أعوذُ باللهٍ من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

{ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الفاتحة2

{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ }الحجر87

{ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام88

هذه قصة إسلام أحد إخواننا في الله من الإمريكيين ، وكيفية إسلامه وطلبه وبحثه عن الحق ، وتقييض الله الهداية لهُ ، لسماعه كلمتان من كتاب الله " رب العالمين " ويروي القصه أحد الإخوان المقدسيين من بيت المقدس في فلسطين المُغتصبه الجريحه .

يروي أخينا في الله السيد راشد محمود إرشيد وهو من كبار السن ، ومن المُغتربين في الولا يات المُتحده الأمريكيه ، ومنذُ أكثر من 40 عام .

يقول هذا الأخ الفاضل كُنا مجموعه ندعوا إلى الإسلام ، ونُعلم المُسلمون الذين دخلوا في الإسلام كيفية الصلاه ، وما هو مطلوب منهم لقراءته في الصلاه ، وكان المكان للإجتماع هو في المسجد وفي الحي الذي في الولايه التي كُنا نُقيم فيها .

يقول في أحد الأيام نُعلم مجموعه من الداخلين في الإسلام ، وبدأت أشرح كيفية الصلاه وأنه لا بُد من حفظ سورة الفاتحه باللُغه العربيه ، وأن هذه السوره لا تتم الصلاه إلا بقراءتها إما جهراً أو سراً ، وحسب الصلاه وموعدها ، ولم ندري أن هُناك شخص مسيحي بين الحضور ، دخل ليسمع ويرى ويكون ما يسمعه سبباً في هدايته ووصوله للحق الذي يبحث عنهُ ، ويستمر أخينا في الله بالحديث بأنني بدأت بالتعوذ من الشيطان الرجيم ومن بعدها البسمله ، وبعدها قُلت " الحمدُ لله ربِ العالمين " ، بعد ترجمتها .

وفوجئت بأحد الأشخاص من الحضور يقول لي ، لو سمحت توقف ( please stop , again whate you say ) وأعد ما قُلته ، قُلت لهُ قُلت " الحمدُ لله رب العالمين " فقال ربُ ماذا ، قُلت " رب العالمين " .

قال لماذا لم تقل رب المُسلمين ، أو رب العرب أو رب مُحمد ، اليس لكم رب لوحدكم كما لليهود رب الجنود ورب إسرائيل أو رب وإله المسيحيين...إلخ .

قُلت لهُ لا نحنُ ربنا هو الله رب العالمين ورب هذه الأكوان وربُ السموات والأرض وما فيهن ، من بشرٍ وكائنات حيه ، ما علمنا وما لم نعلم من خلق الله .

طبعاً هذا الشخص كان يبحث عن الحق ويبحث عن الهدايه ، ويبحث عن نداء الفطره الذي يُنادي عليه في داخله ، أن هذا الكون وهذه الأكوان العامره التي تُسير بشكل رتيب ومُنظم لا بُد من إله واحد يُديرها ويدبر أمرها وهذا الرب وهذا الإله لا بُد أن يكون رب لكُل هذه الأكوان ومن فيها ، ولجميع العوالم فيها .

عند ذلك قال هذا الشخص هذا ما أبحث عنهُ ، أُريد ديناً ربُ أتباعه هو رب للعالم كُله ورب لهذا الكون ورب للجميع ، أُريد أن " أُسلم الآن " بهذه الكلمات وبهذه السُرعه ، وبكلمتان من هذا القُرآن العظيم يفتح الله قلب هذا الإنسان ويعتنق الإسلام ، ولم يحتاج لمن يعظه أو يشرح لهُ عن الإسلام ، بل هو جاء للبحث عن الحق ويطلب الهدايه وبسرعه ، ودون تأجيل أو تفكير في الأمر .

وتبين لنا فيما بعد أن هذا الشخص على درجه عاليه من الثقافه والإطلاع ، ودارس للمسيحيه ولليهوديه بشكلٍ جيد ، وما إعتناقه للإسلام إلا بعد دراسه ويأس منهما ، ومُصادفه للحق الذي يبحث عنهُ ، وبتقييض من الله .

بعد إعتناق هذا الشخص للإسلام ذهب بعدها للدراسه في جمهورية مصر العربيه ، والتحق بجامعة الأزهر ، ودرس الشريعه الإسلاميه ، وتخرج منها وبعد أن عاد لبلاده ، أصبح إمام المسجد في فيلادلفيا في حينها ، وغير إسمه وأختار إسم عُمر الفاروق .

نسأل الله العظيم أن يُرشد عباده للحق ، وأن يُريهم الحق حقاً ويرزقهم إتباعه ، وأن يُريهم الباطل باطلاً ويرزقهم إجتنابه ، ونخص دُعاءنا هذا بالذات المسيحيين ، بأن يفتح الله عليهم ويُنير بصرهم وبصيرتهم ، ويُخرجهم من ضلالهم ، وأن يُرشدهم لطريق الحق الذي يرتضيه .

عمر المناصير 29 ذو الحجه 1430 هجريه