إن هذا الكلام الذي قاله بولس يتعارض مع ما قال يوحنا في رسالته الأولى:"كل من هو مولود من الله لا يفعل خطيةٍ، لأَنَّ طَبِيعَةَ اللهِ صَارَتْ ثَابِتَةً فِيهِ. بَلْ إِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمَارِسَ الْخَطِيئَةَ، لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ.10إِذَنْ، هَذَا هُوَ الْمِقِيَاسُ الَّذِي نُمَيِّزُ بِهِ بَيْنَ أَوْلاَدِ اللهِ وَأَوْلاَدِ إِبْلِيسَ"رسالة يوحنا الأولى 3: 9
وهذا الذي يذكره يوحنا يكون مقياس للحكم على بولس بأن المولود من الله وهذا المعني مجازي أي العبد البار لله لا يفعل خطيئة بل إنه لا يستطيع أن يفعل ذلك وقال يوحنا هذا هو المقياس الذي نميز به بين أولاد الله وأولاد إبليس فبحسب كلام يوحنا يكون بولس هو من أولاد إبليس !!!
هل هذه صفات الرسل، هل الرسول يفعل خلاف ما يأمر الناس به هذا مستحيل طبعاً، يقول الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه شعيب عليه السلام: "وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب" مستحيل أن يأمر الرسول قومه بشيء ويأتي هو بشيء مخالف.
• نفاقه وكذبه
فهو يهودي فريسي ابن فريسي (انظر أعمال 23/6)، لكنه عندما خاف من الجلد قال: "أيجوز لكم أن تجلدوا إنساناً رومانياً" (أعمال 22/25).
فلماذا كل هذا النفاق والكذب، هل أخلاق الرسل هي التجلد والمثابرة على الإمتحانات التي يضعها الله في طريقهم أم التنصل من الطائفة الدينية التي كان يتبعها ويقول لهم أنا رومي كل هذا من أجل أن يفلت من البطش.
أما عن جنسيته فقد قال كاتب أعمال الرسل كلاماً عجيباً يندى الجبين لأن يكون هذا الكلام كلاماً موحى به أو أنه من عند الله لو أن كاتب هذا السفر واحد لكانت مصيبة لأن ذلك يستلزم أن هذا الشخص يكون إما معتوهاً ومغيباً عنه عقله أو هو مجموعة من الكتابات المجهولة فيقول كاتب أعمال الرسل أنه (روماني) في الإصحاح السادس عشر (أعمال 16: 37) ثم يقول في الإصحاح 21 بأنه يهودي من بلدة (طرسوس) في آسيا الصغرى؟ (أعمال 21: 39) ثم عاد وقال أنه روماني (أعمال 22: 25) ثم عاد وقال أنه يهودي (فريسى) أي من علماء رجال الدين (أعمال 23 : 6)
فما هذا التخبط إن تناقض الأخبار دليل عن الكذب إن هذه ليست أحكام لئلا يعترض علينا بالنسخ حيث أن النسخ يكون في الأحكام ولا يكون في القصص والأخبار والعقائد.



• بولس يدين الملائكة
ويرتفع بنفسه إلى درجة القديسين سيدينون العالم بما فيهم الملائكة فيقول: "ألستم تعلمون أن القديسين سيدينون العالم؟…ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة" (كورنثوس (1) 6/2-3) فهو سيدين الملائكة الذين كان قد ذكر بأن المسيح دونهم بقليل "ولكن الذي وضع قليلا عن الملائكة، يسوع، نراه مكللا بالمجد والكرامة، من أجل ألم الموت، لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد". (عبرانيين 2/9)، ويقول أيضاً مفاخراً بنفسه: "اختارنا الله قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة" (أفسس 1/4).
بولس يرتفع بنفسه إلى درجة القديسين وذلك من تلقاء نفسه ورفع نفسه فوق الملائكة، الملائكة المعروفين في كل الأديان حتى عند الوثنيين بأنهم مخلوقات فطرها الله على الطاعة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ولا أدري ما الأشياء التي سيدين بولس عليها الملائكة وهل يقوم بما يقوم به الرب وهو إدانة الخلق، وهل الرب يتنازل له عن الدينونة ويشركه بولس في سلطانه.
ومع ذلك فقد وضع يسوع المسيح في رتبة أقل من رتبته الأقنوم الثاني الإبن في عقيدة المسيحيين الذي ليس هناك أرفع منه عند المسيحيين أقل من بولس لأن بولس يدين الملائكة وقصر مهمته على شيء واحد فقط كإعتقاد أغلبية المسيحيين بأنه ما جاء إلا ليذوق الموت على الصليب وهذا هو كلام بولس، ويقول مفاخراً بنفسه بأن الله إختاره ليكون من القديسين
وهذا هو بولس الذي سيدين الملائكة، ويفحص أعماق الله بروحه يئن ويتألم من أخطائه قائلاً: (22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟ 25أَشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا! إِذاً أَنَا نَفْسِي بِذِهْنِي أَخْدِمُ نَامُوسَ اللهِ وَلَكِنْ بِالْجَسَدِ نَامُوسَ الْخَطِيَّةِ.) رومية 7: 22-25
هل هذه صفات تليق بشخص سيدين الملائكة التي بلا خطيئة إنه يسر بالناموس لكنه لا يطبقه على نفسه بل يعيش بالخطية الكائنة في أعضائه.