رسالة أعجبتنى
أعلم أن أسلوب القص واللصق غير جيد لكن الطرح الموجود فى بعض الرسائل التى تصلنى عبر البريد يعجبنى وأتمنى أن أجد نصرانيا يرد ذلك الأسلوب وتلك الحجج الدامغة
بالمناسبة صاحب تلك الرسالة أخ نحسبه على خير كان يشارك معنا فى إحدى المجموعات البريدية التى أقامها النصارى للهجوم على ديينا وكان نصيبه الطرد طبعا لقوة حجته وقد أعد موقعا لبيان فساد كتابهم المقدس عندهم
www.1not3.com
وأترككم مع طرحه البسيط
تناقضات الكتاب المقدس

الحلقة الأولى

التناسق الداخلي شرط لا يختلف العقلاء على صحة اشتراطه في توثيق نسبة أي كتاب لله عز وجل، فالكتاب الذي يكذب بعضه بعضاً، لا يمكن اعتباره كتاباً مقدساً، كما لا يمكن اعتبار بقيته مقدساً، إذ وجود الكذب في بعضه يطرح الشك في مصدره الكاذب. ] أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً[ (النساء:82).

ولوجود التناقضات في الكتاب المقدس دلالات كثيرة أهمها: أنه يثبت أن هذه الأسفار بشرية في مصدرها، فقد وقع كتابها بما يقع به البشر الضعفاء الذين يتوقع منهم الجهل، ولو كانت هذه الأسفار ملهمة من قبل الله لما خالف كتابها بعضهم فيما أوردوه من معلومات تاريخية وغيرها.

ووقوع الخطأ من أحد المتناقضين من كتاب التوراة في قضايا بسيطة يسهل حفظها والتمكن منها يشير إلى إمكانية بل تحقق وقوع مثله في المسائل اللاهوتية والغيبية التي تحتاج إلى مزيد من العناية والتدقيق.

وهذه التناقضات التي نسوقها معظمها توصلنا إليه من خلال دراسة أجزاء تم إعادة كتابتها ثانية من قبل كتاب الأسفار، ولو كتبت بقية الأجزاء ثانية لوقفنا على تناقضات تطال كل صفحة من صفحات هذا الكتاب الذي يدعي البعض أنه مقدس.

والتناقضات التوراتية كثيرة، ومنها ما هو متعلق بأصول المعتقد، ومنها ما هو متعلق بصفات الله عز وجل، فالأسفار التوراتية تصف الله بالصفة ونقيضها.

فتذكر التوراة أن الله " إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض، لا يكل ولا يعيا " (إشعيا 40/28)، وهو حق، لكنه يناقض ما ورد في مواضع أخرى زعمت أن الله يحتاج للاستراحة التي لا غناء للمتعب عنها بعد طول العمل والعناء، فبعد أن خلق الله السماوات والأرض تزعم الأسفار كذباً أنه استراح، فتقول: " فرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح " (التكوين 2/1)، ونحوه في سفر الخروج " في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض، وفي اليوم السابع استراح وتنفّس" (الخروج 31/17).

وتحدثنا التوراة عن الله العظيم، فتذكر أنه ليس كمثل البشر وضعفهم، فهو لا يندم ولا يكذب، فتقول: " ليس الله إنساناً فيكذب، ولا ابن إنسان فيندم، هل يقول ولا يفعل، أو يتكلم ولا يفي؟" (العدد 23/19)، فالندم صفة الإنسان الجهول بعواقب الأمور "نصيح إسرائيل لا يكذب ولا يندم، لأنه ليس إنساناً ليندم" (صموئيل (1) 15/29).

ولكن التوراة تناقض ذلك فتنسب إلى الله الندم على أمور صنعها، ومن ذلك ندم على اختيار شاول لملك بني إسرائيل، حيث يقول: " ندمت على أني جعلت شاول ملكاً، لأنه رجع من ورائي، ولم يقم كلامي " (صموئيل (1) 15/10 )، فهل الله يندم أم لا؟.

وتذكر التوراة أن الله لا يرى " حقاً أنت إله محتجب، يا إله إسرائيل " ( إشعيا 45/15)، والإنسان لا يقدر على رؤيته، فقد قال الله لموسى: " لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش " ( الخروج 33/19 - 20).

لكن الأسفار التوراتية تذكر كثيرين رأوا الله، منهم شيوخ بني إسرائيل " لما صعد موسى وهارون وناراب وأبيهو وسبعون من شيوخ إسرائيل رأوا إله إسرائيل" ( الخروج 24/9)، ومنهم يعقوب فقد رآه حين صارعه " فدعا يعقوب اسم المكان:" فينئيل ". قائلاً : لأني نظرت الله وجهاً لوجه، ونجيت نفسي " ( التكوين 32/30 ).

أبو عمر