السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



فضــائل يوم عرفه

الكاتب الشيخ هاني حلمي



الفضيلة الأولى: هو اليوم الذي أتم الله فيه الدين وكَمُلَت علينا النعمة



جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، قال: أي آية، قال: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا }[المائده :3]، فقال عمر: "إني لأعلم المكان الذي نزلت فيه واليوم الذي نزلت فيه نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرفات في يوم جمعة" [متفق عليه]



وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب" [رواه أبو داوود وبن ماجه وصححه الألباني]



الواجب العملــى:



حيث أنه يوم عيد وهو اليوم الذي أكمل الله لنا فيه الدين وأتم علينا فيه النعم...يكون لنا فيه عبوديتين.. الأولى: الشكر.. الثانية: الفرح.. يجب أن تفرح برحمة الله وتفرح أن الله تعالى بلغك هذا اليوم.. أن تشهد هذا اليوم .. يوم العتق الأكبر في حياتك ..



لو بُلغته فهذه من أبلغ وأعظم النعم.. فلما تكون فَرِحًا القلب يُسكب فيه حب الرحمن ... و ستشعر الفضل ينزل والرحمات .. وعليك بالتكبير لأن هذا يوم عظيم يجب أن تُعظم ربك فيه.



وعليك أن تُكثر من الثناء عليه لأن من أسباب رفع الدعاء وقبوله كثرة الثناء على الله تعالى. هذه تُسمى عبادة التملــق وهي تعني أن لا تعرف كيفية الثناء على الله تعالى فتمدح ربك .. فيمتلأ قلبك بها ويحبها منك جدًا .. هذا هو شأن الحبيب مع حبيبه .. جرب وأنت تعرف معنى حب الرحمن.



الفضيلة الثانية : اليوم الذي أخذ فيه الميثاق على ذرية آدم



عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان يعني عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلا قال {..أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ، أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [الأعراف: 172,173]" [رواه أحمد وصححه الألباني]



هل تستشعر عظمة الإسلام؟ وتشعر أنك من غيره تضيع؟ إن أحسستها فعلاً ستعلم أن هذا اليوم هو الذي جعل الله لك فيه الفطرة السليمة التي تهتدي بها إلى الحق وإلى طريقه وإلى الصراط المستقيم ستحتاج منك شكر النعمة جدًا.. وتحتاج أن تحمده جدًا.



الفضيلة الثالثة: يوم عظيم أقسم الله به تعالى فى القرآن



أقسم به الله تعالى في سورة البروج {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}[البروج: 3] .. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة" [رواه الترمذي وحسنه الألباني]



فيُقسم سبحانه وتعالى بالسماء وبيوم القيامة وبيوم الجمعة ويوم عرفة أن أصحاب الأخدود قُتلوا .. فكل هذا يدل على العلو والرفعة والنور .. لأن هناك أناس سيمرون على الصراط كالكوكب الدري وهؤلاء هم أهل الدرجات العلى، أهل السماء، أهل العلو يوم القيامة ..



هل تريد أن تصل للرفعة؟ هل تريد أن تكون من أهل النور السابغ يوم القيامة؟ .. الأمر يحتاج:



أن تُعظم هذه الأيام المعظمات .. قالوا العظيم لا يقسم إلا بعظيم، ولذلك هي أيام عظيمة، فعظمها وحافظ على نفسك فيها جدًا وأجعل لها ألف حساب، يوم الجمعة في الأسبوع ويوم عرفة (وشاهد ومشهود )، ولن تؤتى ذلك إلا بالبذل والتضحية التي تتمثل في قصة أصحاب الأخدود، فهم أناس قتلوا وحرقوا وقذفوا بالمجانيق في النار وما صدهم ذلك عن دينهم.



إذًا تحتاج أن تضحى .. "..فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" [رواه مسلم]



من سيبيع هو من سيعتق يوم العتق الأكبر...



تحتاج شيئًا عمليًا .. تتصدق بصدقة كبيرة .. لا تنام من الفجر إلى المغرب.







وتحتاج أيضًا أن تمسك مصحفك طوال اليوم وعليك أن تُكمل ختمة، أو أن تقرأ قراءة كثيرة بحيث تكون جالس لا تعمل شيء آخر.. أترك كل شيء فهذا



*يوم العتق الأكبر*



الفضيلة الرابعة:أن صيامه يكفر السنة الماضية والقادمة



عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عرفة فقال " صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" [رواه مسلم]



إنما هذا يوم يكفر الله به سيئاتك،نحن لدينا حسن ظن بالله ولكن مسألة القبول ليست لنا،فالمؤمن يعمل العمل وقلبه وجل .. {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون:60]







المصادر:



درس "ولدت يوم عرفة" للشيخ هاني حلمى