عدم الفوز بشبكة المحمول الثالثة يهدد مستقبل المصرية للاتصالات السبت 29 / 4 / 2006

كتب ـ حمدي الجمل

رغم تأكيد المهندس عقيل بشير‏,‏ رئيس الشركة المصرية للاتصالات بأن الشركة ستنافس بقوة للفوز بشبكة المحمول الثالثة‏,‏ حيث سحبت بالفعل كراسة الشروط الخاصة بالمواصفات المطلوبة لشبكة المحمول‏,‏ وإن الجدوي الاقتصادية هي العامل الحتمي لقرار الاستمرار في المناقصة من عدمه‏,‏ إلا أن التكهنات تشير إلي أن الشركة المصرية تعتزم الانسحاب من المناقصة أو علي الأقل عدم المزايدة‏,‏ وذلك لصالح شركات أخري‏.

لكن هذه التكهنات لاتستند إلي معطيات مادية ملموسة‏,‏ حيث إن العامل الاقتصادي هو الفيصل في هذه الصفقة‏,‏ إضافة إلي أن الجدوي الاقتصادية لشبكة المحمول الثالثة مضمونة‏,‏ لاسيما أن المستقبل يعتمد علي الاتصالات المتحركة وأن الشركة المصرية ممثلة في الحكومة لا ينقصها الأموال ولا تعاني ندرة الموارد أو الخبرات للدخول في المزايدة علي الشبكة الثالثة للمحمول‏,‏ إذ يكفي أن تدفع الـ‏6‏ مليارات جنيه التي حصلت عليها الحكومة جراء بيع‏%20‏ من أسهم المصرية للاتصالات‏.‏

التكهنات وصلت إلي مجلس الشعب‏,‏ حيث ستناقش اللجنة الاقتصادية خلال الأيام القادمة طلب إحاطة مقدم من النائب حمدي الطحان‏,‏ رئيس لجنة النقل والمواصلات يطالب فيه بضرورة إعطاء الأولوية للشركة المصرية للاتصالات في الحصول علي مناقصة الشبكة الثالثة‏,‏ وعزا ذلك إلي أنه لا توجد شركة في العالم لديها شبكة للتليفونات الثابتة ولا تمتلك شبكة للمحمول‏,‏ كما أن أسهم الشركة المصرية ستتعرض للهبوط مما يهدد استثمارات المصرية إضافة إلي أن المنافسة بين شركات المحمول الثلاث سيهدد شبكة التليفون الثابت ويعرض مستقبل الشركة المصرية للاتصالات للخطر‏.‏

وإن كانت تقديرات النائب حمدي الطحان حقيقية وتصب في صالح الشركة الوطنية‏,‏ إلا أنها ضد آليات السوق ومبدأ الاقتصاد الحر ولا تتسق مع منهج تحرير تجارة الخدمات وتضع مستقبل الاستثمارات الأجنبية علي المحك‏,‏ وتشيع جوا من الضبابية بعد أن وصل عدد الشركات المتنافسة علي كعكة شبكة المحمول الثالث أكثر من‏23‏ شركة أجنبية وعربية‏.‏

الدكتور مصطفي الجبلي‏,‏ رئيس شعبة الاتصالات في غرفة صناعة البرمجيات أكد لـ الأهرام العربي أنه متفق تماما مع طرح إعطاء الأولوية للشركة المصرية للاتصالات في الحصول علي الشبكة الثالثة‏,‏ حيث لا توجد شركة لديها شبكة للهاتف الثابت في العالم‏,‏ ولا تقدم معها خدمات الهاتف المحمول‏.‏

غير ذلك فإن مستقبل المصرية للاتصالات مظلم لأن الهاتف المتحرك هو لغة الحاضر هو كل المستقبل بعد أن أصبحت الاتصالات تعتمد علي الحركة الكاملة‏,‏ وإذا لم تقدم الشركة المصرية للاتصالات الحركة الكاملة فهناك قلق كبير علي مستقبل الشركة والعاملين بها‏,‏ وضياع نحو‏26‏ شركة في‏26‏ محافظة مصرية‏.‏

ولفت إلي أن ثقة الناس في الشركة المصرية كبيرة‏,‏ فلماذا الخوف من حصولها علي الشبكة الثالثة خاصة أن الجدوي الاقتصادية للهاتف المتحرك مضمونة في ظل تنامي الطلب علي الخدمات التي يقدمها مؤكدا أننا في أمس
الحاجة للشبكة الثالثة‏,‏ حيث ستقدم الخدمات الخاصة بالبعد الاجتماعي في المناطق النائية والبعيدة في مصر‏.‏ وشدد الدكتور الجبلي علي أهمية أن تدخل الشركة المصرية للاتصالات في تحالف مع شريك أجنبي‏,‏ لأن العمل مع شركاء أجانب سيخلق سوقا خارجية للمصرية للاتصالات‏,‏ مشيرا إلي أن هيئة البريد ليست مشغلا للخدمة‏,‏ لكنها مستثمر للخدمة‏,‏ ومن الناحية الإستراتيجية لابد أن تكون الخدمة من قبل شركة وطنية حتي تزدهر وتكبر‏.‏
وحذر من أن عدم فوز المصرية للاتصالات بالشبكة الثالثة سيخرجها عمليا من تقديم الخدمات الدولية بعد إعطاء تراخيص لشركات جديدة في هذا المجال‏,‏ إلا أنه أكد أن الصمت الرهيب من قبل المسئولين عن المصرية للاتصالات تثير الشك والريبة‏,‏ وإن كانت هناك ضغوط علي الشركة لعدم الدخول في المناقصة بالفعل سيكون خطأ سياسي قاتل سيعرض مستقبل الشركة للخطر‏.‏

وأشار إلي أن التنازل عن الرخصة الثالثة في عام‏2003‏ كان خطأ جسيما من قبل الحكومة‏,‏ ويجب تداركه قبل فوات الأوان‏,‏ مشيرا إلي أن الحكومة حصلت علي‏6‏ مليارات جنيه من بيع‏%20‏ من أسهم الشركة المصرية للاتصالات في البورصة خلال ديسمبر الماضي‏,‏ وتساءل لماذا لا تقوم بشراء الشبكة الثالثة بهذا المبلغ؟ مما يعني عدم تحمل الدولة أية أعباء مالية‏.‏
وأكد أن تطبيق آليات السوق يعني تشجيع المنافسة ومنع الاحتكار‏,‏ وذلك لن يتأتي في سوق المحمول في مصر إلا بحصول المصرية للاتصالات علي شبكة المحمول الثالثة‏.‏


والشاهد أن مزايدة الشبكة الثالثة تشهد منافسة شرسة بين‏23‏ شركة ومؤسسة عالمية وعربية قامت بسحب كراسة الشروط والمواصفات منها‏15‏ شركة عربية وهي شركتا دو واتصالات الإماراتيتان‏,‏ وشركتا الوطنية‏,‏ وإم تي سي الكويتيتان‏,‏ وشركتا كيوتيل‏,‏ وإن تي سي القطريتان‏,‏ وشركة بتيلكو البحرينية والاتصالات السعودية‏,‏ وشركة الاتصالات المغربية‏,‏ وشركة إنفست كوم اللبنانية‏.‏ كما تدخل المنافسة‏5‏ شركات أوروبية وهي شركة تركسيل التركية وتليكوم إيطاليا‏,‏ وتلينور النرويجية‏,‏ وإم تي إس‏,‏ وإيه إف كيه الروسيتان وشركتان أسيويتان هما شركة ريليانس الهندسة‏,‏ وشركة عرب آسيا‏,‏ إضافة إلي شركة أمريكان تليكوم الأمريكية‏.‏


ومع اقتراب موعد انتهاء تلقي العرض الفني المقرر له يوم‏4‏ مايو القادم بدأت ملامح بعض التحالفات تتضح وإن كانت بعض الشركات الأخري مازالت تجري مفاوضات مع شركات أخري للدخول معها في شراكة ومن بين هذه التحالفات اتصالات الإمارات التي تحالفت مع البنك الأهلي المصري‏,‏ وشركة مشرق تليكوم التي يمتلكها جمال السادات ابن الرئيس الراحل جمال السادات‏,‏ وإن كانت هناك مفاوضات لم تحسم بعد مع الهيئة القومية للبريد‏.‏

ومن بين التحالفات التي اكتلمت معالمها تحالف شركة الأهلي القابضة للاتصالات التابعة للبنك الأهلي مع شركة تليفور النرويجية وهي شركة رائدة في مجال الهاتف النقال‏*‏