القبطي الوحيد بين المحافظين اللواء مجدي إسكندر لـ «المصري اليوم»: الاضطهاد كذبة كبيرة.. تقلدت المناصب ولم أشعر بالحرمان من شيء

كتب عبدالحكيم الأسواني
كان المفاجأة في حركة المحافظين الأخيرة، فهو «القبطي» الوحيد بينهم، الذي وقع عليه الاختيار ليكون محافظ قنا.. إنه اللواء مجدي أيوب إسكندر ليصبح أول محافظ قبطي منذ ما يزيد علي ثلاثين عاما.

أكد في حواره لـ «المصري اليوم» أن الاضطهاد «كذبة كبيرة» إذ لم يشعر به في أي مرحلة من مراحل حياته، مشيرا إلي أن أسرته المسيحية، كانت الوحيدة في المنزل بين المسلمين، ولم يشعر بفارق مطلقا، تقلد العديد من المناصب ولم يشعر بحرمان من شيء، أو يواجه ما يحول بينه وبينها، ويجزم بأن الحفاوة التي يجدها من المواطنين تجعله يتمني عمرا فوق عمره ليظل خادما لهم.

يحقق حلمه وحلمهم في حياة عصرية سهلة.. هادئة.. بعيدا عن المشكلات، وأشياء أخري في هذا الحوار..

< عملك كضابط شرطة وبلوغك درجة مساعد وزير الداخلية.. ماذا أفادك كمحافظ؟
ـ منذ تخرجي في الشرطة واحتكاكي بالجماهير لم ينقطع، وهذا الاحتكاك هو أساس العمل التنفيذي، وهذا الطابع الشعبي يفيد أي مسؤول في التعامل مع المواطنين، وإنني كمحافظ مسؤول كل المسؤولية عن الحفاظ علي حقوق المواطنين وأن خلفيتي الأمنية تفيدني في التعامل مع المواطنين بكل فئاتهم وجميع الشرائح الموجودة في المجتمع القنائي.

< هناك من يدعي اضطهاد الأقباط بمصر، فهل شعرت به علي مدار عملك؟ـ
لم أشعر به مطلقا منذ ولادتي، وأنا تربيت في منزل كنا فيه الأسرة المسيحية الوحيدة، وكنا مع بقية سكان المبني عبارة عن أسرة واحدة، وهو ما أثر علي تكويني الشخصي في التعامل مع الجميع، كما أنني لم أشعر به في عملي، حيث تقلدت العديد من المناصب ولم أحرم منها، وهو ما يدل علي أن كل هذا إدعاءات ليس لها وجود، وأن الجميع أبناء لمصر، وأن الاضطهاد كذبة كبيرة.

ترتيبك الثالث كمحافظ قبطي، ومع تمنايتنا بأن يكون هناك المزيد كيف تري مقومات نجاح هذه التجربة؟
ـ ولدت علي أرض مصر وشربت من نيلها وعشت وسأموت مصريا، وحصلت علي جميع الحقوق ومن ثم اتحمل جميع الالتزامات، وسأظل خادمًا للمواطنين لأنهم يستحقون كل شيء.


الأيام الأولي لتوليك المنصب كيف مرت؟
ـ منذ نزولي من الطائرة للوهلة الأولي التي وطأت بها قدماي أرض قنا والحفاوة التي وجدتها في استقبالي من الجماهير والشعبيين والتنفيذيين حددت ماذا أمثل عند هؤلاء الأفراد. فالمواطن القنائي طيب ملتزم يحب قياداته.. يحافظ علي انجازاته وأن أي انجازات تمت وستتم لن تكون إلا بأيدي أبنائها.


كيف توازن بين المواطنين وما علاقتك بالشعبيين والنواب؟ـ
استراتيجية العمل داخل ديوان المحافظة تقوم علي أساس تذليل العقبات أمام جميع المواطنين وإنهاء كل طلباتهم وأتقابل يوميا معهم من خلال الجولات وأسمع منهم لأنني قادم من أجلهم، أما ما يخص أعضاء مجلسي الشعب والشوري فإن مكتبي مفتوح لهم في أي وقت، وننسق معا من أجل المحافظة والارتقاء بها في كل المجالات وما يخص طلبات المواطنين التي يحملها إلي النواب فإنني أقوم بإنهائها في حدود القانون المنظم للعمل.


ما أبرز المشاكل التي وجدتها في قنا؟
ـ أهم المشاكل التي أحاول الانتهاء منها سريعا ضرورة تشييد البنية الأساسية في مدن أخري غير مدينة قنا.


هل يحزنك أنك أتيت لقنا كمحافظ بعد عادل لبيب كما يقال ويشاع؟
ـ أنا سعيد أنني جئت بعد اللواء عادل لبيب، وما تم عمله في عهد المحافظ السابق أحافظ عليه، وأعمل علي زيادته وتطويره وايجاد مجالات أخري، وعادل لبيب له انجازات لا ينكرها أحد كما أن أبناء قنا أسهموا بشكل فاعل في نجاح هذا الإنجاز فهم أصحاب الانجاز الحقيقي في الحفاظ عليه، وأنا أعمل علي الوصول بالمدن الأخري إلي مستوي مدينة قنا، من حيث مستوي التجميل، ولكن لن تصل بهذا المستوي إلا بعد الانتهاء من البنية الأساسية لمدن المحافظة ثم ندخل للقري، حيث إنني أميل للقرية والاعتناء بها حتي يشعر أهلها أنهم لا يقلون شيئا عن أهل المدينة.

كيف تري قانون الإدارة المحلية الجديد؟
ـ اللامركزية التي تمنح المحافظين سلطات واسعة تساعدنا في ايجاد حلول عاجلة لمشكلات قطاعات الخدمات وفي مقدمتها التعليم والصحة والإسكان، كما أن التفويضات الممنوحة لنا كافية إلي حد ما.


هل التفويضات تكفي أم تود أن تكون في صورة قانون؟
ـ التفويضات تكفي، حيث تعطي لنا سلطات أوسع وليست بسيطة كما تعطي لنا اختصاصات وصلاحيات كثيرة، علي الأقل حتي الآن معقولة.

هل لديك مقترحات بشأن قانون الإدارة المحلية الجديد؟
ـ التعديلات والمقترحات المطروحة التي تتبناها الحكومة في هذا الشأن كافية تمامًا.

ما أهم المشروعات الاستثمارية بمحافظة قنا؟
ـ إجمالي المشروعات الاستثمارية التي تمت في الفترة الماضية بلغت اعتماداتها ١٠١.٦ مليون جنيه موزعة علي مختلف القطاعات، وسوف توفر هذه المشروعات العديد من فرص العمل للشباب إلي جانب وضع العديد من التسهيلات لجذب المستثمرين وتخصيص الأراضي بالمناطق الصناعية للمشروعات الاستثمارية مع إعفاء ضريبي لمدة ١٠ سنوات.


وهل هذا يكفي لمواجهة غول البطالة؟
ـ تم عمل مكتب لتشغيل الشباب ويجري حاليا حصر جميع الدرجات الخالية، وحصر جميع فرص العمل المتاحة والتعيين يتم من خلال هذا المكتب دون وساطة أو محسوبية، إضافة إلي تعيين كثير من العمالة في مشروعات الأمن الغذائي بالمحافظة، كما أنه تم افتتاح بعض المشروعات التي سوف تستوعب عددًا من العمالة.

ما الجديد في هذا المجال؟
ـ منذ فترة قصيرة حصلنا علي تخصيص من وزير الزراعة لمساحة أرض مقدارها ٣٥ ألف فدان، ٢٥ ألف فدان منها بصحراء المراشدة، و ١٠ آلاف بوادي قنا ستوزع بمقدار ٥ أفدنة لكل شاب وفتاة مع تذليل أهم مشاكل الاستصلاح المتمثلة في توفير مياه الري عن طريق عمل آبار من خلال منحة ستقدمها وزارة التعاون الدولي للإسهام في عملية استصلاح الأراضي من أجل التنمية الزراعية بقنا.


ما أهم المشكلات التي تواجه المستثمرين بقنا؟
ـ لا توجد هناك مشكلة من ناحية القروض ولاحظت أن مشكلتهم تتمثل في أن دراسات الجدوي غير كافية وخاطئة، وبذلك يحصلون من خلالها علي قروض لا تكفي وتؤدي لتراكم الديون علي أصحابها والمنطقة الصناعية بالكلاحين بقفط قوامها ٢٣ مصنعا يوجد منها ٩ مصانع متعثرة من خلال زيارتي الميدانية للمنطقة قمت بتذليل بعض العقبات التي ساعدت علي عودة أحد المصانع للعمل.


ما تقييمك لتجربة مجالس الأمناء بالصحة والتعليم؟
ـ تجربة ناجحة بالمحافظة طالما أن مجلس الأمناء لا يتدخل في النواحي الفنية، ويتوقف عند الناحية الإدارية فقط وهناك تعليمات مستمرة بجميع المراكز بالمتابعة المستمرة لعمل هذه المجالس.

في الفترة الماضية كثرت التعديات علي الأراضي المملوكة للدولة.. كيف تحافظ علي هذه الأراضي؟
ـ تم تشكيل لجنة علي أعلي مستوي برئاسة وكيل وزارة الإسكان تضم أعضاء من الجهاز التنفيذي وبعض الشعبيين مثل رئيس لجنة الإسكان بالمجلس المحلي كعضو باللجنة، حيث أثبتت اللجنة أن هناك تعديات منذ سنوات بعيدة، وأعدت تقريرا تم تحويله للنيابة الإدارية وأعطيت أوامر للجهاز التنفيذي باستصدار قرارات إزالة لجميع التعديات بالتنسيق مع مديرية الأمن وأن كل مسؤول تثبت النيابة الإدارية أنه تقاعس أو اشترك أو تواطأ سينتظره جزاء إداري عنيف، مع سداد كل المستحقات المالية للدولة ويتم تحصيلها ممن تثبت عليهم هذه المستحقات.


يعاني سكان المناطق الجديدة بقنا العديد من المشكلات منها الانقطاع الدائم للمياه وصعوبة المواصلات.
ـ تم تشغيل محطة المياه القديمة لزيادة ضغط المياه، كما أن المحافظة بصدد إنشاء شركة لمياه الشرب والصرف الصحي مع الحفاظ علي حق العمال وعدم المساس بأسعار متر المياه، أما مشكلة خطوط سير السرفيس فمن خلال جولاتي الميدانية قمت بالقضاء نهائيا علي مشكلة تجزيء خط السير بحيث تكمل السيارة طريقها للنهاية للتخفيف عن المواطنين.


وعدت الباعة الجائلين بعمل أسواق خاصة لهم منذ شهرين ولم يتم التنفيذ.. لماذا؟
ـ تمت مناقشة هذا الموضوع من جميع الجوانب وأين نضع الباعة الجائلين في شكل حضاري لا يؤثر علي المظهر العام، حيث تم تحديد المكان المخصص لهم في الأيام الماضية وتسويره وعمل باكيات لهم من خلال حصر هؤلاء الباعة الذين تم تجميعهم من أكثر من جهة وسيكون البائعون من أبناء المحافظة فقط.


توجد أزمة إسكان بقنا كيف تعمل المحافظة علي حلها؟
ـ من خلال معلوماتي، لا توجد أزمة إسكان بالمحافظة في الوقت الحالي وأن المناطق السكنية التي لم يتم تسليمها حتي الآن لم يكتمل توصيل الصرف الصحي لها، وبالتالي لا يمكن تسكينها بالشباب قبل الانتهاء من توصيل جميع المرافق الخاصة بها.


ارتفاع المياه الجوفية يلوث المياه في إسنا ويهدد المعبد.. ما خطة المحافظة لحل هذه الأزمة؟
ـ تم البدء في مشروع تنفيذ ترميم معبد إسنا وتطوير وتجميل المنطقة المحيطة به بتكلفة مقدارها ١٠٠ مليون جنيه ويتم تنفيذه علي ثلاث مراحل، الأولي لخفض منسوب المياه الجوفية في المعبد والثانية إزالة التعديات علي المنطقة المؤدية للمرسي السياحي علي نهر النيل حتي المعبد، أما المرحلة الثالثة فتتضمن توسعة وإعادة ترميم المعبد مع وضع ضوابط للعمل من أجل الحفاظ علي السائحين واستمرارية العمل.


هل هناك أياد خفية تحاول العبث بأمن واستقرار أبناء قنا من خلال الفتن الطائفية؟
ـ لا توجد فتنة طائفية مطلقًا بقنا، وأبلغ دليل وأكبر رد علي المشككين ما حدث أثناء تعرض أحد الأتوبيسات القادمة من دير الملاك بإسنا للغرق ووفاة عدد من الراكبين، وإصابة آخرين وأن من انتشل الجثث والمصابين من الترعة أبناء القرية المسلمون الذين توافدوا علي المستشفي وقاموا بالتبرع بالدماء وتقديم البطاطين والملابس للمصابين وإحضار النعوش من القري المجاورة لنقل الموتي وهو ما يؤكد أن أبناء مصر جميعًا بخير وأن الجميع يعمل للحفاظ علي الاستقرار للمجتمع، وما يقال إنه فتنة مجرد مشكلات عادية بين الجيران في البيوت أو الحقول.

ما الجديد الذي ستقدمه لأبناء قنا في عيدهم القومي؟
ـ هديتهم إنشاء كلية الطب حيث حصلت علي الموافقة من وزير الصحة بتحويل مستشفي الجهاز الهضمي والكبد من وزارة الصحة إلي وزارة التعليم العالي ليصبح نواة لكلية الطب، وكذلك موافقة وزير التعليم العالي علي هذا الشأن وعرض مشروع افتتاح الكلية في جلسة المجلس الأعلي للجامعات القادم وتم تجهيز المبني بالأجهزة والمعدات الطبية الحديثة،

وتبلغ طاقته ١٥٠ سريرًا وبلغت تكلفة المستشفي ٦٠ مليون جنيه وتم حصر طلاب محافظات قنا وأسوان والبحر الأحمر بكلية الطب بسوهاج وأسيوط وبلغ عددهم ٩٨٧ طالبا وطالبة وأعضاء هيئة التدريس من تلك المحافظات والذين لديهم الرغبة في التحويل لطب قنا أكثر من ٢٠٠ عضو مما سيخدم أبناء قنا وسيوفر عليهم الوقت والجهد والمال، وأن هذا المطلب كان مطلبا ملحا منذ سنوات من جماهير قنا والمجالس المحلية والشعب والشوري.

المصدر:
http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=12643