعية والاشتراكية والدارس بجامعات الغرب باوروبا وامريكا يتكلم فى الديمقراطية والعلمانية والتنوير .. لا تعجب من تحمس هؤلاء الاساتذة الجامعيين لتلك المدارس الفكرية الضالة المضللة والمنحرفة فى مجملها عن عقيدتنا وثقافتنا الاسلامية اكثر من تحمسه لعقيدته واسلامه وهموم وطنه .. بل واكثر من تحمسه لعلومه وتخصصه العلمى .. فمعظمهم ممن ادمنوا تلك الثقافات واشربوها فى قلوبهم .. لذا تجدهم يتحدثون ويعملون بها اكثر مما يتحدثون فى المادة العلمية .. لان بالفعل ليس لديهم من العلم والعلوم الحقيقية التى يستحق ان يشغلوا بها كل ساعات المحاضرات .. كما ان لتلك الثقافات التى تشربوها مفعول السحر على نفوسهم لا يستطيعون تجاهلها او اخفائها مهما كانت مخالفة لمنهج وثقافة بلادهم الاسلامية حيث ابعدتهم سنوات الدراسة الطويلة عن بلادهم وغرستهم فى بيئة واقوام غريبة العادات والتقاليد عنهم تدين بمناهج اخرى غير التى نشأوا عليها .. ويحدث كل ذلك دون اى او ادنى متابعة او مسئولية مخلصة من جامعاتهم بوطنهم الام والتى ارسلتهم دون وضع اى خطة او برنامج واعى مسئول يحافظ على ابنائنا ومطلع على برامج وكورسات الدراسة ودون اى موافقة او رفض لبنود وجداول تلك الجداول الدراسية لمبعوثيها بالخارج .. والتى تجد كل افكارهم وقناعاتهم التى تعلموها فى جامعات الخارج تخرج من افواههم وتفضح انتماءاتهم ومعتقداتهم .. وللحديث بقية
المفضلات