علمي صغيرك كيف يمسك لسانه ! مع بعض الحلول للمواقف المحرجة

مع بداية تطور القدرة اللغوية للطفل التي تبدأ عادة بين سن عامين وثلاثة أعوام، نجده يشارك برأيه في كل شيء يحدث حوله، ورغم أن هذا الشيء يعتبر مؤشراً إيجابياً، إلا أن له أيضاً بعض السلبيات، أهمها أن رأيه في بعض الأحيان يجرح مشاعر الآخرين، كما يحدث عندما يرى أحدهم معاقاً يسير على كرسي متحرك، فيشير إليه بيده وهو يسأل بصوت عال ومسموع، لماذا لا يمشي هذا الرجل مثلنا؟ أو عندما تلفت نظره سيدة سمينة فيعلق قائلاً: "هذه المرأة سمينة جداً"، الأمر الذي يسبب بالطبع إحراجاً كبيراً لأبويه.

على الرغم من هذه التصرفات من قبل الأطفال، تشجع الآباء على توبيخهم، إلا أن الخبراء يرفضون ذلك، لأنهم يرون أن الأطفال في سن ما قبل المدرسة لا يقصدون أو يتعمدون أن يكونوا عديمي الإحساس. كل مافي الأمر فقط أنهم يرون الأشياء المختلفة، مهمة، وتستحق التعليق.
ويعبر هذا التعليق في حد ذاته عن الفضول وحب المعرفة، ولذلك لا ينصح الخبراء بتعنيف الطفل أو معاقبته، لكي لا يترسخ لديه أنه لا يحق له أن يسأل عن شيء لا يعرفه. كما لا ينبغي إجباره على الاعتذار من دون إيضاح السبب، حتى لا تصبح كلمة "آسف" مجرد كلمة فارغة يرددها بمناسبة ومن دون مناسبة.

التصرف المثالي هو أن تعلم الأم طفلها أنه ينبغي عليه التفكير في ما يود قوله قبل أن يتفوه به، وأن يعتاد على مراقبة الناس حوله من دون أي تعليق. ولكن يؤخذ في الإعتبار أن تطبيق الطفل هاتين النصيحتين، سوف يستغرق بعض الوقت، إلا أنه كلما تم ذلك في سن مبكرة، كانت النتائج أكثر إيجابية، وفي ما يلي نعرض بعض الحالات التي يحتاج الطفل فيها إلى أن يتعلم مراعاة مشاعر أصحابها وعدم التفوه بأي تعليق جارح أو خارج عن حدود الأدب واللياقة.


الفروق الجسدية
تعليق الطفل: لماذا هذا الرجل بطنه منتفخ؟
كيف ينبغي أن تردي؟ يختلف الناس من حيث الحجم والشكل، أو نعم أنه شخص سمين، فسوف نتحدث عن هذا الأمر لاحقاً عندما نعود إلى المنزل.

الاعتذار للشخص: أنا آسفة إنه يمر بمرحلة التعرف على الفروق الجسدية بين الناس.

الدرس في البيت: ما حدث يعتبر فرصة ذهبية تتيح لك تعليم طفلك كيف يتقبل الناس على اختلاف أشكالهم، دعيه يعرف أن العالم يزخر بأنواع متعددة من البشر الذين يختلفون عن بعضهم بعضاً من حيث الشكل واللون وهذا ما يجعله جميلاً وممتعاً. وأوضحي له أنه ليس من اللائق أن نعلق على الأشياء أو الصفات السلبية لدى الآخرين على مرآهم ومسمعهم، لأن هذا الأمر ربما يؤذي مشاعرهم، وتذكري أن ينبغي أن تثني عليه عندما يحسن التصرف بعد ذلك.

مظاهر كبر السن

تعليق الطفل: انظروا إلى كل هذه الثنيات والتجاعيد في وجه تلك السيدة!
كيف ينبغي أن تردي؟ نعم، لديها ثنيات وتجاعيد، لأنها أكبر منّا سناً، تماماً مثل جدتك.

الاعتذار للسيدة، عفواً لقد بدأت هذه الأشياء تلفت انتباهه في الآونة الأخيرة، فهو يسألني كل يوم عن الثنيات الظاهرة في جبيني ورقبتي.

الدرس في البيت: أخبري طفلك أنه ينبغي عليه احترام الأشخاص الأكبر سناًَ، وأوضحي له أنه ليس من الأدب أن نتحدث عن الأشياء التي لا تعجبنا لدى الآخرين، على هذا النحو. واغتنمي الفرصة لتتحدثي إليه عن مسألة التقدم في العمر، لكي يفهم أنها واحدة من حقائق الحياة. قولي له: أن الجسم يتغير بصفة سنوية مع التقدم في العمر، وأنه في مثل حالته ينضج جسمه ويصبح أكثر قوة عاماً بعد عام، حيث يستطيع أن يركض أسرع من السسابق كما أنه يزداد ذكاء. ولكن في مثل حالتك يبدأ الجسم يفقد قدراً من قوتهعاماً بعد عام وتظهر التثنيات والتجاعيد في الوجه، لكي لا يشعر بالخوف أو يتكون لديه انطباع سلبي عن طبيعة الحياة، أخبريه أن لكل مرحلة مميزاتها وأن الإنسان يستطيع أن يستمتع بحياته في كل مراحلها.

الفقراء والمساكين
تعليق الطفل: لماذا تجلس هذه المرأة على زاوية الشارع وتطلب النقود من الناس؟
كيف ينبغي أن تردي؟ ربما لايوجد لديها نقود لشراء الطعام أو الملابس، ولهذا تطلب من الناس مساعدتها.

الاعتذار للسيدة: عفواً أرجو أن تعذريني، فابنتي شعرت بالقلق عليك ولا تقصد أبداً إهانتك.

الدرس في البيت: مما لاشك فيه أن منظر السيدة وهي تطلب النقود من الناس أربك الطفلة وهي بحاجة إلى تفسير يسهل عليها فهمه، كأن تقولي لها: إن بعض الناس ليست لديهم وظائف، وينبغس على الجميع مساعدتهم. كما لفت انتباهها السيدة التي تطلب النقود، خذي في الاعتبار أنها ربما تنتبه بعد ذلك إلى الأشخاص الذين ينامون في الشوارع والأماكن العامة. وإذا أبدت تعاطفاً معهم، وعبرت عن رغبتها في مساعدتهم، فلا تمنعيها واقترحي عليها أن تتبرع لأحدهم بجزء من مصروفها، ولكي تشعر بالإطمئنان، والأمان، وتقدّر الوضع الذي تعيش فيه، من المهههم أن تقولي لها: إننا عائلة محظوظة، لأن لدينا منزلاً جميلاً نعيش فيه ولا نحتاج إلى مساعدة أحد.

الأشخاص المعاقون

تعليق الطفل: لماذا تجلس هذه المرأة على كرسي متحرك ولا تسير على قدميها مثلنا؟
كيف ينبغي أن تردي؟ لأنها مريضة ولا تستطيع المشي.

الاعتذار للسيدة: آمل ألا يزعجك تعليق ابني، لأنه لم يسبق له أن رأى شخصاً يستخدم كرسي متحركاً من قبل.

الدرس في البيت: أوضحي له أن بعض الناس لا يستطيعون المشي على أرجلهم، ويحتاجون إلى كرسي متحرك ليساعدهم على التنقل. واقترحي عليه أنه في المرة المقبلة عندما يصادف شخصاً على كرسي متحرك أو لديه نوع من الإعاقة، أن يحاول التحدث إليه بلطف وتعاطف، بدلاً من التحدث عنه بصوت عال وبطريقة غير مهذبة.

لون البشرة

تعليق الطفل: هذا الرجل لونه أسود!
كيف ينبغي أن تردي؟ نعم هذا حقيقي، وهناك غيره كثيرون لأن لون البشرة يختلف من شخص إلى آخر.

الاعتذار للرجل: اعذرني، ابنتي لتوها بدأت تتعلم التمييز بين الألوان.

الدرس في البيت: أكدي لطفلتك أن الناس يختلفون في لون البشرة، وأوضحي لها أن الأمر خارج عن إرادتهم، لأن كل إنسان يرث لون أبويه، ولكن لون البشرة لايعدو كونه قشرة خارجية يختلف لونهامن شخص إلى آخر ولكننا في الأصل نتساوى جميعاً في كوننا بشراً.

الرائحة الكريهة
تعليق الطفل: هذا الرجل رائحته كريهة!
كيف ينبغي أن تردي؟ ربما هي رائحة المكان.

الاعتذار للرجل: الأطفال يتفوهون ببعض السخافات من حين إلى آخر.

في البيت: أخبري طفلك أنه عندما يلاحظ شيئاً لا يعجبه لدى أحد الأشخاص، ويريد أن يخبرك به فعليه أن يهمس لك به في أذنك ولا يقوله بصوتٍ عال مسموع. أعلميه أن لكل شخص عيوبه ولا أحد مثالياً، وأن الكبار مثلهم مثل الأطفال ينبغي عليهم الاعتناء بنظافة أجسامهم بصورة منتظمة، ولكن الوقت في بعض الأحيان لا يكون متاحاً أمام بعضهم للإستحمام، وأن بعض الناس تنبعث منهم رائحة كريهة لأسباب مرضية، واغتنمي الفرصة لديه لتعزيز عادات النظافة لديه من خلال التحدث عن أهمية الاستحمام بالماء والصابون وغسل اليدين بعد الدخول إلى الحمام وبعد الإنتهاء من اللعب في الخارج.



--------------------

;)اتمنى الفائدة لكم
وحسن الخلق لصغاركم،،:o