شوائب التفسير يا غير مسجل في القرن الرابع عشر الهجري هام جدا للجميع

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

شوائب التفسير يا غير مسجل في القرن الرابع عشر الهجري هام جدا للجميع

صفحة 5 من 6 الأولىالأولى ... 4 5 6 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 58

الموضوع: شوائب التفسير يا غير مسجل في القرن الرابع عشر الهجري هام جدا للجميع

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    47
    آخر نشاط
    14-11-2011
    على الساعة
    09:27 PM

    افتراضي

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
    بسم الله ماشاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله
    بارك الله فيك و عز الاسلام بك و عزك به

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    05:55 PM

    افتراضي

    شوائب القرن الرابع عشر الهجري - 2 -




    6- موقف أبي الأعلى المودودي من العقل:

    قال في تفسيره "تفهيم القرآن": "والشرط الأساسي لفهم القرآن الكريم أن يتناولـه الدارس بعقل متفتح غير متحيّز إليه أو عليه، وسواء كان المرء يؤمن به كتاباً منزلاً من الله أم لا فعليه أن يحرر ذهنه بأقصى ما يمكنه، ويبعد عن التحيّز ويتخلص من كافة الآراء التي كونها واكتسبها مسبقاً، ثم يقرؤه بالرغبة المجردة في فهمه. أما الذين يدرسونه في ضوء المفاهيم المسبقة فلن يجدوا فيه غير أفكارهم فحسب. ولهذا لا يستطيعون الوصول إلى ما ينبغي فهمه وتبليغه من القرآن الكريم، وإذا كانت طريقتهم هذه لا تنفعهم دراسة أي كتاب فكيف تنفعهم دراسة القرآن الكريم، وهو الكتاب الفريد"(1 ).

    7- موقف د. عبد الكريم محمود الخطيب من العقل:

    قال: "فإننا إذ نقرأ قوله تعالى للنبي :  فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ( 2) . نلمح في وجه الآية الكريمة دعوة إلى البحث والنظر، وتقليب حقائق الأمور، وعرضها على العقل، ووزنها بميزانه، قبل الأخذ بها، وألا يقبلها قبول استسلام وإذعان من غير اقتناع قائم على الدراسة والتأمل، ومهما كانت ثقة الإنسان في مصدرها، فإن هذا لا يحرم العقل حقه من النظر فيه، نظر بحث وتفحص. إن الشك كما يقولون هو أول مراتب اليقين"
    ( 3).
    وقال د. الخطيب عند تفسيره لقوله تعالى:  قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ

    (4):.هذا هو عنوان الرسالة الإسلامية وهذا هو ملاك أمرها استخدام العقل، واحترام معطياته، وذلك بالتفكير الفردي والجماعي معاً، تفكيراً حراً مطلقاً من كل قيد، محرراً من تلقيات سابقة. فالعقل في مواجهة الرسالة الإسلامية محمول على أن يفكر، وأن يتحرك في جميع المجالات غير مقيد بشيء أو مشدود إلى شيء"(5 ).

    وقال د. الخطيب عند تفسيره لقوله تعالى:  هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (6).

    تحت عنوان: أسباب الخلاف بين أصحاب الأديان وبما يتذرع الإسلام لحسم مادة هذا الخلاف فتوجه إلى العقل العصري، العقل الحديث، فالذي يريده الإسلام، ونريده نحن هو أن يضع العلماء والفلاسفة والمفكرون هذه العقيدة موضع الشك والإنكار إن شاءوا ثم ليعاملوها معاملة القضايا التي ينكرونها، أو يتشككون فيها، وليمتحنوها بكل ما فتح به عليهم من العلم من أساليب الامتحان ثم ليحكموا بعد هذا على الإسلام بما ظهر لهم على محك الفحص والاختبار –ويقول– إن الإسلام ليتقبل هذا الحكم في غبطة ورضى"(7 ).

    وقال: "إن الأيام ستثبت صدق هذه الدعوة التي ندعيها لعالمية الإسلام لأننا لا نقيم هذه الدعوة على عاطفة دينية نحو الدين الذي ندين به، وإنما نقيمها على ما نستشفه من كلمات الله"(8 ).

    وقال في استغناء الإنسان عن الدين: "والإنسانية زمن البعثة المحمدية كانت –كما قلنا- في آخر مرحلة من مراحل سيرها نحو النضج العقلي، والكمال الإنساني.. كانت بمثابة طفل درج في مدارج الحياة، حتى بلغ مبلغ الرجال، وكان عليه بعد هذا أن يستوفي حظه من الحياة، وأن يأخذ مكانه فيها غير مستند إلى شيء غير ذاته
    "( 9).
    فالخطيب جعل الإنسان لا يستند إلى الأديان بل يستند إلى ذاته فحسب، وبهذا يصبح الناس متقاربين.
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    05:55 PM

    افتراضي


    مناقشة الأقوال السبعة:


    1- من يجل النظر في كتب أصول الفقه –وهي تبحث في تحديد الأدلة الشرعية، وتبين أسس فهم القرآن– لا يجد من يزعم أن العقل من مصادر التشريع.

    ولا يوجد دليل قطعي ولا ظني يخوّل العقل مشاركة الوحي في التشريع. وقصارى ما أسند إليه الشرع هو: تحديد مناط الحكم، والقياس، والاستدلال بالنصوص.

    وهو مقيّد بالنص واللغة ولم يجعله مستقلاً.
    قال الشاطبي: "إن الأدلة الشرعية في أصلها محصورة في الضرب الأول –النقل المحض أي الكتاب والسنة– لأننا لم نثبت الضرب الثاني –الرأي المحض– بالعقل. وإنما أثبتناه بالأول.
    وفسر ذلك كدلالته على أن الإجماع حجة. وعلى أن القياس حجة. وما كان نحو ذلك"(10).
    ومن الدارج المتواتر بين المسلمين القول بالحكم الشرعي والحكم العقلي، والدليل الشرعي والدليل العقلي، مما يدل على مغايرتهما. فالقول بأن العقل من مصادر التشريع يعد من الشوائب.
    فضلاً عن أنَّ إعطاء العقل دور القوامة على الشرع يعارض أصول العقيدة وأصول الفقه في الإسلام.

    2- من يقبل العقل دليلاً لإثبات أحكام الشرع فإنه يجوّز إبطال الشريعة بالعقل. وهذا محال باطل كما قال الشاطبي( 11). وأصل المسألة إذا تعارض النص مع الواقع المحسوس. ومنه قوله تعالى:  وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً(12).
    فيقتضي فهم النص على أنه من باب الأمر بلفظ الخبر –وهو أسلوب جرى على معهود العرب- ولأن المخبر مقطوع بصدقه فيصبح المعنى: يحرم على المؤمنين أن يجعلوا للكافرين عليهم سبيلاً. وقد بحث الأصوليون مسألة تعارض الأدلة وقالوا لا يقع تعارض بين قطعيين من النصوص الشرعية. وكذلك لا تعارض بين ظنيين إلا في حالة النسخ. والمسألة مبسوطة في كتبهم، لكننا لم نجد منهم من يقول بتعارض العقل والتشريع من نصوص الوحي. وقصارى ما يقوله علماء المسلمين إن الأدلة الشرعية لا تتنافى مع قضايا العقول. وهذا لا يعني أن تكون العقول بها القوامة على الأدلة الشرعية.

    وقد وضّح الشاطبي معنى هذه المقولة: "إنها –الأدلة الشرعية- تصدقها العقول الراحجة، وتنقاد لها طائعة أو كارهة لا أن العقول حاكمة عليها ولا محسنة فيها ولا مقيّمة"(13 ).

    وقال في المقدمة العاشرة: "إذا تعاضد النقل والعقل على المسائل الشرعية فعلى شرط أن يتقدم النقل فيكون متبوعاً، ويتأخر العقل فيكون تابعاً.
    فلا يسرح العقل في محل النظر إلا بقدر ما يسرحه النقل"( 14). وبذلك تكون مقولة تعارض العقل والنقل شائبة وصبغة للدخيل لا صلة للإسلام بها.

    3- تهميش دور السنة النبوية في التشريع وإعلاء دور العقل عليها من الأمور المخالفة للقطعي ثبوتاً ودلالة. وللمعلوم من الدين بالضرورة. فهي شائبة محضة.

    4- ذكر الشيخ محمد عبده إجماعاً ولم يذكر دليلاً عليه فلا يعتد به. بل لم يرد ممن يعتد بإمامتهم وصلاحهم من يقول إن العقل من مصادر التشريع. وهي شائبة دخلت إلى التفسير من الفكر الفلسفي اليوناني وأخذت بها بعض فرق المسلمين منهم الشيعة والمعتزلة، وأخيراً تبنتها المدرسة العقلية الحديثة، أو المعتزلة الجدد بإمامة الشيخ محمد عبده، وسواء أكان تأثر الشيخ محمد عبده بهذه الأفكار من سياحته في الدول الأوروبية المهيمنة على بلاد المسلمين، أم تأثر بالمعتزلة، أم بالفلاسفة أم بالجميع فلا مبرر يقبل شرعاً. وهي تعني في أبسط معانيها أن يكون العقل نداً للشرع بل حكماً عليه وهذا يتناقض مع عقيدة الإسلام.

    5- القول بانتهاء مهمة الدين بكمال الرسالات وحصول الإنسان على استقلال الإرادة واستقلال الرأي والفكر وبهما كملت له إنسانيته قول يناقض الأدلة القطعية الثبوت والدلالة منها:  وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الخيرة من أمرهم (15). ومنها:  وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (16).


    6- ما قاله الشيخ طنطاوي جوهري لا يمت للآية بصلة لا من قريب ولا من بعيد، ولكنه أفرغ ما في قلبه متبعاً شيخه بالقول باستغناء البشرية عن الرسل. ورأى أن الحكماء أشرف وأرقى من الرسل، ورأى أن الخلف الحاضر الذي يتبع الحكمة خير من السلف الصالح الأقربين. وهو أقرب للفلاسفة منه للمسلمين، ثم توصل إلى إلغاء العمل بالقرآن ونسيانه بتشكيل مجلس عام من الحكماء الذين تعلموا العلوم التجريبية لينظروا في شؤون المسلمين في أنحاء المعمورة، وهذه كلها شوائب لا تستند إلى دليل ولا تستحق المناقشة.

    7- القاعدة التي أصّلها الشيخ مصطفى الطير بنيت على مغالطة، فعمر :radia-icon: ردّ قول فاطمة بنت قيس لأنه يعارض القطعي من الكتاب والسنة. وهو حكم شرعي واضح. وأما هو فيزعم أن ما عارض العقل من النصوص يرد. وهو قياس غير مبني على أصول القياس فضلاً عن أنه يعارض القطعي ثبوتاً ودلالة كما مرّ في الرد الخامس.

    8- مقولة الشيخ المراغي الأصغر مبنية على تفسير خاطئ، فالفرقان هو القرآن وليس العقل. وقد قلّد أصحاب المنار في هذه المسألة، كما هي مقولة مبنية على المغالطة في أحد المقدمتين لأن ليس كل ما خلقه الله يكون نتاجه من الله. فالله تعالى خلق العقل وهداه النجدين فإما شاكراً وإما كفوراً. فالشكر والكفر من العقل من حيث الممارسة وليس من الله –تعالى-.

    9- يلتقي أبو الأعلى المودودي في قيله ذاك مع مدرسة أمين الخولي حيث ينزع صفة القداسة عن كتاب الله ويجعله خاوياً من التشريع، ويسمح لكل أحد أن يعتلي أسوار التفسير حتى الكافر والجاهل الذي لا يملك عدة التفسير. وهو يلتقي كذلك مع عبد الكريم الخطيب في جانب آخر وكل ذلك من الشوائب لأنها لا تنضبط بقواعد التفسير.

    10- ما لمحه د. عبد الكريم الخطيب من الآية الكريمة في سورة يونس لا تسعفه اللغة على الإطلاق وفيه قطع الآية عن سابقها ولاحقها. والمقرر في أصول الفقه أن خطاب الرسول خطاب لأمته وكيف يشك الرسول وهو الذي ينزل عليه الوحي، فيكون الخطاب لكل فرد من أفراد الأمة إن كان يشك بالوحي الذي ينزل على محمد فليسأل الذين أوتوا الكتاب من قبل، فمحمد ليس بدعاً من الرسل. ومفهوم الآية يفيد أن من لا يشك لا يسأل.

    فيكون الدكتور الخطيب قد عكس مفهوم الآية للشك في القرآن كدعوة تأثر بها من الفيلسوف الأوروبي ديكارت.

    فهذه شوائب محضة لا تمت للتفسير بصلة.


    وما فعله الدكتور الخطيب في سورة يونس كرره في سورة سبأ  قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ( 17). فقطع صدر الآية عن آخرها، وقطعها عن سابقها وعن لاحقها. ويبدو أن في ذهنه أفكاراً يريد أن يكسبها ثوب الشرعية فسخر تفسير القرآن لخدمة أفكاره وإن كانت النصوص لا تحتملها. فالآية تدعو القوم الظالمين لدراسة ما جاء نبيهم به، ويزعمون أن به جنّة، ونفى عنه ذلك حصر مهمته بالنذارة لهم من العذاب الشديد الذي ينتظرهم لتكذيبهم دعوة الرسل.

    وأما ما قاله الدكتور الخطيب في تفسير آية التوبة  هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ  (18 )
    فلا علاقة له بالتفسير لا من قريب ولا من بعيد، ولا علاقة لنظرية ديكارت بالشك في منطوق الآية ولا في مفهومها ، فهي إخبار من الله – تعالى - لتيئيس المشركين في جهودهم لإطفاء نور الله بأقوالهم . فالآية أحرى أن تعد رداً على الشوائب التي أتى بها للتفسير من أن تدعو للشك في العقيدة الإسلامية وما انبثق عنها من أحكام . ثم إنه جاء بحكم "الإسلام يقبل نظرية ديكارت في غبطة ورضا" ولم يأت عليه بدليل فلا يعتد به. وأخيراً جعل الإنسان لا يستند إلى الأديان بل يستند إلى ذاته. وفي هذا إضلال نسأل الله أن يعفينا منه.

    وفي نهاية المطاف لا يسعني إلا أن أقول إن الدعوة للعقل الحر فكرة مستوردة من أعدائنا، ولها جذور عند الفلاسفة اليونان وتسربت إلى المعتزلة والشيعة والمدرسة العقلية فهي من الشوائب في التفسير في القرن الرابع عشر الهجري.


    ................................ الهامش .................................

    ( 1) القريشي، أليف الدين ترابي بن عالم الدين، الأستاذ أبو الأعلى المودودي ومنهجه في التفسير، رسالة ماجستير في الكتاب والسنة، جامعة أم القرى، ستانسل رقم 554، 1402هـ، مكتبة دار إحياء التراث بالجامعة.
    ( 2) سورة يونس، من الآية 94.
    ( 3) الخطيب، د. عبد الكريم محمود، التفسير القرآني للقرآن، م4، 11/1081، دار الفكر، بيروت.
    ( 4) سورة سبأ، الآية: 46.
    ( 5) الخطيب، د. عبد الكريم محمود، التفسير القرآني للقرآن، م5، 10/754، دار الفكر، بيروت.
    ( 6) سورة التوبة، الآية: 33.
    ( 7) الخطيب، د. عبد الكريم محمود، التفسير القرآني للقرآن، م5، 10/754.
    ( 8) المصدر السابق نفسه، وانظر مثل هذه الأفكار، م11، 22/816، وانظر م5، 10/752-755.
    ( 9) المصدر السابق نفسه، م11، 22/827-828.
    ( 10) الشاطبي، الموافقات في أصول الأحكام، 1/25.
    ( 11) المصدر السابق، 1/49.
    ( 12) سورة النساء، من الآية 141.
    ( 13) الشاطبي، الموافقات في أصول الأحكام، 3/16.
    ( 14) المصدر السابق، 1/49.
    (15 ) سورة الأحزاب، من الآية 36.
    (16 ) سورة القصص، الآية: 68.
    (17 ) سورة سبأ، من الآية 46.
    (18 ) سورة التوبة، من الآية 33.


    ............................... هذا البحث منقول من: ........................................

    شوائــــب التفسيـــر فـي القرن الرابع عشر الهجري
    عبد الرحيم فارس أبو علبة

    .................56.................... يتبع إن شاء الله ...................60...................

    يتبع >>>>>>>>>>>>>>>>>> ب- التفسير بالنظريات العلمية
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    05:55 PM

    افتراضي

    ب- التفسير بالنظريات العلمية


    ظاهرة التفسير العلمي بدت في القرنين السادس والسابع الهجري كانحرافات في التفسير، فوجدت عند الغزالي(1 ) (ت 505هـ)، وله كتاب الإحياء وجواهر القرآن. وقد عمد الحافظ العراقي(2 ) إلى تخريج أحاديث الإحياء وطبعت معه لبيان الحق من الباطل. كما وجد هذا اللون من التفسير عند الفخر الرازي(3 ) (ت606هـ)، صاحب التفسير الكبير. كما وجد عند أبي الفضل المرسي(4) (ت655هـ). وقد قال في تفسيره: "إن القرآن جمع علوم الأولين والآخرين" حتى قال: "لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله –تعالى-"(5 ). ومنهم ابن عربي (ت638هـ) ولقب بمحيي الدين وهو صاحب التفسير والفصوص، والمنسوب إليه الفتوحات المكية، وكان يقول بفكرة الرمز والإشارة في التفسير.
    ولهذا نستطيع القول ونحن مطمئنون أن هذه الشائبة في التفسير قديمة وليست من مؤثرات التيارات الفكرية الجارفة، وليست من الواقع الثقافي الذي كان سائداً في ذلك العهد البائد. ولم تكن هذه الشوائب عامة في تفاسير المسلمين في تلك الحقبة بل كانت عند من رموا بالانحراف والتحريف والزيغ والضلال وهم يومئذ قلة.
    أما التفسير العلمي في القرن الرابع عشر الهجري فكان من تأثير الحياة المادية، وانبهار أهله بما توصل إليه المستعمرون الأوروبيون، فشكل تياراً فكرياً جارفاً مال إلى التفسير بالنظريات العلمية. وكان لهم سلف في هذا الشأن ساعدهم على السير في هذا الاتجاه. وإليك نماذج

    من التفسير بالنظريات العلمية في هذا القرن:

    1- تفسير المنار للشيخين محمد عبده ومحمد رشيد رضا:

    ورد عند تفسير قوله تعالى: ﴿6 يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ﴾(7 )

    "فتكوير الليل على النهار نص صريح في كروية الأرض"(8 ). وفسر اليوم الوارد في القرآن في خلق السموات والأرض بأنه كاليوم من أيام الله في الآخرة.

    وكذلك اليوم الذي يحتاجه العروج إلى عرش الرحمن، وذلك لتوافق نظريات وتخمينات علماء التطور ومنهم دارون الإنجليزي في نشأة الحياة على الأرض(9). وادعى أن آدم –عليه السلام- سبقه آلاف مثله، ولم يكن هو أول البشر على هذه الأرض، وإنما كان أول طائفة جديدة من الحيوان الناطق تماثل الطائفة أو الطوائف البائدة منه في الذات والمادة، وتخالفها في بعض الأخلاق والسجايا. هذا أحسن ما يجلى فيه هذا المذهب"( 10). وهذا يذكرنا بمذهب الإسماعيلية.

    2- تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور:

    قال عن السموات السبع في سورة البقرة بأنها الكواكب السيارة( 11) التي عرفها العرب. وقال عن العرش بأنه المشتري، والكرسي بأنه زحل(12 ). وتحدث عن صناعة الحديد وعرّفه وبيّن أنواعه، وكيفية صناعته، وماذا يصنع منه، وسمى العصر الذي اهتدى فيه الناس لصناعة الحديد بالعصر الحديدي(13 ). وتحدث عن صناعة الزجاج( 14).

    3- الجواهر في تفسير القرآن لطنطاوي جوهري:

    يعد كتاب طنطاوي جوهري أول كتاب تفسير كامل بل والوحيد بما يسمى بالتفسير العلمي في هذا القرن. ويعد رائد المدرسة العلمية في التفسير. وإليك نماذج من تفسيره للتعرف عليه، قال: "إن سبب تفرق المسلمين هو علم التوحيد والفقه، فإذا أرادوا أن يتحدوا ويضموا غيرهم إليهم فعليهم أن يتركوا علم التوحيد والفقه، ويلتفوا حول العلوم التجريبية"( 15).

    جاء بخرافات وإشاعات عن العلم وتعامل معها كأنها حقائق علمية ثابتة منها ما أسماه "بمصل الصدق" يحقن به المرء فيعترف بكل مخزون أسراره، واستعمل على المساجين ونجحت التجربة –على حد قوله-( 16). كما قال إن كل ما يخطر بباله في المنام أو في اليقظة يعد إلهاماً( 17).

    وكان طنطاوي جوهري يهدف من وراء تأليف تفسير علمي ما قاله: "إن ظني بالله جميل أن يجعل هذا التفسير نافعاً للأمة الإسلامية، وأن يكون مساعداً على الانقلاب الفكري في العالم الإسلامي حتى يصبح المسلمون أمـة حكمة وعلم"( 18).

    وهذا يدل على مدى خطورة وجهة التفسير العلمي، فهي ليست لتعميق الإيمان عند الناشئة. وكان يعرض تفسيره قبل نشره على شخص يدارسه حسبما صرح في أكثر من موقع، ويغلب على ظني أنه الشيخ محمد رشيد رضا حسبما قرأت في أوراقه الخاصة. هذا وقد منع الأزهر طباعته في مصر لفرط ما فيه من منكرات ودعوات هدّامة يظهر بعضها في التقريب بين الأديان.
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    41
    آخر نشاط
    09-04-2010
    على الساعة
    02:37 PM

    حول التفسير والمفسرين00

    لا شك أن موضوع شوائب التفسير موضوع هام وخطير كونة يتعلق بكلام أحكم الحاكمين رب العالمين0
    والعرض الذى يعرضة أخينا الكريم عرض طيب وجهد أسأل اللة أن يجعلة فى ميزان حسناتة0 بيد أننى أجدة طويلا جدا أخشى ألا يتابعة الكثيرين 00 فالصفحات ستتجاوز الألف بكثير00
    وهنا أحب أن أدل الاخوة الكرام على كتاب(مناهل العرفان فى علوم القرأن) لفضيلة الأستاذ الشيخ/ محمد عبد العظيم الزرقانى00 رحمة اللة0
    فنجد فى المبحث الثانى عشر من الكتاب باباً هاما فى التفسير والمفسرين وما يتعلق بهما0 وأراة مفيدا لكل الاخوة الأفاضل ويعطى اللازم والضرورى من المعرفة فى هذا المجال0 أسأل اللة أن ينفعنا بما علمنا وأن يكتبنا مع الشاهدين0 وكل عام وأنتم بخير0
    nabilfwzy

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    206
    آخر نشاط
    08-01-2012
    على الساعة
    10:19 PM

    افتراضي

    جزاك الله خيرا يا خ مهتدى بالله وجزى من قام بهذا
    المجهود الكبيير الرائع ...

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    05:55 PM

    افتراضي

    4- تفسير الشيخ أحمد مصطفى المراغي:

    قال عند تفسير قولـه تعالى: ﴿وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾(19).

    "الآية الثانية: وزيادة على دوران الشمس الظاهري وسط النجوم الناشئ عن دوران الأرض حول الشمس مرة في السنة، ثبت لدى العلماء أخيراً أن للشمس حركتين أخريين حقيقيتين:
    إحداهما: حول محورها مرة في كل ست وعشرين يوماً تقريباً وتدل عليها أرصاد كلف الشمس، وهي نقط سوداء تظهر على سطحها بين حين وآخر، وتتغير مواقعها بالنسبة إلى السطح، وتقطع المسافة بين حافتي القرص في زمن قدره 13 يوماً. ثانيتهما: دوران الشمس (ومن حولها توابعها الكواكب السيارة وأقمارها) حول مركز النظام النجومي بسرعة تقدر بنحو مائتي ميل في الثانية، فالشمس واحدة من ملايين النجوم التي تكوّن النظام النجومي والذي ثبت أنه يدور حول مركزه، ونظراً لأن الشمس لا تقع عند مركزه فإن لها حركة دورانية والذي يفهمه الفلكي أو الرياضي من المستقر بجسم متحرك حركة دورانية، أنه المحور الثابت الذي تكون الحركة حوله، أو مركز المدار الدائري لهذه الحركة، ففي الحالة الأولى يكون المستقر هو الخط بين قطبي الشمس. وفي الحالة الثانية: يكون هو مركز النظام النجومي بأسره الذي تدور حوله الشمس وكافة النجوم الأخرى. وإذا علمنا أن هاتين الحركتين الحقيقيتين للشمس لم تثبتا بالبرهان العلمي والأرصاد الفلكية إلا حديثاً أدركنا ما في هذه الآية الكريمة من إعجاز عظيم"(20 ).

    ويلاحظ أن ما سقناه بطوله لا علاقة له بنظم الآيات المشار إليها. بل هو شرح للنظريات الفلكية، ثم استشهد بأقوال د. عبد العزيز باشا إسماعيل(22 )، واستشار عبد الحميد سماحة وكيل المرصد الفلكي بحلوان (21 )، والدكتور عبد الحميد عرابي في نظرية الحمل، أستاذ الرياضيات في جامعة بنسلفانيا( 23).

    وقال عند تفسير قوله تعالى: (( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ( 24): "إن العلم الحديث كشف عن بقاء بعض الناس زمناً طويلاً أحياء وهم فاقدو الحس والشعور، وذكر عن شاب نام نحو شهر في الهند( 25).
    وفي هذا تهوين لمعجزة البعث. فما يعرف في أيامنا هذه بالموت الدماغي ويفقد الإنسان الحس والشعور ليس شبيهاً بالقرية المشار إليها في سورة البقرة. ونوم الشاب الهندي شهراً – على فرض صحة الحكاية – ليس معجزة.
    وفي تفسير سورة الرعد عند الآية 11، عدّ نظريات الدين – على حد تعبيره – تصادق عليها النظريات العلمية.
    وفي تفسير سورة الفيل تحدث عن مرض الجدري والحصبة وجعل الطير من جنس البعوض أو الذباب(26 )، مقتفياً بذلك آثار إمامه الشيخ محمد عبده في تفسير السورة في جزء عمّ(27 ). وتحدث عن طفل الأنابيب في تفسيره سورة الأنعام عند الآية (( إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ (28 ).

    فالشيخ أحمد يحاول أن ينصب من النظريات العلمية برهاناً على الإيمان بالمعجزة الغيبية الواقعة في الماضي مع أنه لا سبيل إليها غير الدليل السمعي القطعي. وجاء بشائبة أن عدّ أحكام الإسلام نظريات أي أنها تحتمل الخطا والصواب. وخطورة المسألة تكمن في أن من قبل النظرية العلمية في الإثبات عليه أن يقبلها دليلاً في نفي الغيبيات كذلك. وإذا وازنا بين تفسير المراغي وتفسير المنار نجده نسخة مكررة من حيث الأفكار.

    5- تفسير القرآن من القرآن لأحمد فائق رشد:
    قال في تفسير سورة الزلزلة: "ليس المقصود هنا زلزلة الأرض الطبيعية ولاشيء كهذا لأن الزلازل الأرضية لا تخرج لنا الأثقال الموجودة فـي باطن الأرض بل بالعكس إذا كانت الرجة شديدة، والهزة قوية مديدة فتبتلع القرى والمباني"( 29). ثم قال:

    "فالمقصود من كلام الله هو غير ذلك بل هو الزلزال الوضعي الصناعي الذي يحدث بواسطة الأيدي البشرية يعني الحفريات العديدة العظيمة التي تقوم بها جماعات وشركات لأغراض مختلفة، منها البحث عن الآثار القديمة، والمدن المطمورة. ومنها –وهو المقصود المطلوب هنا- البحث عن المعادن، الكنوز الثمينة كالذهب والفضة والحديد والنحاس والفحم وسائر المعادن الثقيلة"( ).

    ثم قال: "من يزور (30 ) منجماً واحداً من مناجم التعدين للحديد مثلاً أو للفحم.. يرى(31 ) ما يدهش من جبال الأتربة والصخور المستخرجة من باطن الأرض".
    ولم يكتف مفسر القرآن من القرآن في القرن العشرين بهذا التفسير بل قال: "والمعنى الباطني: الزلزلة: الشك في الإيمان والاضطراب في الاعتقاد وضعف الثقة بصاحب الأمر(32 ). والأرض رمز الأمة"(33 ).

    ولا يخفى أنه كلام هراء لا يستحق الرد عليه، إضافة إلى أنه يجعل فاصلاً بين سابق الآية في السورة ولاحقها فيعطي لآخرها معنى مخالفاً لما يفهم من أولها. وقد ثبت بالاستقراء أن الآيات في السورة متصلة اتصالاً وثيقاً يأخذ بعضها بحجز بعض فثبت بطلان قوله. وزاد الطين بلّة عندما قال بالمعنى الباطني وربطه بالتفسير العلمي لأنه المخرج الوحيد له لتفريغ ما في ذهنه من خواطر وأفكار فالقول بالباطن وبالرمز والإشارة دليل لمن لا دليل له. وهو يرى أن الاعتقاد بوجود باطنية معنوية للقرآن لا يخرج عن تعاليم القرآن نفسه(34 ).

    ويجدر بنا أن نشير إلى أن التفسير العلمي قد يكون عند البعض مجرد شعار للتستر به للدعوة العلمانية. والدعوة للعقل تعني التحرر من الدين. وهذا المفسر مثال واضح. فقد قال عن تفسيره: "وأما تفسيري هذا كتفسيري للكثير من سور وآيات القرآن الكريم وبعض آيات الإنجيل والتوراة، فإنه يختلف اختلافاً كلياً أساسياً مع سائر التفاسير ويعارض ما هو متمكن في أذهان الخواص والعوام، ولكنه في الحقيقة يوافق هذا العصر ويجاري تفكير هذا العصر. وينشطه ويتمشى مع علوم هذا العصر. وينطبق على الحقائق المكتشفة في هذا العصر. ولا يخرج عن دائرة القرآن والعلم"(35 ).

    ....................................... الهامش ..........................................
    ( 1) أبو حامد، محمد بن محمد الغزالي (450هـ-505هـ)، الملقب بحجة الإسلام، اتصل بالوزير نظام الملك فأنعم عليه وأوكل إليه التدريس في المدرسة النظامية ببغداد، أشهر مصنفاته: المستصفى في الأصول، وإحياء علوم الدين، وتهافت الفلاسفة. (وفيات الأعيان، ترجمة 588، 4/216-219).
    ( 2) عبد الرحيم بن الحسين الكردي ثم المغربي، الحافظ زين الدين العراقي (725هـ-806هـ) من مؤلفاته ألفية في أصول الحديث، المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار. (هدية العارفين، للبغدادي، 5/562).
    ( 3) أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن البكري الطبرستاني الأصل (544هـ-606هـ)، الرازي المولد، لقب بالفخر الرازي، اشتهر بعلم الكلام والمعقولات. من تصانيفه: التفسير الكبير، جمع فيه كل غريب ولم يكمله، المحصول في أصول الفقه، وشرح الإشارات لابن سينا. (وفيات الأعيان، ترجمة 600، 4/248-252).
    ( 4) محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل المرسي، السلمي، نحوي، محدث، فقيه (570هـ-655هـ)، رحل كثيراً، من تصانيفه: تفسير القرآن الكبير والأوسط والصغير، مختصر صحيح مسلم، الضوابط الكلية فيما تمس إليه الحاجة من العربية. (معجم المؤلفين، رضا كحالة، 10/244-245).
    ( 5) السيوطي، الإتقان، 2/161، النوع الخامس والستون في العلوم المستنبطة من القرآن.
    ( 6) سورة الزمر، من الآية 5.
    ( 7) تفسير المنار، 1/211.
    ( 8) تفسير المنار، 8/499.
    ( 9) تفسير المنار، 1/258.
    ( 10) ابن عاشور، محمد الطاهر، التحرير والتنوير، تفسير سورة البقرة، آية 29  فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ، 1/385-386، مطبعة عيسى البابي الحلبي، 1384هـ-1964م. وطبعة أخرى للدار التونسية للنشر 1984م.
    ( 11) تفسير التحرير والتنوير، 3/23، 24.
    ( 12) تفسير التحرير والتنوير، 16/36، 37.
    ( 13) تفسير التحرير والتنوير، 18/237.
    ( 14) الجواهر في تفسير القرآن، 3/19-20، وانظر 25/56-57.
    ( 15) الجواهر في تفسير القرآن، طنطاوي جوهري، 3/97-99.
    ( 16) المصدر السابق، 2/235-237، وانظر 19/107-108.
    ( 17) المصدر السابق، م12، 23/9.
    ( 18) سورة يس، الآيات: 37-40.
    ( 19) تفسير المراغي، 23/11، 12، وانظر ص 10-14، من المصدر نفسه.
    (20 ) صاحب كتاب الإسلام والطب الحديث، تفسير المراغي، 7/197.
    (21 ) تفسير المراغي، 30/112-115.
    (22 ) تفسير المراغي، 3/22-23، وانظر تفسيره للآية 260 من سورة البقرة 3/27.
    (23 ) سورة البقرة، من الآية 259.
    (24 )  لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ  (الرعد: من الآية 11)، انظر تفسير المراغي، 13/77.
    (25 ) تفسير المراغي، 30/243.
    (26 ) تفسير جزء عمّ، محمد عبده، ص 161، 162.
    (27 ) سورة الأنعام، الآية: 134. وانظر تفسير المراغي، 8/39، عن تفسير المنار، 8/102.
    ( 28) رشد، أحمد فايق، تفسير القرآن من القرآن في دائرة العلم والعقل والواقع المحسوس، ص42، مطبعة النصر بالفجالة، 1954، والكتاب بالهيئة المصرية العامة للكتاب، تحت رمز تفسير 25905.
    ( 29) المصدر السابق، ص 43.
    ( 30) هكذا وجت في الأصل. وكأن المفسر لا يعرف فعل الشرط وجوابه بأنه يجزم.
    ( 31) هكذا وجت في الأصل. وكأن المفسر لا يعرف فعل الشرط وجوابه بأنه يجزم.
    ( 32) تفسير القرآن من القرآن، ص 48.
    ( 33) المصدر السابق نفسه، ص 49، وانظر قوله بالرمز في تفسير سورة تبّت، ص 6.
    ( 34) المصدر السابق، ص 6.
    ( 35) تفسير القرآن من القرآن، ص 14، المصدر السابق.

    ............................... هذا البحث منقول من: ............................................

    شوائــــب التفسيـــر فـي القرن الرابع عشر الهجري
    عبد الرحيم فارس أبو علبة

    ..........................61................... يتبع إن شاء الله ..................65....................

    يتبع >>>>>>>>>>>>>>>>>>
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    7
    آخر نشاط
    18-10-2006
    على الساعة
    01:32 AM

    افتراضي

    فعلاَ إن للأسلام عزة ووقارا

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    102
    آخر نشاط
    18-11-2006
    على الساعة
    09:56 PM



    بالتوووووفيق ان شاء الله .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    إسلامي الى يوم الدين

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    1,687
    آخر نشاط
    19-09-2008
    على الساعة
    12:15 AM

    افتراضي

    جزاك الله خيرا اخينا العزيز واود ان اقول لك ان شديد الاعجاب بك فى علمك وخلقك جزززززززززززززاك الله كل الخير فى الدنيا والاخره فهدا خلق المسلمين حيث نعت نبينا صلوات الله وسلامه عليه من فوق سبع سموات بقولى تعالى "انك لعلى خلق عظيم"

صفحة 5 من 6 الأولىالأولى ... 4 5 6 الأخيرةالأخيرة

شوائب التفسير يا غير مسجل في القرن الرابع عشر الهجري هام جدا للجميع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الفرق بين التقويم الهجري والميلادي
    بواسطة Lion_Hamza في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 27-08-2017, 11:18 PM
  2. معجزة القرن الواحد و العشرين
    بواسطة حارس العقيدة في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-10-2008, 06:58 PM
  3. التفسير الروحي
    بواسطة ismael-y في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 22-10-2007, 04:51 PM
  4. نص التثليث مش موجود فى المخطوطات اليونانية قبل القرن السادس عشر
    بواسطة islam_is_mercy_4_everyone في المنتدى المخطوطات والوثائق المسيحية والكتب الغير قانونية
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 05-09-2007, 12:28 PM
  5. بعد مذابح القرن: الروانديون يدخلون في دين الله أفواجاً
    بواسطة wela في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-08-2005, 05:06 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

شوائب التفسير يا غير مسجل في القرن الرابع عشر الهجري هام جدا للجميع

شوائب التفسير يا غير مسجل في القرن الرابع عشر الهجري هام جدا للجميع